مشاهدة نتيجة التصويت: اي هذه الروايات تحب رؤيتها اولا على ملفات وورد ؟؟

المصوتون
23. لا يمكنك التصويت في هذا التصويت
  • لا تقولي لا

    6 26.09%
  • عاصفة الصمت

    4 17.39%
  • الوجه الآخر للذئب

    9 39.13%
  • غضب العاشق

    11 47.83%
اختيار تصويت متعدد .
الصفحة رقم 38 من 89 البدايةالبداية ... 2836373839404888 ... الأخيرةالأخيرة
مشاهدة النتائج 741 الى 760 من 1763
  1. #741

    دعكت سابرينا ظهرها في قلق ثم قالت:
    " اجل...هذا صحيح"
    " كيف صنعت هذا التمثال النصفي؟"
    فاعتلت ابتسامة شاحبة شفتيها وقالت:
    " ان الاعمى يرى بيده يا سيد فلتشر"
    " انت لم تسأليني بعد عن رأيي في اعمالك الفنية الست في لهفة الى معرفته يا انسه لين؟"
    هزت كتفيها باستخفاف وقالت:
    " تعلمت من تجربتي ان الناقد يدلي بنقده دون ان يسأله احد كما ان الثناء يمنح بلا سؤال"
    فقال معقبا:
    " لك قدر ملحوظ من الحكمة"
    " ليس في جميع الاحوال"
    وكانت تعني انها لم تتدبر امر حبها بحكمة.
    وبدأ هاول فلتشر بالحديث - او بالاحرى – في النقد. ولم يحتد في كلمته وانما كان يقوم بتشريح كل قطعة فنية على حده دون ان يبالي انه يقوم بتقطيع مستقبلها الفني الى شرائح. كان يجذب انتباهها الى كل عيب يشير اليه مهما بلغت دقته. وكان كل موضوع يطرحه بين يديها يعد امتحانا لها .
    واستمر صوت الناقد المثقف في نقده حتى ودت سابرينا ان تصرخ فيه حتى يتوقف عن الاسترسال في حديثه. فقد بدا الفشل الذي منيت به في اعمالها الفنية يثقل كاهلها وبذلت جهدا كبيرا حتى لا تتلقى الضربة القاضية منه.
    كان يكفيها الآم قلبها المهجور والضربة القاضية كفيلة بأن تزيد كأبتها ولكن شعورها بالكبرياء دفعها الى ان ترفع رأسها عاليا وهي تستمع الى تشريح الناقد للقطعة الفنية الاخيرة. واطبق صمت عميق بعد ان تفوه عبارته الاخيرة فتنفست سابرينا الصعداء:
    " حسنا...انني لم اعرف الا انني فنانة هاوية غير مقتدرة"
    ضحك الناقد وقال:
    " يا الهي... انت لست غير مقتدرة... ولست هاوية... من قال لك ذلك يا طفلتي؟"
    واردف يقول:
    "هناك بعض القطع الفنية التي ينقصها الاتقان وبعض القطع التي تفتقد الحياة وتحتاج الى بذل المزيد من الجهد ولكن بقية القطع مذهلة للغاية ولا يمكن ان نصدق مبلغ الكبرياء والقوة اللتين تعبر عنهما ملامح الوجه الذي قمت بتشكيله في التمثال النصفي الذي يصور باي. كما ان العاطفة بالغة الاثر في تمثال السيدة. انت تحاولين ابراز ملكتك الفنية في الاشخاص مثلما برزت في لوحاتك. انت تبعثين الحياة فيهم وترتفعين بلسمات الى الدرجة التي تجذب اليهم انظار الناس"
    d578681a5e4f97b78c5189941ab4bb1b
    0


  2. ...

