مشاهدة النتائج 1 الى 5 من 5

المواضيع: بحب السيما-2004م

  1. #1

    تحقيق أو نبذه او قصه بحب السيما-2004م


    بسم الله الرحمن الرحيم





    بحب السيما



    2004

    ba7eb_elsema_poster


    تدور الأحداث حول أسرة مسيحية مكونة من الأب والأم وطفل، يحاول الطفل الخروج من جو التزمت في أسرته بمشاهدة السينما بين آن وآخر ومن حول هذا الطفل الصغير تدور دنيا الفيلم ويتم استعراض جميع افكاره .


    تاريخ العرض: 9/6/2004
    الايرادات: 1647698 جنيه مصري
    بطولة: ليلى علوي
    محمود حميدة
    يوسف عثمان
    منة شلبي
    اخراج: أسامة فوزي
    انتاج: الشركة العربية
    قصة: هاني فوزي
    مونتاج: خالد مرعي
    توزيع: الشركة العربية


    " انا بكره الدكاتره ومش بس الدكاتره انا بكره كل حد بيتحكم فينا وف حياتنا بحجة انه يعرف مصلحتنا اكتر مننا "

    لم اجد افضل من هذه الجملة التى جاءت على لسان بطل الفيلم ( نعيم ) بعد ثلاثين عاما من احداث الفيلم
    لتكون خير معبر عن مايريد صانعوا ( بحب السيما ) ان يصل الى المشاهدين
    فاالفيلم ضد كل المؤسسات التى تريد تشكيل الفرد على هواها
    (فاسامة فوزى) المخرج و(هانى فوزى) السيناريست صنعا فيلما ضد السلطة بكافة اشكالها وانواعها وطرق تطبيقها
    ( بحب السيما ) فيلم ضد سلطة الحكومة على شعبها
    ( بحب السيما ) فيلم ضد سلطة الدين على المجتمع
    ( بحب السيما ) فيلم ضد سلطة الاب على عائلته
    ( بحب السيما ) فيلم ضد سلطة المجتع على افرداه
    ( بحب السيما ) صرخة حرية ولكن بمذاق واسلوب ( اسامة فوزى )
    فقد كانت السينما فى رائعة ( اسامة فوزى ) ( بحب السيما ) هى معادل الحرية .







    El laberinto del fauno

    Downloaded Plies


  2. ...

  3. #2


    قبل ان نخوض فى الكلام عن الفيلم
    اجدنى يجب ان اشير الى تاريخ صانعى هذا العمل المميز
    المخرج ( اسامة فوزى )

    pic09

    (هانى فوزى) كاتب السيناريو والحوار خريج كلية الفنون التطبيقية
    وكانت له العديد من التجارب الناجحة ولكن افضلها على الاطلاق هو التجربة التسعينية الرائدة ( ارض الاحلام ) مع سيدة الشاشة العربية ( فاتن حمامة ) وايضا تطرق الى التعايش بين المسلمين والاقباط فى مصر عبر فيلم اخر ولكنه كان ضعيف فنيا الى درجة كبيرة وهو ( فيلم هندى )
    ويرى هانى ان الهجوم على فيلمه غير مبرر على الاطلاق وانا مايتهمه به البعض من محاولة التسلل عبر الاسوار الشائكة الى داخل الثالوث المحرم سينمائيا لامر مثير بالشفقة حيث ان طبيعة الفن لاتعترف بالمحرمات وان الرقابة هى التى صنعت تلك المفاهيم الدخيلة
    وان العمل السينمائى به الكثير من خيال المؤلف ولايصح به العميم ولا ايجاد الحلول
    فالسينما هى فن الطرح وهذا ما افعله دائما .

    (أسامة فوزي) مخرج عملنا اليوم ، من مواليد القاهرة عام 1961، تخرج من معهد السينما عام 84 شعبة الإخراج، عمل كمساعد مخرج لفترة طويلة منذ عام 1978، عمل مع المخرجين، حسين كمال، نيازي مصطفى، بركات، أشرف فهمي، انقطع لفترة ثم عمل مع شريف عرفة وأنتج له "الأقزام قادمون" ثم توقف فترة وعاد مرة اخرى للعمل مع يسري نصر الله في فيلمه "مرسيدس"، ومع رضوان الكاشف في "ليه يا بنفسج"، ثم قام باخراج "عفاريت الإسفلت" عام 1995، ونال جائزة التحكيم الخاصة في مهرجان لوكارنو، ثم "جنة الشياطين" عام 1999، وقد شارك في لوكارنو، ونال الجائزة الذهبية في دمشق، ومهرجان خربكا في المغرب، كذلك نال تكريم في معهد العالم العربي في باريس، وشارك في ميلانو. بالاضافة للفوز فيلمه اليوم بالعديد من الجوائز الهامة من مهرجانات عالمية كبيرة وترشيحه للدخول فى التصنيفات النهائية لجائزة الاوسكار لاحسن فيلم اجنبى .

