-السلام عليكم ورحمة الله وبركاته-
888888
77777
888
77
8
- جاء ابني الصغير يركض بسرعة اتجاهي بينما كنت اشاهد التلفاز..
- - امي امي...سارة....لقد وقعت عن الدرج...
- قالها وهو يلهث والدموع منهمرة من عيناه الدافئتين تشق طريقها بين خديه...
- وقفت وقلت له.....
- - لا تقلق يا عزيزي.....سوف نعالجها.....
- لا يا امي....سارة لا تتحرك...-
- اتجهت اليها وانا مسرعة اخاف ان يكون قد حصل لها مكروه....وعندما رايتها.....لا ادري ما حصل لي....
- - سارة سارة...ردي علي.....ارجوك يا حبيبتي..
- مؤمنة ...اين انت....مومنة!!! صرخت باعلى صوتي....جاءت تهرع نحوي....
- -اتصلي...اذهبي وقولي لسائق ان يحضر السيارة...هيا بسسرعة لا تقفي كالمجنون لا يفعل شيئا...
- ذهبت...وما هي الا ثواني معدودة حتى كنا بالمشفى...وابني الصغير عند الجارة ينهمر بكاء على اخته الوحيدة المتبقية له...فقد سافر اخوانه جميعا الى الخارج....واباه تركه عندما انشغل بعمله...وقد قطع وعودا له دون تنفيذها....
- لكن لا....لن اتركه يهتم بعمله اكثر من ابنته....لقد اتصلت عليه وهو في اجتماع مهم....لكن...ردة فعله اجبرتني على الا ارفع صوتي واصرخ لاقول::
- - انظر...انظر لابنتي الصغيرة ماذا حل بها وانت غير مهتم..انظر....
- فقد ارتفع صوته عندما علم بما حل لها...
- - ماذا!!...ماذا تقولين...اين انت...كيف حالها...لم لم تتصل بي منذ البداية....قول لي اين انت!
- فسكت وقلت له اين نحن....
وما هي الا دقائق معدودة...حتى وجدته امامي وجهه مشتد الاحمرار والدموع قد بانت على عينيه وهو يقول...
- ماذا حصل...اين هي..ما حالها..اين غرفتها...ام
اين الطبيب!!...
قاطعته وقلت..
- اهدا اهدا...لا تقلق....انها بالداخل والطبيب يفحصها....
هنا...عند هذه اللحظة بالذات....تذكرت ما حصل لي...كيف لم ابالي عندما افترقت عن والدتي لسبب تافه....تشاجرنا ولكن صوتي وحده من علا...وهي تحاول ان نتحاور بهدوء....فغضبت وقلت لها...
- الا تهتمين بي....الا تهتمين بمستقبلي....ماذا...اتريدينني ان اكون حبيسة المنزل...ههه...ان لا تعرفينني اصلا....كيف تعرفينني وانت غرفتي لا تعرفين موقع في هذا البيت...
بل كيف تعرفينني وانت رقم جوالي لم تتصل عليه لمرة واحدة فقط في حياتك..كيف تعرفينني وانت طوال وقت بالمول مع صديقاتك...
بعدها علا صوتي اكثر فاكثر وقلت....
- اسمعي..انا لا اريد ان اكون ابنتك بعد اليوم..لذلك..وللابد...فلن تسمعي كلمة امي مني...حتى انك لا تسحقينها اصلا...وخرجت واخذت سيارتي وهربت...نعم هربت...هربت من واقع اليم..
لقد ظلمتها....ظلمت امي...فقد كانت تهتم بي....كانت تضع املها كله علي..حتى احقق مالم تحققه هي..لقد عملت جاهدة لارتاح انا...ورايت الدمع على عينها ولم ابالي....بل صرخت وعلا صوتي....كان من حسن حضي انها امي....فلو كانت غيرها لدعت علي وكنت الان في قبري اواجه الواقع...ولم اكن لا حصل على اولاد...لكن بعد هروبي من منزلي بساعتين او اكثر بقليل..عدت اليه متسللة...صعدت الدرج...فوجدت امي في غرفتها على سجادة الصلاة تدعو...
- يارب ...وفقها واهدها...هي لم تتعمد ذلك....لحظة غضب واتمنى الا تعود...
عندها وجدت نفسي في حظنها والدموع تنهمر مني...
السماح السماح اماه...اسفة على كل كلمة امي....انا....-
عندها وجدتها تقول...
- لا باس بنيتي....طلبت السماح....وقد حصلت عليه.
- عندها رفعت راسي لاقبل جبينها....ويديها...
- - امي...صدقيني ان هذه اللحظة لعنها الله لن تعود ...وانا ساعمل على ذلك...امـ......
حسنا حسنا...ان اردت السماح على كل تلك السنين....فلدي طلب واحد فقط...
ما هو؟؟ ... لاتكتميه علي....ارجوك اماه!!!
اهتمي بنفسك....خففي طلعاتك....اعبدي ربك حق العبادة...
- اماه....حصلت منك على السماح....فالتحصلي انت على طلبك...انت الغالية والطلب رخيص...
- فحضنتني حضا لم انساه....
الان...بعدما حصل لابنتي هذا...ادركت حقا شعور الام.....شعور لن يحس به الابن ابدا......مهما سمع من دعوات لاجله.....لن يفهمه....
عندها....تذكرت ان ادعو لها بالرحمة والغفران....فبعد كل تلك السنين على موتها....وكنت قد انغمست بالاموال والثراء..تذكرت امي الغالية على قلبي..وما هية شعورها الحقيقي اتجاهي....وكيف ان سماح الام لا حدود له...مهما كثرت المشاكل....وطالت المسافة...
فاليرحمك الله غاليتي.....ويغفر جميع ذنوبك..ويدخلك جنات عرضها السماوات والارض باذنه تعالى....
عند هذه اللحظة...نزلت دمعة من عيني....فوجدت يدا رقيقة تمسحها بكل رقة..
- امي...لم تبكين؟!!....انا بخير والحمد لله يا امي...
فنظرت لابنتي الصغيرة وابتسمت وقلت...
انها دموع الفرح....دموع نزلت لانك عدتي الي....لانني لم افقدك....
وبعد مرورعدد من الايام على هذا الحادث....تغير من في البيت تغيرا جذريا..فزوجي لم يعد يقطع الوعود دون تنفيذ....والاخوة المنقطعون عن محادثتنا اصبحوا يوميا يحادثونا عددا من الساعات...
ياااه...ما احلى شعور الامومة....رغم صعوبته...الا انه اجمل شعور قد تحصل عليه المرأة في حياتها...منذ الولادة.......وحتى الكبر والعجز...
فاليرحم الله قلبا حنونا..ضحى بكل شيء ليسعد اخرين في حياتهم...ويدخله فسيح الجنات....بالدرجات العلا.....ويباعد بين وجهه عن نار جهنم.....باذنه تبارك وتعالى احسن الخالقين....
واليسامح قلبا صغيرا لم يعرف معنا لكلمة حنان الام ولم يفهمها ولم يقدرها..ويعذره لصغر عقله...وقلة فهمه..وضيق قلبه..ولا ينزل عليه غضبه..باذنه تبارك وتعالى احسن الخالقين...
النهاية
*********************************
نصيحة لوجه الله تعالى::
امك شخص مهم..لا يمكن العيش بدونه حتى وان تهيأ لك ذلك..فان كنت على خلاف معها....
الان...ليس بعد دقيقة او اثنتين...اترك كل شيء بيدك....مهما كان مهما....فلا تدري متى ياتيك الموت....فيصب عيك غضب الرحمن ان مازالت غاضبة منك....
وصدق من قال::
اماه فضلك بحر لا يحيط به***من فيض قلبي ترانيم واشعار
***************************************
ارجو ان تكون القصة قد حازت على اعجابكم...انتظر ردودكم
"القصة من تاليفي...لا اعرف ان حدثت حقيقة ام لا"
*************************************
**************
7777777
8888
77
8
**
سلام
اضافة رد مع اقتباس
شكرا كتير
المفضلات