[CENTER]بسم الله الرحمن الرحيم
أعزائي اليوم أريد ان اتناقش معكم عن موضوع مهم وهو العلمانية في الدول العربية والعالم الإسلامي بشكل عام فهذا الموضوع نقاش وليس شرح عن العلمانية
ولكن قبل هذا أحب أن أنوه أن هذا الموضوع من كتابتي الشخصية فهو ليس منقول من منتدى آخر لذا فأرجو احترام الحقوق والنقل بشرط ذكر المصدر
في البداية دعونا نضع بعض المعلومات البسيطة عن العلمانية Secularism فهي تعني إقصاء الدين عن أمور الدين الحياة كما أن العلمانية العلمية هي تفسير الظواهر الطبيعية بشكل علمي دون الاستناد إلى التفسيرات الدينية ( طبعا هذا النوع غير مستخدم عندنا لأن الإسلام لم يحارب الدين كما هو الحال في النصرانية فهم استحدثوا هذا المنطق لمنع محاربة الدين للعلم)
طبعا وهذه المصطلح استخدم لأول مرة في صلح وستفاليا الذي كان بداية لانتهاء الدول الدينية وابتداء لقيام الدول القومية ( العلمانية).
العلمانية هي أيديولوجيا تشجع المدنية والمواطنة وترفض الدين كمرجع رئيسي للحياة السياسية ويمكن أيضاً اعتبارها مذهب يتجه إلى أنّ الأمور الحياتية للبشر، وخصوصاً السياسية منها، يجب أن تكون مرتكزة على ما هو مادي ملموس وليس على ما هو غيبي، وترى أنّ الأمور الحياتية يجب أن تتحرر من النفوذ الديني، ولا تعطي ميزات لدين معين على غيره، على العكس من المرجعيات الدينية تعتمد على ما تعتقده حقائق مطلقة أو قوانين إلهية لا يجوز التشكيك في صحتها أو مخالفها مهما كان الأمر، وتُفسّر العلمانية من الناحية الفلسفية أن الحياة تستمر بشكل أفضل ومن الممكن الاستمتاع بها بإيجابية عندما نستثني الدين والمعتقدات الإلهية منها..
لنبدأ في نقاشنا
الكل يعلم أن العلمانية ظهرت في عصر التنوير في أوربا وطبعا عصر التنوير يسمى بهذا الاسم لكونه عصر ازدهرت فيه أوربا علميا وطبعًا الفضل يرجع بعد الله إلى الأندلس التي كانت بوابة الرقي العلمي الأوربي فلما بدأ النصارى من التعلم من علوم المسلمين في الأندلس كانت هذه الشرارة لبدء نقل هذه العلوم إلى باقي دول أوربا فظهر فيها العلماء والمفكرين ولكن هذا الحال لم يرق للكنائس الأوربية ( التي كانت هي الحاكمة ذلك الوقت) فقد رأت أن التسلح بالعلم سيضعف من أتباعها ومن نفوذها في المجتمع كون الكنيسة تحولت من مؤسسة دينية إلى مؤسسة ربحية تعنى بجمع الأموال من الشعوب الأوربية الجاهلة تحت غطاء الدين فحاربت العلم وقتلت العلماء ولعل الضحايا من العلماء لذين يوجد لهم تماثيل في ايطاليا لأكبر دليل على معاداة الكنيسة للعلم طبعا بعد ماسبق قامت الثورة الشعبية ضد الكنيسة وتم تحديد أن الدين في الكنيسة ولا يتعداها إلى الخارج.
طبعا من الكلام السابق نستنج أن سبب تطور أوربا بعد الله هو نهضتها العلمية ولاشي غير ذلك والعلمانية هي مجرد نظام للكف من التأثير وإبطال هذه النهضة.
طبعا توالت العصور وسقطت آخر دولة إسلامية وهي الدولة العثمانية على يد كمال اتاتورك والدول الأوربية بعد ذلك أصبح بعض من يدعي العلم والثقافة لدينا في العالم الاسلامي يرى أن الطريق إلى النهضة هو العلمانية ودخلت دول إلى هذا المعترك وكان من أوائل هذه الدول :
تركيا : فهي أعلنت أنها دولة علمانية لاتتخذ الاسلام مصدر للتشريع وطبعا سعت إلى التطور وظنت أن مدخل التطور هو حرب الاسلام بكل طريقة فحاربت المحجبات فالمحجبات لديهم لايدخلون جامعة ولا دائرة حكومية على الرغم أن 65% من نساء تركيا محجبات وثارت ثائرتهم قبل شهر عندما كان سيترشح للحكم شخص زوجته محجبة وطبعا تركيا علمانية من عام 1924 ولكن لم نسمع بهذا التطور والتقدم فهي إلى الآن مكانك سر.
تونس: دولة حاربت الإسلام في عصر قريب على يد أحد زعمائها الذي نزل الشوارع ونزع حجابات النساء (طبعا هذا موثق وقد جابته قناة أبو ظبي مرة) ودعا للإفطار في رمضان بحجة أن يساعد على زيادة الإنتاجية ، ولكن السؤال هل أصبحت تونس من الدول الصناعية أو صاحبة مكانة علمية مرموقة ؟؟ لن أجيب اترك الجواب لكم
وعلى العكس من ذلك قام محمد مهاتير الزعيم الماليزي السابق والذي كان ينطلق من منطلقات اسلامية بإحداث قفزة تنموية هائلة خلال عشرين عام أو أقل فماليزيا عندما ترجع إلى الكتب القديمة تجد أنها دولة كان وضعها مثل وضع بنغلادش ونيبال دولة متخلفة ولكن بالعلم والعمل وفضل الله أولا أصبحت الآن دولة صناعية كبرى تنتج السيارات ولها شركات عالمية حول العالم مع أنها تحكم بالشريعة الاسلامية ولم تحارب حجاب أو صلاة أوغيرها إذًا هل العلمانية حل؟؟
إنني أشبه العلمانية للدول الإسلامية بالشخص الذي يلبس ملابس لاتناسبه فكيف نطبق مبادئ ثورة قامت ضد المسيحية في بلاد الإسلام فالإسلام لم يحارب العلم ولم بل شجعه وذكر تشجيع العلم والعلماء في القرآن والسنة في جوانب كثيرة كما أن العلمانية أتت لتضع الليبرالية نمط للحياة ولكن نحن الحمد لله لدينا نمط الحياة الذي عندما تمسكنا به وصلنا من التقدم الحضاري مالم يصله غيرنا فهل تعلمون أعزائي أن نوافير قصر الحمراء كانت تضخ الماء مع إن في ذلك الوقت لم يكن توجد تلك المضخات الكهربائية وعندما أخذوا عينة منها إلى بريطانيا ليكتشفوا الطريقة المكيانكية التي تعمل بها لم يستطيعوا طبعا لن أسرد عليكم الانجازات الإسلامية فهل تحتاج للكثير من المواضيع ولكن هل تمت تلك الانجازات بعلمانية او ليبرالية أبدًا بل تمت عن طريق الاسلام الذي يفضل العلماء عن الآخرين ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون )
ثم أن العلمانيين السعوديين ترى مبآدهم غريبة فكثير منهم يهتم فقط في مايسمى بتحرر المرأة يريدون أن تكون المرأة السعودية مثل المرأة في أمريكا طبعا أيضا تصفية حسابات مع الملتزمين من الشعب الذين يشنون عليهم حملة بدافع الكراهية لأنهم يرون أن الشعب ملتف حول الدين لذا يحاولون أبعادهم عنه بتشويه سمعة الملتزمين فضلا عن أن الكثير منهم يسعى خلف الشهرة لأن المجتمع السعودي مجتمع محافظ كماهو معلوم فعندما يأتي شخص ليتكلم ضد أخلاقيات ومبادئ الشعب السعودي فهو بذلك يصبح شاذًا عنهم ويشتهر ويصبح من المعروفين وينعت بلقب المثقف الأديب المفكر .... الخ
وطبعا هؤلاء العلمانيون تجدهم اقصائيون فهم يتهمون الملتزمين بالاقصائية ولكن تجدهم هم أول من يقوم بهذه الاقصائية فكل من يخالفهم متطرف وصاحب فكر ضال فهم لديهم مبدأ ( إن لم تكن معي فأنت ضدي )
وطبعا الكثير من العلمانيين قد تجده لايطبق مبادئة الذي يكتبها فقد قرأت مرة الاستاذا خالد القاضي-عضو مجلس الشورى السعودي- (أنا لست متأكد إن كان خالد القاضي أو شخص آخر) أنه جلس مرة في طائرة بجانب أحد الأشخاص الذين لهم كتابات ضد الدين فيقول أثناء الرحلة واجهه الطيار عطل فني يقول فألتفت عليه فرأيته يدعي الله ويقرأ أذكار انتهى
طبعا الشعوب الإسلامية ضد العلمانية فالكثير من الدلائل تشير لهذا لعل أكثرها أحاديث المجالس وعامة الناس التي تجدها غاضبة عن مثل هؤلاء طبعا أنا قلت هنا الشعب ولم أقل الإعلام فالإعلام لاينقل بالضرورة رأي الشعب فالعلمانيون في السعودية عندما وضعت المجالس البلدية انتخابا قالوا أن هذه الانتخابات ستبين أن العديد من المواطنين يدعمون العلمانيون طبعا طلعت نتائج الانتخابات خالية من عضو علماني.
أيضا مثل الشعب الفلسطيني الذي اختار حركة حماس الإسلامية والشعب المصري الذي اكتسح النواب في حركة الإخوان الإسلامية مقاعد مجلس الشورى دليل على أن الشعب ضد العلمانية
أتمنى من الأعضاء الكرام التفاعل مع الموضوع لأنه بصراحة استنزف مني الكثير من الوقت لكتابته
وشكرا
المفضلات