إن الصراع بين الحضارات موجود منذ القدم ، وكل حضارة تحاول قدر الإمكان أن تقاتل من أجل البقاء والظهور والسيطرة . وتقول للعالم أنها هنا في ذلك المكان ولديها ما لديها من الجمال والإبداع , الذي تطمح أن تتعلق به القلوب، وتتجه له الأنظار، وتنجذب إليه الاهتمامات، ويختص بتناوله المفكرون والمبدعون بالكتابة والدعاية والتحليل ...
فإلى جانب الغزو الاقتصادي والتكنلوجي الياباني للعالم، الذي ابتلعه تقريبا مقاتلا جميع الدول الصناعية الكبرى، كي تتربع اليابان على العرش العالمي في الصناعة والتكنلوجيا. هاهي الحضارة اليابانية الرائعة تغزو العالم ولكن بسلاح جميل براق أخّـــاذ سارق للقلوب قبل الانتباه إنه
(((((( الأنمي ))))))
فقد نجحت اليابان بصنع شعب آخر لها من خلال الأنمي ، وذلك بصهر كل معالم الحضارة اليابانية في الأنمي الساحر، فكأن من يحب الأنمي مبرمج على أن يحب اليابان دون أن يدري على الأغلب، أقل ما هنالك اهتمامه بحفظ أسماء الشخصيات، والشركة المصنعة للأنمي المحبوب لديه وحفظه لاسمها ومدينتها . فهو بذلك عرف شيئا عن تلك البلاد وتعهده بالحفظ والاهتمام ... ناهيك عن أن اليابانيين لم يدخروا جهدا في إبراز حضارتهم بأبهى أسلوب بليغ في التعبير الراقي في الأنمي عن معالمهم . كما في جبل فوجي فمن منا لا يعرف هذا الجبل ؟؟؟ ام في قطار شينكانسين أسرع قطارات العالم .
أضف إلى ذلك وصف تراثهم الجميل، الممثل بتاريخ الأباطرة والساموراي
والمراحل الإنتقالية التي مرت بها اليابان، والتحديات التي واجهتها وكيفية تجسيد الإصرار والقوة و الشجاعة في الشخصيات ، ولا يخفى علينا من ذلك التراث المهرجانات والأزياء اليابانية التقليدية مثل الكيمونو. وكذلك المأكولات والمشروبات, مثل الرامن و الأرز والسوشي والرايوكوتشا ( الشاي الأخضر) وكيفية تناولها وغيره وغيره الكثيــــــــــر كما هو مرئي في الأنمي ...
ولا ننسى المدن اليابانية والأحياء والشواطئ والمصانع والطبيعة الخلابة, التي تظهر لنا من خلال هذه النافذة ( الأنمي ) التي لايمكن لمن وقف أمامها أن يغلقها لعجزه عن التصدي لسحرها ، تبعا لذلك بات أسلوب الحياة اليابانية لا يخفى على كل محب للأنمي ومتابع على الأقل فمن أحب الأنمي وهو من ذوي المعروف لايملك إلا أن يحب اليابان أو على الأقل يقر بجميلها الذي صنعته فلا يمكن لشخص أن يتجاهل وجود اليابان ودورها بما يخص الأنمي فهي من أوجده بأمر الله ، أما من يأخذ وينكر فهذا حتما سيتجاهل وجود أعظم دولة عرفها التاريخ بعد الدولة الإسلامية العظيمة .
وبذلك كله أصبح لليابان شعبا لا يحملون الهوية اليابانية حقيقةً ولكنهم يتكلمون لغتها ويتعاملون بعاداتها ويحملون الود لها في مختلف أنحاء العالم من محبي الأنمي .. إذاً .. اليابان استخدمت الأنمي سلاحا لصراعها الحضاري لكي تضع بصمتها القوية الباقية, وكيف لا يكون لها ذلك وهي تحارب بأجمل سلاح ...
أتمنى أن تكونوا قد استمتعتم بدون أن كبودكم تلوع من طول الموضوع وشكرا
تقبلوا تحيات صديقكم ناوزومي
الودااااااااااااااع
ملاحظة : هذه المرة الموضوع حقيقة وليس نظرية أو فرضية تحتمل الخطأ والصواب بل الصواب 100%
المفضلات