الصفحة رقم 2 من 4 البدايةالبداية 1234 الأخيرةالأخيرة
مشاهدة النتائج 21 الى 40 من 67
  1. #21

    Thumbs up

    أه يا عزيزي ما أجمل ما سطرته يداك وما أنسجه عقلك وأؤيده قلبك
    لتخرج بتلك التحفة الفنية
    ذلك العالم الرائع الذي أجبرتنا بأسلوبك وجمال تعابيرك عل أن نغوص فيه ولا نخرج
    كم أنا سعيدة لأني أعيش دائما بين أحضان تلك الرواية الرائعة
    تلك الرواية التي تنقلك إلي عالم مدهش يسحب خيالك
    أتمنى الا تبخل عليا ابدا بأن أعبش بين أحضان رواياتك
    فمن غيرها أموت يا عزيزي
    كما قلت لك أنا كالسمكة في المياه
    وعالم خيالي الذي أصبح رانماروا يمثل أغلبه هو المياه بالنسبة لي
    آه يا عزيزي لو تعلم معزة رانماروا أو مؤلف رانماروا عندي
    فهما يمثلان لي الكثير bored
    يمثلان لي المستقبل بما يحتويه nervous

    أولا سعيد بشعورك هذا نحو رانمارو و مكانته عندك - وإن كنت أثق في تفوق ساكورا على رانمارو عندك -
    عزيزي لا يوجد ما يفهمني مثلك
    أجل ساكورا عندي مكانتها تفوق عن رانماروا كثيرا
    وعندما أتكلم عنعالم رانماروا لا أقصد رانماروا البطل إنما رانماروا الملحمة
    ساكورا هذه بمثابة جزء مني كم أتمنى وجودها في عالم الواقع لكي أرعاها واحتضنها واساعدها
    على العموم شكرا على الفصل السادس تحفة أدبية بكل المقاييس
    تحياتي لك
    نور الصباح
    ما أنا إلا أنا ..
    أنا وريثة للحضارة الفرعوينة ..
    biggrin


  2. ...

  3. #22
    مشكور اخوي على التكملة الرائعه

    ويعجز لساني عن وصف ما قد قرأت من بلاغة في النحو وخيال واسع

    وانتظر الجزء القادم بفارغ الصبر

    وشكرا
    اخر تعديل كان بواسطة » A.M Leader في يوم » 02-05-2007 عند الساعة » 11:56

  4. #23

  5. #24

    ابتسامه السلام عليكم ^ ^

    السلام عليكم
    _ _ _ _ _ _ _ _ __ __

    ابدااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااع

    asian asian asian asian asian asian asian asian asian asian


    ما شاء الله ايش كل ذا مااااااااااااااااااااااااااااااااااشاء الله .... ابداااااع الصراحه

    طبعا اول شي اقدم اعتذاري الشديد عن التاخير الشدييييييييييييييييييييييييييد جدا ...dead

    بس والله ظروف الدراسه عندي جدا جدا صعبه ....

    على كل حال الف مبرووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووك قبول شركة نهضة مصر ...انها تنشر قصتك << حسب ما سمعت smile

    انا جدااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا متحمسه لرؤية رانامارو على غلاف كتاب لاني مو كثير احب اقرا عبر شاشة الكمبيوتر وايضا قصه متشعبه زي قصتك تحتاج الى مخمخه على الورق .... عشان نعرف نخمن صح rolleyes وشكلك فعلا ناوي تسوي هاري بوتر عربي ... اعتقد انو عندك نية اكثر من خمسة اجزاء لروايه .. هههههه اتمنى ما تكون سبعه اصلو ذا الرقم سببلنا عقده من بعد هاري بوتر وانتظارنا لنزول الجزء السابع........

    مجددا الفففففففففففففففففففففففففففففففففففف الف الف الف مبروك وعقبال الاجزاء الثانيه انا للآن ما قريت الجزء الثاني بسبب الظروف الدراسيه بس باذن الله لي رجعه في اقرب اقرب وقت بحااااااااااااول قد ما اقدر واتمنى تعذرنا على الغياب الطويل لانو اتوقع ما راح اقدر اقراه الا بعد فتره لانو وراي اسابيع اختبارات الله يوفقنا ....smile smile


    تحياتي يا دكتور رنامارو biggrin

    سلاااام

    مشمشه
    1db3921db124ef70cbd3168eb9a8ab3f


    T^T honto will miss u ...

  6. #25
    اهليييييييييييييييييييييييييين اخي الساحر
    اسفة جدا للانقطاااع .. وفصوولك بتهبل .. رووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو ووووعة ..
    انا جنيت و انا اقراهم ..
    تسلمو ونتتظر التكملة

    فدك العذراء
    4bef8190f1

    ادري عفن التوقيع القبلي ههههههه

    بس جي هاي المزاج tongue

  7. #26
    السلام عليكم جميعا

    بداية أعتذر عن التأخير , ظروف حقا و مشغوليات عديدة

    سأؤجل الرد على استفساراتكم لحين أنتهي من نشر الفصول التي عندي

    بانتظار آرائكم بشأنها

    فهي تهمني حقا

    أتمنى لكم قراءة ممتعة

    تحيتي

    الساحر.
    صدرت روايتي الجديدة " رانمارو و السر الدفين " تبعا لدار نهضة مصر للطباعة و النشر .. و هي الجزء الأول من السلسلة الفانتازية " رانمارو "
    d4dceb4ff93ff0018c5d116debc5e789
    +الطبعة الأولى : فبراير 2010 +الطبعة الثانية : مايو 2010 +الطبعة الثالثة : سبتمبر 2010

  8. #27
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الفصل السابع

    طريقة التدريب المثلى

    حدق رانمارو بأصدقائه , ثم توجه بالحديث نحو وحوشهم قائلا :
    -لا ترفعوا طاقتكم لأحد حتى يتخطى حاجز العشرين مترا , بعدها قوموا بارجاعه نحو قطر الخمسة أمتار مرة أخرى !
    ابتسمت الوحوش , فهي تعلم أن تلك طريقة قوية للغاية وقاسية في التدريب , فقال وحش ياكو :
    -لكنك تعلم رانمارو أن الأيسر من ذلك أن نرفع طاقتهم تدريجيا , فلنجعل قطر الدائرة عشرة أمتار , ما رأيك ؟!
    حدق رانمارو بالوحش , ثم قال وهو يطرقع بأصابعه اليمنى , فتكونت فورا حوله دائرة من طاقته الروحية مصدرها وحشه :
    -دائرتي زدت قطرها مرة قبل ذلك بعد أن عدت إلى نقطة البداية , و ها هي الآن كما ترون !
    كانت دائرة ضخمة ذات قطر لا يقل عن ثلاثين مترا محيطة برانمارو , كان الهواء بداخلها لونه أحمر داكن , في البداية ظل رانمارو واقفا , لكنه بدأ في اخراج طاقته الروحية , فبدأ لون الهواء المحيط به يتغير لونه نحو الأحمر القاتم , في حين شعرت الوحوش أن طاقة وحشه يتم ضغطها , رويدا رويدا بدأت طاقة رانمارو في احتلال مساحة دائرة قطرها خمسة أمتار , كانت هذه هي الحد الأقصى المسموح للمتدرب تحت أيديهم بتكوينها , فلو تخطى هذا الحاجز ولو بسنتيمتر واحد , فسيجبر وحشه على زيادة طاقته الروحية ليعيد الكرة مرة أخرى من جديد من حاجز دائرة قطرها خمسة أمتار , كان رانمارو يدرك هذا جيدا , يدرك أنه كي يقفز إلى المستوى الثالث من استخدام طاقته عليه أن يتخطى حاجز الخمسة أمتار اللعين هذا , ظل يحاول وهو بداخل هذه الدائرة , مع استمرار شعوره بالضغط المتواصل عليه من قبل طاقة الوحش , فاخراج الطاقة الروحية ليس مجرد تكوين حاجز خفي يحول بينه و بين طاقة الوحش , على النقيض تماما , فهي تعتبر جزءا من جسده , فكلما مارس الوحش ضغطا على طاقته الروحية شعر بهذا الضغط ينتقل عبرها حتى يقع على جسده فيشعر بالضغط , و لهذا الأمر حكمة , فلو لم يشعر صاحب الطاقة بأي ضغط أو تغيير يحدث لطاقته الروحية , فمن الممكن ان تتم مهاجمته دون أن يشعر , وبالطبع لحسن الحظ هذا لا يحدث , فكر رانمارو بهدوء , كان لا يريد استخدام التفكير الاندفاعي متاجرا بعواطفه في سبيل تقوية نفسه , فقد آمن أن لكل إنسان طاقة خفية موصدة الأبواب تدعى الإرادة , فلو استطاع أن يفك تلك القيود و يطلق الطائر السجين حرا , لاستطاع ملك أقوى سلاح على وجه الأرض , لكن يقف حائلا بينه و بين ذلك هو شعوره بالضعف و الوهن , الشعور باليأس و عدم الثقة بالنفس , بالطبع هذه كلها من خصائص الطبيعة البشرية , لكنه تمنى لو تخلص من عيوبه يوما ما , لقد صارح وحشه ذات يوم بأفكاره هذه , فتحدث الوحش قائلا :
    ((-لو فعلت ذلك فستكون مثل الآلة , لا مشاعر لك , ما يميز كونك إنسان هي تلك المشاعر التي تعتقد أنها سب ضعفك في حين أنها سبب قوتك ))
    لم يدرك مغزى الوحش حين قال له هذا , لكنه نسى كل شيء متعلق بتفكير الوحوش, فبعد ما حدث معه بخصوص موضوع مشاركة وحش أخيه كان قد أعطاه انطباع أن عالم الوحوش غامض , ظل يحاول جميع أفكاره بهدوء , يبنى إرادته بتأني , يبنيها تصاعديا , بداية من أحلامه , آماله و طموحاته , مهمته التي يؤمن بها , راحته النفسية حين تمت إعلان برائته على الملأ , إعلان قريته , تخيل أنه قد وجد محبوبته , استطاع الدفاع عنها , كل هذا لم يتطرق رانمارو نحو أي من الأفكار التي قد تدفعه بجنون إلى زيادة طاقته و السبب هو تحذير وحشه بقوله :
    ((-رانمارو , لا تعتقد أن من يزيد طاقته فجأة لهو أقوى الأقوياء , أنت هكذا تطلب من طفل يتعلم الحبو أن يركض ورائك , لا تفعل هذا بطاقتك , فربما يحدث خلل أخاف من حدوثه , حيث تقف طاقتك دائمة عن حاجز معين رافضة الانصياع لأوامرك في الزيادة المتطردة التي تفعلها , حينها لن يكون أمامك من سبيل سوى أن ترفع طاقتك بصورة فجائية مثلما تفعل , أيضا رفع الطاقة بصورة فجائية يمكنك من أداء تعويذة قوية , لكنها تعني إنهاء المعركة بالنسبة لك , فبعد أداءك لتلك التعويذة ستنهار قواك فجأة , و تجد نفسك ضعيفا لا تقدر حتى على الوقوف , فماذا ستفعله حينها ؟! لا تستخدم هذه الطريقة , استخدم بدلا منها التفكير الهادئ المتزن , استخدم مشاعرك الداخلية العادية , فلو استطعت دفعها ولو ببطء نحو الأعلى لهو خير لك من قذفها كحجر نحو أعالي السماء !! ))
    استمرت فترة التدريب الخاصة برانمارو حوالي ست ساعات , لم يكن يعلم ما يحدث بالخارج , فقد ظل يحافظ على إخراج طاقته بنفس المعدل كل هذه الفترة , فقد علمه وحشه أن أفضل وسيلة لرفع طاقته العادية بصورة طبيعية هي زيادة فترة تحمله للضغط الواقع عليه من قبل الوحش لأطول مدة ممكنة , بعد ست ساعات بدأت دائرته في التقلص , كان يشعر بذلك جيدا , و يدرك سببه , فهو قد استنفذ طاقته منذ ساعة فائتة , ولا يدرك كيف استمر محافظا على دائرته الداخلية كل هذه الفترة , لكنه كان يحاول أن يهدئ نفسه دوما , لم يكن يفكر في شيء حقيقة , لكن هدوء ذاته الداخلية كان شيئا عظيما , رغم صعوبة تنفيذ الأمر , من تحمل الضغط الخارجي , و محاولة دفع الدائرة الخارجية لطاقة الوحش لأطول فترة ممكنة , لكن الرحلة لم تنتهِ بعد , فهو لم يستسلم , فأغمض عينيه , وظل يقول لنفسه :
    ((-لا تيأس , تقدر على فعلها , تقدر على فعلها , تقدر على فعلها , تقد..))
    ظل هكذا , فتوقفت الدائرة عن التقلص , كانت قد وصلت إلى قطر خمسة و عشرين مترا الآن , ظلت هكذا لمدة خمس دقائق , ثم بدأت في التقلص ثانية , كان على وشك الإعياء , بدأت رأسه تدور , لكنه لم يستسلم , ظل يقاوم , و يقاوم , و ظلت الدائرة تتقلص و تتقلص , حتى أصبح قطرها عشرة أمتار , حينها توقفت مرة أخرى , مما دفع فيه بعض الأمل في الصمود أكثر , ظلت هكذا لفترة ربع دقيقة كاملة , خلالها شعر رانمارو كأن دهرا قد مر عليه و ليست دقائق عادية , بعدها لم يقدر على الحفاظ على الطاقة أكثر من ذلك , حيث اختفت طاقته بغتة , فتقلصت دائرة الوحش الخارجية بكل سرعة , حتى عندما وصلت إلى قطر خمسة أمتار اختفت , كانت كفقاعة مائية كبيرة تفجرت خارجا منها هذا الوليد , كان أشبه ما يكون به حقيقة , جسده و ملابسه مبتلة بصورة رهيبة بعرقه الغزير , وجهه شاحب اللون , جسده يرتعش بشدة من الضعف , سقط على الأرض لا يستطيع الحراك رغم إدراكه لكل ما يحيط به , فشعر بأقدام تجري نحوه , و بصوت ياكو المميز يصرخ :
    -هيا ساعديني تاكامي !
    شعر بمن يحمله , التف ذراعه الأيسر حول عنق أحدهم , في حين التفت ذراعه الأخرى حول عنق آخر , التفت يمينا فوجد ياكو أخيه , كان تنفس رانمارو سريعا و عميقا , يخرج صوت حشرجة خفيفة أثناء دخول الهواء و خروجه من صدره , التفت يسارا بصعوبة وهم يسيرون به مسرعين , فوجد تاكامي تحمله و تهرول به مع ياكو , كانا يحملانه نحو مقعده الصخري , حتى وصلا إليه , فأجلساه عليه بسرعة , أخذت تاكامي تلهث قليلا من التعب , في حين قال ياكو :
    -كيف تشعر الآن !
    ابتسم رانمارو , فقبل ذلك كان يظل هكذا دون حراك فترة ساعة كاملة حتى تتجدد قواه بواسطة الوحش , ثم يقدر على النهوض بصعوبة , كم كنت وحيدا ,هكذا فكر في حزن , تنهد بصعوبة كمن يبذل مجهودا جبارا ثم أومأ برأسه في صعوبة و على عينيه نظرة مطمئنة , فتنهدت تاكامي في راحة في حين قالت هارونا حيث كانت تقف أمامه وراء ياكو و تاكامي :
    -لقد أقلقتنا عليك !
    ارتسمت ابتسامة باهتة على شفتي رانمارو بصعوبة , فهو أدرك أنهم قد أنهوا تدريبهم قبله , و قد كان يتوقع ذلك , لكنه سعيد بتحطيم رقمه السابق , فقد ظل محافظا على دائرته حوالي ست ساعات , في حين حافظ عليها في آخر مرة قبل ذهابه نحو الترقي لنحو خمس ساعات فقط , كذلك شعر أن فترة تقلص الكرة كانت طويلة , أطول من آخر مرة تقلصت فيها الكرة , وهذا يعني شيئا واحدا , لقد زادت طاقته الداخلية ,و من المؤكد أنه قد انتقل إلى المستوى الثالث من استخدام الطاقة الروحية , مما أشعره بالسعادة و الاطمئنان , لكنه لم يستطع أن يحرك لسانه كي يتكلم و يخبرهم بما في داخله , لكن صدر صوت أشعره بالراحة قائلا :
    -لا تقلقوا عليه !
    التفتوا محدقين بالتنين الناري , فابتسم و هو يقول :
    -في كل مرة ينهي تدريبه و هو في تلك الحالة السيئة , لكنه قد اعتاد على ذلك !
    اندفعت هارونا متسائلة :
    -ولكن لمَ يفعل ذلك ؟!
    ابتسم الوحش و أجابها :
    -لكي يكون قويا على المرء أن يتحمل الصعاب !
    صمتت إثر كلمات الوحش , فهي تعلم كم كان مصيبا في حديثه , بعدها افترشوا الأرض جالسن محدقين في قائدهم , فتحدثت تاكامي أولا قائلة :
    -بالطبع تريد أن تعرف ماذا فعلناه في التدريب !
    ارتسمت نفس الابتسامة الباهتة بصعوبة على وجه رانمارو , و أومأ برأسه في بطء , فتابعت تاكامي :
    -لا أعلم ماذا حدث تحديدا , لكني شعرت كأن , كأن جسدي يحترق !
    قالتها وهي تحدق في يديها وعينها متسعة متأرجحة في ذهول و رعب , حقيقة كان شعورا مخيفا , كان يعلمه رانمارو جيدا لأنه قد تعرض له , فتابعت تاكامي :
    -ناهيك عن شعوري باختناق الهواء الذي لم يكن موجودا في الأساس , فلم أشعر إلا بنفسي ملقاة على الأرض أمسك عنقي بكلتا يدي محاولا أن أوسع القصبة الهوائية لدي دون أي تأثير , ظللت هكذا فترة لا أدري كم كانت , فقد ظننتها دهرا , و تيقنت من أن نهايتي قد حانت , لم أشعر بهذا الشعور المخيف من قبل ..
    صمتت لحظة ابتلعت فيها ريقها بصعوبة , ثم تابعت :
    -لكني سمعت صوت شخص أعرفه , كان صوتك أنت ..
    قالتها و عيناها تفيض بالحنان و الامتنان , ثم تابعت :
    -سمعتك تحثني على المقاومة , كلماتك كانت كسهم اخترق درع ضعفي و هشمته تماما , لم أدرِ بنفسي إلا و أنا أخرج من داخلي طاقة كبيرة , سرعان ما أبعدت طاقة وحشي عني نحو الخارج , ظللت لفترة هكذا أخرج الطاقة , لكني بعد فترة شعرت بالوهن , و فقدت طاقتي بغتة , فانتهى تدريبي !
    ابتسم رانمارو في وجهها , فقد حدث معها ما قد حذره منه وحشه , زيادة عنيفة في الطاقة , تعقبها انخفاض عنيف فيها , مما قد يودي بحياة الشخص لو كان بمعركة كبرى , أيقظته كلمات تاكامي و هي تتابع حديثها قائلة :
    -لم أفهم شيئا , لكن وحشي أخبرني أنني قد تخطيت المستوى الأول بنجاح , وأصبحت في المستوى الثاني , فما معنى ذلك ؟!
    ابتسم رانمارو دون أن يتحدث , فاستطردت مسرعة بنبرة تأنيب لنفسها :
    -لم أقصد , أتمنى أن تشرح لي معنى هذا الأمر حينما تسترد صحتك !
    تدخل ياكو في الحوار بقوله :
    -دوما كنت متهورا يا أخي , أتذكر حادثة إزالة الختم ؟!
    تلفتت الفتاتين محدقتين بياكو وهما تقولان له في صوت واحد :
    -نريد أن نسمع ماذا حدث !
    كان منظرهما مضحكا للغاية , فمهما حدث , ومهما بلغا من العمر , فهما سيظلان الفتاتين اللتين عرفهما ياكو منذ صغره , فابتسم رانمارو و ضحك ياكو , ثم قال لهم :
    -هذه قصة طويلة !
    اندفعت هارونا قائلة :
    -نريد أن نسمعها !
    وقالت تاكامي :

  9. #28
    -قصها علينا حتى يسترد رانمارو جزء من عافيته !
    ابتسم ياكو , ثم نظر نحو أخيه الذي أومأ بابتسامة رضا تنم عن موافقته , وفي داخله تفكير واحد :
    ((-يا لفضول الفتيات !! ))
    اندفع ياكو يقص عليهما ما جرى أثناء التدريب الأول له مع أخيه , وكيف استطاع رانمارو أن يزيل الختم الموجود على وحشه , وكيف فعل ذلك , ظل يقص الحكاية في مدة بلغت تقريبا نصف ساعة , في خلال تلك المدة كان رانمارو قد استعاد جزء كبير من عافيته , لكنه لم يتدخل في سير الحوار , من شهقات و ذهول من الفتاتين , و من استبسال أخيه في شرح ما حدث بشيء انفعالي جعله يشعر أنه كان بطلا خياليا من العصور الإغريقية جاء ليضيء شعلة الأولمبياد , بعد أن انتهى ياكو من حديثه لم يجد رانمارو سوى تأثير من مزيج من الدهشة و المفاجأة على وجهيهما , فقال لهما :
    -تاكامي , هارونا , هل لازلتما معنا في هذا العالم ؟!!
    التفتا برأسيهما في حركة آلية دفعت رانمارو للضحك عليهما , كانتا أشبه بالإنسان الآلي كثيرا , ظل يضحك هو و ياكو على منظرهما حتى تمتمت تاكامي :
    -يا لك من رائع رانمارو !
    توقف رانمارو و ياكو فورا عن الضحك , فتمتمت هارونا هي الأخرى :
    -مقارنة بك , مقارنة بما فعلته آنذاك , أنا لا أساوي بجوارك شيئا !!
    ضيق رانمارو من عينيه , ثم قال لهما :
    -لا تقولا ذلك , فمهما حدث , ومهما فعلت , فأنا و جميع أصدقائي سواء , لا أنظر لأحد بتعالي أو باستحقار , بل أنظر لكم جميعا بالعطف و المودة و الحنان , فأنتما قبل أن تكونا أصدقائي , أنتما أخوة لي , فلا تقولا هذا مرة ثانية !
    أفاقتهما كلمات رانمارو الحنونة , حيث قالها بنبرة عطوفة للغاية , فنظرتا إليه , ثم نظرت هارونا نظرة خبيثة نحو ياكو و قالت بنبرة سخرية :
    -يبدو أن فرد منا كان ضعيفا للغاية , يا مسكين !
    احمر وجه ياكو بشدة , و قبل أن يثور منفجرا فيها أوقفه رانمارو بقوله :
    -أريد أن أعرف ماذا فعلتم في التدريب !
    صمت ياكو و لازال احمرار وجهه يثير نوبة من الضحك لدى هارونا و تاكامي , بعد أن انتهت هذه النوبة قالت تاكامي :
    -كما أخبرتك سابقا , فقد قال لي وحشي أنني قد تخطيت مرحلة المستوى الأول و دخلت في المستوى الثاني , فما معنى ذلك ؟!
    تنهد رانمارو و رجع بظهره إلى الوراء , ثم قال شارحا :
    -قبل أي شيء , لابد أن تفهموا كيف يجرى التدريب هنا ..
    انتبه له الجميع , فتابع شارحا :
    -بالطبع لقد فهمتم كيف تتم زيادة الطاقة لديكم , لكن لم تعرفوا كيف تتم هذه الطريقة ..
    قالها و مال على الأرض , فارتفع عامود اسطواني رفيع من الصخور من أرضية الكهف , حتى أمسك به رانمارو فتوقف عن الارتفاع , ثم انفصل عن أرضية الكهف , فصارت كعصا يشير بها نحو الأرض , حرك رانمارو العصا في شكل دائري على أرضية الكهف , ولدهشتهم , ورغم لأن رانمارو كان يحرك العصا بيده اليسرى في سلاسة , و يسر , فإن العصا الحجرية تلك تركت أثرا غائرا في الأرض , عبرت هارونا عن دهشتها بقولها متمتة :
    -رائع !
    ابتسم رانمارو من اطراء هارونا عليه , فقال مجيبا إياها :
    -هذه أرضية كهفي , أستطيع أن أفعل بها ما أشاء , نعود لحديثنا ..
    كان قد انتهى من رسم دائرتين , أحداهما كبيرة تحيط بالأخرى الصغيرة , فقال مشيرا بالعصا نحو الدائرة الكبيرة :
    -هذه هي الحد الخارجي لدائرة الوحش ..
    ثم أشار نحو الدائرة الداخلية , فتابع :
    -وهذه هي الحد الخارجي لدائرة أي شخص منا ..
    أومأ الجميع برؤوسهم فاهمين ما قاله , فتابع :
    -ما يحدث هو أن الوحش يحيط المتدرب منا بهالة كروية من طاقته الروحية , تظل هذه الهالة تضغط على الفرد , في حين يضاد الفرد هذه الطاقة باخراج طاقته الروحية , لكن هذا يتم بحساب معين ..
    نظر في أعينهم جميعا فوجدهم مشدوهين لكلامه محدقين بتلك الرسمة الموجودة بالأرضية , فتابع باسما :
    -هذا الحساب تم الاتفاق عليه ليكون مقياسا لطاقة المرء , وهو يتم بمقدار معين ثابت , حيث يقوم أي وحش بجعل كمية معينة من طاقته تحيط بالفرد , حينها يبدأ الفرد باخراج طاقته الشخصية تضاد طاقة الوحش , في هذا الوقت يحدث ما يلي ..
    قالها و مال بالعصا و رسم سهمين خارج الكرة الصغيرة و بداخل الكرة الكبيرة , قاعدة السهم تنبع من خط الدائرة الصغيرة , و الرأس ينتهي بداخل الدائرة الكبيرة , ثم تابع :
    -في هذا الوقت , و إذا تغلبت طاقة الفرد على طاقة الوحش , فمن الطبيعي أنها تقوم بممارسة ضغط عليها يجعلها تتسع متجهة نحو الخارج , وهذا ما يحدث , فالدائرة الكبيرة تبدأ في الاتساع , في الوقت نفسه لا يحدث أي تغيير في الدائرة الصغيرة , وذلك لأن أي طاقة تمارسه الدائرة الصغيرة ينتقل بسلاسة عبر الدائرة الكبيرة حتى تزداد في اتساعها و زيادة قطرها و لكن في حدود ..
    حينها أعاد تخطيط الدائرة الكبيرة , فصار الخط المحدد لها سميكا عن الدائرة الصغيرة , ثم تابع :
    -هذا الحد يعتبر محدد لمستوى الطاقة لدى المرء , فمثلا المستوى الأول تكون قطر كرة طاقة الوحش لا يتعدى العشرون مترا , و الثاني لا تتعدى الثلاثين مترا , و الرابع لا تتعدى الأربعين مترا , و هكذا ..
    أومأ الجميع برؤوسهم فاهمين , لكن سأله ياكو :
    -ولكن هل ينتقل المرء من مستوى لآخر بعد أن يجعل قطر هذه الدائرة يزداد عن حاجزها المحدد ؟!
    أومأ رانمارو برأسه و هو يقول :
    -ليس بالضبط عزيزي , لكن هو شيء كهذا !
    فتسائلت تاكامي في حيرة :
    -فكيف إذا ينتقل الفرد من مستوى لآخر ؟!
    أجابها رانمارو شارحا :
    -الأمر ليس بمثل تلك البساطة , بداية يجب أن تعلموا أنه بعد أن تصل الدائرة الخارجية إلى أقصى قطر مسموح لها , فتتوقف عن الحركة , حينها يحدث شيء آخر ..
    تدخلت هارونا بقولها بسرعة :
    -تكبر الدائرة الداخلية ؟!!
    ابستم رانمارو في وجهها , فقد كانت ذكية , فأجابها :
    -نعم , هذا صحيح , فالدائرة الصغرى ..
    قالها و مال مشيرا إلى الدائرة بعصاته الصخرية و تابع :
    -فالدائرة الصغرى ليست في البداية هكذا , بل في البداية هي مجرد كيان مضطرب بدون شكل معين , غالبا ما تأخذ شكل جسد الشخص , سطحها متموج من تأثير الصراع الدائر بين طاقتي الفرد و الوحش , لكن حينما تقف طاقة الوحش عن التمدد , حينها تبدأ الدائرة الصغرى في تكوين شكل مميز لها , و هو الشكل الكروي , تبدأ في التمدد رويدا رويدا , حتى تصل إلى مستوى معين , هذا المستوى هو قطر خمسة أمتار , حينما تبلغ الكرة هذا القطر , فإنها إعلان بأن الفرد قد وصل إلى نهاية مستواه , و إذا نجح في تخطيه ولو بسنتيمتر واحد فقط , فإن الشخص يترقى إلى المستوى الذي يليه ..
    تكلم ياكو قائلا :
    -هذا سهل , فالقوة التي دفعت الكرة للخارج ستكون نفسها التي تمدد كرة الشخص لتكبر , أليس كذلك ؟!
    أجابه رانمارو بسرعة :
    -نعم , ليس الأمر كذلك مع الأسف ..
    قالها و مال مشيرا نحو الفراغ الموجود بين الكرتين , ثم تابع :
    -تخيل أن بين الكرتين هواء عادي , و أن الكرة الخارجية قد دعمنا جدارها بطبقة من الفولاذ , فلم تستطع ان تتمدد بعد ذلك , في حين نمارس ضغط من الداخل بواسطة الكرة الداخلية , فماذا برأيك سوف يحدث ؟!
    أجابه باكو :
    -ستتمدد الكرة الداخلية عوضا عن تمدد الخارجية !
    ابتسم رانمارو ثم قال :
    -هذا صحيح , لكن الخارجية كانت تتمدد بكل سهولة , لكن هنا الداخلية ستواجه مواجهة عنيفة تمنعها من التمدد بسهولة !
    ظهرت الحيرة على وجه , ياكو , في حين علقت هارونا بقولها :
    -ولكن ما هي تلك المعارضة التي تتحدث عنها ؟!
    أجابها رانمارو باسما مشيرا إلى المسافة بين الكرتين :
    -الهواء المحصور بين الكرتين !
    لم يبد على وجوهم أنهم قد استوعبوا الفكرة , فتابع شارحا :
    -ما يحدث بكل بساطة هو أن تمدد الكرة الداخلية دون الخارجية سيجعل حيز الفراغ الداخلي للكرة الخارجية ثابتا , في حين أن هناك من يزيد التمدد على حساب هذا الفراغ , و هذا يؤدي إلى شيء بسيط , زيادة ضغط الهواء داخل الكرة الكبيرة , مما يمارس ضغطا أكبر على الكرة الصغيرة معيقا حركة تمددها !
    اتسعت أعينهم جميعا حينما قال رانمارو كلماته الأخيرة , فأدرك أنهم قد استوعبوا الفكرة , فتمتم تاكامي :
    -هل هذا يعني أنه في حالتنا , فإننا عند توقف تمدد كرة الوحش , نقوم بزيادة قطر كرتنا , فنقوم بالتالي بضغط الطاقة الروحية للوحش , مما نزيد بالتالي من قوتها الضاغطة على كرتنا الروحية , و بالتالي نعيق حركة تمددها ؟!
    أومأ رانمارو برأسه , فعلق ياكو :
    -يالها من طريقة غريبة للتدريب !
    ابتسم رانمارو , فقالت هارونا :
    -وهل معنى هذا أن تاكامي قد استطاعت زيادة قطر كرتها الخارجية ليصل إلى عشرين مترا , و زادت من قطر دائرتها الداخلية عن حاجز الخمسة أمتار رغم الضغط الزائد الناتج عن هذه عملية التمدد هذه ؟!!
    أومأ رانمارو برأسه , فقالت في نبرة غيرة واضحة :
    -يا لها من رائعة !
    ابتسم الجميع على كلمات هارونا , في حين سألها رانمارو :
    -وكيف كان حال تدريبك ؟!
    ظهر الحزن على وجهها وهي تقول :
    -لقد أخبرني وحشي أنني قد بلغت حد العشرين مترا , في حين بلغت كرتي الداخلية الثلاثة أمتار , كنت سعيدة بذلك , لكن الآن يجب أن أتدرب كثيرا !
    ابتسم مشجعا لها رانمارو , ثم التفت نحو أخيه , فقال في حزن أيضا :

  10. #29
    -أنا لم أحقق مثلهما , فما حققته هو أن وصلت دائرتي إلى حاجز الخمسة عشر مترا فقط !
    ابتسم رانمارو له , في حين خففت عنه هارونا بقولها :
    -لا تبتأس , فلقد كانت طاقتك مختومة فيك طوال عمرك , فلا تحزن لذلك !
    ظهرت شبح ابتسامة على وجه ياكو , فتحدث رانمارو قائلا :
    -هناك شيء أخير متعلق بعملية التدريب لابد أن تعرفوه ..
    انتبهوا له , فتابع :
    -لا تقوموا برفع طاقتكم الروحية مرة أخرى بصورة فجائية كما حدث اليوم !
    بدت الدهشة جلية على وجوه الجميع , فتسائلت تاكامي :
    -ولمَ لا ؟! لقد حققنا نتائج مرضية بواسطة هذه الطريقة !
    ابتسم لها رانمارو , ثم قال :
    -كلا , هذه الطريقة هي الوحيدة الناجحة في دفع الفرد لفتح بوابة قوته على مصراعيها , لكنها لا تستخدم بعد ذلك في التدريب ..
    تسائلت هارونا في دهشة :
    -ولمَ لا نستخدمها في التدريب ؟!!
    أجابها رانمارو شارحا :
    -هذه الطريقة تعتمد على اخراج كم هائل من المشاعر المكبوتة بداخل الفرد مرة واحدة , فتعطي المرء طاقة رهيبة نعم , لكنها ذات تأثير وقتي قصير , ولهذا السبب فقد تعبتوا جميعكم بلا استثناء في وقت قصير , أليس كذلك ؟!
    أومأ الجميع رؤوسهم , فتابع رانمارو :
    -بالطبع الأمر لا يقتصر على المدة القصيرة فقط رغم كونها عيبا قاتلا , لكن هناك عيب آخر هام جدا و ربم يكون أكثر أهمية ..
    تسائلت هارونا في هلع :
    -وما هو هذا العيب ؟!
    أجابها رانمارو :
    -لو تخيلنا أن الطاقة العادية هي مهر صغير يعدو , و أن الطاقة التي نخرجها بغتة مثلما فعلتم حصان كبير ضخم , لو حاول المهر أن يعدو وراء الحصان , سيظل يتبعه يتبعه بكل طاقته , لكن بعد وقت ما سيلتفت الصغير حوله فلن يجد الحصان الكبير الذي قد ركب الريح و اختفى بسرعته الهائلة , حينها سيقف المهر عن العدو , سيقف مكانه في حين يظل الحصان يركض و يركض , هذا ما يحدث هنا أيضا , فلو اعتدنا على التدرب و إخراج طاقتنا كلها في وقت واحد , سنجد أننا نخلق هوة شاسعة بين طاقتنا العادية و بين طاقتنا القوية , هذه الهوة لا يمكن تعويضها بواسطة الإرادة و العزيمة , مما يجعل نمو طاقتنا العادية بطيئا , بل ربما يجعله يتوقف , في الوقت الذي تزداد فيه طاقتنا القوية , مما يضعنا في موقف لا نحسد عليه , فلكي نقوم بالقتال , لابد لنا من إخراج طاقتنا كلها بشكل كامل , و بأقوى صورنا ندخل المعركة حتى ولو كانت معركة تافهة لا تستحق هذا العناء , ثم بعد فترة بسيطة تنفذ طاقتنا , و تخور قوانا , فنكون عرضة للموت على يد أعدئانا حتى و لو كان أضعفهم , لهذا العيب الخطير , بالإضافة للعيب السابق , فتلك الطريقة لا يُعتد بها في عالم التدريب !
    اتسعت عينا الجميع ذهولا مما قد سمعوه من رانمارو , نعم هو محق , نعم كل ما يقوله صحيح و يتفق مع العقل , لكن ما العمل ؟ عبرت تاكامي عن تلك الأفكار بقولها :
    -ولكن ما العمل ؟! كيف سنتدرب ؟!
    أجابها رانمارو قائلا :
    -سنتدرب بأن نتعلم أن نهدئ أنفسنا في التدريب , لا نفكر في أي شيء يدفعنا إلى الثورة و الغضب و فقدان للأعصاب , لا نتذكر شيئا يجعل الدم يغلي في عروقنا , بل نظل هادئين صابرين ..
    قاطعته هارونا بسؤالها في استنكار واضح :
    -وهل هذا يعتبر تدريب ؟!!
    ابتسم رانمارو في وجهها و أجابها :
    -بالطبع عزيزتي , فالأمر لا يقتصر فقط على الهدوء , فالتدريب سيتحول إلى أقصى مدة تستطيعين فيها المكوث محافظة على ما قد وصلتي إليه من قوة دون التراجع , سيأتي عليكي فترة تكون قوتك قد تم استنفاذها , حينها من الطبيعي أن تنهار قواكي , لكن بالهدوء النفسي الذي يملأ قلبكِ ستتغلبين على الشعور بالضعف , فتستمري محافظة على قوتك لأطول فترة ممكنة , كذلك سيبدأ التراجع في قوتك تدريجيا و ليس فجائيا , فلتبدي المقاومة و الإصرار بالهدوء والهدوء والهدوء , حينها , و بعد أن تطيلي مدة التدريب في أي وقت , ستأتي التدريب الذي يليه و تجدي طاقتك قد ازدادت بمقدار معين عن السابق , رويدا رويدا رويدا ستزداد طاقتك و ترتقين من مستوى آخر , هذه هي طريقة التدريب المثلى التي أتمنى أن تنفذوها بحذافيرها ..
    تنهد الجميع في تعب , فقد أدركوا الآن , التدريب ليس بالأمر الهين , بل هو صعب , صعب للغاية ..

    يتبـــــــــــــــــع...........

  11. #30
    واااااااااااااااايد حلوة القصة تجنننننن

    أني تابعت قصة رانمارو الجزء الاول لكن بعدين ما كملتها
    وباين على الجزء الثاني حلو مثل الجزء الأول

    واني امووووووووووووووت على ساكورا الكبيرة والصغيرة

    ورانمارو وهارونا وتاكامي وياكو وكلهم يعني

    بس في التدريب اني اصير جذيconfused confused اخربط وااااايد ولا أفهم tongue

    علا العموم
    انتظر التكملة

    تحياتي
    TiFA LOCKHART

  12. #31
    بغيت ان اقول ان القصة روعة و وااااااجد كووووووول

    اني تابعتها من الجزء الاول للحين
    و اتمنى يكون دا الجزء بعد احلى و احلى من الجزء الاول
    و ان شاء الله يحصلون ساكوا




    شكرا واااااااااجد على القصة

  13. #32
    متى بتكمل القصة؟؟؟؟؟؟؟
    ᶤ ᶫᵒᵛᵉ ᵧₒᵤ

    =,( .. I`M BLEEDING INSIDE !!

  14. #33
    السلام عليكم

    أعرف أنني تأخرت في طرح فصولي

    لهذا سأطرح عددا لا باس به حتى أعوض م افاتني

    تحياتي لكل من رد علي

    و أتمنى الجديد يعجبكم

    الساحر..

  15. #34
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الفصل الثامن

    ريميكا

    -يالها من طريقة معقدة في التدريب !
    هكذا قالت تاكامي وهي تتنهد بعد خروجهما من كهف رانمارو , حركت يديها فوق شعرها الجميل , ثم تابعت :
    -لم أعتقد يوما أن السحر سيكون بمثل هذه الصعوبة , فقد كنت سعيدة جدا بكوني ساحرة , لكن ..
    ابتسم ياكو و قال لها :
    -هذا شيء طبيعي , فأنا كنت معتقد مثلك , بل لم أكن أتخيل كل هذه المغامرات و التعقيدات التي واجهناها أنا و أخي حتى نجد أحد غيرنا , حقيقة لقد مررنا بظروف صعبة !
    -أين كنتم !
    اندفعت هيكارو بوجه شاحب صارخة في الرباعي , فتوقف الجدال فجأة , و اندفع رانمارو يقول :
    -ماذا حدث هيكارو ؟!!
    أجابته هيكارو بصوت مرتعش خائف :
    -ريميكا , لقد اختفت , لقد اختفت ريميكا !
    اتسعت أعين الجميع في دهشة عدا رانمارو الذي اندفع نحو هيكارو صارخا فيها :
    -كيف ؟ ولماذا ؟ و متى ؟!
    أجابته و الدموع تترقرق من عينيها :
    -لا اعلم كيف هربت , لكنها هربت منذ أربعة ساعات , أما عن السبب ..
    تلعثمت عندما وصلت إلى السبب , فحدق رانمارو مضيقا عينيه في عينيها , و قال في حزم :
    -لماذا هربت ؟!!
    قالت بصوت خفيض مرتعش :
    -لقد .. لقد شعرت أن لا فائدة لها في المكان , شعرت كأنها قطعة زائدة , مجرد تكميل لمتطلبات القرية , مثل قطعة الأثاث مثلا , أو هكذا شبهت نفسها في الورقة التي تركتها للوداع !
    اتسعت عينا رانمارو على آخرهما , فهو لم يفكر من قبل في هذه الموضوع , فكيف يفكر فيه أصدقاؤه ؟! , فتمتم في ذهول :
    -لا يمكن أن تكون وحدها قد قفزت إلى هذا الاستنتاج , من دفعها إلى هذه المرحلة ؟!
    بدت الدهشة جلية على وجه هيكارو للحظات , قبل أن تتغلب عليها , فقالت بصوت يملؤه الذهول :
    -هذا حقيقي , فلقد دفعها للمغادرة شخص يدعى أنجير , هذا الشخص هو أحد أفراد العائلات الخمسة عشر و ..
    تابع رانمارو مقاطعا كلماتها في غضب واضح من نبرات حديثه و قسمات وجهه :
    -و عائلته هي عائلة الكو يو , هذا اللعين !
    أطبق رانمارو على قبضة يديه اليمنى , ثم هوى بها على الجدار المجاور له في عنف , ثم تابع :
    -لمَ صدقت هذا الثعبان ؟!
    تنحنحت ناجومي , و قد وصلت للمكان دون شعور رانمارو , فالتفت إليها , فقالت :
    -للأسف , فنحن الثلاثة شعرنا جميعا بعدم مشاركتنا الفعالة معكم , حتى عندما أردنا الدخول للتدريب , لم نستطع نظرا لاختلاف طبيعة وحوشنا ووحوشكم , كل هذه الأمور قد دفعتنا للتفكير في أنكم لا تحتاجون إلينا سوى لبناء القرية , و لهذ..
    قاطعها رانمارو صارخا :
    -ومنذ متى كانت الصداقة تُقاس بمدى الخدمة التي يؤديها الأصدقاء لبعضهم ؟!!
    كان يرتعش وهو يصرخ , تلون وجهه باللون الأحمر بشدة , برزت عيناه قليلا , و احمرت مقلتاه , يبدو أن الأمر قد أثار حنقه بالفعل , فتابع بصوت جهوري من الغضب :
    -لا يهم ماذا تقدمون لنا , لا يهم مقدار مساعدتكم لنا , منذ متى و كنا نسألكم المساعدة قبل أن نطمئن عليكم ؟! منذ متى قبل أن نلقي بالتحية نسأل عن الخدمة التي ستؤدونها من أجل إلقاء التحية ؟!! هل أصبحت الصداقة سلعة يتم قياسها هذه الأيام ؟!!
    توقف عن الصراخ , و ظل يحدق فيهما , حقيقة كانتا يتمنان لو أن جوف الأرض يقدر على ابتلاعهما في هذا الوقت تجنبا لنظرات رانمارو النارية القاسية , لقد شعرتا بالخزي و العار لتفكيرهما بتلك الطريقة الدنيوية الخاطئة , فحقيقة لم تكن هناك من قبل مقاييس للصداقة , ولن تكون , لكن ماذا يفعلان أمام الطبيعة البشرية الأنانية و التي تريد أن تكون دوما محل توجه نظرات الجميع إليها ؟!! شعرتا بحرارة تسري في رأسيهما بطريقة منعتهما من التفكير في الرد على سهام رانمارو الغاضبة , تمنتا لو يقدر الزمن على المرور للخلف , فتعيدتا النظر فيما فكرتا فيه , لكن ما حدث قد حدث , أما رانمارو , فبداخله انفجر بركان ثائر من الغضب , فهو الذي كان مستعدا لتعريض حياته للموت من أجل أن ينقذ حياة أصدقائه , أهكذا يفكرون ناحيته ؟! بدلا من التفكير بالعطف و الحب يفكرون في أنهم بلا أي فائدة له , تمنى لو أنه بداخل كهفه الآن , لأخرج طاقته هذه على آخرها , لكنه لا يستطيع , وعليه الآن أن يجد هذه البلهاء و يعيد إليها صوابها , التفت نحو الوراء محدقا بتاكامي , كانت مع الاثنين الآخرين يقفون متسمرين من الذهول , فقال بصوت مرتفع :
    -تاكامي !
    فانتبهت تاكامي له مع رعشة اجتاحت كل جسدها , فقال بلهجة آمرة :
    -هيا , فلتستعدي , فسوف نبحث عنها , لن أترك احدى أصدقائي يتعرض للخطر و أقف متفرجا عليه هكذا !
    انتبه ياكو و هارونا على كلمات رانمارو , فاندفع ياكو يقول :
    -وأنا سآتي معك !
    في حين قالت هارونا في اصرار شديد :
    -و أنا سآتي أنا الأخرى !
    فأجابهما رانمارو بكل صرامة :
    -لن تأتي معي سوى تاكامي !
    صمتا تحت تأثير نبرته الصارمة , فحدق فيهما لبرهة , ثم حدق في هيكارو و ناجومي , ثم سار خارجا من القصر تتبعه تاكامي وسط ذهول و مشاعر مضطربة لبقية الأصدقائه ..

    **********************

    ظلت عينان تحدقان وسط الظلام تراقب سير البشر من حولها , كانت فتاة تجلس على الأريكة المخصصة للانتظار في محطة القطارات الضخمة تلك , كانت تجلس ضامة ركبتيها إلى صدرها و تدس وجهها في ما بين قدميها من الحزن , فلقد أخذت قرار غريب للغاية , قررت ترك الجميع و التخلي عن تحقيق الحلم الذي طالما حلمت بتحقيقه , قالت في قرارة نفسها :
    ((-أنتِ لم تكوني يوما جزء من هذه المجموعة , فكلهم ينتمون إلى قرية سابقة , و لهم حلم إعادة بنائها , فلم يلتفتون إلى ؟!! أنا غريبة عنهم , شخص غريب لا يمت لهم بصلة على الإطلاق ..
    -لكن رانمارو وأصدقائه كانوا عطوفين معي للغاية !!
    -لا تكوني ساذجة , فهم سرعان ما سينسونكي , و ربما يفرحون لتخلصهم من فرد كان يمثل حجر عثرة أمامهم , فكيف يفترض بهم ترك عائلة من أحد عائلات المدينة من أجل فتاة لا يعرفونها ؟!! لا تعيشي في الأوهام , فأنت وحيدة منذ ولادتك , و طوال حياتك , فلم تبحثين عن أصدقاء الآن ؟!! ))
    رفعت رأسها و عينيها تمتلئ بالدموع , كانت الصورة أمامها مشوشة , لكنها استطاعت تمييز شكل شخص تعرفه , اتسعت عيناها بغتة و هتفت في ذهول :
    -رانمارو ؟!!
    كان يقف أمامها عاقدا ساعديه أمام صدره , فتحرك و جلس بجوارها , ثم التفت محدقا بها و وجهه محمر بشدة من الغضب , فقال بصوت لا يخلو من نبرة غضب :
    -لماذا هربتي ؟!!
    ظلت في حالة الذهول تلك لفترة , قبل أن تفيق و تجاوبه قائلة :
    -لمَ جئت ؟! ألا تكفيك عائلة بأكملها ؟!!
    اتسعت عينا رانمارو بكل غضب , فقال وهو يكتم صوته بصعوبة فجز على أسنانه و هو يتحدث :
    -من قال لكِ أن وجودك معنا له علاقة بوجود بديل لكِ من عدمه !
    ظلت على حالة الذهول , ثم أجابته :
    -إذا لم يكن وجودي معكم بهدف استكمال شروط القرية , فما هدف وجودي معكم ؟!!
    أجابها رانمارو و لا يزال في حالة الغضب :
    -وهل يوجد هدف بين الأصدقاء ؟!!
    تمتم ريميكا بذهول :
    -أصدقاء ؟!!
    أجابها رانمارو بنفس حالة الغضب :
    -نعم أصدقاء , الصداقة ريميكا , ألم تسمعي عن هذه العبارة من قبل ؟!
    أجابته باندفاع :
    -ولكن هناك من أخبرني أن ..
    -كاذب !!
    قاطعها رانمارو بكل صرامة و جدية , فصمتت وهي تحدق في عيني رانمارو بكل ذهول , لم تدر ماهو الصواب وما هو الخطأ , لكنها أدركت شيئا واحدا , أنه لم يتكلف عبء الخروج من مخبئه و تعريض حياته و مستقبل قريته و أحلامه للخطر من أجل أن يتفوه بالأكاذيب , فهو حقيقة يعتبرها من أصدقائه , فابتسمت في وجهه , فقد أدركت أنها كانت مخطئة , و أنها ليست مجرد شيء يضاف إلى استعداداتهم لبناء القرية , فقام رانمارو من الأريكة , مد يده اليمنى لها كي تغادر معه , فقامت معتمدة على راحة يده اليمنى في سلاسة , فانتبهت لأول مرة لوجود تاكامي معه , فاحمرت وجنتاها خجلا من موقفها , فقالت لها تاكامي بنبرة تأنيب :
    -لا تفعلي مثل هذه الحماقات مرة أخرى !
    ابتسمت وهي تحدق نحو الأرض و تغمغم :
    -لن أفعلها مرة ثانية !
    ابتسم رانمارو على موقفها , فذهبت نوبة غضبه بسرعة كما بدأت , لكن..
    -من التي تركض هناك ؟!!
    التفت رانمارو محدقا في الاتجاه الذي أشارت إليه تاكامي برأسها , فحدق في ذهول واضح ممن يركض هناك , حيث تركض , و أمامهم ببضعة أمتار , إيكويا خائفة , و خلفها دستة من الرجال يركضون بسرعة خلفها , تيقن رانمارو من أنهم أعوان كارا , لكن السؤال هنا , لماذا يركضون وراء إيكويا ؟!!

    *********************







  16. #35
    ظلت تركض و تركض و تركض , حياتها موضوعة أمامها في كفة , و الذئاب الأوغاد يتحسسون طريقهم خلفها دون كلل أو تعب , ظلت تدخل من منطقة إلى أخرى , دون أن تجد ملاذا لها منهم , سمعت دقات قلبها منذ الوهلة الأولى لهروبها , حين وقفت تراقب المنزل الذي كان من المفترض أن تكون فيه , لكنها لمحت أشخاصا حوله يتلمسون طريقهم وسط الظلام بصورة تعرفها جيدا , فهي الفرقة الخاصة لكارا , الفرقة الخاصة لسيدتها , ظلت لثواني مذهولة من الموقف , عشرات الأسئلة تفجرت في رأسها دون أي أجوبة , أفاقها من سباتها اللحظي هذا صرخة أحد الرجال , فتعرفت عليه فورا , كان شيريكا , قائد فرقة البحث عند اللورد ماكيتو , لقد صرخ في رجاله لأنه قد عثر عليها , فرأتهم يركضون خلفها , فبغريزة بشرية ركضت في الاتجاه الذي جاءت منه , ظلت تركض و تركض دون أن تعرف إلى أين النهاية , خرجت من شوارع و دخلت في أخرى , خرجت من ميادين و دخلت في أخرى , حتى وجدت ملاذها الأخير , محطة قطارات طوكيو , هرولت بأقصى طاقتها إليها , في الوقت الذي حاول متابعوها اثناءها عن الوصول إلى المحطة , لكنهم فشلوا , فوصلت إلى المحطة و سارعت بركوب أول قطار في طريقها , ظلت واقفة فيه تحدق حولها بين ركاب العربات , لكنها لم تجد أي إشارة على وجود أحد من أتباع شيريكا , مرت محطة و الثانية , ثم قررت الهبوط في الثالثة , فقد قررت تضليلهم , نزلت في المحطة , و في اللحظة التي وضعت فيها قدمها على الرصيف ,شعرت بوجودهم , التفتت حولها ناظرة نحو الجانب الأيمن منها , فوجدتهم يهبطون من عربة تبعد عنها بمسافة خمسة عربات , هرولت بأقصى طاقتها و بكل سرعتها متجهة نحو سلم الخروج للجميع , الهروب لها , كانت متيقنة من أنهم لن يتوقفوا عن مطاردتها ولو للحظة , لكنها لا تعرف ماذا ستفعل , فهي متعبة بشدة نظرا لمهمة صعبة أوكلتها لها سيدتها , تمتمت في غيظ :
    -تلك اللعينة !!
    ظلت تركض وتركض حتى وصلت إلى مكان متسع , توقفت فيه بغتة , فلقد شعرت بأنه قد تم إحاطتها من قبل أعدائها , شهرت يدها اليمنى و قالت وهي تلهث بشدة :
    -كاي!
    فبرز اظفر السبابة طويلا نحو الأمام , كان معطفها يغطي كامل جسدها , بلون أسود لامع تتخلله خيوط بيضاء ناصعة ترسم شكلا لكلب يسير على قدميه الأربعة , وهو رمز العائلة , برز من حولها و من جميع الاتجاهات عشرة رجال , يرأسهم شيريكا , الذي تحرك نحو الأمام محدقا فيها, ثم قال :
    -عزيزتي إيكويا , لكم تمنيت أن أعيش لأرى هذا اليوم !
    ظلت محدقة في الجميع بحذر شديد و هي تتلفت حولها , وهي تقول له ولازالت تلهث من تأثير التعب :
    -ماذا تريدون مني ؟!!
    رفع شيريكا عصاته لأعلى مصوبا إياها نحوها , كان كذلك من نفس عائلات التحري , الكلب الأبيض الشاهق , فملابسه ذات لون أبيض ملائكي , لكن رسمة الكلب مرسومة على المعطف الذي يغطي كامل الجسد بلون أسود مخالف للون العائلة الأصلي , ولهذا فإن قدرات عائلته التحرية لا تصبو إلى مكانة إيكويا على الإطلاق , ضحك شيريكا وهو يقول لها :
    -ألا تعلمين ؟ لقد ملت سيدتك من كلبتها المدللة , و قررت أن تقتلها !!
    صرخت إيكويا فيه بقولها :
    -هذا ليس بصحيح , فسيدتي لن تفعل شيء كهذا !
    أجابها شيريكا بنبرة سخرية واضحة :
    -كنت اعلم أنكِ لن تصدقيني , لكن ألا تجدين غرابة في وجود الفرقة الخاصة التي توجد تحت إمرتها هنا ؟!
    قالها ثم أخذ يتحرك في محيط دائري حولها و هو يتابع :
    -تلك الفرقة التي لا تتحرك إلا بإذن منها , و لا يمكن أن يكون لها قائد غيركِ , فما السبب يا تُرى في وجودها هنا تحت إمرتي ؟!!
    حقيقة لقد تحدث بما كان يجول في داخلها منذ الوهلة الأولى لهروبها , فتلك الفرقة الخاصة هي التي تعمل تحت إمرة سيدتها , و لا يمكن حتى لإيكويا أن تأمر الفرقة بشيء , فما السر وراء وجودها هنا ؟!! هل أرادت السيدة حقا قتلها ؟! و لكن..
    -لماذا ؟!
    قالتها بكل صرامة و جدية , فتوقف شيريكا عن الدوران حولها , و تلفت ناظرا نحو أعوانه بغرابة مصطنعة , ثم نظر نحو السماء كأنه يفكر , ثم قال لها :
    -أنتِ لا تعلمين حقيقتك , حسنا , لقد حان الوقت لمعرفتك بالحقيقة , فأنتِ أحد أكبر أعداء كارا بلا استثناء !!
    اتسعت حدقتا إيكويا على اتساعهما , فكيف تكون أحد أكبر أعداء كارا و هي نائبة رئيستها , فتابع شيريكا :
    -لا تندهشي هكذا , فأنتِ لست من تظنين , لكن لا تحملي هم ذلك , فقد حان وقت موت..
    -من الذي ستموت ؟!!
    صدر هذا الصوت الصارم قادما من الخلف , فتلفت الجميع بغتة نحوه , فوجدوا شخصا قد قفز بسرعة نحو منتصف الدائرة التي يحيطون بها , شخصا ودوا لو لم يلتقوه طيلة حياتهم , فقد كان رانمارو ..

    *************************
    -ماذا قلت ؟!!
    انفجر أكيهيرو في وجه ياكو حينما أخبره بما حدث , فالتفت محدقا بزيريبا رئيس عائلة الكو يو في المدينة و قال بصوت حانق :
    -لن تمر هذه الحادثة بسلام زيريبا !
    ابتلع زيريبا ريقه في صعوبة تحت وطأة تهديد قائده , فهو يعرف من هو أكيهيرو , لكن يبدو أن هناك شيئا ما وراء الستار بين العائلات و بعضها , هكذا فكر ياكو , و أصدقاؤه , فأكيهيرو لم يندهش مما فعلته عائلة الكو يو في مدينته كأنه أمر عادي , مما بعث بالذعر في نفوس الأصدقاء , اندفع أكيهيرو خارجا من القصر ينادي على قائد فرقته الخاصة قائلا :
    -استعدوا , سنبحث عن زعيمنا رانمارو !
    بدت الدهشة جلية على وجوههم , لكنهم لم يملكوا الوقت لمعرفة ما حدث , فقد بدأ أكيهيرو في القفزات الفلاشية , فتابعوه في سرعة شديدة , حتى اختفوا جميعا عن أنظار من بالقصر , حدق ياكو في هارونا و ناجومي و هيكارو , ثم أشار لهم برأسه نحو الداخل , فأومأوا له , ثم تبعوه نحو الداخل حتى أصحبوا داخل حجرة من حجرات القصر الشاسع , فجلسوا جميعا على أريكتين متقابلتين , فقال ياكو :
    -أشعر ان هناك أمور خفية علينا لم نعرفها بين العائلات , فمارأيكم ؟!!
    فقالت هارونا :
    -لقد شعرت بهذا الاحساس الغريب بأن أكيهيرو كان يتوقع حدوث شيء كهذا !
    فتمتمت ناجومي :
    -لقد شعرت بهذا أيضا , هل تعرفون مدى الخطورة التي يمكن أن تكون فيها قريتنا لو كان هناك دخيل بيننا ؟!!
    صمت الجميع محدقا نحو أعين بعضهم , فقالت هيكارو :
    -أعرف أن الأمر خطير جدا , و ربما يكون سببا في نهاية حلمنا و تدمير ما قد تعبنا في بنائه , بل ربما ينتهي الأمر بنا مقتولين بسبب خلافات لا دخل لنا بها !
    فتدخلت هارونا بقولها :
    -وما العمل إذا ؟!
    سمع الجميع فجأة طرقات خفيفة على باب الحجرة , فالتفتوا نحو الباب في ذعر , رفع ياكو و ناجومي عصويهما و قالا :
    -كاي !
    فنشطا عصويهما في سرعة , في حين رفعت هارونا سبابتها اليمنى و قالت :
    -كاي !
    فنشطت طاقتها , أما هيكارو فكانت قد استعدت بفعل أي شيء من أجل حمايتهم , فرفعت عصاتها و قالت :
    كاي !
    فنشطت قواها و استعدت من أجل القاء تعويذة اخفاء و حماية عليهم , صدرت الخبطات مرة أخرى على باب الحجرة , فقال ياكو في حذر :
    -تفضل !
    فُتح الباب ببطء , ثم دلف شخص إلى المكان بسرعة و أغلق الباب ورائه , التفت ناظرا نحوهم , كان تانشي ممسكا بيد ساكورا الصغيرة , كان وجهه مصفرا نوعا ما , ظن الأصدقاء أنه من جراء مشاهدته لتنشيط قواهم , لكنهم سرعان ما حذفوا هذا التفكير من عقولهم , فهذا الفتى مترعرع وسط عوالم السحرة و مصاصي الدماء , فكيف له ان يندهش مما فعلوه ؟! فتسائل ياكو في حذر :
    -ماذا هناك تانشي ؟!!
    تلفت تانشي نحو الوراء محدقا في الباب في فزع , ثم التفت محدقا بهم و هو يقول بصوت خفيض :
    -أنا أعرف أنكم تبحثون الآن في موضوع العائلات هنا بعدما حدث مع سيدتي ريميكا , لهذا ..
    قالها ثم صمت , فحثته هارونا على المتابعة بقولها :
    -فلهذا ماذا تانشي ؟!!
    لكنه لم يجبها , لكنهم شعروا بوجود شيء ما خاطئ , فلقد جحظت عيناه , و احمر وجهه بدلا من الاصفرار , وفي اللحظة التالية كان جسده يهوي نحو الأرض مرتطما بها في عنف وسط ذهول الأصدقاء و صرخات الصغيرة , فلقد تم قتل تانشي دون أن يخبرهم بما أراد قوله !!

    يتبـــــــــــع......

  17. #36
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الفصل التاسع

    بداية المواقف الصعبة

    -رانمارو !!
    صدر الاسم بنبرة غضب شديدة ممزوجة بالدهشة العارمة من شيريكا قائد مجموعة الذئاب , ظل محدقا فيه كما فعل من معه و كذلك فعلت إيكويا التي تمتمت :
    -لماذا أنت هنا ؟!!
    أجابها رانمارو وهو يركز عينيه على شيريكا :
    -هذا ما كنت سأسألكم إياه لتوي , فأنتم في مدينتي !!
    ظهرت الراحة على وجه شيريكا لبرهة , ثم ارتسمت اببتسامة شيطانية خبيثة على وجهه وهو يقول :
    -أعتقد أن رحيلنا جميعا من هنا و متابعة مناقشة أمورنا الداخلية بعيدا لهو حل وسط جي..!!
    لم يكمل حديثه , إذا جحظت عيناه , و احمر وجهه بشدة , و اهتز جسده , ثم هوى على الأرض ساقطا صريعا و معه أربعة من فرقته , ابتسم رانمارو في سعادة , فخطته لجذب انبتههم جميعا في الوقت الذي تحاول فيه تكامي صرع أكبر عدد ممكن من الرجال قد نجحت , تسمرت إيكويا من الدهشة , ففي لحظات معدودة قد مات ربع أفراد الفريق الخاص بسيدتها , كان الفرق مدربا على أعلى مستوى بحق , فبعدما حدث اختفى أربعة أشخاص من لمكان , فعلم رانمارو بما ينتووه , فأشار بيده لأعلى , فظهرت تاكامي و هيكارو بعدها بلحظة قافزتين لتصبحا بجواره , التفت محدقا خلفه بهم , كانا يقفان مع إيكويا المندهشة من الوضع , لكن أعاد انتباهه نحو الأمام عودة الأربعة الذين قد اختفوا سابقا , كان الجميع يحدق في رانمارو بكل حذر و خوف , فهو الشخص الذي قد أحبط مؤخرا عملية معقدة جدا تمت باشراف كامل من سيدتهم الثلجية و نبيلهم اللورد ماكيتو , كذلك قد نجح في الفوز بتكوين قرية الريح البيضاء مرة أخرى لتكون خلفا للقديمة , لم يعرفوا ماذا عليهم أن يفعلوا , فلقد مات قائدهم الذي يأمرهم , و وكذلك مات أعلى أربعة أفراد رتبة فيهم , و لا يتبقى سوى الرتب الأقل خبرة , والتي لا يمكنها أن تقرر ماذا يمكنها أن تفعل , فتحدث رانمارو بكل هدوء :
    -هل يمكنك الرحيل بدون قتال ؟! أم تودون أن تموتوا على يدي ؟!!
    اتسعت عيناهم جميعا دون استثناء , فهو قد عرف ما يدور بخلدهم من تردد و قرر أن يستفيد منه , فنظروا لبعضهم البعض , في تلك اللحظة سمعوا صوت تحرك سريع , فالتفتوا بسرعة ناظرن أمامهم فلم يجدوا أي من أعدائهم , فلقد اختفوا في اللحظة التي لم يركزوا فيها , فزمجروا و قفزوا بكل سرعتهم للبحث عن هؤلاء الأعداء في جميع الاتجاهات ...

    **************************

    اندفع عدة رجال نحو الحجرة التي كان يقبع فيها ياكو و الآخريات , فتسمروا عند رؤيتهم لتانشي صريعا على الأرض غارقا في دمائه من جرح في ظهره , اندفع رجلان يحملان جسده خارجين به من الحجرة , في حين سار زيريبا نحو ياكو و قال له في ذهول :
    -ماذا حدث ؟!!
    حدق ياكو في زيريبا , زعيم عائلة الكي يو الموجودة بالمدينة , ود لو كان هو آخر من يسأله عن هذه الحادثة , لكن ياكو أجابه بصوت خفيض من الذهول :
    -لست أدري حقيقة ما الذي حدث , فلقد دخل إلى هنا و هو يريد أن يخبرنا بشيء هام , ثم .. ثم وجدناه ساقطا على الأرض هكذا !
    حدق زيريبا في ياكو لبرهة , ثم حدق في الأخريات , كانت هارونا تحمل ساكورا المخائفة بشدة , التي تلون وجهها بلون أصفر باهت , و ظل جسدها يرتعش في شدة و عنف وهي محمولة بين يدي هارونا الحانيتين , ثم حدق بناجومي و بهيكارو , لكنه لم يتطع أن يستخلص من نظراتهم سوى المفاجأة و الفزع , فتلفت حوله محدقا في الغرفة , ثم سألهم بنرة استجوابية :
    -ماذا كنتم تفعلون هنا ؟!!
    أجابه ياكو على الفور :
    -كالعادة , نجلس نتسامر و نتحاكي , لكن لمَ هذا السؤال الغريب ؟!!
    حدق به زيريبا لوهلة , ثم قال و عينيه لا تزالان مثبتتين على ياكو :
    -هذا لأنه ليس من الطبيعي أن ..
    --هل ليس من الطبيعي أن نكون معا ؟ نحن أصدقاء على ما أتذكر !
    قاطعته هارونا بنرة حزينة تحمل في طياتها السخرية من حديثه , فالتفت زيريبا محدقا فيها ثم تمتم :
    -يا لكم من أطفال صغار , لا وجود لمثل هذه الكلمة في قاموس الحياة الواقعية , ألا تدركون الحقيقة , رانمارو يستغل..
    -كاي !!
    اخترقت هذه الأصوات أذني زيريبا في وقت واحد , فقد نشط كل الأصدقاء عصيهم في وقت واحد متخذين وضع قتالي , تحدثت هارونا بنبرة صارمة :
    -لو تحدثت عن هذه الأكاذيب مرة أخرى ..
    فتابع ياكو بنفس الصرامة :
    -فأقسم أنني لن أدعك حتى أقطع لسانك الثعباني هذا !!
    اتسعت عينا زيريبا دهشة من موقفهم , لكنه أدرك شيئا واحدا , هم يد واحدة , أصدقاء بحق , ولن يستطيع الاقتراب منهم أبدا !

    **********************

    ظلوا يطيرون على جناح الريح بأقصى طاقتهم , كانت بالمقدمة ريميكا , تقود الطريق لهم نحو القصر , أما رانمارو فقد كان بالمؤخرة كي يدافع عنهم لو حدث و لحق بهم الآخرون , و أخيرا تاكامي حاملة إيكويا المنهكة في المنتصف , ظلوا هكذا يقفزون بأقصى سرعتهم , في الوقت الذي كان أعداؤهم يحثون الخطا خلفهم بكل قوتهم , لكن يبدو أنهم لن ينجحوا في الوصول إلى القصر في الوقت المناسب, إذ أخذت المسافة تضيق أكثر و أكثر بينهم و بين المهاجمين , ظلوا يقفزون لا يلتفتون نحو الوراء , لكن حدث معهم مثلما حدث مع إيكويا , فبعد برهة شعر رانمارو أنهم محاطون , فصرخ :
    -توقفا !
    فتوقفت الفتايتين مثلما توقف رانمارو , ظل يلهث وهو يحدق حوله , في الوقت الذي برز فيه ثمانية ذئاب جائعة تبحث عن فريستها , تحدث فرد منهم :
    -أعترف أنك ذكي للغاية , فقد أدركت ما كان يجول في عقولنا , و استخدمت ذلك للهرب , لكنك لا تزال ضعيف , و لا تقدر على هزيمة فرد منا , فما بالك بثمانية ؟!!
    ضيق رانمارو من عينيه في حين قال آخر :
    -فلتترك لنا إيكويا , فهي ليست من جماعتك حتى تعرض حياتك و مستقبل قريتك للخطر !
    ظل رانمارو محدقا فيهم وه ويفكر , فهو يعرف جيدا أن إيكويا ليست من جماعته , لكنها شخص ضعيف يجب أن يساعدها , هكذا أقسم من قبل , أقسم على نصرة المظلوم , و حماية الضعيف و لو على حساب حياته , فقال بصرامة :
    -لا تعتقد أن كثرة أعدادكم و ضعفي ستمنعاني من نصرة شخص ضعيف , كلا , أنتم لا تعلمون من هو رانمارو .. كاي !
    قالها بكل صرامة , فتحولت عصاته لشكلها المعهود , كذلك تغطى كامل جسده بمعطفه الأسطوري الذي فعل المستحيل للحصول عليه , حدق الثمانية فيه , فها هو الشخص الذي حطم المستحيل , و قهر الصعاب , هذا هو النابغة في عائلة يوشاهارو العريقة و آخر أفرادها , نظروا لبعضهم البعض , و لكن قبل أي شيء صدر صوت قفزات متتالية في المكان , فحدقوا حولهم فوجدوا انهم محاطين بدائرة كبيرة من رجال أكيهيرو الذي قال :
    يبدو أننا قد وصلنا في الوقت المناسب !
    ابتسم رانمارو عند رؤيته لأكيهيرو و أفراد فرقته , فقال له :
    -نعم سيدي , فقد وجدت بعض المتسللين إلى أراضينا دون استئذان !
    فأجابه أكيهيرو :
    -هل نقتلهم حتى يكونوا عبرة لمن يتجاسر و يقتحم أرضنا دون اتسئذان ؟!!
    بهت وجه الثمانية رجال , فهم يعلمون أن وضعهم خطير , فهم محاطون من الخارج بثلاثين رجلا من أقوى رجال قرية رانمارو المستقبلية , كذلك في الداخل يقبع رانمارو و من معه من فتاتين لا يعلمان عن قدراتهما شيئا , غير أنهما قد استطاعتا أن يصرعا أقوى أربعة أفراد من فريقهم في لحظة واحدة , و هذا دليل على قوتهما , ظل أفراد فريق كارا يحدق حوله باحثا عن أي ثغرة يستطيع أفراده أن يهربون منها , لكن جاء صوت رانمارو منقذا لهم بقوله :
    -كلا , لن نقتلهم ..
    بدت الدهشة على وجه أكيهيرو , الذي قال :
    -ولمَ لا نقتلهم ؟!!
    ارتسمت ابتسامة خبيثة على وجه رانمارو , و قال :
    -سأخبرك فيما بعد !
    حدق أكيهيرو في رانمارو , كان يعرف أن الأخير ذكي للغاية و عبرقي , و كذلك فهو يثق في قراراته , إذافة إلى أنه زعيم قريته القادمة , لهذا فقد أومأ برأسه , وقال :
    -حسنا , كما سمعتم من قائدنا , فلتستسلموا ولن نقتلكم !
    تبادل الرجال النظرات في قلق , فهم لا يعرفقون ما إذا كانت خدعة , فبعد أن يتستسلموا ماذا سيكو نصميرهم , فتحدث شخص منهم :
    -وما الضمان الذي ستقدمونه كي تأكدون أنكم لن تقتلوننا بعد أن نستسلم ؟!
    فأجابه رانمارو بصوت صارم بسرعة :
    -لا ضمان في هذا , لو أردناكم مقتولين لكنتم مثل رفقائكم الراقدين الآن على الأرض العشبية لا يحركون ساكنا!
    كانت لكلمات رانمارو وقع مؤثر في نفوسهم , فصمتوا يحدقون في بعضهم البعض في صمت , ثم تنهد فرد منهم و رفع يده لأعلى و قال :
    -أنا أستسلم !
    نظر إليه الجميع فجأة , لكن في الوقت نفسه تعالت أصوات القفزات الفلاشية , فالتفت الجميع بسرعة نحو الآخرين , لكن..
    -أيها اللعين !!
    وجدوا السبعة الباقيين واقعين في شباك الطاقة الروحية لرانمارو , فقد أدرك ما يرغبون في فعله , فقد قرروا التضحية بفرد واحد و انقاذ البقية , لكنه ليس ساذجا كما ظنوه , أعاد رانمارو السبعة نحو الأرض , ثم اختفت طاقته الروحية , لم يستطع أي منهم أن يضاد طاقة رانمارو الروحية , لأنهم قد تباغتوا بما فعله , في اللجظة التالية تلون الهواء بلون غريب , كان مزيجا من ألوان عدة , ففهم رانمارو ما انتواه أكيهيرو , فقد قرر أن يحجزهم في سجن الطاقة الروحية حتى لا يفروا مرة أخرى , فأخرج هو الآخر طاقته و كذلك فعلت الفتاتان , أحاط بكل فرد حقل من الطاقة الروحية على هيئة اسطوانة تحيط بجسده من جميع الاتجاهات , حدق الرجال الثمانية في محتجزيهم , حاولوا اخراج أكبر قدر من طاقتهم الروحية , لكنهم فشلوا في ابعاد حقل الطاقة الروحية و لو لسنتيمتر واحد , رفع أكيهيرو عصاته و قال :
    -الآن ستصبحون أسرى قرية الريح البيضاء , أول أسرى في تاريخ القرية على الاطلاق .. جوكين !
    تلونت مقدمة عصاته بلون برتقالي , ثم انطلقت دفقات آشعة بلغ عددها ثمانية بكل سرعة نحو كل اسطوانة , و عند اصطدامها بها تألقت الاسطوانة للحظات ثم خفت ضوؤها , فظهر تحرك جزئيات داخل كل اسطوانة بسرعة شديدة للغاية , حدث ذلك في كل الاسطوانات , بعدها قال أكيهيرو للجميع :
    -يمكنكم أن تريحوا طاقتكم الروحية الآن , فلقد ختمتهم داخل سجن الطاقة الروحية و لن يفروا منها أبدا !
    صدرت أصوات تنهيدات مختلفة من جميع الرجال , في حين تلفت رانمارو وهو يتنهد راحة من انتهاء الأمر على خير محدقا بإيكواي , كانت لا تزال مندهشة مما تراه , فقالت متسائلة :
    -لمَ أنقذتني ؟!!




  18. #37
    اكتفى رانمارو بالابتسام , و نظر في عيني ريميكا و تاكامي , ثم قال :
    -فلتعتنوا بإيكويا جيدا حتى تستعيد صحتها !
    اتسعت عينا إيكويا وهي تتمتم :
    -هل تقصد أنني سأحضر معكم إلى القرية ؟!!
    لم يجبها رانمارو بل اكتفى بالسير نحو أكيهيرو الذي كان يشرف على مراجعة حقول الطاقة الروحية , فقال له اكيهرو حينما اقترب منه رانمارو بصوت خفيض :
    -لمَ فعلت ذلك ؟!!
    حدق رانمارو في عيني أكيهيرو , ثم قال :
    -إذا كنت تقصد إندفاعي لإعادة ريميكا فهذا شيء لا نقاش عليه , بل إنني سأعاقب من تسبب في هذه الخادثة حتى ولو عاقبت جميع أفراد العائلة كي يكونوا عبرة و عظة لغيرهم !
    أجابه أكيهيرو بصوت خفيض به نبرة غضب :
    -لا أقصد ذلك , أقصد لماذا اندفعت لانقاذ معاونة الثلجية الأولى ؟!!
    نظر نحوه رانمارو ثم قال له :
    -لو أخبرتك أنني لا أعرف , فقط وجدت نفسي منجذبا نحو متابعتها , و المراقبة من بعد , فوجدت أنها منبوذة من المنظمة , و أن الثلجية قد أرسلت فرقتها الخاصة من أجل قتلها , فكان لابد لي من التدخل , فماذا ستفعل لو كنت مكاني ؟!!
    صمت أكيهيرو مبتلعا ما أراد قوله تحت تأثير سؤال رانمارو له , تلفت محدقا بالأسرى , ثم نظر نحو رانمارو و قال له :
    -ما كنت فعلت أقل مما فعلت أنت !
    ابتسم رانمارو , فلم تخب نظرته في أكيهيرو , فقال له :
    -حسنا , هيا بنا نعود لقصرنا , فهناك أمور كثيرة يجب مناقشتها قبل لأي شيء !

    ***************************
    صدرت ضجة عالية آتية من المدخل الأمامي للقصر , برز بعدها عدة أشخاص من فرقة حماية رانمارو الخاسة يحملون غرباء يبدو أنه مقيدين , لكن بقيود غريبة , اسطوانة من الضوء الشفاف الخليط بألوان عدة تومض في لحظات ناتجمة عن حركة الجسيمات الصغيرة التي لا تكاد تُرى بالعين المجردة و يتم ادراكها بواسطة انعكاس الشوء عليها فترتد على العين لافتة النظر نحوها , لفتت هذه القيود انتباه ياكو و أصدقاؤه , فأدركوا حينها أن معركة قد حدثت , و أن هناك شيء سيء آخر قادم , دخل بعد ذلك إلى القصر أكيهيرو يتجاذب أطراف الحديث مع رانمارو بصوت خفيض , و يبدو عليهما الاهتمام لما يقوله الآخر , وورائهم دخلت تاكامي حاملة فتاة غريبة عنهم , كانت تبلغ من العمر خمسة و عشرين عاما , ذات شعر أسود , لم يبد لون عينهيا لياكو الذي أخذ يحدق بتلك الجميلة التي قد جاءت معهم شاعرا أنه قد رآها من قبل , و وراء تاكامي كانت ريميكا تدخل وهي مطأطأة الرأس , شاعرة بالخزي مما فعلته , اندفع الأسدقاء نحوها في الوهلة الأولى لرؤيتها مرحبين بها , حيث احتضنتها هيكارو دامعة العين و هي تقول :
    -هل عرفتي مقدار حبنا لكي أيتها الغبية !
    صمتت وهي تحدق في عيني هيكارو الدامعتين , ثم حدقت في عيني الجميع , شعرت باحراج أكثر , و حزن أكثر لأنها قد وضعتهم في مثل هذا الموقف الحزين , فصدر صوت زيريبا من الجانب بقوله :
    -أهلا بعودة الهاربة !
    شعر الجميع بنار حقد و كراهية في قلوبهم تجاه زيريبا , فهو و ابنه كانا سببا رئيسي في ترك ريميكا للقصر و هروبها , ود الجميع لو يقدرون على قتاله ليلقنوه درسا في احترام مشاعر الغير , تحرك شخص بخطوات هادئة نحو زيريبا , فحدق فيه الجميع , كا نرانمارو , لمح ياكو في عينيه وميض لامع من الغضب , شعر أن أخيه سيحارب هذا اللعين , فانقبض قلبه , لأنه لو حدث مثل ذلك الأمر فسوف تحدث فتنة بين صفوف العائلات قد تؤدي إلى عدم مغادرة القرية لسور أحلامهم , اقترب رانمارو محدقا بعينين ناريتين من زيريبا , فقال زيريبا ساخرا منه :
    -أهلا بمنقذنا العظيم , ماذا تريد ؟!!
    اتسعت عينا الجميع من طريقة زيريبا الغريبة في معاملة رانمارو , توقف رانمارو الآن وهو على مسافة نصف متر من زيريبا , كان رجلا ذي أربعين عاما , يخط الشيب شعره , عينيه ثاقبتين , سوداوين كسواد شعره بدون شيبه , حدق رانمارو فيه لبرهة , ثم فعل أغرب شيء على الاطلاق , أمسك بياقتي قميصه و جذبه نحوه , فمال جسد زيريبا بشدة و عنف نحو رانمارو الذي قال بصوت خفيض غليظ مرعب :
    -لو لمست شعرة واحدة من أصدقائي مرة أخرى , فسوف أبحث عنك ولو كنت في آخر أرض , و سأقطع أوصالك اربا , و أشوي جلدك حيا , و أسيل دمك قطرة قطرة أجعل كلً منها في بلد مختلف , ثم أحرق جسدك و أرمي رمادك في الرياح فلا يعرف لك أحد مكان قبر ليزروك فيه !
    ثم ترك ياقة قميصه وسط تحديق الجميع نحوهما , فقد بدا زيريبا ككتكوت وقع في بركة ماء , فقد اصفر وجهه , و غمره عرق غزير حتى بلل ثيابه , و ازداد تنفسه حتى أصبح يلهث مثل الكلب , مع عينين متسعتين مثبتتين على رانمارو تحملان فيهما كل خوف الدنيا , كان رانمارو حازما فيما قاله , و قد انتوى ذلك فعلا , ولهذا السبب فقد بدا زيريبا في مثل هذه الحالة , وهو يستحقها , هكذا فكر أكيهيرو وهو ينظر باشمئزاز نحو زيريبا , تعالى صوت ساكورا الصغيرة وسط هذا السكون قائلة في حزن طفولي برئ :
    -لماذا لا تبحثون عن القاتل ؟!!
    التفت رانمارو في حدة محدقا في الصغيرة , وتمتم محيلا بنظره ما بين أصدقاؤه :
    -قاتل ؟! أي قاتل ؟!! ماذا حدث بينما أنا في الخارج ؟!!

    يتبـــــــــــــــــــع........

  19. #38
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الفصل العاشر

    جريمة القتل

    حدق رانمارو بكل دهشة في أصدقائه , كذلك فعل أكيهيرو , فتحدث ياكو بحزن :
    -ل.. لقد قُتل شخصا بينما انت في الخارج !
    تمتم رانمارو بغضب شديد :
    -ومن الذي مات ؟!!
    ابتلع ياكو ريقه , ثم قال وهو ينظر في عيني أخيه بنظرات خائفة :
    -إنه.. إنه تانشي !
    شعر رانمارو بالدهشة حقا بصورة أكبر من الغضب , فتانشي كان يمثل طبقة الخدم العاملة بالقصر , السحرة الذين قد شاركوا قواهم مع أشخاص آخرين , فتحولوا من عائلات نبيلة إلى عائلات عادية , و كما عرف رانمارو فإن أصحاب هذه العائلات يعملون في الأعمال المتدنية , كان ينتوي رانمارو شيئا بخصوص أمر هذه العائلات , لكن الغريب في الأمر هو قتل أحد أفراد هذه العائلات , فلم ؟! وما الفائدة التي سيجنيها القاتل , و الذي يهدد بكشف هويته هكذا للجميع ؟! اندفعت أسئلة مثل هذه تجتاح عقل رانمارو في سرعة , فنتسائل في سرعة :
    -و هل عرفتم من القاتل ؟!!
    أجابه ياكو :
    -كلا , مع الأسف لم نعرفه حتى الآن !
    صدر صوت خلف رانمارو , فالتفت ناظرا نحو زيريبا الذي قال :
    -ربما كان أحد القتلة هو واحد من هؤلاء الصغا..!
    لم يكمل ما كان يقوله , إذ قطع حديثه :
    -كاي !
    كانت بنبرة صوت رانمارو , لكنها بدت غريبة بعض الشيء , فقد بدا صوته كأنه خارج من أعمق كهوف الأرض , و ليس من حلقه الصغير هذا , سرعان ما تغطى جسده بالمعطف في ثانية , بهت بعدها وجه زيريبا عند رؤيته لما فعله رانمارو , فارتجف خوفا من التهديد الذي قد قاله رانمارو له , أما الأخير فقد كان يهتز في عنف , و قال وهو يجز على أسنانه مانعا نفسه من النطق بأقوى تعاويذه في وجه هذا اللعين بكل جهده :
    -أيها اللعين , متى ستكف عن ألاعيبك هذه ؟! لماذا تتهم أصدقائي بأنهم من قتل تانشي ؟!!
    تحدث زيريبا بسرعة و بصوت مرتجف قائلا :
    -ذلك , ذلك لأنه قد قُتل وهو معهم في غرفة واحدة مغلقة الباب !
    التفت رانمارو بسرعة محدقا بياكو , فأومأ برأسه , فاهتز كيان رانمارو , فهل يمكن أن يكون من قتله هو واحد من أصدقائه ؟! هز رأسه بقوة نافيا هذا الاحتمال الشيطاني الذي بدأ يتسلل إلى عقله , و تسائل في حدة :
    -ماذا كان يفعل تانشي معكم في الغرفة ؟!
    صمت ياكو , فقال رانمارو بنبرة أعلى و صوت أكثر صرامة و غضب :
    -ماذا كان يفعل تانشي معكم ؟! فليجبني أحد منكم !
    ظل ياكو صامتا , لكن اندفعت هارونا تجيبه قائلة :
    -لقد جاء لينبهنا من أمر مهم و خطير !
    التفت رانمارو محدقا فيها مثلما فعل بقية من بالغرفة , فتابعت قائلة :
    -لقد كان على وشك أن يخبرنا بما يوجد بين عائلات المدينة من نزاعات قبل أن يقتله شخص ما !
    اتسعت عينا رانمارو على اتساعهما , فما كان يخاف منه قد تأكد له , فالتفت محدقا في أكيهيرو و قال له :
    -هل يمكننا أن نجلس سويا بمفردنا لدقائق عزيزي أكيهيرو !
    تنهد أكيهيرو , و لم يجبه , لكنه تحرك بخطى متثاقلة نحو مكتبه , فتبعه رانمارو بعدما أزال تنشيط عصاه , فتابعهما الجميع وهما متجهين نحو المكتب ...

    *************************
    اندفع رجل ضخم مقتحما مكتب الثلجية في عنف , انتفض لها اللورد و الثلجية معا , فقد كانا يحدقان قبلها في المكان في هدوء و سكينة يحاولان أن يهدئا من روعيهما من المهمة التي قد أسندوها لفرقة الثلجية الخاصة لكن دون فائدة , و كشف توترهم دخول الرجل باندفاع غريب هكذا , صرخ اللورد في الرجل قائلا :
    -ماذا هناك يا هذا ؟!
    كان لون الرجل ممتقعا , فسألته الثلجية :
    -ماذا حدث في المهمة ؟!!
    تلفت اللورد محدقا بها , فتابعت شارحة في ايجاز :
    -إنه جينجو , المسئول عن متابعة سير عملية اقتناص إيكويا ,
    التفت ناظرة لجينجو و تابعت في حدة :
    -ماذا حدث هناك ؟!!
    ابتلع الرجل ريقه في صعوبة , ثم قال مرتجفا :
    -أمر فظيع , لقد .. لقد فشلت المهمة سيدتي !
    هبت الثلجية واقفة على قدميها بغتة من وضعها السابق كجالسة على الأريكة , حدقت بعينين ناريتين فيه وتمتمت في غضب واضح :
    -ماذا حدث بالضبط ؟!!
    -لقد قُتل شيريكا , و كذلك ثلاثة أفراد من فريقك الخاص سيدتي !
    تمتم اللورد مذهولا :
    -يا للشيطانة !! هل قتلتهم ؟!! كيف ؟!! وهي من عائل..
    -ليست هي من قتلتهم !
    تمتمت الثلجية بصوت بارد صارم مقاطعة حديث اللورد , محدقة بجينجو الذي سارع بالقول :
    -نعم , نعم سيدتي , هذا صحيح , فإيكويا لم تقتلهم !
    -إذا من قتلهم ؟!!
    اندفع اللورد صارخا في الرجل , فهربت الدماء أكثر و أكثر من عروقه , و شحب وجهه بشدة , تمتم بصوت مخنوق لم يسمعاه , فاقتربت الثلجية منه و قالت له :
    -فلترفع صوتك قليلا !
    ابتلع الرجل ريقه في صعوبة , و حاول أن يخرج الحروف من حلقه بكل صعوبة بأقصى جهده , حتى أنه كان يرتعش بشدة وهو ينطق , اتسعت عينا الثلجية عند سماعها للاسم , اعتدلت و حدقت بعينين فارغتين في اللورد , الذي سألها بصوت حاد :
    -ماذا قال لكي هذا الضعيف ؟!!
    تمتمت الثلجية بعد لحظات من الصمت و التحديق بدون هدف فيما حولها قائلة :
    -لقد وقعت في أيدي رانمارو !
    شعر اللورد بمطرقة ثقيلة تهوي على رأسه , فسقط على المقعد الذي كان جالسا فيه قبل دخول الرجل بعنف , و تمتم بحنق :
    -يا لغبائنا , كان لابد لنا من قتل هذا الصبي وهو ضعيف , ها هو الآن يقف في طريقنا و يهدم ما بنيناه !
    لم تعر الثلجية أي اهتمام فيما قاله اللورد , بل التفتت تحدق في الرجل , و قالت له بلهجة آمرة :
    -قل لي ماذا حددث بالتفصيل , و أين بقية الرجال ؟!!
    نظر الرجل نحو الثلجية في خوف واضح و قال بصوت مرتعش :
    -لقد .. لقد وقعوا جميعا أسرى تحت أيدي رانمارو و فرقته الخاصة بقيادة شخص يدعى أكيهيرو , و قد اصطحبوهم مع إيكويا نحو قصر أكيهيرو المنيع !
    صرخ اللورد وهو يحدق في الأرض بكل غضب :
    -لماذا ذهبوا إلى مدينة رانمارو اللعين هذا ؟!! ألا يعرفون ماذا حدث ؟!!
    تمتم الثلجية في قهر واضح :
    -بلى , كانوا يعرفون , وهذا ما كان سببا رئيسيا في وقوعهم تحت قبضة هذا الضعيف رانمارو ..
    رفع اللورد رأسه و سأل في دهشة :
    -كيف ؟!!
    أجابته الثلجية دون أن تنظر نحوه قائلة :
    -ذلك لأن قوة فرد واحد من فرقتي الخاصة التي أدربها بنفسي أقوى من عشرة امثال رانمارو هذا , لكنهم نتيجة لمعرفتهم بما فعله , فقد وقعوا تحت تأثير خوفهم مما قد يفعله , كذلك ربما كانوا محاطين بعدد أكبر منهم , فخافوا أن يدخلوا معركة بعد أن خسروا فيها أرواح منهم , لهذا فقد استسلموا !!
    تمتم اللورد :
    -لكن هذه كارثة !
    أيدته الثلجية بصوت خفيض :
    -نعم إنها كارثة , فإيكويا لم تمت و هي معهم الآن , من يدري ماذا ستخبرهم !!

    **************************

    دخل رانمارو تابعا لأكيهيرو , ثم أغلق باب المكتب خلفه , ثم فتح الحوار بقوله :
    -هل يمكنك شرح ما قد حدث ؟!!
    نظر أكيهيرو بنظرة دهشة أدرك رانمارو أنها مصطنعة من الوهلة الأولى , ثم قال له :
    -وهل كنت موجودا حينما حدثت الجريمة ؟! ربما يكون شخصا كان يتمرن فألقى بتعويذة على الخادم هذا من دون قصد ..
    قاطعه رانمارو قائلا في صرامة :
    -ولكن لماذا لم يعترف هذا الشخص إذا ؟!!
    أجابه أكيهيرو وهو ينظر له في براءة أدرك كونها مصطنعة أيضا :
    -ولماذا يُعرض هذا الشخص نفسه للمسئولية لمجرد أنه قتل خادم ؟!!
    شعر رانمارو بالحنق عندما تحدث أكيهيرو عن تانشي كأنه قطعة أثاث , أو ربما أقل , ظهر الاستياء على وجه رانمارو جليا , فقال أكيهيرو :
    -هل لازلت ترغب في مساواتنا بهؤلاء القذارة ؟!!
    أجابه رانمارو في صرامة :
    -لم نحضر سويا هنا كي نتناقش في هذا الأمر , فلتخبرني إذا عن الخلافات الموجودة بين العائلات !
    ظهرت الدهشة المصطنعة على وجه أكيهيرو , وقال :
    -نزاعات ؟! هل تصدق حقا ما قاله هذا المخبول قبل وفاته ؟! ما أدراك كونه كاذب مثلا ؟!!
    أجابه رانمارو بسرعة :
    -ولمَ يكذب إذا ؟!!
    فأجابه أكيهيرو بسرعة :
    -ولمَ يكون صادقا ؟! إنه خادم !
    انتاب رانمارو نوبة غضب ود لو أخرجها في وجه أكيهيرو , لكنه تمالك نفسه بصعوبة , و قال :
    -حسنا , حسنا أكيهيرو , لكني أريدك أن نحدد موعدا لبناء القرية , سيكون هذا الموعد بعد شهرين من الآن , فلتخبر الجميع بذلك !
    ظهرت الدهشة الحقيقية هذه المرة على وجه أكيهيرو , الذي قال :
    -ولماذا بعد شهرين ؟!! ألم تخبرني أنك ستحتاج إلى وقت اطول من ذلك ؟!!
    أجابه رانمارو بصوت خفيض قليلا ولاتزال عينها مثبيتتين على أكيهيرو :
    -بلى , ولكن نظرا للظروف التي نحن فيها فأعتقد أنه من الأفضل أن نبكر في بناء القرية !
    تمتم أكيهيرو :
    -حسنا , كما تريد سيدي , فأنت زعيم القرية !
    شعر رانمارو ببعض من الدهشة نحو تصرف أكيهيرو , فتارة يشعر أنه يكرهه , ,تارة يشعر أنه يحبه , فهو لم يعد يعرف أي من الاثنين سيصير في النهاية , لكنه لابد و أن يأخذ حذره جيدا تحسبا لأي شيء , استوقفه أكيهيرو حينما استدار لكي يغادر المكان بقوله :
    -فلنتحدث الآن عن الأسرى و عن إيكويا , ماذا تنتوي أن تفعل بهم ؟!!
    التفت مستديرا ناظرا له وهو يقول :
    -ما رأيك أنت ؟!!
    أجابه أكيهيرو و هو يجلس على مقعد مكتبه بقوله :
    -لا أعرف حقيقة , لكن يمكننا المساومة بهم من اجل بعض الكثير من النقود !
    ابتسم رانمارو , ثم قال :
    -حسنا , فلنساوم بشأن الفرقة الخاصة , فقريبا سيطلب وفد من كارا التفاوض , فلنماطلهم حتى نبني قريتنا , بعدها نعطيهم الأسرى مقابل أكبر قدر من النقود !
    تسائل أكيهيرو في دهشة :
    -وماذا عن إيكويا ؟!
    أجابه رانمارو بدهشة مصطنعة منه :
    -وماذا عنها ؟!!
    فأجابه أكيهيرو :
    -ألن نتساوم بشأنها ؟!!
    فرد عليه رانمارو :
    -أنا لم أعرض حياتي للخطر من أجل إنقاذها ومن ثم إرجاعها مرة أخرى لمن يريد قتلها !
    اندفع أكيهيرو متسائلا:
    -وما أدراك أنها ليست مكيدة ؟!!
    أجابه رانمارو بكل حزم :
    -أنا متيقن من أنها ليست مكيدة , كذلك ..
    قالها و استدار كي يغادر الغرفة وه ويتابع :
    -من الممكن أن تنضم لنا في قريتنا , وبهذا نكون قد اكتسبنا شخصا قويا يضيف إلينا !
    ظل أكيهيرو يحدق في رانمارو الذي كان يغادر الغرفة , ففي داخله شعوران متضادان , شعور بالحزن من جعل صبي مثله قائدا عليه , و شعور بالسعادة لأنه ليس في موضع تحمل المسئولية !

    ***********************

    حدق جميع من بالردهة في رانمارو و أكيهيرو بعد انتهاء اجتماعهم القصير . فقد توقعت هارونا فر قرارة نفسها أن يستمر لفترة تقارب الساعتين , لكنه لم يستغرق ربع الساعة , مما أعطى شعورا سيئا حيال هذا الأمر و تلك المناقشة القصيرة , نظر رانمارو نحو الجميع ثم قال بلهجة آمرة :
    -فتأخذوا الأسرى و تضعونهم في سجن الطاقة هذا في القبو تحت حراسة مشددة , و لتحيط بالقصر حراسة مشددة , و أكيهيرو ..


  20. #39
    قالها و التفت محدقا بأكيهيرو الذي كان يقف بجواره و تابع :
    -عليك أن تنظم دوريات مراقبة لحدود المدينة , فنحن لا نعلم ما تنتويه كارا , و إذا حدث اتصال بيننا و بينهم لابد و أن أعليم بكل ما يحدث , هل استوعيت هذا ؟!!
    أومأ أكيهيرو ب{اسه , فقال زيريبا بصوت ماكر :
    -وماذا عن تانشي القتيل ؟!!
    التفت رانمارو ناظرا نحو زيريبا , ثم قال له :
    -لا نملك الآن من سبيل سوى أن ندفنه , فلتدفنوه كما تعرفون ..
    التفت ناظرا نحو الأرض في خزي و قال بصوت خفيض متقطع :
    -بالطريقة التي تدفنون بها العبيد لديكم !!
    ضيق أكيهيرو من عينيه , فهو لا يفهم لماذا زعيمه مهتم بالعبيد و حريتهم , فهم من تخلوا عن مجد عائلاتهم و يستحقون كل ذل يقع عليهم حتى لا يتكرر الأمر مع غيرهم بكل سهولة , لكن رانمارو لم يؤمن بما قاله أكيهيرو , بل وصارحه ذات يوم أنه يريد أن يحرر العبيد , فحذره أكيهيرو لأن تلك النقطة سيجد معارضة بشأنها من قبل الجميع و هو أولهم , لكن ما باليد حيلة , قال أكيهيرو منهيا الحديث :
    -هيا بنا فلنفعل ما أُمرنا به !
    استوقف الجميع زيريبا للمرة الثانية بلهجته الماكرة بقوله :
    -وماذا عن إيكويا ؟!!
    قالها وهو يشير إلى تلك الفتاة التي تجلس وسط هارونا و ناجومي , أجابه رانمارو في صرامة منهيا الحوار :
    -لا شأن لك بما سنفعله معها , فليقم كل منا بعمله و لا يطلب المزيد !
    التفت زيريبا محدقا بغضب واضح في رانمارو , فهو قد أهانه , لكنه ابتلع ريقه ومعه ما أراد اخراجه من غضب , و عاد وجهه لطبيعته الهادئة الماكرة , و التفت مغادرا المكان , حدق رانمارو في أكيهيرو , فاتجه مغادراهو الآخر , و تبع ذلك رحيل الحراس الفرقة الخاصة لرانمارو لداخل القصر كي يخفوا الأسرى , في حين اتجه رانمارو نحو السلم الداخلي للقصر صاعدا إلى الطابق الثاني حيث اعتاد على التدريب مع الجميع فيها , فتبعه الجميع وهم صامتون , و معهم إيكويا التي لا تعلم ماذا سيكون مصيرها , هل سيكون مظلم كالسابق , أم أشد إظلاما ؟!! من يدري ...

    ****************************

    جلس رانمارو على المقعد المريح وهو يحدق في أصدقائه الذين دخلوا واحدا تلو الآخر في صمت مثل القبور , بعد أن انتهوا من الدخول وقفت إيكويا على عتبة باب الغرفة الواسعة في تردد , فأشار رانمارو لها بيده اليسرى كي تأتي و تدخل , فظلت ثانيتين تفكر , ثم حسمت عقلها و دخلت بحزم و سرعة , اتجهت نحو الأريكة المواجهة لرانمارو , و جلست وهي تفرك في يديها في توتر , فبدأ رانمارو الحديث قائلا :
    -كيف حالك إيكويا ؟!
    التفت ناظرة إليه في غرابة , فكيف سيكون حالها , بالطبع متوترة و خائفة و تشعر بالتخبط و التوهان , فتابع رانمارو كلامه قائلا :
    -أريد أن أعرف ماذا حدث بالتحديد معكِ كي تنقلب عليكي الثلجية هكذا ؟!!
    ظهر التوتر أكثر و أكثر على وجهها , فأجابت في سرعة بتحفز :
    -لا شأن لك بهذا !
    اتسعت عينا الجميع محدقين بها , فكيف تقول هذا لمن أنقذ حياتها ؟ , أما عن رانمارو فكان قد توقع ردا مثل هذا , فقام و اتجه نحو الشرفة الموجودة بتلك الحجرة الأسطورية , و قال واضعا يديه في جيوب بنطاله :
    حسنا , يمكنك المغادرة الآن !
    وقفت إيكويا من جلستها في اندفاع بقوة , حدق الجميع بها و ردة فعلها الغريبة , فتابع رانمارو دون تغيير في صوته البارد الهادئ كمن توقع هذا الرد منها قائلا :
    -لا تتوقعي أنكِ ستمكثين لحظة واحدة معي هنا و أنتي تخفين عني أي شيء ..
    التفت محدقا بها في صرامة متابعا بصوت أكثر صرامة منها :
    -ما قرارك ؟!!
    أعاد الجميع أنظارهم محدقين بإيكويا , كانت تقف لا تدري بما حولها , بداخلها مشاعر كثيرة , أيامها التي مكثتها في كارا , حياتها مع الثلجية , كيف كانت تعطف عليها , تحنو عليها , لكن ما حدث لم يكن له تفسير سوى أنها أصبحت ورقة محروقة بالنسبة للثلجية , هي تعرف سيدتها جيدا , و تعرف تفكيرها , لكن هل ستنضم إلى أعداء كارا ؟! الأشخاص الذين كانت مستعدة لقتلهم لو قابلتهم قبل الآن بعدة ساعات فقط ؟!! ظلت تفكر دون أن يقاطعها رانمارو , ودون أن تدري فقد قطعت فترة نصف ساعة كاملة دون أن تنبس ببنت شفة , بعدها انهارت جالسة على الأريكة في تعب و اجهاد , و قالت بصوت ضعيف مستسلمة :
    -حسنا , سأخبركم بما أعرفه !
    ظهرت ابتسامة نصر على وجه رانمارو الذي سار متجها نحو مقعده و جلس عليه ناظرا لها في ترقب , وقال :
    -هيا , فأنا بانتظار ما ستخبرينا به !
    لم تنظر نحوه إيكويا , بل اكتفت بالتساؤل :
    -وماذا تريد أن تعرف ؟!
    اتسعت ابتسامة رانمارو أكثر فأكثر , و قال لها :
    -كل شيء , كل شيء عزيزتي عن كارا !
    رفعت رأسها بغتة و حدقت في عيني رانمارو , فوجدت فيهما الاصرار على المعرفة و الجدية فيما يقوله , فتنهدت , وأغمضت عينيها محاولة أن تبحث عن مفر لها من هذا المأزق دون جدوى , ففتحت عينيها و حدقت في رانمارو و قالت :
    -سأبدأ بالحديث عن الثلجية , و ما أعرفه عنها ..
    وبدأ هطول المعلومات على رؤوس الجميع من كنز لم يتوقعوا يوما أنه مسيجدون مفتاحه , فما بالكم به مفتوحا لهم على مصراعيه ؟!!


    يتبــــــــــــــــــــــــــع...........

  21. #40
    سأتابع البقية بعدما تنهون هذه الفصول

    تحياتي

    أحمد ..

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter