حينما يكون الحديث عن طلال مداح!!
هو الإبحار في الفن وروعة الإبداع ونسق الحب الفياض في العطاء.. الحديث عن طلال مداح «طلال عبدالشيخ بن احمد بن جعفر الجابري» هو الدندنة الجميلة على قيثارة الشرق والتاريخ وسماع صوت الموال الفصيح.. يكون البلبل المغرد وآخر جيل العمالقة في الفن والطرب الأصيل إنها الشهادة التي لم يحظ بها أي نجم خليجي آنذاك وأكدها نجوم الفن العربي آنذاك..
دائما الفن هو مرآة الشخصية في كل مقوماتها ولذلك كان طلال مداح يفرز ما في جعبته من الاحساس المنعكس في شخصيته الرائعة وما صادفه من أحداث دراماتيكية في الحياة..
عندما توفيت أمه وذلك عند ولادته قام والده بتسليم طلال الصغير الى خالته حينها تربى في مكة المكرمة ونشأء فيها ثم انتقل إلى الطائف ودرس في مدارسها.. في تلك اللحظات كان طلال مداح مستمعا متذوقا للأغنية عن طريق الإذاعة التي تطرح أغنيات الفنانين العمالقة محمد عبدالوهاب وسيد درويش وأم كلثوم وفريد الأطرش هنا كان يردد تلك الاغنيات بحرفية قبل ان يتعلم العزف على آلة العود المعشوق الدائم والتي احتضنها كثيرا ليفرز من خلالها كل شيء، بدأ يتعلم العزف على العود عند صديقه « عبدالرحمن الخوندله».
ليس غريبا ان يتعلم بتلك السرعة والمهارة الفائقة ولكن المفاجأة بعد ان قام بالغناء لاصدقاء والده وهو في ذلك السن الصغير..ة ولانه فنان جميل ذاع صيته في الطائف ومكة المكرمة، اخذ يغني للمصطافين ويشارك في حفلات الطائف الفنية.. الفنان «عبد الله محمد» الأستاذ الفعلي في حياة طلال الذي تعلم منه أصول الغناء وايضاً محمد الريس..
«البداية الفعلية عبر الإذاعة»
في إحدى الحفلات الخاصة سمعه الأستاذ عباس غزاوي وكان في ذلك الوقت يشغل منصب مراقب عام الإذاعه التي كانت تفتقر للأصوات الغنائية في تلك الفترة وأبدى إعجابه به وقدم له الدعوة للذهاب إلى مدينة جدة للمشاركة في مسرح الإذاعة في عام 1380 ه
«الانطلاقة»
حينها كان طلال مداح يبلغ من العمر عشرين عاماً بعد ان تفرغ للفن وكان يعمل في بريد الطائف فغنى اغنية «وردك يا زارع الورد» التي لفتت الانتباه كأغنية كانت الاجمل وتعتبر اول اغنية عاطفيه في السعودية وهذه الأغنية كانت اللحن الثاني له بعد أغنية « شفت القمر في المرايا»،
كانت هذه الأغنية هي الانطلاقة الحقيقية لطلال مداح فأشتهر في السعودية بعد إذاعتها ثم قام بعد ذلك بتلحين أغنية(أبها) وهي الأغنية الثانية التي غناها في الحفل الثاني لمسرح الإذاعة بعد شهر من الحفل الأول
«الانطلاقة خارج الحدود»
اخذ «طلال مداح» على عاتقه إيصال الأغنية السعودية خارج الحدود حيث يعتبر من الاوائل في نشر الأغنية السعودية خارج حدودها.. اتجة إلى لبنان في العام 1982م وسجل اول اسطوانة بعد ان تعاون مع الملحنين «عمر كدرس» و«عبدالله محمد» و«فوزي محسون» وكذلك قدم الحاناً لنفسه منها «سويعات الاصيل» و«اهل الهوى»، ايضا مع رموز الشعر في ذلك الوقت الأمير عبدالله الفيصل الذي دعمه في بداية مشواره الفني والأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز كما تعاون مع شعر الأمير خالد الفيصل وكل من الشعراء لطفي زيني وسعيد الهندي وخالد الزارع وثريا قابل وغيرهم، في عام 1384ه كون شركة اسطوانات «رياض فون» مع الفنان لطفي زيني والتي اغلقت ابوابها مع ظهور الكاسيت في عام 1390ه، بعد ان اخذ طلال يشارك في الحفلات الغنائية المقامة في لبنان وسوريا، في عام 1396ه أطلق أشهر أغانيه في القاهرة «مقادير» من كلمات محمد العبد الله الفيصل والحان سراج عمر..و في عام 1384ه قدم الاغاني «سلام الله يا هاجرنا» و«أسمر حليوة» من الحان غازي علي.
«التجارب الدرامية»
خاض اول تجربه سينمائية له في العام 1965م في فيلم «شارع الضباب» مع الفنانة «صباح» والفنان رشيد علامة وساعده «شارع الضباب» في الانتشار عربيا اسوة بغيره من النجوم العرب الذين اتخذوا السينما مرحلة مهمة ومساعداً لهم في الانتشار، ايضا في العام 1391ه قام ببطولة المسلسل التلفزيوني الوحيد «الاصيل» مع لطفي زيني وحسن دردير.. وخرجت ايضاً للناس اغاني رائعة مثل اغنية «سويعات الأصيل» التي مازالت تصدح الى يومنا الحاضر ثم توالت بعد ذلك الأعمال الغنائية لطلال مداح حيث خرجت للناس اغان مثل : «في سلم الطائرة» و«عيني علينا» وغيرهما..
«التعاون الأول مع الجيل الجديد في ذلك الوقت»
غنى من الحان « سراج عمر» أول تعاون في اغنية «ما تقول لنا صاحب» وتبعها طلال مداح باغنية «عطني المحبة» من كلمات الشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن وهي من الحانه، هذه الأغنيه اذهلت الجماهير برقة احساس ونالت شهرة عربية كبيره.. توالت بعد ذلك الأعمال التي غناها طلال من كلمات الأمير بدر بن عبدالمحسن مثل:
«الله يرد خطاك» واغنية «عندك امل» وكذلك «من عيوني» وغيرها من الروائع، ثم بدأ تعاونه الاول مع الشاعر «فالح» فقدما اغنية «مرحبا بك يا هلا» وكذلك «ياحبيبي اسمك امل»
قالوا اصبر قلت ودي ولكن ماقويت
الخطر للروح من علهاّ يبري لها..
وغيرها من الاعمال الخالدة.. ومع استمرارية نجومية طلال مداح اصبح الكل يبحث عنه لينقل تلك المشاعر الفياضة بحنجرته من خلال القصائد المغناة.. هنا اصبح طلال مداح يتنوع في الطرح والاسلوب فقدم اغنية « انا من نجد يكفيني هواها» مع الشاعر محمد الأحمد السديري..
العام «1970م»
خلال حفلة الناصرية والتي كانت فارقا مهما في حياته الفنية.. اذ قدم خلالها مجموعة من الأعمال بمشاركة الفرقة الموسيقية السعودية بعد توقف عن الفن لفترة قصيرة، الحفلة كانت بمشاركة الفنان محمد عبده الذي وقف على المسرح مع طلال لأول مرة في حياته الفنية وعاد للابداع من جديد وتمركز كاهم مطرب خليجي انتشر عربياً وقدم خلال تلك الحفلة اغنية «ياصاحبي» من كلمات بدر بن عبدالمحسن والحان عبدالله محمد
يا صاحبي ما في الهوى راحه
أحذر تبيع القلب لجراحه
مسكين من قال الهوى جنه
يومين ويغير هواه ظنه..
كما قدم الاعمال التراثية والقدرة الرائعة في الارتكازات الايقاعية التي تحتاج الى صوت ملهم وقوي ويمتلك تلك الحساسية في حنجرة طلال خاصة في التنوع الايقاعي في السعودية منها «المجرور، الحدري، السامري» كما قدم في تلك السنوات «الدانات» التي لم يقدمها فنان بعده بتلك الحرفية..
المفضلات