بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه قصة جميلة أخرى مقدمة لكم من عصابة المخلب الثلاثي
عنوان القصة: (صبي بلا دموع)
القصة:
أتمنى أن أبكي,كان يحدث نفسه بهذه الأمنية كل يوم تقريباً,إنه صبي صغير يدعى ((تامر)),هو الولد الوحيد لعائلة غنية,وجد الدلال المفرط من الجميع,فنشأ أنانياً مغروراً لا يعتني سوى بنفسه وراحتها,لم يكن يهتم بمشاعر الآخرين وأحاسيسهم,ولم يقل يوماً لأحد قام بخدمة له شكراً,كان يظن نفسه الأفضل في هذا العالم,لديه كل ما يتمنى,شيء واحد لم يتمكن من الحصول عليه...((الدموع)).
صدقوني هذا الصبي لم يعرف يوماً البكاء,حاول مراراً أن يتباكى ولم يستطع,قرأ في أحد الكتب أن تقطيع البصل يؤدي إلى تساقط الدموع,جرب هذه الوصفة ولم تنزل له دمعة.
زارهم في أحد الأيام صديق قديم لوالده,أخبره الوالد بأمنية إبنه,فكر الصديق ثم قال:لقد وجدت الحل,عليه بتقطيع البصل كل يوم لمدة أسبوعين متتاليين.أخبره الوالد أن تامر قد جرب تقطيع البصل من قبل,ولم تنزل له دمعة واحدة,فأجابه صديقه عليه أن يقوم بذلك في المطبخ ومع الخدم لمدة أسبوعين.
لم تعجب((تامر))فكره تواجده في المطبخ مع الخدم,كان يعتبرهم مجرد آلات تعمل على خدمته وليسوا بشراً,وآلمته فكرة أن ينزل إلى مستواهم,لكنه كان يتوق فعلاً إلى الدموع فوافق على الفكرة,في اليوم الأول لم يكلمه أحد من الخدم,ولم يتكلم الخدم مع بعضعهم أمامه خوفاً منه,ولم يذرف دمعة واحدة لكنه كان مصمماً على الاحتمال حتى آخر يوم.
يوماً بعد يوم بدأ الخدم بالحديث مع بعضهم,وكان((تامر))يقوم بدور المستمع فقط ويقطع البصل, ولأول مرة في حياته أحس أنهم بشر مثله,لكل منهم حياته ومشاكله وآلامه وطموحه.
فهذا العم((حامد))له سبعة أطفال يعمل ليل نهار ليتمكن من تعليمهم,وهذه العجوز((أم سالم))التي أفنت عمرها في خدمتهم منذ كان والده طفلاً,تعمل بلا كلل متناسية آلام المفاصل التي تعاني منها والرعشة التي أصابتها في يديها,تقوم بكل مع ابتسامة راضية على وجهها,وهذا((أسعد))في مثل عمره تقريباً أحضره والده ليعمل عندهم حتى يتمكن من إعالة نفسه ومساعدة عائلته, صبي في منتهى الذكاء يجري العمليات الحسابية عند شرائه لحاجيات المطبخ بسرعة كبيرة,رغم أنه ترك المدرسة ولم يأخذ دروساً خصوصية ولا شيئاً من هذا القبيل,كان لديه ذكاء فطري يبشر بمستقبل باهر,لو تمكن من إكمال تعليمه.
التكملة بعد الردود
يتبع.........
المفضلات