الابتزاز
كان السيد روبرتو واقفا أمام النافذة يفكر عندما سمع الضوضاء في مكتب السكرتيرة فخرج متفقدا ما يحدث
- اح اح مالذي يحدث يا آنسة ليديا ؟
- هذا الرجل يا سيدي يريد الدخول بدون موعد
- من الرجل؟
- أنا ألبرت نوسترادا من أميركا
- تسرني رؤيتك
- كاذب
- عفواً؟
- لا لا. لاعليك
- احم احم وفي ماذا أردت محادثتي؟
- ألن تسمح لي بالدخول؟
- أنا آسف تفضل
- شكر لك ياسيدي
- إذن ألن تحدثني عما تريد
- بالتأكيد إنني قادم إلى هنا من اجل الحادثة التي تعرفها
- عن أي شيء تتحدث
- عن الطفلة التي قتلتها
- ماذا؟
- أوه هيا لا تتذاكى علي
- عفوا ولاكني لا اعلم عن ماذا تتحدث يا سيد ألبرت
- حقا ؟ لاتمثل دور الرجل الشريف فقد كنت هناك وقت الحادثة ولمحت وجهك من مسافة قريبة
- كف عن هذا الحديث التافه فانا لم اقتل أحدا ولا اعرف عن ماذا تتحدث
- لا تكذب علي ياسيد روبرتو
- لو سمحت احترم ألفاظك
- أنا آسف لم اقصد جرحك هاهاهاهاهاهاهاها
- الواضح انك خفيف الظل
- آآآآ
- والآن لو سمحت لدي أعمال مهمة
- لن أغادر حتى تعطيني نصف مليون
- ماذا؟
- كما سمعت
- وبأي حق تطلب هذا المبلغ الكبير؟
- بحق الأبوة يا عديم الرحمة
- هاي أنت احترم نفسك وانصرف من هنا
- انتم هكذا معشر الأغنياء لا تفهمون المشاعر أو العواطف
- أنا آسف لم اقصد جرح مشاعرك ولكن سوف التقيك في المطعم ونناقش الموضوع
- حسنا حدد موعد اللقاء
- في المطعم الذهبي غدا في الساعة الرابعة عصراً
- انتظرك فلا تتردد في المجيء
بعد هذا الحوار الطويل وبعدما خرج نوسترادا استلقى السيد على الكنبة ليستريح وبدأ يفكر من هذا الرجل ومن أين ظهر فجأة ومن هي الطفلة التي يتحدث عنها هل حقا ما يقول ذلك الرجل أم أنه مجرد شخص مخادع يخطط للاستيلاء على نقود السيد روبرتو
في الحقيقة لم يكن للسيد روبرتو ماليتا أي علاقة بالموضوع
عاد السيد روبرتو إلى منزله مرهقا من أشغاله كالعادة ومن تفكيره في ماقاله هذا الرجل الغريب
لاحظت مدام ماليتا أن هناك شيئا غير طبيعي لا تعرفه فسألته عن السبب واخبرها بحقيقة الموضوع وبعد أن أتم كلامه اضطربت السيدة لانا ماليتا وقد كان يبدو عليها أنها تعرف شيئا عن الموضوع فهم السيد روبرتو ذلك من عينيها فسألها فلم تجبه فقال لها:
اسمعيني يا لانا منذ بداية حياتنا تعاهدنا على الصراحة الإخلاص والوفاء وكما تعلمين فانك أغلى ما املك بعد وفاة ولدنا الين ولكنك الآن تنكثين بعهدك فأرجوك رجاء حاراً أن تخبريني بما تعرفين أرجوك يا لانا
- حسنا سأخبرك هل تذكر شبيهك الذي كنت أناديه بروبرتو المقلد؟
- نعم ما به؟
- كنت ذات يوم أتنزه معه وبينما كان يقود بسرعة جنونية دهس فتاة في الثالثة من عمرها وفر مسرعا من هناك
- متى كان ذلك؟
- قبل عشرين عاما
- قبل عشرين عاما؟
- نعم . هاي مابك؟
- لالا. لاشيء ولكنك زدت حيرتي
- حسنا هيا لننام الآن
- ليلة سعيدة
- ليلة سعيدة
ولكن السيد روبرتو لم يستطع النوم فقد كان يفكر في أمر ذلك الرجل
وكيف سيسوي الأمر معه بل وكيف يقنعه بان لديه شبيه قادم من ساعة الزمن كان مكانه في ذلك اليوم المشؤوم ثم لماذا يظهر بعد عشرين سنة وهكذا كان يفكر حتى طلع الفجر عندها بدا يعد الثواني عدا
في مكتب السيد روبرتو رن جرس الهاتف
السيد روبرتو:
- نعم من المتحدث؟
- أوه لالالا لايمكن أن تنساني
- أهلا سيد نوسترادا
- أهلا بك
- حسنا؟
- لا أظنك نسيت الموعد
- بالتأكيد لا ولكن موعدنا بعد العمل
- أردت التأكد فحسب
- حسنا إذن وداعا
- وداعا
أثناء ذلك الاتصال كان هناك خط آخر أدرك ذلك السيد روبرتو قبل أن يغلق الخط
وفي مكتب السيد روبرتو ورده اتصال ثانٍ من نفس الشخص ليؤكد الموعد وهكذا كان الأمر نفسه يجري في كل ساعة عندما مل السيد روبرتو رفع سماعة الهاتف حتى لا يستطيع نوسترادا الإتصال به مرة ثانية
دخلت الآنسة ليديا وهي تلهث وقالت أخي أخي أنجدني يا أخي
- مالذي يحدث يا ليديا؟
- السيدة ماليتا في المشفى
- ماذا مالذي أصابها؟
- حدثت مبادلة لإطلاق النار في منزلك فأصيبت بانهيار عصبي
- يا إلهي
غادر السيد المكتب مسرعا إلى المستشفى وسأل عن غرفة لانا وعندما وصل منع من الدخول كان السيد روبرتو متعقلا بما يكفي ليغادر المستشفى بدون مشاكل ولكنه في قلبه يحمل نارا متأججة وكان يحرق قلبه حزنا على زوجته فعقد أمرا في نفسه ولم يخبر بها أحدا سوى ليديا فقد كانت أخته من أبيه والمؤتمنة على أسراره لم تتقبل ليديا فكرة أخيها ولكنها ملزمة بالتنفيذ ذهب السيد روبرتو إلى منزله فرأى طوقا للشرطة حول منزله فتقدم نحو رئيسهم وسأله :
- مالذي يحدث يا سيدي
- هل أنت صاحب المنزل ؟
- نعم ياسيدي
- إذن لعلك علمت أن هناك إطلاق للنار
- ألم يغادر المجرم بعد؟!!
- لا ليس بعد فنحن نطوق المكان ولكننا لم نعرف من هو و ما اسمه حتى الآن ولكنه يحتجز الخادمة كرهينة
- يا إلهي هل تقصد الآنسة مادلين؟
- نعم هي بعينها
- حسنا وماذا ستفعل؟
- في الحقيقة نحن نفكر في الهجوم عليه ولكن كما سبق وأخبرتك انه يحتجز الخادمة
- آه يا إلهي
- سيد روبرتو هل تشك بأحد؟؟؟
- لا أبدا ياسيدي
- لا بأس لم يحن وقت هذه الأسئلة بعد
- سيدي مالذي سيحدث لو لم يخرج المجرم ؟
- لابد من أننا سنهاجم فلا حل آخر ولكننا ننتظر وصول الدعم
جلس السيد يفكر في هذه المصيبة التي حلت على رأسه ثم قال بلهجة صارمة:
- سوف أدخل
- ماذا؟
- نعم سأدخل لا يمكنني الوقوف عاجزا
- لا بأس أراك مصراً
- نعم
- إذن لا أستطيع سوى أن أقول لك كن حذراً
- حسنا هل لك أن تعيرني مسدسك؟
- نعم بالطبع بالتوفيق
- شكرا
دخل السيد روبرتو إلى منزله وهو يكاد يموت من الخوف ولكنه كان يثبت نفسه صاح بصوت عالٍ
- هل من احد هناك؟
ولكن أحدا ما لم يجيب فاضطر لتفتيش المكان بحثا عن المجرم ولكنه بدلا من أن يعثر عليه عثر على الخادمة الآنسة مادلين مقيدة في الخزانة فك قيدها وسألها عن المجرم فأجابته بأنه هرب منذ مدة اتصل روبرتو بالشرطة بواسطة اللاسلكي وأخبرهم بهروب المجرم دخلت الشرطة إلى المنزل وبدا العناصر بالبحث عن الأدلة والبصمات وجلس الرقيب بول والسيد روبرتو يتحدثان إلى مادلين
- حسن يا آنسة مادلين احكي لنا بالتفصيل مالذي حدث.
- حسنا يا سيدي كنت اعتني بالحديقة عندما دخل شخص غريب إلى المنزل ليتحدث إلى السيدة لانا ....
- هل لك أن تصفيه لنا؟
- نعم كان ضخما جدا ولديه شارب طويل عيناه واسعتان أظن أنهما زرقاوان ولكن أحداهما مطموسة وكان شعره طويلا لدرجة لايمكن وصفها وكان انفه طويل هذا مااستطعت التعرف إليه
- رائع لقد أعطيتنا وصفا كاملا تقريبا ولكن ماذا عنك سيد روبرتو هل تعرف أحدا بهذا الشكل؟
- أبدا
- آآه أكملي يا آنسة مادلين
- كما أخبرتك كان يتحدث مع السيدة لانا ولكن نظراتها لا تدل على أنها تعرفه عندما دخلت إلى المنزل كان يصوب مسدسه نحو الآنسة فلم استطع إلا أن انقض عليه ولكنه كان قويا بحيث انه رماني
هنا ضحك السيدان بشدة فقالت الآنسة مادلين:
- عفوا هل قلت ما يضحك؟!!!!!!
- لا ولكنك رشيقة أعني أنه ليس شرطا أن يكون قويا ليرميك فأنت رشيقة كما قلت
- أوه صحيح لا باس لقد انخرطت في سرد ما وقع حتى ظننت أنني قوية ولكنني في الوقع نحيفة هاهاهاهاهاها
- لابأس أكملي
- عندما رماني بدا بإطلاق النار فأصيبت السيدة بطلقة اتصل المجرم بالإسعاف و ......
- ماذا؟ اتصل بالإسعاف ياله من مجرم نبيل
- بعد أن اتصل بالإسعاف امسك بي وخنقني حتى كادت أنفاسي تخرج من مكانها وهددني بان لا أقاوم حتى لا يقتلني آآآآآآآآه الوغد
- هل لديك ما تضيفينه آنستي؟
- لا أبداً
في هذه اللحظة سمع إطلاق للنار تقدم الجميع نحو الصوت رأى السيد روبرتو شخصاً ضخماً جداً وكان يبدو عليه الثراء الفاحش تقدم نحو السيد روبرتو وطعنه حتى كاد أن يفارق الحياة وبدأ يصرخ ويتألم حتى ... حتى استيقظ من نومه ورأى زوجته نائمة بجانبه وبينهما طفلهما الصغير الين ..
اضافة رد مع اقتباس
مشكوووووووووووووووووووووووووووور
هاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاها هاهاهاهاهاهاهاهاها
المفضلات