    من هذه المسيرة يتضح لنا جليا ان ( اسامة فوزى ) مخرج يسبح دائما ضد التيار
    فهو لايعبأ بالتحولات السينمائية من حوله واتجاه الجميع الى الكوميديا المبتذلة
    ويقدم فقط مايراه معبرا عن افكاره واحلامه السينمائية دون النظر الى اعتبارات اخرى
    ولايعنى هذا انه يصنع افلاما للمهرجانات دون الاهتمام بالمتلقى الاصلى رجل الشارع العادى
    ولكنه يصنع افلاما يعرف جيدا انها اذا لم تعجب رجل الشارع العادى الان فإنها بالتأكيد
    ستعجبه فى المستقبل فهو يرى ان الافلام الشبابية مثل معطر الجو سرعان مايزول
    اما افلام السينما الحقيقية ستعيش وتعيش وتعيش .





  4. #3


    عانى اسامة كثيرا جدا جدا جدا فى ظهور فيلمه هذا الى النور
    ويكفى ان نقول ان ( بحب السيما ) كان قد انتهى تصويره فى اوائل عام 2000
    وظل حبيس الادراج لمدة اربعة سنوات حتى نجح اسامة بمساعدة محبيين السينما فى الوقوف ضد القهر
    الذى حاربه اسامة فى فيلمه ؛ والغريب فى الامر ان الاعتراض الاساسى من جانب رجال الدين المسيحى
    المحاربين لظهور العمل الى النور كان هو انهم يرون ان الوعى عند الناس غير كافى وان الفيلم من الممكن ان يفهم بطريقة خاطئة تسى الى الدين المسيحى فى تحيز واضح لفكرة فرض الوصاية ويالامصادفات الاقدار ان تكون هذه احد الافكار التى حاربها اسامة من خلال فيلمه .

    لعل من اصعب الامور التى تواجها السينما المصرية على مدار تاريخها
    هو الاقتراب من قضية شائكة ومحاولة تصويرها سينمائيا
    المشكلة الحقيقة هنا تكمن فى طريقة المعالجة
    فهى المفتاح الاساسى لنجاح الفيلم او فشله فى ايصال مايريد
    ولهذا يجب ان نرفع القبعة وننحى احتراما للسيناريست ( هانى فوزى ) وطبعا مخرجنا ( اسامة فوزى )
    واللذان قررا فى فيلمها ان لايقتربوا من قضية شائكة بعينها
    وانما الاقتراب من التابوهات الثلاثة المحرمة فى السينما المصرية و العربية عموما
    وهما ............... الدين ؛ الجنس ؛ السياسة

