أما بعد .....
لقد فكرت طويلآ في موضوع جديد أقوم بكتابته في قسمي المفضل
فلم أجد موضوعآ أفضل من موضوع أقوم بكتابته عن بلدي
بلدي التي عشت فيها وأكلت من خيرها وشربت من مائها
بلدي التي بالرغم مما هي فيه من مآسي فإنني لا أجد أجمل منها
لن أطول عليكم في الحديث
ولنبدأ الموضوع :
الموقع الجغرافي
تقع فلسطين في غربي القارة الأسيوية بين خط طول 15-34ْ و40- 35ْ شرقاً ، وبين دائرتي عرض 30-29ْ و 15 -33ْ شمالاً .
وهي تشكل الشطر الجنوبي الغربي من وحدة جغرافية كبرى في المشرق العربي ، هي بلاد الشام ، التي تضم - فضلا عن فلسطين -كلا من لبنان وسورية والاردن ، ومن ثم كانت حدودها مشتركة مع تلك الاقطار، فضلاً عن حدودها مع مصر.
وفلسطين بحكم موقعها المتوسط بين أقطار عربية تشكل مزيجاً من عناصر الجغرافيا الطبيعية والبشرية لمجال أرض أرحب يضم بين جناحيه طابع البداوة الأصيل في الجنوب ، وأسلوب الاستقرار العريق في الشمال ، وتتميز الارض الفلسطينية بأنها كانت جزءاً من الوطن الاصلي للإنسان الاول ، ومهبطاً للديانات السماوية ، ومكاناً لنشوء الحضارات القديمة ، ومعبراً للحركات التجارية، والغزوات العسكرية عبر العصور التاريخية المختلفة، وقد أتاح لها موقعها المركزي بالنسبة للعالم أن تكون عامل وصل بين قارات العالم القديم آسيا وأفريقيا وأوربا، فهي رقعة يسهل الانتشار منها إلى ما حولها من مناطق مجاورة ، لذا اصبحت جسر عبور للجماعات البشرية منذ القدم ، وهي رقعة تتمتع بموقع بؤري يجذب اليه - لأهميته - كل من يرغب في الاستقرار والعيش الرغيد. وكان هذا الموقع محط أنظار الطامعين للسيطرة عليه والاستفادة من مزاياه .
ولموقع فلسطين أهمية كبيرة على الصعيدين السلمي والحربي، ففي العصور القديمة كانت فلسطين تمثل احدى الطرق التجارية الهامة التي تربط بين مواطن الحضارات في وادي النيل وجنوب الجزيرة العربية من جهة، ومواطن الحضارات في بلاد الشام الشمالية وفي العراق من جهة ثانية، وكانت فلسطين مسرحاً لمرور القوافل التجارية قبل الاسلام وبعده، حيث تسير إليها القوافل العربية صيفاً قادمة من الجزيرة العربية كجزء من رحلة الشتاء و الصيف التي ورد ذكرها في القرآن الكريم .
كما كانت معبراً لمرور هجرات القبائل العربية التي قدمت من الجزيرة العربية في طريقها لبلاد الشام أو شمالي أفريقيا، واستقر بعضها في فلسطين بينما استقر بعضها الآخر في المناطق المجاورة .
وازدادت اهمية الموقع التجاري لفلسطين في عهد المماليك عندما كانت البلاد ممراً للقوافل التجارية التي تنقل البضائع المتجهة من الشرق الاقصى لاوروبا وبالعكس. وكانت السفن التجارية تصل إلى عدن وتفرغ حمولتها لتنقل براً بواسطة القوافل عبر اليمن والحجاز الي المواني الفلسطيني على البحر المتوسط حيث تنتظر السفن الراسية تمهيداً لشحنها بسلع متنوعة كالحرير والعطور والتوابل والمجوهرات وغيرها، ومن ثم نقلها إلى الموانئ الاوروبية .
ولا زالت فلسطين تحتفظ بأهمية موقعها التجاري لأنها تمثل حلقة وصل بين بيئتي المداريات والموسميات في جنوبي أسيا والشرق الادنى من جهة ، وبين بيئتي البحر المتوسط وأوروبا الوسطى والغربية من جهة اخرى . ولا شك ان الحركة التجارية تزدهر بين البيئات المتفاوتة في إنتاجها، وجاءت فلسطين بموقعها لتربط بين حضارة الشرق الزراعية وحضارة الغرب الصناعية، وبذلك أصبحت طريقاً هاماً لمرور حركة التجارة العالمية والمسافرين على كافة طرق المواصلات البرية والبحرية والجوية .
ومن جهة ثانية فإن الموانئ الفلسطينية ظلت حتى عام 1948 تقدم خدمات تجارية لظهيرها الشرقي في جنوبي سورية ومملكة الاردن، وكانت تجارة الاردن الخارجية تعتمد اعتماداً كبيراً على هذه الموانئ ، غير أن التوجيه الجغرافي لهذه التجارة تغير بعد الاحتلال الصهيوني لفلسطين ، وأصبح يتجه شمالاً نحو الموانئ اللبنانية والسورية وجنوباً نحو ميناء العقبة.
وإذا استثنينا ميناء غزة الذي اقتصرت خدماته على ظهيره المحدود في قطاع غزة، فإن بقية الموانئ الفلسطينية سواء أكانت على البحر المتوسط كحيفا ويافا واسدود وعكا وعسقلان، أو على خليج العقبة كإيلات، تقدم حتى اليوم خدمات كبيرة للكيان الصهيوني، حيث يأخذ التوجيه الجغرافي لتجارة فلسطين مساره عبر موانئ البحر المتوسط إلى أوروبا وأمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية وعبر ميناء أيلات إلى جنوبي أسيا والشرق الاقصى وشرقي افريقيا .
أما المظهر العسكري للموقع الجغرافي فيتمثل في تعرض فلسطين للعدوان متمثلاً في مرور الغزوات الحربية عبر اراضيها نحو البلدان المجاورة ، أو بغرض الاستيلاء على هذه الاراضي للسيطرة على فلسطين. وقد تكالبت عليها أمم شتى كالبابليين والأشوريين والحثيين والفرس واليونان والرومان، ثم جاء الفتح العربي الاسلامي ليضمها إلى ديار الاسلام ، فاصبحت جزءاً هاماً من ديار الاسلام.
الحدود والمساحة
تم رسم الحدود بين مصر وفلسطين عام 1906 ، بينما جرى تعيين حدود لفصل فلسطين عن سورية ولبنان في أواخر عام 1920 بموجب اتفاقية فرنسية - بريطانية، وقد وافقت عصبة الأمم على ما جاء في المذكرة البريطانية الايضاحية بشأن تعيين الحد الشرقي بين فلسطين وشرق الاردن في 23/9/1922 . وقد اجرت بريطانيا وفرنسا تعديلات علي حدود فلسطين مع كل من سورية ولبنان في عام 1922 /23، ادخلت بموجبها بعض الاراضي السورية وكذلك بعض القرى اللبنانية داخل الحدو الفلسطينية .
تبلغ مساحة فلسطين الانتداب البريطاني كم2، ويبلغ مجموع أطوال حدودها البرية والبحرية 949 كم، منها 719 من حدود برية و230 من حدود بحيرة. وتشغل الحدود الاردنية الفلسطنيةي اطول حدود فلسطين البرية ، إذ يصل طولها إلى 360 كم، بينما يصل طول الحدود مع مصر 210كم، ومع لبنان 79، ومع سورية 70كم، أما سواحل فلسطين المطلة على البحر المتوسط فيبلغ طولها 224كم، بينما يبلغ طول سواحلها المطلة على خليج العقبة 6 كم .
إذا امعنا النظر في خريطة لفلسطين يسترعى أنتباهنا شكلها المستطيل الذي يمد طوله من الشمال قرب بانياس على الحدود السورية إلى خليج العقبة نحو 450 كم. أما العرض فلا يكاد يتجاوز 180 كم في اوسع جزء ، وأقل من هذا بكثير في معظم العروض. ولا يبدو هذا الشكل الطولي مفضلاً لانه يبعد عن الكل الدائري او المربع وبالتالي يجعل فلسطين اقرب إلى الانسياح منها إلى الاندماج . وحدود فلسطين تجعلها بلاداً برية بحرية وان كان يغلب عليها الطابع البري. وتعد هذه الحدود طويلة بالنسبة لمساحة البلاد ، فكل 5،37كم2 من فلسطين الانتداب تقابل كيلومتر واحد طولي من حدودها وهذه نسبة كبيرة في الواقع، وتدل على ضعف هذه الحدود من الناحية العسكرية مقارنة بغيرها .
تبدأ الحدود الشمالية لفلسطين على البحر المتوسط عند رأس الناقورة في الغرب، وتجري في اتجاه مستقيم تقريباً نحو الشرق لتنحرف فجأة نحو الشمال كانها شبه جزيرة او اسفين يمتد ما بين سورية شرقاً ولبنان غرباً إلى مسافة نحو 30 كم.وصممت هذه الحدود على اساس ارضاء شهوات الصهاينة . ففي الشمال طلب الصهاينة بأن يكون الحد الشمالي هو مجرى نهر الليطاني ، أي شمال الحدود الحالية بنحو 40 كم، وأن تكون منابع نهري بانياس والقاضي ( دان ) داخل حدود فلسطين . وقد لقي هذا الطلب الشاذ بعض المقاومة من سلطة الانتداب الفرنسي على سورية ولبنان . وأصرت فرنسا على وقوع منابع بانياس داخل الاراضي السورية لضمان بقاء الطريق التي تربط بين جنوب غربي سورية نحو المال إلى الشرق من لبنان تعويضاً عن فقدان نهري الليطاني وبانياس . وكان هذا التمدد الشمالي على شكل اسفين يمتد إلى منطقة المنابع العليا لنهر الاردن، بحيث ضمت إلى فلسطين بعض الاراضي السورية القريبة من نهري بانياس والقاضي ( دان ) وبعض القرى اللبنانية القريبة من نهري الحاصباني والليطاني كان منها قرى المنصورة وصلحا وهوين وطربيخا .
المناخ
يعد مناخ فلسطين انتقالياً بين مناخ البحر المتوسط والمناخ الصحراوي، لذا فإنه يتأثر بكل من البحر المتوسط والصحراء ، إذ تسود في معظم الايام مؤثرات البحر المتوسط، بينما تسود في بعض الايام مؤثرات الصحراء .
والآن بذلك نكون قد أخذنا لمحة سريعة عن فلسطين
وصدقوني أن الكلمات لا تستطيع الوصف
ولكن ليس هذا كل شئ
إنما هذا الجزء الأول
وسيكون لي عودة معكم ومع أشهر الأماكن الأثرية في فلسطين
ولكنني أريد تشجيعاتكم لي ....
مع خالص التحية لكم.
المفضلات