بِســـــــــمِ الله الرّحمَنِ الرَّحِيمْ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذا هو اول مواضيعي في المنتدى العام و ارجوا ان ينال إعجابكم..
الموضوع منقول من كتاب قديم و ليس من منتدى او موقع اخر..
أنواع من الناس ...
هناك ثلاث انواع من الناس : واحد يريد ان يعيش ، وواحد يريد ان يستفيد ، وواحد يريد ان يفيد!
و الذي يعيش فقط هو مثل النباتات و الحيوانات ، لا يسأل نفسه ما معنى هذه الحياة ؟..ما معنى حياتي ؟..إنه يريد ان يأكل و يشرب و ينام في اثناء النوم يجىء الأطفال و يتقدم في السن و يموت . و هذا النوع من الناس ليست له مشكلة . و لذلك فهو لا يقرأ و لا تهمه القراءة . و لا يهمه ان يفكر فيه احد ، لأنه لا يفكر في احد . و لهذا السبب سأكتفي بهذا الكلام عنه ..!
أما الذي يريد ان يستفيد من الحياة فهو ينظر إليها على انها صفقة تجارية . و هو يصحو و ينام على سؤال واحد :- ما الذي كسبته اليوم ؟ و من اجل المكسب فإنه يدوس الناس و القيم الإنسانية . فمثله الأعلى هو النجاح .. النجاح بأي ثمن . و لكي يحقق النجاح ينافس الآخرين . و عندما ينافسهم يكرههم و يحقد عليهم . و الحقد يدفعه إلى الجريمة . و الجريمة تكبر فتصبح حرباً .. تشنها دولة على دولة .. دولة تريد ان تبيع بالقوة و تكسب بالقوة . و من اجل المكسب تحرق الزرع و تطحن الحيوانات .. و تدفن الناس .. و حيث توجد التجارة الجشعة توجد الطبقات . و الحقد الطبقي . و الإحتكارات .. و الإستغلال و الإنهيارات العصبية . و الصفحات السوداء في تاريخ الإنسانية كتبها التجار بدماء الزبائن .. بدماء المستهلكين !
و النوع الثالث هو الذي يسأل نفسه دائماً :- ما الذي استطيع ان اضيفه لحياة الناس ؟ .. ما الذي استطيع ان اعطيه ؟.. إنه فنان بتذوق الحياة و يفهم معناها . و يحرص على ان يقدم للناس شيئاً ، يجعل لحياتهم معنى ، و يجعل للمعنى هدفاً ، و يجعل الطريق إلى الهدف مفروشاً بالحب و السلام و التعاون بين الناس . إن مثل هذا النوع من الناس يعطي راحته .. و يبذل حياته .. و كل الذين ساهموا في إسعاد الإنسانية لا يمكن ان يكونوا تجاراً للحياة .. و لا يمكن ان يكون الأستغلال اسلوبهم .. و لا النجاح بالدماء شعارهم من اجل إسعاد البشرية !
و إذا كانت السعادة هي الغاية التي يريدها كل إنسان ، فإن احداًً لا يعرف – بالضبط – ماذا تعنيه كلمة السعادة . إنها مثل الصحة – نحسها و لا نعرف ما هي .. إنها مثل الكهرباء نعرفها و لا نراها .
فالسعادة ليست برتقالة نقطفها و نقشرها و نأكلها بعد ذلك .. إنها مجموعة اشياء كثيرة معاً ..
و إذا بحثنا عن السعداء نجد انهم هؤلاء الذين يغرسون شجرة و يبنون بيتاً و يؤلفون قصيدة .. هؤلاء الذين يملأون وقتهم بالعمل المفيد .. فالسعادة هي ان يجد الإنسان نفسه مشغولاً بشيء مفيد .. و ان يجد هذا الإنشغال لذيذاً !
المفضلات