في كل مرة أطالع فيها التلفاز أرى أناسا مختلفين من كل صنف و لون , لا أدري أهو حب الظهور أم ماذا ؟؟؟
لكن هذا لا يهم بقدر ما هو الدافع للظهور ؟؟ ما قيمة ما سيقولونه ؟ و هل يا ترى له أصداء , له مستمعين , له مصفقين على أنغامه ؟ ...
نرى كثيرا من الناس يقحمون نفسهم إقحاما في عالم الإعلام مع أنهم واثقون تمام الثقة أنه ما من أحد معجب بما يقولون , و لكن لا بأس طالما من هذا العمل يجني رزقه ..
أتحدث في موضوعي هذا عن أولئك الكتاب المأجورين, الذين يحفظون صفحتين و نصف من الورق العادي فيخرجون يلقونها على مسامع المشاهدين في أكثر من 50 محطة , و ينشرونها في الجرائد و الصحف و يسطرون بها الكتب مع قليل من التحوير و التغيير في كل مرة , و كثير من الكلام المكرر المستهلك , الذي بإمكانك حفظه لمجرد سماعه عددا من المرات , لأنه ببساطة لا يتغير هو على حاله , فيقول الواحد منهم : هذا لا يهم المهم أن أحصل على أتعابي , لا يهم سواء كان من أمريكا , إسرائيل , لا يهم المصدر المهم لقمة العيش , خاسرا احترام الناس و احترام نفسه لنفسه , ضاربا بعرض الحائط لمسيرته الكتابية و الأدبية هذا إذا كان له مسيرة أو مشوار أو حتى خطوة ..
ليس مهم مبادئي , أنا لست من أصحاب المبادئ و الشعارات الرنانة , أنا لست رجلا حالما ساذجا يظن أن القدس سترجع يوما أو أن العراق سيعود كما كان , أنا لست مؤمن بأننا أهل حضارة و دين و فضيلة , بل نحن أن فاشلة منهزمة منكسرة ضعيفة متخلفة و .. و .. و ..
و فوق هذا يتخف بعقل العربي و يستحقره , و يظن أنه طفل مع أن الطفل يستطيع أن يسوق له الأدلة و البراهين التي تبطل كلامه , و تجعله هباء منثورا , يظننا لا نعلم الحقيقة , يظننا غافلون , يظننا نائمون ..
أولئك مروجو ثقافة الانهزام و دعاة العولمة و التحرر و السلام الكاذب , دعاة التصافح مع العدو , و الاستسلام , و تقبيل الأيادي و الأقدام لنيل الرضا و العفو ..
و مع ذلك لو دفع أحد لهم أكثر , فهما مستعدون أن يقولون ما يريد , حتى و لو كان على النقيض تماما مما كان يتهكم به سابقا , المهم أن يكون السعر أكبر , و طبعا هذه ليست أفعال الشرفاء ..
لكن و أعود و أشفق عليهم , كيف أن لسانهم يعجز أن ينطق ببنت شفة , بعد أن يخرسهم قول الحق , فيخذلهم لسانهم , و يعجز وجدانهم عن الرد و لو بكلمة , نعم أشعر بالشفقة عليهم أنهم يقولون ما هم أنفسهم غير مقتنعون به ..
1 ) فما الذي يحاولون أن يزرعوه في فكرنا , وهل من سميع أو حتى من مجيب ؟2 ) ما الذي يشجعهم على اتخاذ هذا الاتجاه المغاير للأمة ؟
3 ) و ما الذي سيجنوه في النهاية , بعد أن يتخلى المستأجرون عنهم و يستأجروا غيرهم ؟.
أسئلة تدور في بالي و لا بد أنه لا أحد يستطيع الإجابة عنها غيرهم و لكن ما رأيكم أنتم ؟
و أرجو أن يعجبكم الموضوع , و إلى اللقاء
سلاااام
المفضلات