بسم الله الرحمن الرحيم
قبل حوالي أسبوعين عدت من زيارة لن أنساها طوال حياتي , لأنها ببساطة لن تتكرر , و ستظل جذور هذه الذكريات متغلغلة في وجداني إلى أبد الآبدين , لأنها بصريح العبارة ليست زيارة عادية , بل زيارة إلى عالم من الأساطير و الأعجوبات , بلد يجمع بين عراقة الماضي , و تطور الحاضر , كانت في القدم مجرد جزيرة منعزلة عن العالم الخارجي , لكنها و في زمن قياسي بنت نفسها بنفسها لتصبح دولة صناعية متقدمة , و تصبح واجهة العالم الراغب في الاستمتاع بالنظر إلى اللون الأخضر الفريد و زرقة البحر الجميلة , إنها ماليزيا .. آسيا الحقيقية ..
Malaysia is truly Asia
هذا هو الشعار الذي اتخذته ماليزيا لنفسها , واثقة من كلمة حرف في هذه الكلمات , حيث بلغ عدد السواح إلى ماليزيا الصيف الماضي ما يقارب المليوني سائح و تشير التوقعات هذا العام إلى المليونين و نصف المليون سائح خاصة مع تزامن هذا الموسم مع احتفالات ماليزيا باليوبيل الذهبي للاستقلال ...
بطاقة تعريفية بماليزيا :
العاصمة : كوالالمبور
تاريخ الاستقلال : 31 أغسطس 1957
الموقع الجغرافي :
- تقع في جنوب قارة آسيا
- تجاور المحيط الهندي
- تحدها تايلاند من الشمال
- تجاور إندونيسيا من الجنوب الشرقي و سنغافورة من الجنوب .
الموقع الفلكي :
7 درجات شمال خط الاستواء في منتصف جنوب شرقي قارة آسيا .
نظام الحكم : ملكي دستوري
المساحة : 329750 كيلو متر مربع
عدد السكان : 25720000 نسمة
الكثافة : 78 / كيلو متر مربع
رينجيت MYR :العملة
رئيس الوزراء :
سابقا : مهاتير محمد
حاليا : عبد الله أحمد بدوي
الملك : ميزان زين العابدين
المناخ : حار رطب طوال العام مع أمطار غزيرة ( و كلما خرجنا في رحلة كانت الأمطار تهطل بغزارة كبيرة و لا عجب أنه يوجد هناك الملايين من أنواع النباتات المصطفة بطريقة منظمة و المناظر كأنها لوحة أبدعتها ريشة فنان بارع فسبحانه تعالى فكيف بجنة الخلد !!!!! )
اللغة و الدين الرسمي :
اللغة الملاوية هي اللغة الرسمية في ماليزيا إلا أن اللغة الإنجليزية منتشرة بصورة كبيرة جدا , أما الدين الرسمي فهو الدين الإسلامي , و مع ذلك نسبة المسلمون في ماليزيا لا تتعدى ال 60 % , و للأقليات هناك معابدهم الخاصة و هم يتمتعون بوافر من الحرية الدينية ( حتى أنني كنت أرى المعابد البوذية أكثر من المساجد )
و الآن سأتناول الأفكار التالية على شكل فقرات :
* تاريخ ماليزيا
* اقتصاد ماليزيا
* الأعراق المنتشرة في ماليزيا
* السياسة في ماليزيا
* رئيس الوزراء و رؤية عام 2020
* مشروع الإسلام الحضاري
* أقاليم وولايات ماليزيا
تاريخ ماليزيا :
بدأ تاريخ ماليزيا مع تأسيس ميلاكا (( ملقا )) على يد الأمير السومطري باراميسوارا , الذي كان في رحلة صيد في تلك المنطقة , فاستظل تحت شجرة تدعى (( ميلاكا )) فقرر إقامة إمبراطوريته على تلك الأرض لاعتقاده بأنها مباركة , و بعد ذلك اعتنق الأمير الإسلام و كان ذلك عام 1396م , و بعد ذلك أصبح الإسلام الدين الرسمي في تلك الجزيرة .
و قد تعاقب على المحتلون من البرتغاليون ثم الهولنديون ثم الإنجليز , مما جعل المنطقة مزيجا من الحضارات , و تعد (( ميلاكا )) جوهرة ماليزيا , بمناظرها الساحرة و مناخها المعتدل , و يوجد على شواطئها المنتجعات و الأكواخ و الفنادق الفاخرة , وفي ميلاكا يوجد المتحف الثقافي الذي يوضح ملامح الماضي التليد للمدينة، أيضا من المعالم الأثرية التي تعبر عن ماضي هذه البلاد حصن (( قاموزا )) الذي بناه البرتغاليون عام 1511 ,
و كذلك أقدم مبنى شيده العولنديون في الشرق و هي (( القلعة الهولندية )) و ذلك عام 1641 ,
ومن الآثار الإسلامية مسجد هولو الذي بني عام 1727م ومسجد تراتكويرة الذي يصل عمره إلى 600 عام , إضافة إلى ضريح هانج تواه أحد أبطال ميلاكا في عهد السلطان (( محمود شاه )).
اقتصاد ماليزيا :
اقتصاد ماليزيا متفوق للغاية , يكفي فقط تلك الأعداد الهائلة من الأشجار التي تقوم عليها صناعة الخشب , إضافة إلى معلومة هامة , أن تلك الأجهزة الإلكترونية و خاصة ماركة (( سوني )) في دول الخليج قادمة من ماليزيا و ليس اليابان , كما أن ماليزيا أحد أكبر الدول المنتجة و المصدرة للمطاط , و لقد رأيت بنفسي أشجار المطاط و وقد ربطت إلى جذوعها أكواب حتى تسقط قطرات من مادة لزجة بيضاء هي نفسها المطاط و هي مادة ذات رائحة كريهة جدا جدا , إضافة إلى النحاس و زيت النخيل , و الأهم من ذلك النفط .
