أنتِ قاتلة وأنا قاتل ومعظم الناس قتلة..
أتاني وأنا جالسة في غرفتي قائلا بلا مقدمات: أنتِ قاتلة ...
فلم ألتفت عليه ورددت قائلة: ماذا تريد؟
فلم يجب وبدل ذلك كرر قائلا: أنتِ قاتلة ..
فالتفت غاضبة نحوه وقلت: قلت لك ماذا تريد ؟؟
فأعاد قائلا وبنبرته العادية المعتادة: قلت لكِ أنتِ قاتلة..
فقلت ساخرة: حقا!! ومن الذي قتلته هل تعرفه؟؟
فرد قائلا:بالتأكيد أعرفه ..
قلت: وماذا عنك ؟؟ هل قتلت أيضا ؟؟ وهل بإمكانك أن تخبرني من هو؟؟
قال: نعم لقد قتلت أنا أيضا .. وأمي .. وأبي .. وجدتي وجدي و معظم من في العالم ..
قلت:يا إلهي .. كل هؤلاء قتلة ..وهل يعقل أن تعرف من قتلوا ؟؟
فرد قائلا: بالطبع لقد قلت لكِ سابقا أني أعرف من قتلوا؟؟
فقلت: حسناً هل لك أن تخبرني وأعدك بأن لا أخبر أحداً؟؟
فقال لي: هذا سهل جدا .. فكل الذين قتلناهم من سلالة واحدة.
فتعجبت قائلة: من سلالة واحدة؟؟ كيف يكون ذلك ؟؟
قال لي وعيناه تنذران بالدهاء والمكر: فكري جيدا وتذكري من قتلتي وستعرفين..
فقلت وعلامات الاستفهام تملئ عقلي: لا أعرف.
فقال: أيعقل أن تنسي من قتلتي ؟؟
فقلت: كفاك سخرية فأنا لم أقتل أحداً..
فقال: بلى .. وسأخبرك الآن من قتلتي حتى تتأكدي..
فقلت بلهفة: هيا أخبرني إن كنت صادقاً..
قال: أنا صادق فعلا .. ولتتأكدي .. فإن الذين قتلناهم جميعا .. أنا وأنتِ وأبي وأمي وجدي وجدتي ومعظم من في العالم .. هم .. الحشراااااااااااااااااااات ..
فنظر إليّ بنظرات ملؤها البراءة والبهجة والسرور لهذا النصر المبجّل الذي حصل عليه ..
وأنا أنظر إليه بغضب ظاهري و من داخلي كدت انفجر من الضحك .. ففهم نظراتي وركض مسرعا من الغرفة غارقا في الضحك ..
هذا مادار بيني وبين أخي الصغير وأنا لم أضع اللوم في تفكيره الطفولي .. ولكني وضعت عباراته القوية في مقياسنا نحن الكبار .. (( أنتِ قاتلة .. وأنا قاتل .. ومعظم الناس قتلة)) .. قد نكون فعلا قتلنا حشرات حسية في عالمنا الحسي .. ولكن ماذا عن عالمنا العاطفي .. المعنوي .. النفسي .. هل فعلا نحن لم نقتل فيها المشاعر يوما ؟؟ لا أظن ذلك .. بل وقد نكون قتلناها شر قتلة .. بالطعن .. والهجران .. وتركها بالنزيف لسنوات .. والله المستعان على ما نصفُ دائما ..
كان هذا ماجرى في مخيلتي في لحظة .. وما أقساها من لحظة .. فكتبته لكم ..
^__^
المفضلات