مشاهدة النتائج 1 الى 10 من 10

المواضيع: اعني من اكتئاب

  1. #1

    اعني من اكتئاب

    أعاني من اكتئاب نفسي
    د. علي بن عمر بادحدح
    السؤال :

    أنا طالب جامعي أدرس السنة الرابعة هندسة معمارية وأعاني من اكتئاب شديد لدرجة أني لم أعد أطيق الحياة، ذهبت إلى طبيب نفساني ولكن لا جدوى أرجوكم أفيدوني وجزاكم الله خيراً ؟



    الإجابة :

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد ...

    فإن الهم والغم والاكتئاب وضيق الصدر تعرض للإنسان في أثناء حياته لأسباب مختلفة منها ما قد يكون مادياً من ضق ذات اليد، ومها ما يكون اجتماعياً ونفسياً بسبب سوء المعاملة من المقربين والشعور بالإقصاء أو الامتهان ، ولكل سبب وحالة ما يناسبها من العلاج ومعرفة السبب معين على ذلك، وأول نصيحة للسائل أن يرجع إلى الوراء قليلاً ليستعرض شيئاً من مسيرة حياته ويفكر ويحل ليصل إلى السبب أو الموقف أو مجموعة أسباب التي بدأت معها حالة الاكتئاب ، وستكون هذه المعرفة معينة على جوانب محددة من العلاج .



    وبالجملة فإن الاكتئاب منه ما هو عارض يمر بالإنسان في فترة وجيزة لأسباب عارضة ثم تنقضي الأسباب وما أحدثته من ضيق ، وهذا قد لا يعد مرضاً ولا يكاد لا يسلم منه أحد ، ومن الاكتئاب ما يطول أمده ويعظم أثره وهذا هو المرض الأخطر ، وهذه جملة من الحقائق والإرشادات المهمة بغض النظر عن سبب الاكتئاب :

    1- الإيمان بالله تعالى، أقوى فطرة في النفوس وأعظم حقيقة في الوجود وتعميق الإيمان بالله هو الذي يسد حاجة النفس ويبدد همومها، وينير ظلمتها، وهو الذي يعيد الثقة المفقودة ، ويزيد القوة المؤودة، ومن جميل ما أشار إليه ابن القيم رحمه الله أن الإنسان ركب من العجز لينظر إلى كمال قدرة الله، وركب من الفقر لينظر إلى سعة غنى الله، وركب من الضعف لينظر إلى عظمة قوة الله .

    إن إحياء الإيمان باللجوء إلى الله ، والافتقار إليه والذل بين يديه، والاستمداد منه والتوكل عليه، وكل ذلك يبدد الهموم ويزيلها، ويشرح الصدور وينيرها .



    2- الإيمان بالقضاء والقدر من أركان الإيمان العظيمة الأثر في حياة المسلمين، فانتبه لذلك وأدرك حقيقة معناه وتحقق بمضمونه ومغزاه ، فإن كل مصيبة تحل وكل كرب ينـزل إذا نزل بإيمان العبد بالقضاء والقدر ، وجد تسليماً بأن الله إذا قضى أمراً أمضاه، ويقيناً بأن ما قضاه فيه الرحمة السابغة والحكمة البالغة ، وتأملاً في المحنة بما يكشف وجوه المنحة، واستشعاراً لعظمة الخالق مما يجري به القضاء، فالمؤمن يسلّم فيصبر، ويحتسب فيؤجر ويتوكل فينهض ، ويعتبر فينتفع، وحسبك هذه الوصية النبوية العظيمة التي وردت في سياق وصية الرسول – صلى الله عليه وسلم - لابن عباس – رضي الله عنه - : ( واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك )، فكل شيء بقضاء الله وقدره والأمور كله بيده وإليك كذلك الحديث العظيم الذي يجعل في الإيمان بالقضاء أعظم عون على مواجهة البلاء :" ما يصيب المسلم من هم ولا غم ولا نصب ولا وصب حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه" والإيمان بالقضاء والقدرة قوة لا يضعف صاحبه فيستسلم لعظمة بلائه أو لشدة كربه فيحزن قلبه ويضيق صدره وتظلم نفسه وتيأس روحه كلا بل يكون له من قوة إيمانه ما يدرك به الحكمة ، وتزول به المحنة، ويثبت القلب وينشرح الصدر { قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون } .



    3- الإيمان باليوم الآخر فيه عزاء عن كل مفقود، ورجاء في كل مبذول، فالمؤمن لا تنحصر نظريه في الدنيا وما فيها من بلاء وعطاء، أو شدة ورخاء ، بل إنه ينظر إلى ما وراء الحياة الدنيا من الآخرة، فلئن ضاق في الدنيا رزقه عظم في الآخرة ونعيم الجنة بذله، ولئن اشتد في الأولى بلاؤه زاد في الآخرة رجاؤه ، ولئن بذل وأعطى وقدّم وضحى لم يستعظم ذلك أو يحزن على فواته بل يقينه يعلق قلبه بأن هذا ذخره عند الله وزاده يوم لقاه، { لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم }.



    4- التضرع والدعاء لرب الأرض والسماء، انطرح بين يديه، وتضرع إليه، واسكب دموعك ، وارفع هجوعك، وارفع إليه يديك، واستحضر عظمته في قلبك واذكره ومجده بمناجاتك، واطلبه واسأله بدعائك فما ضل من استهداه وما ضاع من استكفاه وما خاب من رجاه وما حرم من دعاه خزائنه ملأى ، والقلوب بين إصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء ، اقبل - يا أخي - إليه ، وترقب الأسحار، واملأها بالاستغفار، وترصد الثلث الأخير من الليل واجعل فيه أنسك بذكره، وقوتك بشكره، وسعادتك بقربه، وأفضي بهمك فإنه إلهك وربك ، يسمع نجواك ويجيب شكواك ويكشف كربتك ويسكن لوعتك" وإن الله حي ستير، يستحي إذا رفع العبد إليه يديه أن يردهما صفراً " أنت موقن بأنه قوي قادر، وأنه رحيم رحمن ، وأنه غني كريم فانزل به حوائجك في دعائك ، وأدم صلتك بذكره :

    إذا لم يكن عون من الله للفتى *** فأول ما يقضي عليه اجتهاده



    5- تلاوة القرآن الكريم مع التدبر والتأمل علاج ناجح { وننـزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة } وهو علاج النفوس والأرواح، وفيه ما فيه من سائر المعاني التي ذكرتها فيما سبق ففيه عظمة الله وحقائق الإيمان بقضائه وقدره، وصورة اليوم الآخر ونعيمه وعذابه وفيه التسرية والتسلية والتعزية عن كل بلاء وفيه الأمل والرجاء { فإن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسراً } .



    6 - صحبة الصالحين من أهل الإيمان واليقين يعبر عن أثرها قوله سفيان الثوري عندما قال :" إني لأرى محمد بن كعب القرظي فأعقل برؤيته أياماً " وذلك من رؤيته فكيف بمصاحبته وكيف بمشاورته أو كيف بمعاونته إنها الصحبة التي ستدلك على كل ما سبق وستعينك بعون الله عليه .


    7- اتق المحارم واجتنب المعاصي فما قسوة القلب إلا منها وما ضيق اصدر إلا بسببها، أطب مطعمك واضبط جوارحك وطهر بيئتك وذلك يهيئ نفسك وقبلك لتنتفع بكل ما سبق، ومن روائع ابن القيم بيانه أن من نتائج المعصية : قلة التوفيق وفساد الرأي وخفاء الحق وفساد القلب وخمول الذكر وإضاعة الوقت ونفرة الخلق والوحشة بين العبد وبين ربه ومنع إجابة الدعاء وقسوة القلب ومحق البركة في الرزق والعمر وحرمان العلم ولباس الذل وإهانة العدو وضيق الصدر والابتلاء بقرناء السوء الذي يفسدون القلب ويضيعون الوقت وطول الهم الغم وضنك المعيشة وكسف البال.



    8 - اقرأ الكتب النافعة من كتب الأذكار الجامعة، ككتاب الأذكار للنووي، أو كتيب حصل المسلم للقحطاني ففيهما تجد - على سبيل المثال - هذا الحديث عن عبدالله بن مسعود – رضي الله عنه - عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال ( ما أصاب عبداً همٌ ولا حزنٌ فقال: اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيّ حكمك عدلٌ فيّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحد من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي وجلاء حزني وذهاب همي وغمي إلا أذهب الله همه وغمه وأبدله فرحاً، قالوا: يارسول الله أفلا نتعلمه؟ قال: بلى ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن ) .



    واقرأ كتاب " الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي " لابن القيم، وأحسب أنك ستستمع وتنتفع إن قرأت كتاب " جدد حياتك " لمحمد الغزالي رحمه الله، وكتاب " لا تحزن " لعائض القرني حفظه الله .

    ولعلك بعد ذلك كله تدرك أن الأمر في متناول يدك، فاعزم أمرك، وثق بربك، وأقبل على مولاك وتزود من رفقة المؤمنين والله أسأل أن يزيل همك ويكشف كربك ، اللهم آمين .


  2. ...

  3. #2

    طعام أهل الميت

    طعام أهل الميت
    د. علي بن عمر بادحدح
    السؤال :
    أرجو منكم إفادتي بما يأتي :
    أمرنا بأن نصنع الطعام لمن مات له ميت ونلح عليه بالأكل لكي لا يضعف لحزنه الشديد على المصيبة التي أصابته كما جاء ذلكم في نعي جعفر بن أبي طالب ، فسؤالي إذا عكسنا الأمر فيصنع أهل الميت طعاما ثم يدعو جماعة ليقرؤا شيئا من القرآن والأذكار ويهدوا ثواب ذلكم للميت ثم يأكلوا منه في بيته ، فهل هذا يجوز ومطلوب شرعا كما ورد في الحديث المبين أدناه ؟
    ( خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على القبر يوصي الحافر : أوسع من قبل رجليه .. أوسع من قبل رأسه . فلما رجع استقبله داعي امرأة فجاء وجئ بالطعام فوضع يده ثم وضع القوم فأكلوا ، فنظر آباؤنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يلوك لقمة في فمه ، ثم قال : أجد لحم شاة أخذت بغير إذن أهلها فأرسلت المرأة : يا رسول الله إني أرسلت إلى البقيع يشتري لي شاة فلم أجد فأرسلت إلى امرأته فأرسلت إلي بها ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أطعميه الأسارى ) .

    إجابة السؤال :
    الأصل أن يُصنع الطعام لأهل الميت ؛ لأن لديهم ما يشغلهم فعن عبد الله بن جعفر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اصنعوا لآل جعفر طعاما فإنه قد أتاهم أمر شغلهم ) [ سنن أبي داود ج3/ص195 ] .
    قال الشوكاني في نيل الأوطار:
    "فِيهِ مَشْرُوعِيَّة الْقِيَام بِمُؤْنَةِ أَهْل الْبَيْت مِمَّا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ مِنْ الطَّعَام لِاشْتِغَالِهِمْ عَنْ أَنْفُسهمْ بِمَا دَهَمَهُمْ مِنْ الْمُصِيبَة " .
    وقد ورد ما يدل على المنع من عكس ذلك، وهو أن يصنع أهل الميت الطعام للناس، ففي سنن ابن ماجه بسند صحيح:"عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ قَالَ:كُنَّا نَرَى الِاجْتِمَاعَ إِلَى أَهْلِ الْمَيِّتِ وَصَنْعَةَ الطَّعَامِ مِنْ النِّيَاحَةِ"، وقال السندي في حاشيته:" هَذَا بِمَنْزِلَةِ رِوَايَة إِجْمَاع الصَّحَابَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ أَوْ تَقْرِير النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" وأشار إلى المخالفة في الفعل بقوله:" فَهَذَا عَكْس الْوَارِد إِذْ الْوَارِد أَنْ يَصْنَع النَّاس الطَّعَام لِأَهْلِ الْمَيِّت فَاجْتِمَاع النَّاس فِي بَيْتهمْ حَتَّى يَتَكَلَّفُوا لِأَجْلِهِمْ الطَّعَام قَلْب لِذَلِكَ وَقَدْ ذَكَرَ كَثِير مِنْ الْفُقَهَاء أَنَّ الضِّيَافَة لِأَهْلِ الْمَيِّت قَلْب لِلْمَعْقُولِ لِأَنَّ الضِّيَافَة حَقًّا أَنْ تَكُون لِلسُّرُورِ لَا لِلْحُزْنِ"
    وما ذكر السائل من الحديث الذي رواه أبو داوود: في السنن [ ج3/ص244 ] عن رجل من الأنصار قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على القبر يوصي الحافر أوسع من قبل رجليه .. أوسع من قبل رأسه . فلما رجع استقبله داعي امرأة فجاء وجيء بالطعام فوضع يده ثم وضع القوم فأكلوا فنظر آباؤنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يلوك لقمة في فمه ثم قال : أجد لحم شاة أخذت بغير إذن أهلها ، فأرسلت المرأة قالت يا رسول الله إني أرسلت إلى البقيع يشتري لي شاة فلم أجد فأرسلت إلى جار لي قد اشترى شاة أن أرسل إلى بها بثمنها فلم يوجد فأرسلت إلى امرأته فأرسلت إلي بها ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أطعميه الأسارى .
    فهذا لا يدل على وجوب صنع الطعام من أهل الميت لمن يحضر الجنازة.
    والسنة ما ورد في حديث آل جعفر والله أعلم .
    قال شارح الطحاوية : " وأما استئجار قوم يقرءون القرآن ويهدونه للميت !! فهذا لم يفعله أحد من السلف ، ولا أمر به أحد من أئمة الدين ، ولا رخص فيه . والاستئجار على نفس التلاوة غير جائز بلا خلاف .... والثواب لا يصل إلى الميت إلا إذا كان العمل لله ، وهذا لم يقع عبادة خالصة ، فلا يكون [له من] ثوابه ما يهدى إلى الموتى ".
    وأما إهداء الثواب للميت مطلقاً ففيه خلاف بين أهل العلم :
    فمنهم من قال لا يصل الثواب للميت في هذا لقول الله تعالى: { وأن ليس للإنسان إلى ما سعى } ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا مات أن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ... ) . وهو قول المالكية والشافعية حيث قالوا لا يصل للميت إلا الصدقة والدعاء.
    ومنهم من قال بل يصل إليه ثوابه وهو قول الحنفية وبعض الحنابلة لأنه يكون من قبيل الدعاء ولورود النص في الحج عن الغير والاعتمار عنه.
    والأرجح في ذلك التقيد بما ورد فيه النص لأن هذه الأمور تدخل في العبادات والعبادات مبناها على التوقيف، ولا مجال فيه للقياس .
    وقد انتصر شارح الطحاوية للجواز وأيده بقوله لمن رأى عدم الجواز:" إن كان مورد هذا السؤال معترفا بوصول ثواب الحج والصيام والدعاء ، قيل له : ما الفرق بين ذلك وبين وصول ثواب قراءة القرآن ؟ وليس كون السلف لم يفعلوه حجة في عدم الوصول ، ومن أين لنا هذا النفي العام ؟
    فإن قيل : فرسول الله صلى الله عليه وسلم أرشدهم إلى الصوم والحج والصدقة دون القراءة ؟ قيل : هو صلى الله عليه وسلم لم يبتدئهم بذلك ، بل خرج ذلك منه مخرج الجواب لهم ، فهذا سأله عن الحج عن ميته فأذن له فيه ، وهذا سأله عن الصوم عنه ، فأذن له فيه ، ولم يمنعهم مما سوى ذلك"
    ومما لا خلاف فيه أن الدعاء للميت مندوب وقد فعله النبي صلى الله عليه وسلم ، فإذا كان هناك قراءة للقرآن ودعاء للختم فهو من المواطن التي ترجى فيها إجابة الدعاء فيدعى للميت، عند ذلك أي عند ختم القرآن.
    وهنا يجب التنبيه إلى أمر: وهو إذا كان صنع الطعام من قبل أهل الميت وكذلك استئجار القراء وغيرهم من مال الميت فهذا لا يجوز إلا بإذن جميع الورثة لأنهم هم المالكون الحقيقيون للمال بعد موت صاحبه. فلا يجوز التصرف إلا بإذنهم.
    وإن لم يكن من مالهم فيعود الأمر إلى أن القائم بصنع الطعام ليس من أهل الميت (أي ورثته) وبذلك تتحق السنة التي أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم .
    والله تعالى اعلم.

  4. #3

    أحب العلم .. ولكن !!

    أحب العلم .. ولكن !!
    أجاب عنها : د. علي بن عمر بادحدح
    الاستشارة :
    أحب طلب العلم لكن سرعان ما أترك الطلب لتكاسل ولأسباب أخرى من أهمها الغربة البلدية التي أعيشها فما نصيحتكم لي .. وبورك فيكم

    الإجابة:
    الأخ السائل الكريم
    جميل بالإنسان أن يجد ويجتهد في طلب العلم، فكلما ازداد الإنسان علماً كلما ارتفعت مكانته وعلت رتبته، فالله سبحانه يقول: {قل هل يستوي الذي يعلمون والذين لا يعلمون} [ سورة الزمر:9 ] وقال تعالى: { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } [ المجادلة : 11 ] ولما كان طلب العلم من أجلّ العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله بعد الفرائض لو أخلص فيها النية فإن الشيطان لن يدع العبد يتفرغ لها بل سيحول بينه وبينها بكل وسيلة ممكنة من وسائله.
    لكن الإنسان الرشيد هو الذي يستعين بالله تعالى على مراده، ويحتسب الأجر عند الله في كل أفعاله، فيجتهد في طلب العلم ويجد فيه ويبذل الأسباب المعينة على ذلك والتي من أهمها:
    - طلب العلم لوجه الله تعالى. واستشعار الثواب في طلب العلم، فكلما أحس المسلم بالثواب كلما زاد اجتهاده وعلت همته. وفي صحيح مسلم: ( مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ ) .
    - الوقوف على فوائد العلم في حياة القلب وزيادة الإيمان، ونور البصيرة ومعرفة الأحكام، والقدرة على وزن الأمور بمقياس صحيح وغير ذلك.
    - طلب العلم من أهله: فلا بد أن يتلقى الإنسان العلم عن أهل العلم فيستفيد من أحوالهم وينتفع بأقوالهم ويتأسى بسيرتهم، ومما قاله عبد الله بن وهب: " ما تعلمناه من أدب مالك .. " وأهل العلم لهم أثر في إيجاد الرغبة في العلم وشدة التعلق به، وقوة الصلة به، ومن يتعلم منهم ويرى همتهم ويقف على أحوالهم لا يرضى بالكسل ولا يستسلم للانقطاع.
    - صحبة تشتغل بالعلم وتتنافس في التحصيل وهؤلاء لهم أثر في بقاء الحمية والحماسة لطلب العلم والمنافسة تعلي الهمم وتمنع الفتور والتقاعس..
    - قابلية للتعلم، من حيث الحرص والاهتمام والعناية بالعلم ومسائله.
    - المتابعة المستمرة، في كل الظروف والأحوال. فليس هناك حد ينتهي فيه الإنسان من طلب العلم، ولذلك قيل: ما يزال المرء عالما ما طلب العلم.
    وما أحسن قول الإمام الشافعي عندما قال:

    أخي لن تنال العلم إلا بستة == سأنبيك عن تأويلها ببيان
    ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة == وصحبة أستاذ وطول زمان

    ومن الأمور التي تدفع عنك الكسل وتمنع الانقطاع قراءة سير العلماء وما كانوا عليه من جد واجتهاد، و ما تحملوا في طلب العلم من عناء ومشقة، وما حصل بهم من النفع والفائدة.
    ومما يعين كذلك الجوانب التربوية المتعلقة بالحرص على الوقت واستشعار المسؤولية والسؤال عن الوقت والزمن، وما عمل فيه، فيدفعه ذلك إلى أن لا ينقطع ويضيع وقته فيما لا فائدة فيه.
    ومن الأمور التي تساعد على طلب العلم في زماننا الالتحاق بدورات علمية شرعية أو بجامعات ولو بالانتساب وكذلك الانضمام إلى المنتديات العلمية المختلفة على الشبكة أو في القنوات الفضائية التعليمية.
    وفي حالة السائل: فإن الغربة تقتضي وجود فرصة أكبر لطلب العلم حيث تقل في الغربة علاقات الإنسان الاجتماعية وبالتالي يتوفر له المزيد من الوقت لطلب العلم والانشغال به.
    نسأل الله تعالى أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح إنه سميع مجيب.

  5. #4
    موضوع رائع ويمس حياة الكثير منا وأنا شخصيا حيث انني اتكاسل كثيرا ودائما في المدارسة والمداكرة . الله يوفقك على هدا الموضوع الحلو والرائع وان كان هناك المزيد من النصائح فلا تحرمنا منها.



    مكسات ... مكان جمع كل ذكرى جميلةe437

  6. #5
    الله يجزيك خير على تذكيرنا بهذه السنن النبوية حيث غفل عنها الكثير منا.

  7. #6
    يعطيك العافيه على الموضوع
    index

    يدق الطار في نص الليالي
    .......................ورقص الزار يغريني غصيبه
    يرقص جن مكه والعوالي
    ...........................وكل جنى يدور له صحيبه

  8. #7
    الله يسعدك على هده المعلومات لاني بأعاني من نفس الحالة ويمكن اسوأ بس ان شاء الله راح اطبق ماورد فيها والله يشفي جميع مرضى المسلمين

  9. #8

  10. #9

  11. #10

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter