و جاءت فكرة البوكيمون من اليابان، و أبدعها شاب يعيش في طوكيو كانت هوايته تجميع الحشرات خاصة الخنفساء و المخلوقات الأخرى المتواجدة في الحقول و الغابات و البحيرات اسمه "ساتوتشي تاجيري" و كانت شخصيته انطوائية و لم يكن منسجما كثيرا مع غيره، و رفض أن يعمل في مجال الإلكترونيات رغم دراسته لمدة عامين في مدرسة مهنية.
و لم يتوقع أحد النجاح لتاجيري، حتى بعد أن تمكن بعد ست سنوات من المحاولات من اختراع اللعبة الظاهرة التي استحوذت على تفكيره إلى حد مقلق، إذ كانت وحوش تاجيري تمتلك ميلا و نزوعا نحو الطفولة، و هي إلى حد كبير تشبه صاحبها الذي يبلغ من العمر 34 عاما فهو بوجهه البريء و صوته الخجول و جسمه النحيل الشاحب أقرب إلى الطفل منه إلى الرجل.
تاجيري هو نمط من الناس يسمى في اليابان "أوتاكو" أي الشخص الذي ينغلق على نفسه مع ألعاب الفيديو و الكمبيوتر و الأساطير، و يبتعد عن مجتمعه و هم يميزون بين العالم الواقعي و العالم الخيالي، و لكنهم يفضلون البقاء في الخيال.
و كانت أمنية تاجيري أن يصبح عالم حشرات، فكل حشرة كانت تعني له عالما غامضا مذهلا، و كلما بحث وجد نفسه ينزلق نحو هذا العالم الرائع الموجود في البحيرات و الحقول و الكهوف و الأنهر و الغابات، و هكذا تمكن تاجيري من اختصار طفولته في البوكيمون التي رسم معظمها صديقه كين سوجيموري، و وقف إلى جانبهم العبقري سيجيرو ماتموتو مخترع ألعاب الفيديو و في مقدمتها "سوبر ماريو".
عالم مفتوح للأطفال و الكبار
و يعرف ساتوشي عالم البوكيمون بأنه طريق مفتوح للأطفال و لجيل جديد أمامه فرصة لجمع الحشرات و المخلوقات الأخرى بطريقته الخاصة، في البداية كان البوكيمون مجرد فكرة و دار نقاش بين الأصدقاء ساتوشي و مايموتو حول ماذا تكون.
و بدأ تاجيري يفكر فيها وتفرغ لها ست سنوات كاملة اضطر خلالها إلى إهمال أعماله الأخرى فتعرضت مجلة "غايم فريك" التي أسسها عام 1982 للإفلاس، و عانى من ضائقة مالية و ظروف صعبة منعته من دفع رواتب العاملين معه في شركته، و عاش هو على مساعدات والده البائع في شركة نيسان، و كانت المعضلة الأساسية هي كيف تكون مخلوقات صغيرة و قابلة للجمع و السيطرة عليها.
و اكتملت الفكرة عام 1996 و لم يتحمس لها أحد من شبكات التلفزيون و محلات الألعاب و الدمى، فأحس عندها ساتوشي بأنه انتهى و بأنه يوشك أن يخرج من الملعب، و حدثت في الوقت الحرج المفاجأة فقد اقتنعت "نينتيندو" باللعبة و أطلقتها في الأسواق، و سيطر البوكيمون على سوق الألعاب و البطاقات و الدمى، و قررت "نينتيندو" تحويلها إلى رسوم متحركة، و حققت هذه الكائنات الغريبة انتصارا آخر.
رهان الشركة المنتجة كان على السوق الأمريكية، و في البداية لم يتقبل الموزعون الفكرة، و كذلك وسائل الإعلام التي ظهرت فيها عناوين مثل "الوحوش تهاجم الأطفال في الرسوم المتحركة"، غير أنه بعد محاولات و نقاشات سيطر البوكيمون على السوق الأمريكية، و دخلت شركات كبرى في المنافسة في مقدمتها "الويب نت" و عدلت أسماء الشخصيات الرئيسية حتى تكون أقرب إلى الغرب مثل "ساتوشي" أصبح "آش" و"سيجيرو" أصبح "غاري" و هكذا
المفضلات