    pic17


    وهذا ليس بالامر الهين ابدا ؛ بل انه يتطلب مجهودا مضاعفا حتى تنجح فى توصيل ماتريده
    وكانت نقطة اختيار ذلك الطفل الصغير ببرائته وخفة ظله البينة للعيان لتدور من حوله الاحداث
    لفكرة عبقرية تجاوزت الحد واصبحت شديدة العبقرية بالاداء المبهر الذى قدمه ذلك الطفل
    واذا فكرنا ان نستعرض تناول التابوهات ونبداها ...... بالدين
    سيلح سوال مهما جدا جدا
    هل فيلم ( بحب السيما ) فيلم مسيحى ؟
    هل يكفى ان تكون جميع محاور الفيلم تدور فى افق الديانة المسيحية ليكون الفيلم مسيحى ؟
    قبل ان نجاوب على السوال لابد ان نعرف ان الكنيسة تنتج 10 افلام تقريبا سنويا بالاشتراك مع المراكز الثقافية المسيحية ولكن جميع هذه الافلام تدور فى فلك قصص الانبياء والقديسين او تناول تربويات تمس العقيدة
    ولكن فى ( بحب السيما ) لم نجد ذلك مطلقا ؛ فانت عندما تشاهد الفيلم جيدا وتتعمق بداخله ستلاحظ ان جميع شخصيات الفيلم قد قابلتها فى حياتك ان لم تكن انت واحد منهم ولايميزها عن اى اسرة مصرية اخرى سوى فروق طفيفة فى طريقة العبادة واماكنها .
    المسيحية فى ( بحب السيما ) لم تكن الا غطاء رمزى يشير فى حقيقته الى جميع الديانات الاخرى .
    السؤال الاخر الذى يطل ويفرض نفسه
    اى العلاقات انجح مع الرب
    هل هى العلاقة المبنية على الخوف من الله ؟
    ام العلاقة المبنية على حب الله فى المقام الاول ؟
    كان (عدلى ) والذى قام بدوره ( محمود حميدة ) يتبع النهج الاول ويحاول ان يفرضه على كل من يقعون تحت سلطته
    بالرغم من انه من داخله يتمنى ان يعيش حياته لهوا ولكن مع شرط ان تاتى التوبة قبل الموت مباشرة ولكن المعضلة انه لن يعرف ابدا متى يأتى له الموت وعليه فانه يواصل تطبيق فكره مما يسبب معاناة لجميع من حوله باشكال مختلفة ويسعون الى اختلاس غيابه فى اى وقت ليقوك كل منهم بما يحبه ولا يستطيع ان يفعله فى وجوده
    مما يجعله يعاود التفكير مرة اخرى ويناجى ربه فى مشهد معبر جدا ليخرج منه بأن الحب هو الطريق الصحيح للايمان
    ويعود مرة اخرى الى اسعاد من حوله وتنفيذ رغباتهم والتواصل مع الله فى نفس الوقت ؛ ونجده فى النهاية يموت مبتسما وهو يصلى فى اشارة واضحة من صناع العمل الى العلاقة الناجحة.
    وسواء اختلفنا او اتفقنا مع صناع العمل فى رؤيتهم للعلاقة بين الله وعبده
    فاننا لابد ان نشيد بالقاء الضوء على جزئية محبة الاطفال الصغيرة لله
    فاالاسلوب الذى مال اليه صناع العمل هو الاسلوب المثالى فى خلق جيل مثالى يحب الله
    فلقد شاهدنا كيف ان ( نعيم ) الطفل الصغير الذى لم يتجاوز السادسة
    يقول الى امه بكل اسى ......
    "انا عارف ان مافيش فايدة انا داخل جهنم داخل"نتيجة للتصور الخاطى الذى صوره والده له بأن جميع مايقوم به حرام
    مما ادى بالولد الذى مازال عقله فى مرحلة التكوين
    ان يصرح ......"
    انا مش عارف ربنا بيعمل معايا كده ليه انا بكره الكنيسة وبتوع الكنيسة "
    واخذ يفعل مايحلو له حتى وان كان ما يحلو له هو التبول على من لايعجبه من الناس
    واخذ يحصل على مايريده عن طريق الابتزاز حتى لو كان ابتزاز طفولى
    ومن هنا يوجه ( بحب السيما ) رسالة الى كل القائمين على الخطاب الدينى فى مصر اى كان نوعه
    ان يبتعدوا عن صورة الله المخيف وان يقدموا لهم الله المحبة حتى يعبدوه بكل صدق واخلاص .

    التابوه الثانى الذى تناوله الفيلم هو .......... السياسة
    لم يكن ابدا اختيار فترة الستينات لتدور فى خلالها احداث الفيلم هو هروب من الواقع الذى نعيشه الان
    فقد كان الواقع يطل علينا فى كل لحظة من لحظات الفيلم و عامل الزمن لم يكن الا بمثابة الضوء الاخضر لصناع العمل
    ان يكونوا اكثر حرية فى التعبير عن وجهة نظرهم
    ولعل من الملاحظ فى الفيلم هو الكره الشديد لفترة حكم عبد الناصر وتقديمه فى صورة الاب كرمز للقهر فى الفيلم
    وعن هذا يقول ( اسامة فوزى ) : أنا لا أكره شخصية الأب في الفيلم؛ فرغم قسوته على ابنه فمن الواضح جدا حبه له. المشكلة فقط هي فكرة الوصاية أو السيطرة والقهر من شخص يحبك ويدعي أنه يعمل لصالحك".
    ويضيف: "وهذا ينطبق على عبد الناصر؛ فلا يستطيع أحد أن يشك في وطنيته وعمله لمصلحة الشعب، لكنه مثلا اختار الاشتراكية التي ربما رآها أنسب لنا، دون أن نُسأل كشعب عما نريده. وعندما جاء السادات وحولنا للرأسمالية لم نُسأل أيضا، ولم يتم إعدادنا لهذا التحول .
    ولعل كلام اسامة يقودنا الى الحديث عن نقطة مهمة جدا نعيشها الان وهى نقطة الديمقراطية الواهمة التى من المفترض اننا نعيشها الان ؛ فعندما نحاول ان نتكلم ونفصح عن مايدور فى انفسنا تجاه حكامنا وسلبياتهم ومحاولة التغيير للاحسن نجد ان الابواق تصرخ من كل مكان ان هذا هو ازهى عصور الديمقراطية والعصر الوحيد الذى تستطيع ان تقول فيه ماتشاء وقتما تشاء ...... ولكن ينسى هؤلاء ايضا مقولة وحيد حامد فى فيلمه المنسى على لسان بطله عادل امام
    انت من حقك انك تتكلم ..... وانا من حقى انى احبسك
    فعلا مااشبه اليوم بالبارحة .
    تطرق الفيلم ايضا الى قضيتين سياسيتين مهمتين جدا وهما .... الاعتقالات و شراء الافكار
    قضية الاعتقالات مازلت حتى الان هى القضية الاخطر فى المجتمع المصرى
    وهى البعبع لكل شباب مصر من النشطاء والمحبيبن لبلدهم
    ففى اى لحظة ومن غير اى سبب ممكن تتشد وتترمى فى مكان لايعرفه الا الله لمجرد مخالفة افكار النظام
    وبرغم المحاولات المستميتة من المفكرين ولجان حقوق الانسان فى الغاء هذا القانون الهدام المسمى بقانون الطوارىء
    الا ان الصورة لاتزال قاتمة وكل يوم يعدى علينا يرخص الانسان فيه اكثر واكثر.
    قضية شراء الافكار والمقصود بها ان تجذب الاعداء الذين يشكلون المعارضة للافكار التى تسعى الى ترويجها
    عن طريق الترهيب او الترغيب كلا على حسب حالته وان كان للترهيب النصيب الاكبر
    ولانريد ان نخوض اكثر فى هذه النقطة لانها تحتاج بمفردها مقالا كاملا.

    التابوه الثالث الذى تناوله الفيلم هو ....... الجنس
    تطل مشكلة الجنس بقوة فى الفيلم من خلال معتقدات الاب المتزمت الذى يرى فى التواصل الجنسى بينه وبين زوجته مجرد وسيلة لانجاب الذرية ليس الا
    وانه طالما تحقق الهدف فا لاداعى مطلقا لجعل الشيطان يؤثر علينا ونكون كالحيوانات
    وطبعا يترك هذا المنطق اثارا شديدة السلبية على زوجته التى تحاول ان تصمد وتغير من افكاره ولكنها لاتنجح
    مما يؤدى بها الى اطفاء نيران رغبتها فى احضان الرزيلة وتحت حراسة عيون الشيطان .

    وجدير بالذكر هنا ان اذكر واقعة حدثت لى شخصيا عندما كنت فى الصف الثالث الاعدادى
    وكان مدرسون العربى هم من يقومون بتدريس مادة التربية الدينية
    واذكر ان هناك مدرس كان يسمى خالد كان يروج هذه الفكرة بشدة بيننا
    ولعدم المامنا الكافى فى هذا الوقت بمثل هذه الامور
    ولضعف الجانب الدينى عندنا من ناحية وعدم التوعية الكاملة من جانب الاهل من ناحية اخرى
    فقد مر وقت كثير عليا وعلى كثير من زملائى ونحن نظن ان هذه الفكرة هى الصحيحة
    مما يطرح ايضا قضية مهمة جدا وهى الثقافة الجنسية لدى الوالدين وكيفية تمريرها بيسر الى الاولاد والبنات لصغار حتى يتكون عندهم حاجز فكرى ضد اى محاولة لعمليات غسيل المخ .
    نعود مرة اخرى الى التابوه الثانى فى فيلمنا وطرح جزئية جديدة متعلقة به
    وهى مشكلة حاضرة بقوة فى مجتمعنا ولكننا لانراها او نتعمد الا نراها
    وهى اختلاط البنات والاولاد الصغار واثر التربية الجنسية الخاطئة عليهم فى تجماعتهم التى من المفترض ان تكون برئية
    ولم يقف الفيلم الى هذا الحد بل تعدى تلك المرحلة وعبر السنين ليلقى بظلال المشكلة من منظور اخر على الشباب
    واتذكر الان الهجوم العاتى الذى تعرض له الفيلم وكان من اهم اسباب الهجوم
    تلك القبلة التى قاما بها ( ادوارد ) و ( منة شلبى ) فى برج الكنسية
    بالاضافة الى انه كان يذهب اليها البيت وهى بمفردها
    وقامت الدنيا ولم تقعد
    فنحن هكذا دائما نكره من يعرينا
    ونفرح بمن يغيبنا عن الواقع الذى نعيشه
    انا لااقصد هنا التعميم واننا نعيش فى مستنقع كبير من الرذيلة
    ولكننا ايضا لانعيش فى المدينة الفاضلة
    فبالله عليكم يابهوات بطلوا تمثيل qright5qright5 .




    اخر تعديل كان بواسطة » جوروماكي في يوم » 27-06-2007 عند الساعة » 04:47

  5. #4


    بعد ان القينا ببعض الضوء على معالجة التابوهات فى الفيلم
    يجب ان نشير الى نجاح ( هانى فوزى ) فى صنع سيناريو استطاع ان يحوى كل هذا القدر من المتناقضات والرؤى المختلفة فى سلاسة ويسر وكانت تنفيذ ( اسامة فوزى ) للمشاهد ليس تقليديا فقد كان حريصا دائما على اطفاء مسحة من الابداع على كل المشاهد المهمة والمؤثرة فى الفيلم وسنتناولها بالتفصيل فيما بعد.


    __1576___1581___1576____1575___1604___1587___1610___1606___1605___1575__004_0024؛ 42933_2m __1576___1581___1576____1575___1604___1587___1610___1606___1605___1575__004_0011

    ( يوسف عثمان ) او الطفل ( نعيم ) كما جاء فى الفيلم
    هذا الطفل الذى لم يتجاوز السبعة سنوات فى اثناء تصوير الفيلم
    قدم فى ( بحب السيما ) اداء غير مسبوق يجعلنا ننتظر بشغف نجم سيكون له شانه كثيرا فى المستقبل
    حقيقة لا اعرف ماذا اقول عن هذا الولد
    انه معجزة حقيقة
    كم كان الغضب يتملكنى عندما اشاهد مسلسل او فيلم ما واقرا على التترات ...الطفل المعجزة فلان ابن علان
    واتابع لارى هذا المعجزة ولكنى دائما لا اجد الاخيبة الامل
    فقد كان هناك تصور فى مخيلتى ان السينما المصرية لم تقدم حقا معجزات صغيرة بمعنى كلمة معجزة
    سوى اثنين .... الخالدة ( فيروز ) والرائع ( شريف صلاح الدين ) بطل فيلم ( السقا مات ) لصلاح ابو سيف .
    فيما عد ذلك فقد كان اداءات جيدة ولكنها لم ترقى الى لقب المعجزة
    ولكن ( نعيم ) هنا والذى تحمل على عاتقه فيلم باكمله جعلنى اضيف الى القائمة اسم ثالث
    اتعرف معنى ان يكون حجر الاساس الذى يقوم عليه فيلمك طفل صغير لم يتعدى ال 7 سنوات ؟
    وتجد فى كل نظرة وكلمة ولفتة وهمسة منه ابداعا منقطع النظير
    شاهد ( يوسف عثمان ) فى ( بحب السيما ) وانت لن يكون على بالك سوى سؤال وحيد
    هل تعلم ذلك الطفل التمثيل فى بطن امه ام لا ؟ .


    جاء اختيار باقى عناصر العمل مميزا الى حد كبير

    __1576___1581___1576____1575___1604___1587___1610___1606___1605___1575__004_0017

    ( محمود حميدة ) فى شخصية الاب الذى يرى فى كل الاشياء سدود تمنع بينه وبين الجنة
    ويرى انه من واجبه حماية نفسه وعائلته من تلك الاخطار الشيطانية.
    كان محمود رائعا ومميزا كعادته فهو من القلائل الباقيين الذين يعشقون التمثيل ويأخذونه كرسالة وليس كمصدر رزق فقط واختيارته دائما تبرهن على ذلك.

    __1576___1581___1576____1575___1604___1587___1610___1606___1605___1575__004_0021

    ( ليلى علوى ) لو سألتنى عن الممثلة المصرية الوحيدة التى مازلت تحتفظ ببريق الماضى وسحر الحاضر فى نفس الوقت وتمزجهما معا فى قالب من الابداع لايرى النور الا كل حين واخر ساجيب على الفور دون تردد ( ليلى علوى ) .
    جسدت ليلى هنا شخصية الزوجة التى لاترى فى حياتها التى تعيشها ماكانت تريده
    ولكنها تعيش وتتواصل مع الحياة لتحافظ على ابنائها وزوجها بالرغم من ظلمه لها
    وتقتل شخصية الرسامة الموهوبة يداخلها وتكفى بشخصية الست الناظرة
    ولكنها تعود فى المنتصف بعد ان ملت من الوضع
    وتحاول ان تتحس غبار الشخصية النائمة بداخلها
    ولكنها سرعان ماتعود نمر شرس لاولادها بعد وفاة والدهم .
    شخصية بها العديد من التقلبات النفسية والتى لايستطيع ان يظهرها على الشاشة
    سوى ممثلة بقدر ليلى وقد نجحت الى حد الامتياز فى ادائها لذلك الدور .

    __1576___1581___1576____1575___1604___1587___1610___1606___1605___1575__004_0033

    ( عايدة عبد العزيز ) مشاهدها لم تكن كثيرة ومع ذلك فقط حفرت اسمها فى ذاكرتنا
    بادائها لشخصية الام المصرية التى نراها فى احيائنا الشعبية كل يوم بجانبنا.

    __1576___1581___1576____1575___1604___1587___1610___1606___1605___1575__004_0028

    ( زكى فطين عبد الوهاب ) والفيلم الثانى فى تاريخ السينمائى
    كانت بداتيه مع دور ( نوبى ) فى ( مرسيدس ) مع ( يسرى نصر الله )
    وكان ( بحب السيما ) هو تجربته الثانية والاخيرة على حد علمى حتى الان
    ( زكى ) ليس ممثل موهوب وفى نفس الوقت ليس سىء للدرجة التى تتخيلونها
    وانما هو كاريزما غريبة والمخرج المميز هو من يستطيع ان يطوع تلك الكاريزما فى صالح العمل
    واعتقد ان اسامة نجح الى حد كبير فى هذا عن طريق اعطاءه دور الثورى الحالم
    الخارج للتو من المعتقل ليجد ان السجن افضل من الهواء الذى طالما تمناه
    طلما انه تم شراؤه مثل كل المبادى التى امن بها وكل مثله العليا الذين اتبع نهجهم
    ليحاول ان يغير هو بطريقته وتسنح له الفرصة تماما فى شخصية الست الناظرة التى قامت بها ليلى .

    __1576___1581___1576____1575___1604___1587___1610___1606___1605___1575__004_0020

    ( منة شلبى ) ودور فى بدايتها السينمائية لم يكن كافيا للحكم عليها
    حيث ان مساحة الدور وتأثيره على الاحداث لم يكن بتلك القوة
    ولكنى اميل الى انها كانت مناسبة للدور وقد ادته بعفوية
    وهذا هو المطلوب اثباته .


    الحوار فى ( بحب السيما ) جاء قويا جدا جدا جدا
    ويعد من ابرز الحوارت التى سمعتها على مدى رحلتى مع السينما المصرية
    فقد جاء حوار ( هانى فوزى ) بليغا ؛ عفويا ؛ جرى ؛ صادق ؛ واقعى
    استطاع فى اغلب الاوقات ان يشدك من الممثلين انفسهم ويكون هو النجم الحقيقى
    ولنا عودة له اكثر قربا مع كلامنا عن افضل مشاهد الفيلم
    ولكن قبل ان اترك هذا الجزء اود ان اشير الى ان الحوار قد اتهم من قبل بعد النقاد
    بانه جاء مسفا ومنافيا للاداب العامة فى جمل معينة وردت على لسان الفنانة عايدة عبد العزيز
    بالاضافة الى انه جعل لسان الطفل يوسف عثمان ابن السابعة يتفوه بكلمات تكبره بعشرات السنين
    والى هؤلاء اقول
    كنت من الممكن ان اتفق معكم فى الجزئية الاولى الخاصة بكلام الفنانة ( عايدة عبد العزيز ) ولكن عند مشاهدة الفيلم جيد ومتابعة البناء الدرامى لشخصية الام التى ابرزها لنا السيناريو سيتحول هذا الذم الى مدح
    ودعونا نترك مصطلح ( السينما النظيفة ) جانبا ؛ لانه لايوجد شى يسمى سينما نظيفة واخرى متسخة
    السينما اما ان تكون جيدة واما ان تكون غير جيدة وغير هذا فاستحداث لاوجود له الا فى العقول المريضة
    واتحدى ان يوجد اى مكان اخر غير مصر تجد فيه فيلم بطله طفل ويكتب عليه للكبار فقط !!!!!!!!!!!!!!
    منتهى التناقض الذى نعيشه فى جميع اوجه حياتنا ولم تسلم منه السينما ايضا
    اما بخصوص الشق الثانى من الاتهام فقد شاهدت الفيلم 3 مرات كاملة ولم اجد اى كلام قاله ( نعيم ) الا كان مناسبا لسنه او ممهدا له من جانب السيناريو .

    موسيقى ( خالد شكرى ) جاءت جيدة جدا فى مجملها
    ولا ازعم انها قد علقت بذهنى او انى ارددها وانا اسير بمفردى فى الشارع
    ولكنى ايضا لم احس بها دخيلة ابدا على المشاهد التى كانت لها نصيب فيها .


    كاميرا ( طارق التلمسانى ) كانت مميزة جدا واستطاعت ان تقدم العديد من الصور السينمائية الجميلة
    فكنا نجد وضعية الكاميرا تكون منخفة نسبيا مع المتسلطين لاظهارهم بمظهر الوحوش
    بينما كنا نجدها متحررة ومنطلقة مع ( نعيم ) فى تناغم وتوافق جميل مع فكر المخرج .

    مونتاج ( خالد مرعى ) جاء موفقا الى حد كبير ولم يجعلنا نشعر بالصعوبة فى التنقل بين المشاهد المختلفة
    وهذا ليس غريب على احد اكبر وامهر من يشغلون مهنة المونتير فى العالم العربى .

    ديكور ( صلاح مرعى ) لم يكن به شى مميز حيث ان الكاميرا لم تفتح الكادرات كثيرا لتظهر فترة الستينيات التى من المفترض ان تدور فيها احداث الفيلم وبالتالى نحكم على صلاح فى اختبار حقيقى اما فيما عدا ذلك فقد كانت ديكوراته معبرة وصادقة .


    كما اشرنا الى ايجابيات ( اسامة فوزى ) الكثيرة فى هذا العمل الرائع
    فإن هناك ايضا بعض النقاط التى اخذتها عليه ولعلى اصرح بها لتكون بمثابة نقد بناء لكى نشاهد اعمال قادمة اكمل
    ولعل اول ما اخذه على اسامة هو اختيار الفنان ( شريف منير ) لكى يقوم بدور الراوى الذى يمثل ( نعيم ) بعد ان كبر
    انا هنا طبعا احى اسامة على اتباعه طريقة الراوى التى تعطى الفيلم عمقا وسحرا خاصا ولكنه لم يأتى ابدا بالشخص المناسب حيث ان نبرات صوت ( شريف منير ) لم تكن بها دفء الراوى وذلك الاحساس الخفى الذى يجعلك ترى فى كلامه المشاهد افضل مما تشاهدها امامك ؛ حقيقة لقد كان الاداء الصوتى لشريف باهتا وافقد الراوى كثير من متعته.

    ثانى النقاط هو خطاب عبد الناصر اثناء اللقاء الحميمى بين ( محمود حميدة ) وزوجته ( ليلى علوى )
    خطاب دخيل تماما على المشهد واخذ منه الكثير فى مشهد من المفترض انه من اهم المشاهد على الاطلاق
    ولا اجد اى تفسير منطقى فى ربط الخطاب باللقاء
    ولعلها تكون حاجة فى نفس اسامة قضاها .



    اخر تعديل كان بواسطة » جوروماكي في يوم » 27-06-2007 عند الساعة » 04:48

  6. #5


    افضل المشاهد

    المشهد الثالث


    w

    هو المشهد الافتتاحى للفيلم وقبل حتى ان تنزل الاسماء
    وابطاله هما ( عدلى ) الاب و ( نعيم ) الابن
    وفيه يحاول الاب ان يرهب ابنه عن طريق تصوير جميع الافعال التى يفعلها وجميع الاشياء التى يحبها على
    انها الطريق السريع الذى سيؤدى به الى جهنم وبئس المصير وعندما وجد ان الكلام وحده غير كافى
    فقام باطفاء النور واشعال عود ثقاب ومحاولة التمويه برمى الولد من البلكونة فى اسقاط على ان جهنم حفرة عميقة .

    مشهد رائع جدا وبداية موفقة الى حد كبير من المخرج وفرت علينا الكثير من الوقت فى معرفة الشخصيات
    وقد كان طرفى المشهد كعادتهم فى جميع المشاهد التى ظهروا بها متميزين
    ولكن الحوار هنا كان له يد التميز العليا
    فقد جمع بين صلابة وخشونة الاب ولامبالاة وعفوية الابن
    الاب : انت حتروح النار ؛ عارف ليه ؟ عشان بتحب السينما بس مش انت لوحدك اللى حتروح
    حيروح معاك كل الى بيحبوها وكل اللى بيمثلوا فيها واللى بيغننوا كمان
    الابن : يعنى انا لو رحت جهنم حاشوف كل الممثلين المشهورين هناك

    وهكذا يستمر باقى الحوار على نفس المنوال لاتلاقى بين طرفى ادارته كل منهم يسيرفى خط مستقيم لايحيد عنه
    لان ( الحب ) هى الشى الوحيد القادر على رسم نقطة تلاقى وسطية ولكنه لم يكن موجودا
    لقد حل محله ( الخوف ) الذى ساهم فى اتساع الفجوة اكثر واكثر .



    المشهد الثانى


    __1576___1581___1576____1575___1604___1587___1610___1606___1605___1575__004_0008؛__1576___1581___1576____1575___1604___1587___1610___1606___1605___1575__004_0004

    هنا لن استطيع ان احدد مشهد بعينه ولكنى ساخص بالذكر جميع مشاهد مناجاة ( عدلى ) لربه و ( نعيم ) لربه
    وهما اربعة مشاهد بواقع اثنين لكل منهم
    وقد كانوا جميعا على مستوى عالى من الحرفية من جانب الادارة الفنية لاسامة
    والتمثيل المميز واستحضار روح الشخصية من جانب حميدة والطفل يوسف



    المشهد الثالث

    __1576___1581___1576____1575___1604___1587___1610___1606___1605___1575__004_0002؛dwqdw

    مشهد ذهاب ( نعيم ) الى السينما مع خالته وخطيبها
    وتخيله بان السينما هى الجنة بكل التفاصيل الصغيرة التى يعرفها عنها
    فها هى التذاكر تمثل له صكوك الغفران
    وها هو العامل الذى يجلسهم فى اماكنهم ( رضوان ) حارس الجنة
    وبقية العاملين هما الملائكة
    اما الممثلين هما القديسين واولياء الله الصالحين.

    مشهد به متعة بصرية بلا حدود واسهمت مزيكا ( خالد شكرى ) الرقيقة فى جعله اكثر جمالا
    واعطاء ( اسامة فوزى ) له مسحة كوميديا خفيفة بالاضافة لاستخدامه الراوى مع التصوير البطىء
    جعله مشهد اقل مايقال عنه انه عبقرى
    واعتبره انا شخصيا من افضل مشاهد السينما المصرية على مدار تاريخها الطويل .


    ___________


    cima_7

    فى النهاية فإن تجربة ( اسامة فوزى ) الجديرة بالمشاهدة ( بحب السيما ) هو العمل السينمائى المصرى الافضل فيما بعد الالفية بلا جدال ولولا وجود رائعة ( يسرى نصر الله ) ( باب الشمس ) فى الصورة لكان احتل ايضا رأس قائمة الاعمال العربية .
    شاهده ولكن لاتتخيل انك سترى
    حركات سعد البلهاء التى لايملك سواها
    ولا اقتباسات حلمى الخالية من الروح والمثيرة للشفقة
    ولا اكشن السقا الفتاك القاتل لكل الناس بمافيهم الجمهور وكاست الفيلم
    ولاكوميديا سمير غانم التى جار عليها الزمن واصبحت مثل النكتة البايخة
    ولا افلام اشباه المطربين بكل سطحيتها وغبائها واستفزازها.
    لن تشاهد اى من هؤلاء
    ستشاهد رسالة سينمائية شديدة الرقي تعود بك الى زمن السينما المصرية الجميل .



    اخر تعديل كان بواسطة » جوروماكي في يوم » 27-06-2007 عند الساعة » 04:48

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter