مشاهدة النتائج 1 الى 4 من 4
  1. #1

    المسجد وأهميته التربوية

    المسجد :
    المسجد هو بيت الله وسمي بهذا الاسم لأنه مكان للسجود الذي هو ركن عظيم وأساس من أركان الصلاة ، تلك الصلاة التي هي العمود الفقري للإسلام وفي إختيار السجود عن بقية الإركان يشتق منه اسم للمكان المعد للصلاة دلالة واضحة على أهمية السجدة وعظمتها .
    وقد حدد سبحانه وتعالى مكانة المسجد وأهميته في بناء شخصية المسلم في كثير من الأيات القرآنية ، ومنها :
    {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ (18) }
    {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) }
    أما الأحاديث ( النبوية ) فهي عديدة وتتناول مكانة الصلاة في المسجد ، وآداب الإنصات والإستماع ، والأمن والآمان الذي يجده المسلم في مسجد ، ومكانة من يعتني ببناء وخدمة المساجد من المسلمين :
    عن عثمان بن عفان – رضي الله عنه – ( أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : من بنى لله مسجداً يبتغي به وجه الله ، بنى الله له بيتاً في الجنة ) .
    وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم –
    قال : ( من تطهر في بيته مشى إلى بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطواته إحداها تحت خطيئته ، والأخرى ترفع درجته ) .

    ومن هدى آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية المطهرة تحددت أدوار ورسالة المسجد .

    وفي ما يلي عرض للدور التربوي الذي قامت به المساجد الأولى التي بنيت على أرض شبه الجزيرة :
    8d50131899
    1. المسجد الحرام :
    وقد حدثنا القرآن عن البيت العتيق وأخبرنا أنه أول بيت وضع للناس : (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ{96}) وحين حدثنا هذا البيت جعله مقصد للعاكفين والركع السجود ( وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ{125} ) .
    توحي إلينا الآيات الكريمة إيماء خفياً أن هذا البيت قديم موغل في القدم وإن لم تسعفنا مصادر التاريخ المسجل بتاريخ بنائه إلا أن بنائه في فترة مبكرة يتسق مع تكليف الله للخلق بعبادته عندما خلقهم ، قال تعالى : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ{56} )
    3ba80474b5
    2. مسجد قباء :
    لما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة نزل بقباء ، وكانت في ذاك الوقت قرية قريبة من المدينة تعد ضاحية من ضواحيها والآن اتصلت بها . ثم اسس صلى الله عليه وسلم في هذا المكان أول مسجد بني في الإسلام ، وهو مسجد ( قباء ) الذي يقول فيه سبحانه وتعالى (لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ{108} ) .
    وكان الهدف من تأسيس المسجد أن يكون مقراً يجتمع فيه المسلمون يؤدون صلواتهم ، ويقرأون القرآن ويذكرون الله تبارك وتعالى ، ويتشاورون في أمور دينهم ودنياهم . وليكون مظهراً لوحدتهم وإلفتهم وإخوتهم وليكون ( منارة ) يدعون منها إلى صلواتهم وبيت من بيوت الله حتى أشاد بها الله في قوله سبحانه : (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ{36} رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ{37}) وبذلك وضعت أول لبنة في بناء صرح الإسلام .
    4520c78df0
    3. المسجد النبوي :
    نزل النبي – صلى الله عليه وسلم – بالمدينة في دار الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري من بني النجار أخوال جد الرسول – صلى الله عليه وسلم – عبد المطلب . وما أن استراح قليلاً من سفر الهجرة الطويل وعنائها حتى كان أول ما فكر فيه هو بناء المسجد النبوي ، وكان في المبرك الذي بركت فيه ناقته
    ( القصواء ) مربداً لغلامين يتيمين في المدينة ، فساوى النبي – صلى الله عليه وسلم – أولياءهما عليه فقد رغبوا أن يكون مكان المسجد صدقة لوجه الله ، ولكن النبي – صلى الله عليه وسلم – أبى إلا أن يكون بثمن .

    الوظائف التربوية المأموله للمسجد في المجتمع المعاصر :
    المجتمع في الدول الإسلامية عامة يعاني من تفشي الأمية ، وفي البلدان العربية ما يقرب من مائة مليون أمي ، بين يحض ديننا على القراءة والكتابة ، والمسجد يمكن أن يقوم بدوره في تعليم الأميين تعليماً يربطهم بدينهم ويمكن لهم من عبادة الله – سبحانه وتعالى – عبادة قائمة على العلم والمعرفة .
    وهناك نسبة من أبناء الأمة الإسلامية يقف تعليمها عند المرحلة الإبتدائية، ولم تكن بعد قد أعدت للحياة إعداداً سليماً ، ويشوب إعدادها كثير من أوجه النقص سواء في مهارات القراءة والكتابة أو في الثقافة العامة أو في الثقافة الدينية أو في إعداد العمل ، والمسجد يمكن له أن يقدم لهم أنواع من التعليم مفيدة ، كما يمكن أن يتعاون مع المؤسسات الأخرى الموجودة في المجتمع ، أو يعمل وحدات للتدريب مجاوره له ، تعين هؤلاء على اكتساب رزقهم من عمل شريف يهيئ لهم دخلاً مناسباً ويحقق للمجتمع نمواً إقتصادياً .
    وكثير من مدارسنا ومعاهدنا تقدم التربية الدينية بصورة هامشية أو يغلب عليها الطابع التلقيني ويمكن للمسجد أن يسد هذه الثغرات ، وأن يقوم بدور رائد في بناء الإنسان العابد الصالح .
    وكثيراً من الكبار المتعلمين يحتاجون إلى مزيد من العلم في جوانب متعددة ومتنوعة تعينهم على التعرف على مجالات جديدة في العلم والمعرفة ، وتساعدهم على أداء أعمالهم .
    والمسجد يمكن أن يستعين بدوره الخبرات والمعرفة في شتى المجالات من الصالحين المقيمين في البيئة ليقدموا محاضرات عامة تفيد الناس .
    وهكذا يمكن ذكر وظائف كثيره للمسجد في المجتمع المسلم المعاصر ، وجميعها مرتبطة بتربية المسلمين وتلبية حاجاتهم ومعاشهم ، إضافة إلى كون المسجد اليوم منبراً للدعوة ، ورمزاً لوحدة المسلمين وتجسيداً لهويتهم بين كافة الأمم .
    6a9f97f4dd
    764f0fca11


  2. ...

  3. #2
    مشكور أخوي على المعلومات ...الرائعه..
    والموضوع المميز...
    سأتــٍركـِ المنتدى إلى الأبـــِد...! sleeping
    و آســٍفه إذا غلط في حقكم....!

    ارحم حال المسلمين ياربُ..
    ولا تقول الظلم فـي البعد.disappointed.

  4. #3
    مشكور أخوي على هالمعلومات وجزاك الله خير.
    8c06d7677e025f3b33d060fbcaee384e

    ماكسوو/ أستاذ في مدرسة الحب
    .
    للتواصل
    vfdui@hotmail.com

  5. #4

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter