خلْف اللثـام رأيْتُهـا فـي هيبـةٍ
كالبدْر ألبَسَـهُ الخسـوفُ لثامـا
فكأنما الأرضُ لهـا كانـتْ ولـيّ
والشمسُ خوْف وليِّهـا تتعامـى
وتبدد الخـوْفُ بمـا قـدْ هالنـي
درُّ الجواهـر بينهـنّ حسـامـا
فـي ظـلِّ أجنحـةٍ لطيْـرٍ حائـمٍ
والطيـر حـرٌّ أسـودٌ مِقْـدامـا
ورمقْتُها جـودي بوجهـكِ علّـهُ
يقضي المتيّمُ في الهوى ما رامـا
فاسْتطرقتْ خجلاً وقالتْ لي وهـل
غيـر التصبّـر ثـم صحْـتُ إلامَ
فتلامسـتْ أطرافُـهـا بلثامِـهـا
وهوى اللثامُ على الربى وترامـى
لله درّ الوجنتيْـن ومــا بـهـا
خجلٌ وأضْـرِمَ فيهمـا إضرامـا
والثغْر مبتسمـاً وشهْـد رضابـه
واللؤلؤ المكنـون فيـه تسامـى
أمضيـتُ ليلـي هائمـاً بجمالهـا
ثَمِلاً بحسْنٍ مـا شربْـتُ مدامـا
حتى اسْتفاق الصبحُ وانتبهَ الورى
ومضتْ فلمْ تحْفـل بصـبٍّ هامـا
وأقمْـتُ أبكيهـا كطفْـلٍ بائـسٍ
عَرِفَ الفجيعة مُذْ أُذيـقَ فِطامـا
لكنهـا الأيـامُ تجمعـنـا لـكـي
ترمـي علينـا بالفـراقِ سِهامـا
لا تأمنِ الأيـام حيـن صفاءهـا
فغـداً توشّحُـكَ العنـاء وسامـا
المفضلات