كان الاستديو اكبر غرفة في المبنى وقد امتلاء بالمصورين والتقنيين كما مان هناك صف من الكاميرات مركزة على جانب واحد مقابل مقاعد حديثة الصنع من الكروم والجلد الاسود.
قال غاري لروس وهو يريه اي مدخل عليه ان يدخل منه عندما يذكر اسمه: ((انت اول من سيظهر الليلة.)) ثم همس في اذن ابي جانبا: (( انا سعيد لانه قد فهم بوضوح كل مايتعلق بالعمل وان التصنع سيجعل المشهد مملا اعتقد اننا سنحصل على مقابلة ممتعة الان.))
تساءلت ابي ما يعني بقوله مقابلة ممتعة، ولكن لم يكن لديها فرصة لسؤاله اذ بدا الجمهور يتوافد الى داخل الاستديو وبفى غاري ليرحب بهم ، انسحبت ابي الى غرفة الضيوف لتشاهد المقابلة بواسطة جهاز تلفزيونني مستقل، كان توترها اكبر برهان على ان محاولتها لاقناع نفسها بالنظر الى روس كم مجرد زبون لن تجدي نفعا فبغض النظر كم كانت تحتقرة الا انها لاتزال تحبه.
سارت مقابلة روس كما تخيات وقد بدا واثقا ومشرقا وسار الحوار بسلاسه وكثيرا ما سجل اهدافا ضد مضيفه وقد صفق له الجمهور استحسانا ولكن، بدون توقع تغير فحوى الحديث عندما اشار كيفن بحديثه الى حياة روس الخاصة والنساء اللواتي خرج معهن، ذهلت ابي لقد وعدها غاري بالا يتطرق الى اسئلة شخصية وقد دهشت لانه نقض وعدة لانه لم يفعل هذا من قبل.
احس روس لا شعوريا بانه قد وقع في فخ ولكنه لم يفقد برودة اعصابه واجاب بسرعة بديهة ولكن غاري ما كان ليستسلم فعلق قائلا وهو يعدد اسماء بعض الجميلات اللواتي ارتبط اسمهن بروس: (( لقد خرجت مع عدة نساء جميلات، كما انك معروف لاتحبهن ثم لا تلبث ان تهجرهن هل يعود ذلك لعدم ايمانك بالزواج كليا؟))
قال روس بهدوء: (( على العكس فانا اؤمن بالزواج كليا وعندما اتزوج فسيكون هذا زواج العمر ولهذا حتى ثقول المراة المانسبة نعم فسابقى احب واهجر.))
قال غاري: (( يبدو وكانك التقيت بها فعلا الديك اي تعليق؟))
قال روس: (( لا.))
لم يثن هذا غاري الذي قال: (( تقول الشائعة بانك متورط جديا مع احداهن وان ايام العزوبية اصبحت معدودة.))
نظر غاري الى الجمهور وابتسم ابتسامة تآمريه واضاف: (( احب ان اسمي الفتاة المحظوظة ولكني افضل ترك هذا لعريس المستقبل.))
نظر الى ضيفه مجددا وقال: (( ما رايك يا روس؟))
اجاب روس بنعومة: (( افضل ان انتظر محرري الصحف ليكشفو هذا السر ويعلنوه بانفسهم فان ذكرت هذا قبلهم فقد يتوقفوا عن ذكر اسمي في صحفهم مما قد يؤثر سلبا على الدعاية لشركات كوبرز.))
دوى تصفيق في القاعة وانفجر الناس بالضحك مما لم يعطي غاري فرصة بالعودة الى الموضوع فوجه روس الحديث الى التسوق في الضواحي وكيف يؤثر على التجارة بشكل عام.
كانت ابي مغتاظه من غاري الذي نقض وعده لها ورغم انتظارها لعودة روس الى غرفة الضيوف بقلق الا انها وجدت نفسها تتساءل ان كان احدهم قد سرب معلومات الى غاري بشان علاقة روس باليز، ربما قد راهما احدهم وهما ينبادلان النظرات التي يتبادلها المحبون عادة.
كان التفكير بعلاقة روس واليز اشبه بنار تتقد داخلهافاغلقت عينيها وهتحتهما بسرعة عندما اغلق الباب بقوة ودخل روس بخطى واسعة، كان منفعلا للغاية بحيث لم تراه قط وهو بهذا التوتر وسمعته يقول: (( كم انتي ****ة! بهذة الطريقة تستردين حقوقك؟))
قالت بحنق: (( حقوقي؟ لا افهم.))
اوضح قائلا: (( الملاحظة التي كتبتها لغاري وينتن وطلبت منه فيها ان سالني هذه الاسئلة.))
اقترب وهو يهددها فتراجعت الى الوراء خوفا من ان يضربها، وقال: (( اعرف انك تحتقرينني ولكن لم اكن اظن انك ستسمحين بتعريض علاقة العمل بيننا للخطر.))
صرخت ابي: (( اي ملاحظة؟))
قال: (( لا تتظاهري بالبراءة فالكذب لن يجدي نفعا.))
دافعت عن نفسها بغضب: (( انا لا اكذب، لقد طلبت من غاري بالتحديد الا يسالك ايه اسئلة شخصية.))
قذفها بنظرة تهديد وقال: (( اذن لِمَ كتبت تبلغينه ان لديه الحرية في سؤالي ما يشاء؟ لقد اعطاني غاري الورقة لاقرأها.))
صرخت: (( مستحيل اخبرتك بانني لم اكتب له.))
صرخ روس: (( توقفي عن الكذب.)) استطاع السيطرة على اعصابه بجهد كبير وقال: (( لقد طبعت على ورقة من شركتكم وعليها امضاؤك انا اسف لاني خيبت املك اذ لم ابدو غيا كما تمنيت وعندها فقط كني ستشعرين بالارتياح الخبيث لديك عقل مريض يا ابي وقد انتهى كل ما بيننا انسي كل ما يتعلق بالعقد ولا اهتم بما قد يكلفنا هذا الامر بقدر ما اهتم بالا اراك ثتانية.))
(( اتريد لعب دور القاضي مرة اخرى؟)) ولكن روس انفع للخارج دون ان يجيبها.
تسمرت ابي في مكانها وفهمت اخيرا تعليق غاري بانهم سيحظون بمقابلة ممتعه للغايه لقد كتب احدهم باسمها واعطاه الاذن بان يسال روس اسئلة خاصة، ولكن من يكرهها الى هذه الدرجة لينزل الى هذا المستوى؟ اليز بالطبع لقد علمت ان روس يحوم حولها وارادت ان تضع العصى في الدواليب، ولعلمها بكرهه الشديد للخوض في خصوصياته ادركت ان الكتابه لغاري هو السبيل الوحيد لفعل هذا، لم يكن هناك مشكلة في نسخ توقيعها فقد كان بامكان اليز ان تاخذ بسهولة رسالة كانت ابي كتبتها لانريكو، ولكن كيف حصلت على ورقة من اوراق شركة ستيوارت وستيوارت؟
تذكرت ابي دلك اليوم الذي اتت فيه اليز الى مكتبها متظاهرة بانها تود النقاش بموضوع المقابلة التي كانت ستقوم بها وايضا لتتاكد من ان ابي تعرف ان روس لم يكن حرا... ولكن هناك سبب ثالث لتسرق ورقة من اوراق ستيوارت وستيوارت.
ان تعرف شيئا وان تثبته امران مختلفان، ولكنها كانت مصممة على ان تيرء اسمها ليس لتجعل روس يتراجع عن كلامة الذي قاله ، ولكن لتطعن بشرف مهنة اليز.
انتظرت دخول غاري بقلق شديد، وفي اللحظة التي دخل بها اخدته جانبا الى غرفة الضيوف واخبرته بحدة انها لم ترسل الرسالة التي توهم انها منها.
سال باهتمام: (( اذن من فعل هذا؟ ولماذا؟))
كذبت قائلة: (( ليحيرني... ان رئيت الرساله فقد يساعد هذا على توضيح الامور.))
لسوء الحظ فان جرائم الحياة الحقيقية ليست كجرائم الخيال اذ لم يكن هناك اي مفاتيح مكسورة على الالة الكاتبة او بصمات قد تشير الى اصبع مذنب قام بالجريمه، مع هذا فقد كان هناك دليل على ان امضاءها قد زور اذ بالمعاينة القريبة اتضح انه قد نسخ على ورقة بقلم رصاص ثم اعيدت كتابته.
سالت ابي: (( أأستطيع الاحتفاظ بهذه الورقة؟))
هز غاري راسه بالايجاب قائلا: (( ان وجدت من ارسل هذه الورقة فقد اجري مقابلة معه.))
عندما عادت ابي الى البيت كانت سعادتها في اثبات برائتها قد خفت ان اعتذر روس لاتهامه الخاطئ لها فلن يغر هذا في الامر شيئا، فلا شك ان لاليز مكانه خاصة في حياته وان اية امراة هي مجرد اعجاب عابر، حتى وان قرر الاستمرار في العقد بينهما فمن الصعب ان تعمل معه بشكل سليم مجددا.
كان من الافضل ان تقطع كل صلة به.
المفضلات