مشاهدة النتائج 1 الى 5 من 5
  1. #1

    قارب من دماء ((قصة جديدة من تاليفي))

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    ......
    قـاربٌ مــِن دمــاء

    لم يهتم سُكان مدينتي . لما يسمعونه من البحارة المسافرون
    او زوار مدينتنا بأن هنالك صوتٌ غريب
    بالقُرب من الشاطئ ليلاً ، بل أُخذت كقصـةٍ يتكلم عنها الجميع
    وبعضٌ منهـم يسخر بتأليف قصصٍ دمـوية . لأجل إخافة البحارة ونساءهم وعائلاتهم
    كان أبي أحد هؤلاء البحارة .. لم يهتم ويكترث لما يُقال آخذاً الأمر بسُخرية .. بل ويضحك مع الساخرين
    ظناً منهم . أنه لاشيئ سيء في ذلك
    لكن هل علي أن اقول هيهات .. ذات مرة .. قرر أبي أخذنا في رحلةٍ للبحر
    أتى المساء وشد أبي رحالنا .. وركبنا القارب . ونطق بعفوية" لاداعي للخوف من ما تسمعونه من روايات فهي مُجرد هراء . وكما اننا لن نسكن في البحر بل سنعيش بالجهة المقابلة في منزل الشاطئ هُناك"
    كان معروفٌ عن ذلك المنزل، بأنه لم يسكُنه أحد منذُ زمنٍ طويل
    أي مايُقارب 10 أعوام .. بعد ساعتين من الإبحار وصلنا لذلك المنزل الغريب
    كان منظرهُ من الخارج . يوحي بصدق مايُقال عنه .. رائعٌ وجميل .. وكأنه بُني حديثاً
    قالت أمي لنا " أليس جميلا" . رد عليها أبي " بل ومذهلا أيضا يبدو وكأنه بناءٌ.. ؟؟" هنا توقف أبي عن الكلام عندما فتح باب ذلك المنزل .. وأكمل كلامه " حديث!!" .. تقدمت عليهم في دخول المنزل " وهل هذا مايُقال عنهُ منزلٌ جميل .. يبدو لي وكأنهُ مقبرةٌ للأطياف" نظرت لأبي .. الذي بدا عليه الخوف من شكل المنزل بداخله .. كان يبدو كمنزلٍ مهجور منذُ قرون .. بل تلك الرموز على لوحاته وجُدرانه .. وبيوت العنكبوت في زوايا الغُرف . بل وقطرات الدماء الجافة على أرضية غُرفة الإستراحة .. اثار الشكلُ الداخلي للمنزل الخوف والقلق في نفوس عائلتي .. فآراد أبي تخفيف وطأة القلق بقوله ." هيا كما تعلمون لم يدخله أحدٌ من عشرة أعوام .،. كما أنه لا يُثيرُ الريبة " .. أخذ الجميعُ على كلام أبي .. إلا انا .. فتلك الرموز هي من تثيرُ ريبتي .. لكن ماسببُ تلك الدماء .
    مضى الوقتُ بهدوء .. حتى أتى موعد النوم .. كان الجميع قد ذهب لفراشه .. إلا انا ..فبادرت أمي الكلام
    " هيا يا كارلا .. لاداعي للخوف فقط نامي " إبتسمت في وجه أمي !.. ولكني لم أرغب في إثارة خوفهم من جديد فقررتُ ان أنام .
    مالبثتُ أن وضعتُ رأسي ، وها أنا سأُغطي نفسي .. بلحافي المُفضل .. حتى سمعنا صوت إنكسار شيء بالخارج . وصوت إنكساره يوحي بأنه شيءٌ هائل .. قرر أبي الإستطلاع .. ونحنُ قررنا ان ننتظر رده
    نام الجميع .. بينما أنا على فراشي .. أنظرُ لسقف المنزل .. حاولت أن أنام لكن النوم قد تلاشى من عيني.. فقد مضت ساعتين .. منذُ خروج .. أبي ليستطلع الأمر .. ولكنهُ لم يعُد .. " لا بأس فأبي قوي .. ولا خوف عليه" .. أخذني النُعاسُ بعيداً لأغُط في نومٍ عميق .. خلال نومي .. بادرتني مشاعرُ الخوف .. لكني لم أبالي فلا قلق علي .. بين وجود أمي وأخواي الكبيرين هُنا.. فجأة وانا في وسط ذلك الشعور السيء .. قد إنتابتني رعشةٌ تتليها صرخة تائهة مع صوت موج البحر .لم تكن واضحة !.. لكنها .. كانت مألوفة .. ولكنها كانت كفيلة بأن تدعني أتجمد .. مكاني ، اتعلمون لماذا .. لأنه لم يعُد أحدٌ معي .. لا امي لا أبي لا إخوتي .. قررتُ البحث في الأمر .. إذ بي أرى نفسي .. في بحرٍ من ماءٍ أحمر.. نظرتٌ للأسفل بهدوء .. كان هذا الماء الأحمر . يخرجُ من الثلاجة .. قد يكون تسرب عصير الفراولة .. فقررتُ إغلاق الزُجاجة جيدا .. وتنظيف المكان لحين عودة أمي .. وما إن فتحتُها .. حتى إرتعدت فرائصي .. " مـ .. مـ . لا لا أصـ .. صـ د قـ .. " أجل .. لم اصدق ماتراه عيني .. رأيت قطع .. قطعا من أجسام بشر .. وأتعلمون من .. إنها .. إنها .. إنها
    إنها قطعُ جُثث .. من كذب تلك الروايات عن البحر ومنزل الشاطئ .. والأسوء من ذلك ان بينهم .. أمي .. وأخي .. سوان .. من شدة خوفي .. قررتُ الخروج .. لرؤية ابي في قاربنا .. لكني لم أستطع ... والأجدر بي القول أن خوفي على أخي الآخر . آندروس . وابي هو من حركني للخروج .. اخذت ساقي بالتسارع حتى .. أقف امام القارب .. مُنهارتا على رُكبتاي ... فلقد رأيتُ قارباً من دماء ... مُطلخاً بالدماء .. ولكن أين أبي وآندروس ... قد غرقا في تلك الدماء .. اشلاءاً مُزقت من دون رحمة
    وهذا ماجعلني أسكُن في أحد زوايا ذلك المنزل ... ولا اتحرك من مكاني
    حتى ملأ نفسي الخوف .. والقسوة .. والكُره.. على جميع من كذب هذه الروايات التي تسببت في فُقداني لعائلتي
    لأنشر هذه الحكاية حكاية قاربٍ من دماء ..
    بعد خروجي من تلك الزاوية .. زاوية بيت المـوت
    زاوية منزلٍ .. دمرتهُ بيدي.. بعد قتلي فيه لجميع البحارة ،الذين أخذوا بالعيش فيه .. إنتقاماً لرحيل عائلتي
    .
    .
    / النهـــاية \

    .
    و بإذن الله المره الجايه قصه يديده توها طالعه من الفرن ^^
    .
    آرائكم+إنتقاداتكم
    .
    مـع ســـلامي
    1e3550951944a96587b9b3ca2e020fc6



  2. ...

  3. #2
    أي فرن و أي ثلاجة
    بصراحة قصة رعب تجمدت في مكاني و أنا أقرا

    نتظر جديدك عاد خليها قصة طفولة مب رعب
    attachment

  4. #3
    محبوبة المنتدى.... لي مني نصيحتين حطيها بأذنك جيدا...
    اوااااحد... انت لااازم تسووي الك مجموعة قصصية وتنشريها لان اسلوبك حلو وممتع وبصراحة اسلوب جيد للكتابة... وبذات انت بهذا السن وبما انك تحبي قصص الرعب فسيكون الك مستقبل حلو...
    النصيحة الثانية مو تنتظر إلى ما تتخرجي من المدرسة او الجامعة وبعدين تفكر ... بعدين تفكيرك يصير عجوز وبهذا بتكون القابلية مو مثل لما تكوني بهذا السن.............................................. ...... هذا تشجيع الي الك وبصراحة عجبني اسلوبك وطريقة سرد القصة...

    وبما انك تحبي قصص الرعب ... انا اكتب روايات رعب واموت بجانب الرعب بس انت صغيرة عليهم لما تكبري بتقريهم بالاسواق.......................................... ............................................. smile
    هناك في مكان بعيد... أبعد من مجرة الزمن...
    وابعد من أن يكون للانسان وجود...
    عاشقان تداعبهما موجات الهواء الغير مكتلمة...
    ينموان معا وهما متعانقان... يفكران ان يعيشا روحا قبل أن يكونا اثنين...
    ومعهما تبدأ الحكاية وبنهايتهما تنتهي الحكاية...

  5. #4
    اشكركم على الردود المفيدة

    وانشاء الله تكون على حسن ظنكم

    بااااااااااااااااااااااااااااااااي

  6. #5
    شكرا على القصه الرااائعه جدا
    sigpic70059_3

    The moment you doubt whether you can fly"
    "you cease for ever to be able to do it

    J.M. Barrie, Peter Pan

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter