مشاهدة النتائج 1 الى 3 من 3
  1. #1

    تحقيق أو نبذه او قصه بقعة ضوء في السماء ((رواية من تأليفي )) الفصل الأول

    attachment


    attachment


    بقعة ضوء في السماء
    A light Spot in the Sky
    الفصل الأول
    وقت الرحيل .....قد حان

    شهاب الدين وسلوى مراهقان في مقتبل العمر يقيمان مع أمهما دون الأب الذي أدركه الموت في لحظة من لحظات حياته الطويلة لذلك لم يكن شهاب وسلوى مراهقان عاديان بل كانا أقرب مايكوناإلى النضوج والإدراك الذي لا نلتمسه إلا في فترة معينة من حياتنا ولكن ما مر به هذان الأخوان ترك فيهما أثرا إيجابيا فصقل شخصيتيهما في وقت مبكر ووجيز .
    لم تكن والدتهما (( أماني )) قلقة على مستقبلهما بل كانت فخورة بأنهما اجتازا تلك الفترة الصعبة من حياتيهما ولكن ومع كل هذه الثقة كان قلبها مليئا بالحزن والألم على مولودها الآخر..... بل التوأم الذي يشابه أخاه شهاب فكلما مرت عليها هذه الفاجعة القديمة فقدت الإدراك بما حولها وغرقت في دموع بكائها.
    وفي أحد الأيام وفي فترة الصباح تجهز الأخوان للذهاب للمدرسة فقبلتهما أمهما وانطلقا في طريقهما يمضيان إلى المدرسة وفي هذا الطريق دارت بينهما محادثة طويلة طول الطريق الذي يمشيان عليه .
    قال شهاب : سلوى هل شعرت بشخص يبكي ليلة أمس ؟
    سلوى : أعتقد أنها كانت أمي ولكنني لم أدري لماذا كانت تبكي ؟
    شهاب : ربما لفاجعة أدركت قلبها بعدما فارقتها لزمن طويل أو لخبر مؤسف سمعته !!!!!
    سلوى : لحظة واحدة !!!! فلنرجع للجزء الأول من كلامك عندما قلت ربما يكون السبب لفاجعة أدركت قلبها بعدما فارقتها لزمن طويل .....فما المقصود بكلامك هذا ؟؟؟؟
    شهاب : سلوى ...ياعزيزتي ...لا تتظاهري بالغباء والحيرة المبالغة فيها ...ألم تسمعي منها وإن كانت زلة لسان ألم تسمعيها تتحدث عن أخ مفقود أو ماشابه ؟؟؟؟!!!!!
    فشعرت سلوى بالغباء المفرط لمجرد عدم التفكير في أمر سخيف كهذا وردت قائلة : حسنا ربما لم أفكر بالأمر ولكن ما أدراك أنها تتكلم عن أخ ضائع وفي الحقيقة أنها كانت زلة لسان منها ها ...كيف عرفت ؟
    شهاب وقد أصيب بخيبة الأمل وكان رده متقطع : أف ....مجرد تخمين أأأأ....مجرد تخمين ...هل ارتحت الآن بعدما فزتي علي ؟؟؟؟ !!!!
    سلوى : لا تغضب فلم أقصد من كلامي إثارة بركان غضبك بل لأفهمك وجهة نظري وأنه يجب أن تفكر بمنطقية وعقلانية أكثر ...ثم يجب أن تحترم آرائي فأنا كما تعرف أكبر منك وأعقل هل تفهم هذا ؟!!
    شهاب وبطول حسه : ماذاااااااااا ؟؟؟؟؟ يالك من خرقاء بلهاء متسلطة تافهة أتعتقدين أنني غير منطقي ومجنون هه .....إذا انظري لنفسك لتميزي من هو المجنون منا يامجنونة !!!!
    سلوى وقد رفعت يدها وضربت شهاب كفا في وجهه : اصمت ....ولا تكلمني بهذه الطريقة بعد الآن ...هل تفهم أيها الغجري !!
    شهاب وقد احمرت وجنته من أثر الضربة الساخنة التي تلقاها : تبا لك .. مادمت لا تريدين أن تكلميني فهذا هو الأفضل لكلينا
    ...وعلى العموم ما زلت لا أصدق أننا تصالحنا بالأمس هذا يقززني ....يع !!!!
    آه ...صحيح صوتك مبحوح من الصراخ في وجهي ولذلك أنت تصيبينني بالصداع وكأنك صوت الطبشورة على السبورة ....ههههههههه .
    هكذا أنهيا حديثهما ودخلا إلى المدرسة منفرين غاضبين من بعضهما كما جرت العادة أن يفعلا وانطلق كل منهما إلى قسمه وصفه فهناك قسمان في هذه المدرسة واحد للبنات والآخر للأولاد ويفصل بينهما جدار كامل فيكون بذلك أشبه بجدار برلين هه ...
    وهنا وفي كل قسم التقى كل منهما بصديقه فسلوى التقت بصديقتها أسمهان وشهاب التقى بصديقه عبد الرحمن الذي كان يغط في نوم العميق لدرجة انه كان يشخر والفقاعات تخرج من أنفه فأيقظه شهاب مخبرا إياه أن الحصة قد أوشكت على البدء فقد دخلت المعلمة وأخذت ترتب أوراقها المبعثرة لتبدأ بتدريس هذه الحصة وكانت الحصة الأولى حصة كيمياء أكثر الحصص كراهية وحنقا من معظم الطلاب وربما ترجع الأسباب لكثرة التجارب الفاشلة وعدم فهم الطلاب للمادة وذلك لأن المدرسة متخلفة عقليا في نظرهم ففي كل مرة يقومون بتجربة تعطيهم وصفة خاطئة من دون قصد مما يتسبب ذلك بكارثة في الفصل وعادة ماتقع الكارثة عليها وتذهب إلى الممرضة التي تعالجها فينتهز الطلاب الحصة في الدردشة والثرثرة لذلك أصبحوا يتعمدون إصابتها في كل حصة وعذرهم : (( آسفون لم نقصد ذلك ياسيدتي )) ... ولكن ومن المثير للدهشة أن شهاب كان يحب هذه المادة حبا لا يطاق ...حبا حتى الجنون فقد كان يجيب على معظم الأسئلة إجابة صحيحة بل ودقيقة ....ومعظم الامتحانات العملية والتحريرية يحصل على (( امتياز )) ولكن الطلاب يعتقدون أنه (( انحياز )) من المعلمة له و عذرها لمجرد انه يحب المادة ...على الأقل هذا ماكان الطلاب يعتقدونه على عكس عبد الرحمن الذي كانت اعتقاداته أسوأ بكثير فقد كان يعتقد أنه مغرم بالمدرسة هههه وهذا أصلا لا يجوز فهي تكبره بعشرين عاما وإن كانت المدرسة تعتبرها أخوة وليست صداقة أو غرام ومع أن شهاب ناضج في معظم المواقف والحالات التي تمر به ورزين أيضا لكنه مازال جاهلا في بعض الأمور فالحب أعمى .. هكذا انتهى اليوم الدراسي إذا كنتم تعتقدون انتهى بشكل عادي فانتم مخطئون فلقد حصل شجار عنيف بين الأخوين إلا أن الصديقين حرصا على عدم اكتمال الشجار والذي كان شتائميا .... أي كلاميا وفعلا انتهى الشجار على خير وعاد الطلاب إلى بيوتهم وفي طريق عودة الأخوين لم تحصل مشاحنة بينهما فقد كان صامتين طول الطريق ومن صمتهما تعتقد أنهما أحياء أموات هه بل هم أسوا فعلى الأقل الأحياء الأموات ينطقون ب(( آه آه آه أووووووو )) طول الوقت ...ومع كل هذا الصمت كان الجو حافلا بأصوات الطبيعة الخلابة كخرير الماء والنسيم الذي يتراقص على أنغام حفيف الشجر ولكن الأخوين كانا يعتقدان أن هذا الأصوات الخلابة مجرد إزعاج لا أكثر ولا أقل .
    وهكذا وصلا إلى البيت في حنق وضيق من بعضهما لمجرد جدال تافه كما كانت ترى أمهما التي كانت منهمكة في أعمال التنظيف فطلبت من الولدين تغيير ملابسهما ثم تناول الغداء والشروع في مساعدتها فتركتها يعملان وقد زاد نشاطهما بسبب شرارت الغضب التي تنتظر رأس الفتيل للإنفجار فرب ضارة نافعة فهذا كان يطيب خاطر والدتهما ويجعلها ترتاح قليلا ويعطيها الوقت لتفكر في أمر رحيلهما فهاهي تتناول صندوقا ذهبي اللون وتنادي ولديها ليجلسا بجانبها وفعلا حصل هذا وجاء االأخوان ينتظران بلهفة ماستخبرهما به والدتهما العزيزة فشرعت والدتهما في الكلام وهي تخرج ورقة من الصندوق الذهبي الذي قد رسم على أحد جوانبه معالم شمس مشرقة وقد كانت الورقة ملفوفة بشريط ذهبي اللون ففكت عقدته وفتحت الورقة .
    الأم : هذه الأمانة تركها لي والدكما بل موته إنها في الحقيقة وصيته التي أوصاني بها لكما ، ولقد قرأتها في وقت سابق ولكنكما لم تفعلا لذلك سأعيد قراءتها بصوت عال وواضع حتى تتمكنا من سماعي، و انتبها لكلامي جيدا مفهوم ؟
    رد الولدان بكل استغراب : مفهوم يا أمي !!!
    الأم : بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا أولادي الأعزاء ويا زوجتي الغالية ..
    أما بعد ؛
    لم يكن بمقدوري أن أكتب هذه الوثيقة بعدما خارت قواي وهلكت من جراء السفر الطويل للبحث عن بلا د بقعة الضوء لأنني سمعت أن ولدي الضائع شمس الدين يوجد هناك ولكن كان لا بد من كتابة هذه الرسالة بعد استعادة جزء ولو بسيط من قوتي وها أنا قد كتبتها وتحتوي هذه الرسالة على معلومات مهمة يجب عليكما الاستفادة منها فلقد توقفت رحلتي في أحد جزر مثلث برمودا الثلاث وها أنا راقد على فراش بال مصاب بمرض خطير يدعى الميمبوليوس وهو يصيب سكان هذه الجزيرة فقط وتخيلوا أنه ما أن تطأ قدمك هذه الجزيرة حتى تصاب بهذا المرض لأنهم يتنفسون الغبار الذهبي البرمودي الذي لا يؤثر إلا على الغرباء لعدم تعودهم على اختلاط هذا الغبار بالأكسجين ... وبما أنني مريض فجسدي قد بشلل نصفي وهو ينتشر بسرعة ليصيب قلبي وعقلي وبذلك أموت لذلك ياأولادي سأخبركم كيف ضاع أخوكم فمنذ 13 سنة كنا جميعا متوجهين إلى أمريكا لقضاء الإجازة ولكن للأسف انحرف مسار السفينة ليقودنا على منطقة برمودا ويبتلع السفينة ولحسن الحظ نجونا كلنا ولكن ا اختفى شمس في أعماق المحيط ولم يعثر عليه لذا وعند رجوعنا إلى بلادنا صممت على العودة والبحث عنه فسافرت ومررت ببلدان كثيرة ورائعة وواجهت وحوش غريبة ومخاطر كثيرة ولكنني توصلت إلى اكتشاف أن ابني يوجد ببلاد بقعة الضوء التي عرفت أنها تخرج من المحيط كل سنة بسرعة الضوء لذلك لا يراها احد وتكون بذلك تموجات تؤثر على السفن وتسبب بغرقها ..أخبرتكم بما يجب عليكم أن تبدؤوا به رحلتكم ... فأستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه فأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله .
    وهنا بالذات شرع كل من الأخوين بالبكاء بدموع منهمرة كالشلالات فلم يكن يريدا أن يسترجعا خبر موت والدهما الذي فاجأهما منذ 12 سنة فذلك الخبر له الوقع الكبير عليهما ومن المثير للدهشة أن أمهما وصلت بها القوة والصلابة إلى أنها لم تذرف دمعة واحدة ولا حتى قطرة من قطرات أمطار الحزن ففي رأيها وقت البكاء والعويل قد ول وانتهى وحان الآن وقت العمل ....نعم حان الآن وقت الرحيل .

    يتبع ........
    اخر تعديل كان بواسطة » الضامر الأشقر في يوم » 11-07-2007 عند الساعة » 14:57


  2. ...

  3. #2

  4. #3
    الفصل الاول رائع جدا واتمنى ان يكون الفصل الثاني ايضا رائع
    ارجو المعذره من مٍن لم اكتبهم

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter