بسم الله الرحمن الرحيم...
في قريتي الصغيرة التي تبعد عدة أميال عن جبل تلفه غابة موحشة,هناك تماما نشأت وترعرعت...وفي يوم من الأيام سمعت نبأ يتناقل عن ذلك الجبل فيقولونأن الوصول إليه صعب وقد عجز أقوى أقوياء القرية من الصعود إليه بسبب وعورته ووحشة الغابة التي تلفه ولكن الغريب في الأمر تلك الرغبة الجامحة التي نمت في داخلي وبقوة كي أصعد ذلك الجبل الشامخ,فلما الخوف؟؟كل ما في الأمر أنه جبل شاهق تلفه غابة ومع إدراكي لصعوبة الأمر و مشاق الطريق إلا أن تلك الرغبة لم تفتر ...فاتجهت ذلك اليوم إلى تلك الغابة بغرض الاستطلاع والنظر
وحينما وصلت إلى الغابة أخذت أتجول في بدايتها ولم أبعد كثيرا ولكني لمحت شيئا يلمع في الاتجاه الآخر من الطريق فذهبت كي استطلع الأمر واكتشف,والمفاجأة أنها كانت أحجارا من ألماس..نعم كانت ألماس..ومن منا لا يعرف قيمة الألماس الباهظة,ولكن الأحجار كانت ممتدة على طول الطريق وملقاة بشكل وكأنه يشير إلى مكان ما أو طريق ما ,فلم أعرف ماذا أفعل يا ترى؟؟أأقوم بجمع هذه الأحجار على طول هذا الطريق ولكن يا ترى إلى أين سيصل بي في النهاية؟؟كما أن الغابة كبيرة وموحشة وهذا فيه نوع من المخاطرة؟؟يا ترى ماالعمل؟؟ ولكن يبدو أن تلك الرغبة التي تملكتني من قبل قد عادت تباغتني من جديد,تذكرت الجبل ..تذكرت الوصول إلى قمته..فقلت إذا:ها قد حان الوقت لأحقق رغبتي الجامحة تلك فأنا لن أصل إلى القمة فقط بل سأحصل على كنز ثمين إنها أحجار الألماس,فعدت إلى المنزل وأخذت راية وحقيبة كبيرة كي أجمع بها كنزي الرائع وعدت ثانية إلى طريقي المجهول ولم أنس أذكار الصباح وأذكار دخول المكان ,وبدأت طريقي المجهول نحو المستقبل المنتظر..سرت في الغابة أقطع أميالا وأميالا, لا يعيقني شيء عن ما أريده ولكن يبدو أن الطريق بدأ بالوعورة والانحدار, فقد بدا متعرجا خطرا,ولم يعد مستويا فعلمت أن المسار سيتغير والخطورة ستشتد وقد كان حدسي في محله فقد بدا جورباي بالتمزق بسبب الشوك المؤلم الذي يحف الطريق المخيف, ولكني لم أقف وأبيت إلا أن أصل إلى مقصدي وهو قمة الجبل الشاهق,وبينما أنا أسير في تلك الطرقات سمعت حفيفا بين الأشجار وفجأة دون سابق إنذار اعترض طريقي حيوان مفترس, شكله كان مرعبا حقا,وقفت جامدة في مكاني أتأمله بخوف وحذر شديدين
علمت أنه لا مفر منه فإن هربت فسيقوم بملاحقتي وإن أكملت فسيغرس براثنه فيني..يا إلهي مالعمل؟؟ تذكرت الله سبحانه وتعالى..نعم خالفي هو من سينجي ني منك,لقد تليت الأذكار ولن تستطيع اعتراضي,فتوكلت على الله وأخذت أرميه بأحجار الألماس التي معي ولكن ضرباتي في البداية لم تكن بتلك القوة التي توجع حيوانا ضخما مثله وسرعان ما استدركت الأمر وأخذت أرميه بكل ما أوتيت من قوة حتى بدأ يتزحزح قليلا..إلى أن فر هاربا..قمت بسرعة البرق أجمع الأحجار وأعيدها إلى الحقيبة وأفر راكضة مكملة طريقي الطويل الشاق.
وبعدما قطعت أميالا لا بأس بها عارضتني مشكلة أخرى وهي تفرع الطريق الذي أمشي فيه إلى فرعين:فرع يميني ولم يكن بتلك النضارة والجمال وفرع يساري بدا جميلا واسعا ومحفوفا بالأزهار الملونة,ولقد احترت بشدة أي الطريقين أسلك؟؟كما أن أحجار الألماس قد توقفت عند هذا التفرع..يا ترى أين الطريق؟؟ حينها تذكرت نبيي ورسولي محمد صلى الله عليه وسلم وكيف أنه كان يعجبه التيامن في كثير من أموره الحياتية وها قد حان وقت الإقتداء ...سرت في الطريق الأيمن,والخوف يعتريني من أن أكون قد سلكت الطريق الخطأ؟؟ فالطريق الأجمل في مظهره كان الأيسر وليس الأيمن ومع ذلك سرت بتقدم سريع حتى لاح لي الدليل الذي أكد لي أن الطريق الذي سرت فيه كان صحيحا,لقد رأيت أحجار الألماس تكمل لي طريقها من جديد,عدت التقطها وأكمل طريقي بفرحة غامرة حتى لاحت لي القمة.
ذهبت أعدو بسرعة حتى وطت قدماي أخيرا تلك القمة المنتظرة وغرست فيها رايتي الخضراء بقوة..حينها رأيت القرية..رأيت الغابة..رأيت العالم..كل شيء لاح لي من بعيد,يحيط بي وأنا على تلك القمة الشاهقة..نعم..هاهي قمة النجاح..هاهي قمة التفوق..هاهي قمة التميز..عدت فرحة أسابق الريح,أركض بشدة لا تسعني الدنيا من السعادة,نسيت كل شيء,نسيت مصاعب الطريق,نسيت وحشة الدرب وعدت فرحة لأهالي قريتي الصغيرة التي عجز رجالها من وصول ما وصلت إليه,ورحت فرحة أعانق والدي العزيزان واجتمع أهالي القرية فرحين بما حققته من إنجاز,وتذكرت كنزي الثمين فقمت وأعطيت لكل بيت من بيوت أهالي القرية حجرة ألماس كبيرة كهدية على نجاحي الباهر وأصبحت استيقظ كل نهار انظر إلى تلك الراية التي غرستها بيدي في تلك القمة العجيبة......والآن...أخوتي في الله...اربطوا قصتي هذه بأرض الواقع أتذكرون الصعوبة التي واجهها رجال القرية كانت هي صعوبة النجاح التي يتخيلها المرء,فالنجاح ليس أمرا صعبا ومشواري خير دليل,بعدها أتذكرون أحجار الألماس؟؟لقد كانت هذه هي ثمرات النجاح فأنا لم أجني من النجاح الوصول للقمة فقط بل حصلت على الكثير فحجرة ألماس واحدة كانت طلب العلم التي هي من الفرائض الشرعية وحجرة أخرى كانت رضا الوالدين,وغيرها الكثير جدا من ثمرات من ثمرات النجاح التي جمعتها في مشواري الطويل ولابد أنكم تذكرون الكم الهائل الذي جمعته من أحجار طيلة الطريق والآن أتذكرون الأشواك التي جرحتني..لقد كانت تلك هي المخاوف,فالمخاوف تقف في طريق نجاحك لتوقفك عن الاستمرار والتغلب عليها ليس بالأمر الصعب أبدا,ولابد انكم لم تنسوا ذلك الوحش الضخم..نعم لقد ذلك هو الفشل واليأس فهو شبح مخيف يقف في طريق الناجحين دائما ومن عظم أمره قال الحكماء عنهلا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة)فإما أن تقضيوا أنتم عليه أو هو من سيقضي عليكم..
وها قد تغلبت عليه بتوكلي على الله وقول الأذكار ثم مواجهته بما أملك من إصرار وإرادة وقول الأذكار مهم جدا في حياة المسلم فكثير من الناس يمتنع من فعل ما هو رائع متميز بسبب خوفه من الإصابة بالعين أو المرض فهاهو اليأس يبحث عن ثغرة في قلبهم كي يدخل من خلالها ولكن منهم من لا يسمح له بتحصين نفسه بالأذكار دائما.
بعدها أتذكرون تفرع الطريق إلى فرعين؟؟هذين الفرعين هم من يمثل الأصدقاء فالأصدقاء ينقسمون إلى قسمين أصدقاء الصلاح وهم من سيعينونكم على النجاح وأصدقاء السوء وهم من سيفتح لكم طريق الإخفاق والعثرات في الدنيا والآخرة-عياذا بالله-لقد كان طريق أهل الصلاح صعبا قليلا لأن الجنة كما قال صلى الله عليه وسلم حفت بالمكاره وطريق أصحاب السوء جميلا منبسطا لكنه متعفن في جوهره كما قال لنا أيضا صلى الله عليه وسلم عن النار أنها حفت بالشهوات..وبعد اتخاذي صديقات الصلاح أكملت مسيرة النجاح حتى لاحت لي القمة..أتذكرون ما فعلت بداية؟؟لقد غرست راية النجاح إن تلك الراية هي بصمتي الخاصة,البصمة التي لم يبصمها شخص قبلي في هذا المنزل الرفيع وعدت فرحة بما أنجز ته..نسيت التعب.نسيت كل سلبية اعترضت طريقي المزهر.عدت وأنا لم اقتصر على نفسي بذلك النجاح,بل قمت بتوزيعه بل بإهدائه على كل من حولي حينما قمت بإهداء أهالي القرية أحجار الألماس..لأن النجاح لا يقتصر على الناجح فقط بل على كل من حوله وهو لن يبخل عليهم بنجاحه
وأخيرا كنت استيقظ كل اليوم وأرى بصمة نجاحي الباهر من بعيد والجميع يذكرها يوما بعد يوم,لأنها بصمة لا تزول بما أنني أنا من بصمها بقوة..
أعزائي..هذه هي قصة نجاحي قد سطرتها لك وأنا بانتظار قصة مشوار نجاحكم المتميز الذي يليق بكم وتليقون له
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
المفضلات