مشاهدة النتائج 1 الى 6 من 6
  1. #1

    علاقة الأدب بالسينما



    الأدب على شاشة السينما علاقة قديمة (نقطة نقاش)


    انه لمن الصعب جدا تجاهل هذه العلاقة القديمة او انكار هذه العلاقة الوطيدة ما بين السينما والأدب ، فما من شك ان روائع من الاعمال السينمائية العالمية والعربية خرجت من رحم اعمال ادبية خالصة ، وهى في حد ذاتها علاقة تبادل منفعة ، فكلاهما يأخذ من الآخر ويعطى..فالسينما التى اخذت من الاعمال الأدبية مادة تُقدمها على شاشتها ، من المؤكد انها اعطت لهذه الأعمال منحى آخر من القراءة ..القراءة المرئية ، ومما زاد عليها تلك المتعة البصرية التى نراها على شاشة السينما .. اذن فلا جدال هنا ان السينما حققت غاية الانتشار للعمل الأدبى ، فما كانت تصل هذه الأعمال الأدبية حتى لو كانت تسبقها كلمة روائع الى الإنتشار لولا ما ان اختطفتها السينما لتحولها من عمل مقروء الى عمل مرئى لتتجسد الكلمات بين دفتى الكتاب الى دم ولحم ومشاعر نراها تتحرك امامنا على شاشة السينما ..وطبقا من النظرية القائلة ان لكل قاعدة شواذ .. فليس كل عمل ادبى يحول الى الشاشة يُكتب له النجاح والخلود ، فقد يوازى شهرة العمل الأدبى شهرة العمل السينمائى اى لا يكون في هذه الحالة فضل تحويل العمل لفيلم سينمائى في انتشار النص الأدبى كما هو الحال في التحفة الخالدة ( ذهب مع الريح) للكاتبة مارجريت ميتشل فالرواية في الأصل نجحت نجاحا منقطع النظير واجتازت حاجز 1200000 نسخة في امريكا واوربا حتى ان قيل عنها آنذاك انها ثانى الكتب مبيعا بعد الانجيل وقد يحدث تفوق العمل الأدبى على العمل السينمائى كرائعة دان بروان ( شفرة دافنشى ) ، وقد يحدث تفوق العمل السينمائى على العمل الأدبى كفيلم ( المريض الانجليزى ) المأخوذ عن رواية بنفس الاسم للكاتب الكندى مايكل اونداتجى او كما في التحفة السينمائية الخالدة (العراب) والمأخوذه عن رواية لماريو بوزو ومن خلال هذا المنعطف نحن امام سؤال.. كيف يحول العمل الفنى الأدبى الى عمل فنى سينمائى ..؟ هناك ثلاث محاور يُعتمد عليها في تحويل النص الأدبى الى عمل فنى مرئى ، ولكل مخرج رؤية ونظرية خاصة به في تحويل العمل الأدبى وتطويعه على شاشة السينما ، 1) فقد ينقل النص الأدبى على شاشة السينما نصا حرفيا دون رؤية خاصة به بدعوى احترام العمل الأدبى ووجهة نظر الكاتب الأصلى وهنا تشاهد العمل السينمائى وكأنك تقرأ نص ادبى فلا منحىجديد يقدمه الفيلم السينمائى من خلال النص الأدبى وبالتالى فهو لا يضيف شئ او يجعلك ترى العمل الأدبى بابعاد اخرى كالفيلم المأخوذ عن رواية الحرب والسلام او بعض الأفلام المأخوذه عن قصص لــ تشيكوف كفيلم (السيدة صاحبة الكلب الصغير) اخراج جوزيف هايفتس والذى لم يبتعد كثيرا عن النص الاصلى ، او كما قدم المخرج اورسون ويلز بعض افلام مأخوذه عن اعمال شكسبير كـ (مكبث) و(عطيل) وايضا لم يبتعد كثيرا عن رؤية النص الأدبى اخلاصا منه للنص الشكسبيري ، 2) وقد تؤخذ شهرة العمل الأدبى لصالح انتاج فيلم ضعيف المستوى او بمعنى آخر فيلم تجارى ..فالجمهور عندما يذهب لمشاهدة الفيلم يكون مترسبا في ذهنه القيمة والشهرة الواسعة للعمل الأدبى ، واذا به يُصدم حين يرى الفيلم والذى غالبا ما يقوم صانعوا الفيلم ببناء دعاية ضخمة مستمدة من شهرة النص الأدبى ، واعتقد ان احدث هذه الأمثلة المخيبة للآمال فيلم (شفرة دافنشى ) من اخراج رون هاورد على الرغم من وجود طاقم تمثيلى جيد واسماء قطعا لا يستهان بها وعلى رأسهم توم هانكس وجان رينو و ايان مكلين ، فمأساة الفيلم انه اعتمد على شهرة العمل الأدبى اكثر من اعتماده على النص نفسه ، فتجاهل كثير من احداث الرواية الدرامية وقدمه وكأنه فيلم مغامرات او اكشن وهذا بالاضافة للدعاية الضخمة التى سبقت الفيلم ، فالدعاية في حد ذاتها سلاح ذو حدين ..احيانا تصل الى تضخيم العمل المرتقب واعطائه حجم اكبر من حجمه ، وتأتى النتيجة كالجبل الذى تمخض فولد فأرا ، 3) وقد يكون العمل السينمائى نقطة انطلاق لإبداع يوازى في حد ذاته ابداع النص الأدبى او على الأقل يقدم صورة سينمائية يكشف به عوالم اخرى من خلال العمل الأدبى في نفس الوقت الذى لا ينفصل فيه عن النص الأصلى .. فالأصل عدم تشويه العمل الأدبى لحساب العمل السينمائى ، ويظهر هذا النمط من الافلام على سبيل المثال في الفيلم الذى قدمه المخرج اليابانى القدير اكيرا كيروساوا (الأبله) عن رواية لدستويفسكى بنفس الإسم والذى قام فيه بتحويل الزمان حيث اصبح بعد الحرب العالمية الثانية والمكان الى الأجواء اليابانية حيث جرت في مدينة هوكايد وهى الأقرب جغرافيا لروسيا ، ولعل هذا مافعله المخرج الايطالى برناردو بيرتولوتشى في فيلمه (الشريك) المأخوذ عن رواية لدستويفسكى بإسم (البديل) لم تلق رواجا كثيرا بالمقارنه برواياته الاخرى ، وقد قام بيرتولوتشى بتحويل الزمان والمكان الى الاجواء الايطالية الحديثة مع عدم الاخلال بجوهر النص الادبى ، او كما قدم المخرج الاسترالى باز لوهران فيلمه ( روميو وجوليت ) عن النص الشهير لشكسبير من بطولة ليوناردو دى كابريو وكلير دانيس وقدم قصة الحب الشهيرة برؤية معاصرة حيث حلت السيارات مكان عربات الخيول وحلت فيرونا الحديثة مكان مدينة فيرونا الايطالية القديمة ، وحتى عندما اخرج ستانلى كوبريك فيلمه ( لوليتـا ) المقتبس عن رائعة فلادمير نابوكوف والتى تحمل نفس الاسم ، كان هنا اراء من اصدقاء كوبريك اثناء اخراج الفيلم في مسألة خاتمة الفيلم والتى لابد ان تتوافق مع المبدأ السائد بأن الله يعاقب الاشرار ، ولكن كوبريك لم يعتنق هذا الفكرة في اخراج الفيلم ،بل ظهر مشهد الخاتمة وكأنه تحدى لهذا المبدأ حيث ظهر جيمس ميسون وهو يقوم بطلاء اظافر الفتاة ابنة زوجته ، وعندما قدم المخرج الدانمركى فيلمه ( بيت الارواح ) بطولة ميريل ستريب والمأخوذ عن رواية لإيزابيل الليندى بنفس الأسم كان يعلم مدى التباين مع ثقافته الدانمركية وثقافة الكاتبة التشيلية ، فلم يقدم الرؤية الخالصة لإيزابيل او بمعنى آخر لم يكن مخلصا اخلاص ارسون ويلز في تقديم الشكسبيريات ، فقد عبر برؤيته التى تتسم بعقلانية اكثر وضحت في شخصية كلارا والتى تتمتع بحاسة سادسة في الرواية بالتنبؤء بأحداث مستقبلية ، لم يهمل اوجست هذه القدرات ولكنه في المقابل لم يصب تركيزه على تجسيد تلك القدرات في مشاهد ربما تكون ملفته للمشاهد ، إلاان الصورة السينمائية هى تكثيف في حد ذاتها ومدلول عن هذه الطبيعة بعيدا عن الاسراف في تناولها ، وفى سرد الرواية يتم السرد عن طريق ضمير الغائب بينما السرد في الفيلم يتم عن طريق ضمير المتكلم . ومن خلال هذه المحاور او الانماط الثلاث في تقديم النص الأدبى للسينما نعود الى نقطة البدء ونقول ان علاقة السينما بالأدب علاقة قديمة وعميقة وتبادل منفعة .. انظروا الى تلك الاعمال السينمائية المأخوذه عن ادب سواء قصصى او مسرحى ، من اعطى واخذ اكثر..؟ من كان السبب في نجاح الآخر..؟ ومن ساهم في انتشار الآخر ..؟ ومن قدم ابداعا لا يقل عن الآخر..؟ ...... ( العراب ، ذهب مع الريح ، لوليتا ، مكبث ، الملكلير ، روميووجولييت ، عربةاسمها الرغبة ، سيدتى الجميلة ، كلهم ابنائى ، ساحرات سالم ، الميل الأخضر ، دكتور زيفاجو ، شفرة دافنشى ، الليالى البيضاء ، ساعىالبريد ، الشارعالخلفى ، راشمون ،.....والكثير والكثير من هذه الاعمال )




    El laberinto del fauno

    Downloaded Plies


  2. ...

  3. #2

    علاقة الأدب بالسينما علاقة قديمة جدا ً

    أنا من أكبر المؤيدين ، لأنك أحيانا ً كثيرة تخاطب شريحة لا تقرأ وإن كانت كذلك فلا تقرأ أعمالا ً مطولة لكن أنا ليس لدي أي مانع بتحويل الروايات لأنها لا تفسد العمل الأدبي أطلاقا ً لكنها قد تفسد العمل السنمائي أحيانا ً

    مثلا ً:-

    شفرة دافنشي
    تاجر البندقية

    في هذه الرواية كانت الأحداث هي سيد الموقف
    لهذا قد تستبعد الكثير من الأحداث والحوارات غير
    المهمة في مقابل الحفاض على شدة وصخب الأحداث
    الرئيسية كما في الرواية كما أنها قد لا تتحمل أحيانا ً
    ذاك القدر من الممثلين ذوي الطابع المتميز بقدر ما
    تحتاج لمخرج ذو يد خفيفة وسريعة وسرع بديهة حاظرة



    في هذه المسرحية كانت الحوارات-وكعادة شيكسبير-قوية جدا ً
    لكن الشخصيات قد لا تكون على مستوى قوة الحوارات لهذا قد
    تتطلب نجوما ً من طراز معين لأداء هذه الشخصيات لأن هؤلاء
    النجوم هم من سيوازون قوة تلك الحوارات كما توجد-كما الغالب-
    الكثير من الأحداث الثانوية والتي إذا التفت إليها المخرج لأاضاعت
    عدة أجواء للفيلم



    ومع كل ما سبق فعدما تقتبس السينما عملا ً كأعمال شيكسبير فسيكون هم المشاهد كيفية أخراجها للسينما وتحويلها لسيناريو فيلم ناجح
    على العكس من ذلك
    عندما تقتبس السينما أعمالا ً كالروايات البوليسية-شارلوك هولمز مثلا ً-فهذا النوع من الروايات يكون قد استهلك خيال القارئ حتى التلف فبالتالي هو يريد مشاهدة الفيلم ليساعده على ايجاد الحلقة المفرغة التي غابت عن رأسه خصوصا ً أن أظهرها الفيلم بكشل ذكي وفتان



    " الدعاية السلبية "


    غالبا ً ما أسمي الإعلان المصاحة لأي عمل سينمائي مقتبس من عمل أدبي بهذا الاسم
    لسبب
    لأن العمل الأدبي خصوصا ً ان كان مشهورا ً-كما كان الحال مع عمارة يعقوبيان وشفرة دافنشي وكما أتوقع بالنسبة لملائكة وشياطين-فسيتوقع القارئ لهذه الأعمال خصوصا ً أن لم يكن ذا أهتمامات سينمائية مسبقة أو عالية أن العمل سيكون بقوة الرواية أو العمل الأدبي وهذا مستحيل من الناحية العملية-وهذا غالبا ً ما يتوفر في أعمال المقتبسة من كوميكس والتي غالبا ً الأفلام تضاهي وتطغى على الكوميكس أحيانا ً كثيرة-لهذا سيصف ذاك القارئ الفيلم بالسيء وهو قد يكون جيد.




  4. #3


    فما هو النمط الذى تفضله وتؤيده عزيزى القارئ من الانماط الثلاث في تحويل الاعمال الأدبية الى تلك الشاشة الساحرة .. شاشة السينما - ننتظر ارائكم .


  5. #4
    و الله انا احيك على هذا الموضوع

    لا يوجد عمل سينمائي نقل حرفيا من النص الادبي بل هناك اما استماله لجانب معين او اطالة او قص او تغير الرؤية الدرامية

    و شكرا لك عزيزي

  6. #5
    اوافق اخي طبيب النيل فيما دكره
    وانا لاؤيد البتةتحويل العمل الادبي الى سينمائي
    لهذا تراني قرات شيفرة دافنشي وتاجر البندقية وروميو وجولييت
    والرائعة ذهب مع الريح وعطيل


    دون ان افكر حتى
    بمشاهدتها
    ليقيني ان جل الاحداث والحوارات ستختفي
    في ظل حرص المخرج وغيره في صنع لقطات
    تضمن شد انتباه المشاهد على حساب النص الاصلي




    smile وتقبل تحيتي اخي جوروماكيsmile
    اخر تعديل كان بواسطة » Lovely Phantom في يوم » 13-07-2007 عند الساعة » 20:56



    مكسات ... مكان جمع كل ذكرى جميلةe437

  7. #6
    هذه تختلف من مخرج وكاتب سناريو لآخر
    فمنهم من يقوم بالاقتباسات حرفيا ً للرواية كما حدث مع شفرة دافنشي وعمارة يعقوبيان
    وفمنهم من يأخذ جزء من الرواية ليحوله لفيلم كامل مثل فيلم الكيت كات
    ومنهم من يأخذ الأطر العامة للرواية ويأتي ليضع بقية التفاصيل والامور من عنده لطرح رؤيته الخاصة كما في فيلم الاشعاع لستالي كيوبريك
    شكرا جزيلا لللمرور

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter