بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع باختصار أن هناك أناس حساسين جدا قد يغضبون منك بسرعة ,, وما يشعرك بالأسف أكثر أنهم أشخاص طيبون وجيدون ,, لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن بينك وبين هذا الشخص دونا عن الجميع ,,
سأعطيكم أمثلة على مواقف حدثت معي حتى يتضح قصدي أكثر ,, وستكون على هيئة عدة مواقف حدثت لي أو لأحد أصدقائي ,,
الموقف الأول :
كنت مرة فاتحا المسنجر يوم فوز الإمارات بدوري الخليج ,, وكان هناك مسيرة عند الكورنيش ,, فجأة احد الأصدقاء فجأة لنذهب إلى هناك ,, نزلت مسرعا وتركت الكمبيوتر مفتوحا من أجل التحميلات والمسنجر شغال ,,
كانت المسيرة جميلة ومليئة بالألعاب النارية وغير ذلك ,, المهم عندما عدت إلى البيت فتحت الشاشة لأجد حوار طويل من أحد الأصدقاء فيه هذه العبارات بما معناه : مصطفى .. مصطفى .. اين أنت .. مصطفىىىىىىى .. ألا تريد أن ترد .. هل أنت غاضب مني .. على العموم أنا آسف إذا كنت أزعجتك .. سلام ..
بالإضافة إلى عدة أوجه تعبيرية تدل على اليأس والحزن ,, وكأنني تجاهلت هذا الشخص ,,
لكن الحمد لله انتظرت بفارغ القلق حتى فتح في اليوم التالي ,, واعتذرت منه ,, وبصعوبة أقنعته بأنني لم أتجاهله وأن الأمر كان ظروفا لا أكثر ,,
الموقف الثاني :
ونحن في القاهرة نزلنا عن بيت عمتي >__< ,, المهم قررنا الخروج معهم ,, بنات عمتي أكبر مني وفي الجامعة وكنت وقتها في الثانوي ,,
المهم كان عددنا مع عمتي حوالي 6 فكان لا بد من الذهاب إلى أحد الأسواق باستخدام سيارتين أجرة ,, فتمت التقسيمة ,, وجلست اختي الصغيرة مع بنات عمتها ,,
فقالت اختي لهم : لن تدفعوا فلوس التاكسي ,, سأدفع أنا ,, فأصروا انهم سيدفعوا ,, فقالت : انتم مش معاكم فلوس انا حأدفع ,,
انتهت الخروجة ورجعنا وكل واحد إلى بيته ,, لنجد اهاتف يرن بصوت عمتي الصارخة : حرام عليكم ,, ليه تعملوا في بناتي كده ,, أنا بناتي جامعيات وتأثروا من اللي قالته بنتكم ,, وهم الآن يبكون لأن عندهم كرامة ........ ووو ..... إلخ ,,
سبحان الله أصبح الطفل في عمر 9 سنوات يجرح شعور بنتين تجاوزوا العشرين من عمرهم ,, والغريب أكثر أن أمهم متأثرة بشدة ,,
طبعا حاولنا إرضاءهم لكن يبدو أن الجرح كان عميقا لدرجة لا توصف ,, بل ذهبنا إليها كزيارة ودية في اليوم التالي فبدل أن تقول السلام عليكم ,, قالت ما لا ينبغي ان يقال بل طردتنا لدرجة ان ابنها اخذ يشد فينا وحتى البنتين شعروا بأن الأمر قد خرج عن السيطرة ,, ولا داعي لذكر البقية ,,
الموقف الثالث :
منذ لحظات ,, أحد الأعضاء أرسل لي رسالة خاصة ,, فتأخرت أو تعمدت تأجيل الرد على الرسائل الخاصة عموما ,, وذلك لانشغالي بأشياء أخرى ,, وكنت سأرد عليه في مثل هذا الوقت ,, فجاءتني رسالة بكلام فاجأني ,, فلم أتوقع ردة فعله القوية ,, وقال هذا العضو بأن هذه آخر رسالة يرسلها لأنني كنت متواجد ولم أرد عليه ,,
والمشكلة ان بيني وبينه خلاف قديم ,, فربط عدم ردي بهذا الخلاف ,,
المشكلة ليست أنها آخر أو أول رسالة فالرسائل كثيرة ومش ملاحق ,, المشكلة اني شعرت بنوع من الذنب ,, فلو أني أعرف أن المرسل حساس لهذه الدرجة لتركت كل ما بيدي وسارعت بالرد عليه ,,
والقصص والمواقف كثيرة ,, فأحيانا أجد بعض الأصدقاء قد تغيرت معاملته لي ,, وكل فترة يزداد الفرق في المعاملة وضوحا ,, فأقوم بتحرياتي أو أسأله بشكل مباشر لأتفاجأ أنه منزعج مني لشئ فعلته بشكل تلقائي وهو فهم بأنني أقصد شيئا ما ,, مع أنها تصرفات عادية جدا كحركة يد أو أحرك شئ من مكانه أو نسياني لأمر ما ,,
وفي النهاية عندما أوضح له استغرابي أو بأن لي ظروفا ,, وأعاتبه لماذا لم تخبرني وقتها ,, يتضح في النهاية أن السبب تافه بل أحيانا لا يوجد سبب ,,
عندها أعرف أن هذا الإنسان حساس ,, وتتغير معاملتي له ,, فأكون حريصا أكثر في المستقبل على ألا أؤدي حساسيته ,, وهذا متعب ولكن لا بد من إرضاء الجميع قدر الإمكان ,,
يجب أن نكون أحسن ظنا فيما بيننا ,, وأن نعرف أن لكل منا ظروفا قد تسبب له النسيان أو خطأ غير مقصود ,, وألا نربط الخلافات القديمة بالماضي الملئ بالمشاكل ,,
فلا يكفي أن نفتح صفحة جديدة ,, بل لنشتري دفترا جديدا ,,
الحساسية صفة جيدة ,, لكن المبالغة محزن ومزعج سواء للشخص أو لمن حوله ,,
وأرجو من أي شخص أزعجته بشكل مباشر أن غير مباشر أن يسامحني ,, أو على الأقل يخبرني بما يزعجه من تصرفاتي حتى أكون على الأقل على علم بذلك ,,
(( لا تكن هشا فتكسر ,, ولا تكن لينا فتعصر ))
شعرت براحة بعد كتابة هذا الموضوع ,, ولو أن العنوان غريب قليلا إلا انه ما خطر ببالي ,,
تمنياتي بالتوفيق
المفضلات