هي رابع مصدر للقصدير ,و يعد الأرز هو المحصول الرئيسي في البلاد , لأنه جزأ لا يتجزأ من طعامهم اليومي (( ملاحظة : طعم الأرز لديهم سيء للغاية , و يحضرونه بالبخار , بصراحة إنه سيء فعلا ))
و لكن الأمر الذي يثير الغيظ في الموضوع أن الصينيين البوذيين هم من يتحكمون بالاقتصاد و التجارة , و هم من يملكون المنشآـت الكبرى كالفنادق و الأسواق التجارية و المصانع , و هم أغنى عرق في البلاد , و لكن هذا لا يعني وجود عدد قليل من سكان البلاد الأصليين أغنياء , هناك العديد من المهرجانات طوال العام , و جميعها تتسم بتخفيض على الأسعار و مع ذلك فمن يظن أن الأسعار فيها رخيصة فهو واهم , بالعكس مثلا أنا أعيش في أبوظبي و لا أكذب إذا قلت أن الأسعار في كوالالمبور تفوق الأسعار في أبوظبي .
و راتب الشخص الواحد يتراوح ما بين 2500 – 7000 رينجيت , و أسعار الشقق و السكن لديهم رخيصة جدا , فيمكنك استئجار شقة من أفخم المباني و في أرقى الأحياء بمبلغ 300 رينجيت شهريا فقط (( يجدر بالذكر أن الرينجيت يضاهي الريال تقريبا )) .
الأعراق في ماليزيا :
تعيش أعراق عديدة متجانسة في ماليزيا , العرق الملايو هو العرق الأصلي لسكان البلد ويمثل قرابة 55% من المجموع العام , و الصينيين نسبتهم 25 % أما ال 15 % الباقية هي موزعة على : الهنود , الاندونيسيين , الكمبوديين
, الفيتناميين , اليمنيين . و يشكل المسلمون حوالي 60 % , أما الصينيين هم بوذيين مع أعداد قليلة منهم مسيحيين أما الهنود فهم هندوس , و تبقى أعداد قليلة مسلمة من كلا الجنسين بالإضافة إلى أقليات عربية جاءت للعمل أو العلم .
السياسية الماليزية :
نظام الحكم في ماليزيا هو ملكي دستوري , و يرأسها حاكم أعلى هو ملك , و يتم انتخابه لفترة خمس سنوات من بين 9 سلاطين ل 9 أقاليم مالاوية . المصادر تقول أن الحاكم أو الملك هو منصب شرفي أي أنه ليس له علاقة في اتخاذ القرارت بينما الناس هناك قالوا أن الملك و الوزراء يتشاركا في اتخاذ القرارات بنسبة 50 % لكل منهما . نظام الحكومة شكل على غرار نظام وستمنستر وهو من سنن الاستعمار البريطاني , و البرلمان يوجد في منطقة خاصة تدعى بوتراجايا . طبعا للسياسة الماليزية مواقف مشهودة تقف إلى جانب العرب و المسلمين .يجدر بالذكر أن مهاتير محمد ود/ عبد الله أحمد بدوى يمثلون حزب يسمى أمنو وهو الحزب الحاكم , ويوجد حزب آخر يسمى باس في الولايات الشمالية الأكثر تدينا , وهم من دعاة تنفيذ الحدود على السارق والزاني وحدود الرجم , وأن تكون العطلة الرسمية يوم الجمعة وجدير بالذكر أن كل ما سبق موجود بالفعل في الولايات الشمالية مثل ترينجانو وكوانتان .
رئيس الوزراء و رؤية عام 2020 :
رئيس الوزراء الماليزي سابقا هو مهاتير محمد , ولد عام 1925 م , و قد درس الطب في جامعة (( الملاي )) عام 1974 م , شغل مناصب عدة منها وزير التربية و التعليم , ثم نائب رئيس الوزراء و أخيرا تولى رئاسة الحكومة عام 1981 م . في عام 1970 كتب الدكتور مهاتير محمد كتابا بعنوان "معضلة المالايو" انتقد فيه بشدة شعب المالايو واتهمه بالكسل ، والرضا بان تظل بلاده دولة زراعية متخلفة دون محاولة تطويرها.
و سرعان ما اقنع قادة الحزب الحاكم بقدراته، وصعد نجمه في الحياة السياسية بسرعة، وتولى رئاسة وزراء بلاده من عام 1981 لمدة 22 عاما، و أتيحت له الفرصة كاملة ليحول أفكاره إلى واقع، بحيث أصبحت ماليزيا احد أنجح الاقتصاديات في جنوب آسيا والعالم الإسلامي. كانت لدى مهاتير سياسات تنموية عدة ساعدت في نهضة البلاد في زمن قياسي , و جعل ماليزيا دولة تختلف عن بقية الدول الإسلامية , مضى في رؤاه و فكره هذا متسلحا بالفكر الإسلامي , رافضا كل الدعاوى التي تريد التخلي عن عباءة الإسلام .
هذا الانتقادات التي تطاله من الولايات المتحدة و استراليا و الغرب , الذين لا تعجبهم سياسته المضادة لهيمنة الغرب , و لتصريحاته المثيرة للجدل عن اليهود (( بأنهم يحكمون العالم بالوكالة )) .
المفضلات