  3. #742

    لم تستطع سابرينا ان تصدق ما يتفوه به هاول فقالت:
    "اذن...هل تظن انه من المحتم علي ان اواصل العمل؟"
    اعلن هاول فلتشر قائلا:
    "اذا حافظت على هذا العمل وهذا المستوى فانني استطيع ان اعدك بأنك ستقيمين معرضا خلال ستة اشهر"
    فقالت سابرينا:
    " لابد انك تمزح"
    " عزيزتي...انني لا امزح في مسألة المال وارجو ان تغفري لي عندما اقول ان عماك سوف يلعب دورا كبيرا في الدعاية لمعرضك الذي سيكون مزيجا بين افضل لوحاتك مع افضل تماثيلك ثم نشرع في دعوة الاشخاص المنصفين"
    قاطعته سابرينا وهي تخشى ان يكون باي قد بالغ في تقدير كل هذا فقالت:
    " انك تقول هذا ارضاء لباي. اليس كذلك؟"
    سألها وكأن كرامته قد جرحت :
    " هل تسألين عما اذا كان باي قدم لي رشوة لكي اقول لك ذلك؟ اعلمي اذن ان باي كاميرون بذل ضغوطا مضنية لكي يحملني على الحضور الى هنا اليوم. انني لست مستعدا لاغامر بشهرتي من اجل احد واذا لم تكن لديك الموهبة او الفكر السديد فأنني قادر على ان اخبرك برأي بصراحة"
    صدقته سابرينا واصبحت تشعر أنها تمسك بكأس النجاح في قبضة يدها.
    وتركت الرجل يرسم لها خطة اعداد المعرض لكنها لم تستمتع بحلاوة النجاح لان الرجل الذي تحبه لم يشاركها فيه. كان الانتصار يبدو لها مثل الطبل الاجوف....كحياتها تماما.



    *************


    اعلن هاول فلتشر بأن المعرض سيقام خلال ستة اشهر وحدد موعد افتتاحه بالاسبوع الاول من شهر ديسمبرــ كانون الاول واختار هذا التوقيت لانه يناسب فصل الاجازات وانطلاق الاموال من جيوب اصحابها. وادركت سابرينا ان تقدير هاول للفن يسير جنبا لجنب مع تقديره للمال.
    تمتم ابوها حتى لا يسمعه المحيطون بهما:
    " لقد نجحت يا سابرينا. سمعت ثناء وراء ثناء يطري قطعك الفنية"
    فابتسمت سابرينا ابتسامة شاحبة لنبرة الفخر العظيم الذي اتسم به صوته وليس لكلماته التي قالها عن نجاحه وكانت تتصور ابتسامته المشرقة التي علت وجهه.
    وقال هاول فلتشر الذي كان يقف في الجانب الاخر من سابرينا:
    " كلمات الاطراء رخيصة يا سيد لين ومع هذا حققت نجاحا عظيما يا عزيزتي سابرينا. لان ضيوفنا دفعوا اموالهم امتثالا لما حكمت به اقوالهم"
    قالت سابرينا بنعومة:
    " شكرا لك يا سيد هاول"
    " انت تعرفين يا سابرينا ان الدبلوماسية تستحوذ دائما على عقولنا لذا سأضطر الان الى القيام بجولة اما انت فيمكنكالمكوث هنا.
    وتناهى الى سمعها صوت نسائي دافئ قائلا:
    " سابرينا...انا باميلا تايسن. كنت مدعوة في حفل منزلي منذ عدة اشهر"
    مدت سابرينا يدها تحيها وقالت:
    " طبعا يا سيدة تايسن. اذكر ذلك تماما. كيف حالك؟"
    زجرتها السيدة وهي تقول بسخرية:
    " اشعر بضيق قليل اذا كنت تريدين معرفة حالي. انه لامر رهيب الا تفضي لي بموهبتك الرائعة وانتظر حتى اضع يدي على حفيدي باي وسألقنه درسا او اثنين لانه اخفى سرك عني"
    ابتلعت سابرينا ريقها وهي تقول:
    " ليس هناك ما يمكنان يقال"
    كان قلبها يخفق بضربات متوثبة ويد باردة تمسك بعنقها في كل مرة يذكر فيها اسم باي.
    قالت باميلا:
    " اظن ان باي سيأتي هنا الليلة ليشاركك الاحتفال بنجاحك. انني واثقة بأنه سيقطع رحلته البحرية التي يقوم بها الى باجا بولاية كاليفورنيا حتى لا تفوته مناسبة كهذه
    ."
    0

  4. #743

    وحاولت سابرينا ان لا يبدو على صوتها نبرة الاهتمام وهي تقول:
    " اوه...هل كان باي يمضي هذه الفترة هناك؟ لم اره في الاونة الاخيرة. كنت منهكة في الاعداد لهذا المعرض"
    وكان من الواضح ان السيدة تايسن لم تكن تعرف ان باي وسابرينا افترقا منذ عدة شهور مضت كما ان سابرينا بدورها لم ترد ان تفضي لها بهذا الامر. وابدت السيدة تايسن لها بملحوظة قائلة:
    " ان التمثال النصفي الذي يمثل باي يخطف الابصار وكل انسان يتحدث عن مدى الشبه بينهما. ولابد ان هاول يدرك مدى نجاح التمثال وهذا واضح من الثمن الباهظ الذي قدره له."
    وهزت سابرينا كتفيها دلالة على انه لا يعنيها كثيرا مسألة الثمن. وقالت:
    " انا مجرد فنانة" .
    ولم تكن سابرينا راغبة بعرض التمثال ولكن هاول كان صلب الرأي في مناقشاته معها واصر على الا تتيح الفرصة لمشاعرها بالتدخل في قرارها فأذعنت له بشرط الا يعرض التمثال للبيع.
    وكانت سابرينا تعرف ان تفكيره في مجالي الفن والمال لا حدود له. وحتى لا يثار التساؤل في عدم عرض التمثال للبيع اقترح هاول ان يضع ثمنا باهضا له حتى لا يستطيع احد شراءه. واخيرا وافقت على اقتراحه.
    وسألتها باميلا:
    " ما هو ردة فعل باي عندما رأى التمثال الذي يصوره ابلغ تصوير؟"
    واختار احد الضيوف هذه اللحظة ليقدم التهاني الى سابرينا فاستطاعت ان تتجاهل السؤال الذي وجهته اليها باميلا ولحسن الحظ التقت باميلا بأحد معارفها فانتحيا جانبا واخذا يتجاذبان اطراف الحديث فاصبح في وسع سابرينا ان تهرب من الاجابة على سؤالها تماما.
    قالت لها احدى السيدات:
    " كل اللوحات والتماثيل مدهشة يا انسة لين مذهلة تماما. انها تثير الاعجاب"
    هزت سابرينا رأسها بأدب وقالت:
    " اشكرك"
    وتدخل هاول فلتشر في الحديث وامسك مرفق سابرينا وقال:
    "اسمحي لي يا سيدة هاملتون. لابد ان اسرق سابرينا منك لدقائق معدودات"
    وقدمت سابرينا اعتذارها للسيدة وسمحت لهاول ان يقود طريقها. واخذت العصا العاجية تتحسس السبيل امامها وكان هاول ينسى احيانا انها عمياء فيتركها تصتدم بالاشياء التي تعترض طريقها.
    سألته:
    " من هو الشخص الذي تدفعني الى رؤيته هذه المرة؟"
    فقال بصوت يشوبه الوجل:
    " لا اعرف كيف اخبرك بدقة يا سابرينا لدي مشتر للتمثال النصفي وهو يرغب في رؤيتك"
    قالت بحدة:
    " مشتري؟ انت تعرف ان التمثال ليس للبيع"
    فأجاب مدافعا:
    " حاولت ان اشرح له انكغير راغبة في التخلي عنه لان ثمنه الحقيقي اقل مما هو مقدر له وخشيت ان تبلغ هذه الحقيقة اسماع الضيوف فتتعرض الاسعار الاخرى للمساومة"
    فقالت سابرينا متهمة اياه:
    " اما كان يجدر بنا الا نعرض التمثال في المعرض. انت تدرك مقدار شعوري نحوه."
    وافق على كلامها بهدوء وقال
    " اجل...ادرك ذلك تماما. يمكنك ان تناشديه نخوته الطيبة واقناعه باختيار تحفة فنية اخرى. انه ينتظر في مكتبي حيث الخلوة التي تتيح لكما المناقشة الحره"
    قالت سابرينا باصرار عندما خلفت وراءها اغلب الضيوف لتدخل احدى القاعات الخلفية:
    " لن ابيع التمثال. ولن اهتم كثيرا بما قد يترتب على قراري "
    ولم يحاول هاول ان يعقب على كلامها وابطأت خطواتها عندما بلغا بابا مفتوحا ودخلت القاعة ورفعت رأسها في عزم واصرار وتمتم لها بكلمتي حظ سعيد وهو يغادر الغرفة ويغلق الباب وراءه فتلفتت حولها وارتجفت وهي تنشد معونته.
    وفجأة سمعت شخصا ينهض واقفا ولما كانت قد تردتت على المكتب عدة مرات فانها كانت تعرف ان المشتري كان يجلس على الاريكة الفكتورية
    0

  5. #744
    الصنع الواقعة مقابل الجدار. ورسمت سابرينا ابتسامة على شفتيها وتقدمت تخطو نحو الصوت. ومدت يها لمصافحته وهي تقول:
    " انا سابرينا لين كيف حالك؟. اخبرني هاول بانك حريص على شراء قطعة فنية اثيرة الى نفسي"
    " هذا صحيح يا سابرينا"
    وصعقت لسماعها الصوت وسقطت يدها الممدودة لترتد الى جانبها حتى تظل رابطة الجأش. وكادت الارض تميد بجنون تحت قدميها وكانت ركبتيها تهتزان هلعا.
    "باي....باي كاميرون!"
    رددت اسمه بأنفاس متقطعة وان كانت نبرة الفرحة تشوب صوتها واردفت تقول:
    " يالها من صدفة! باميلا تايسن اخبرتني منذ لحظات بأنك تقوم برحلة بحرية في باجا. انه من الصعب ان يتواجد الشخص في مكانين في وقت واحد"
    ثم حدثت نفسها قائلة: "هاول هذا الخائن. لماذا لم يخبرني ان باي هو الشخص الذي يترقب انتظاري؟ ولا عجب ان يتسلل ويتركنا وحدنا.
    سمعت باي يقول بنبرة اشاعت القشعريرة في اوصالها :
    " انه خطأ اقترفته باميلا فقد اعددت العدة للعودة بعد مضي بعض الوقت. ارى انك حققت النجاح الذي كنت تنشدينه. ما شعورك الان؟"
    فقال قلبها: شقية. لكن لسانها كذب وقال:
    "سعيدة!"
    قال باي بسخرية:
    " يبدو مظهرك انيقا ومتخما للغاية وانت في ثوبك الاسود وقد التف عقد من اللؤلؤ حول عنقك الطويل فأضفى عليك لمسة بسيطة ولكنها رائعة. وقد اجتمع الفستان والعقد ليبرزا الشحوب والجمال على بشرة وجهك. وكأنما كنت تكابدين مأساة عظيمة ونجحت في التغلب عليها. ولا شك في ان الصحافة وجدت في قصتك ما يشغل صفحاتها"
    وتاقت نفسها الى ان تقول له بأن مأساتها تكمن في فقدانها له وليس فقدانها لبصرها ولكنها التزمت الصمت وهي تحاول ان لا تسمع سخريته التي تختفي وراء نبرة صوته.
    واستطرد يقول:
    " يراودني التفكير في انك سوف تنبذين عصاي وتستعيضين عنها بأخرى"
    وكانت اشارته الى العصا العاجية التي تحملها تدفعها الى ان تتشبث بمقبضها بشدة وكأنها كانت تخشى ان يحاول استعادتها منها.
    فقالت سابرينا باستخفاف:
    " ولم افعل ذلك؟ انها تؤدي غرضها"
    قال باي بجفاء:
    " لن اتهمك فأقول انك ترتبطين بها ارتباطا عاطفيا للغاية ولكنني عندما تتطلعت الى التمثال النصفي الذي صممته لي ادركت انك تنظرين الى علاقتنا السابقة بشغف كبير"
    قالت:
    " شئ طبيعي...."
    ونم اهتزاز صوتها عن مبلغ عمق ولعها به. واردفت تقول:
    " هذا علاوة على انني سبق واخبرتك مرة بأنني احب وجهك. انملامحه قوية وشامخة."
    قال:
    "هل اخبرك هاول انني ازمع شراء التمثال؟"
    قالت ضاحكة:
    "اجل. ولكنني لم اعرف انك اناني يا باي تخيل انك تشتري صورة لنفسك"
    " سيكون تذكارا جميلا.."
    قالت متلعثمة:
    " باي...انا..."
    وتحركت قليلا حتى دنت منه وهي تشعر بعينيه تتفرسان في وجهها الذي راح يهتزمن القشعريرة والبرد. واستطردت تقول:
    " هناك خطأ. هاول جاء بي لان...حسنا...التمثال ليس للبيع"
    سألها باي وكأنه لم ينزعج لصوتها المتلعثم:
    " ولماذا ترفضين بيعه؟ اظن ان الهدف من هذا المعرض هو بيع المعروضات"
    قالت:
    " المعروضات للبيع فيما عدا التمثال النصفي الذي حددنا له ثمنا باهضا حتى لا يستطيع احد شراءه"
    فقال بهدوء:
    " انا استطيع شراءه"فقالت في يأس مميت:
    " كلا...لن ادعك تأخذه مني..فقد اخذت كل شئ عندي.. ارجوك دعني احتفظ به"
    قال ضاحكا:
    " آخذه منك!"
    وزحفت يده لتقبض على رسغها ثم اردف يقول:
    " ماذا اخذت منك؟ هل نسيت انني الشخص الذي عرفتي كيف تستغلينه من قبل؟ لماذا لا تأخذين نقودي؟ لقد اخذت كل شئ ثمين قدمته لك"
    قالت:
    " ماذا قدمت لي؟ الشفق؟ العطف؟ الاحسان؟"
    وراحت تضرب الارض بعصاها في حدة واضحة وكانت كل ضربة تتردد مع كل كلمة غاضبة تتفوه بها. ثم استطردت تقول:
    "متى يكون للأشياء المهنية قيمة ثمينة. ولمن تقدم الاشياء الثمينة؟ بالتأكيد لا تقدمها لي. انك لم تكترث بي كثيرا. انني في نظرك مجرد حالة تقدم لها الاحسان"
    وانطلقت تنهيدة عميقة من صدره وهو يتسائل:
    " هل ما زلت تؤمنين اني اشعر بالاسف نحوك؟"
    قالت سابرينا:
    " كنت بالتأكيد لا تحبني"
    وقبضت يداه على كتفيها وادار وجهها نحوه ثم قال:
    " واذا كنت احبك فهل سيختلف الموقف؟"
    وقالت سابرينا لنفسها لو لم تبعث لمسة يده ومضة نارية لتجري في سلسلتها الفقرية لاستطاعت ان تصمد امام الام الذي كان يمزق قلبها اما وهي تشعر الان بالعجز في اعماقها والكبرياء لا تستطيع ان تشد ازرها فليس امامها سبيل الا ان تلقي بنفسها على صدره. وقالت له وهي تتنهد:
    " لو انك احببتني قليلا يا باي...لما توانيت على ان احبك بجنون ولكن ماذا تفعل فتاة عمياء مع رجل يشعر بالشفقة نحوها...لانها عمياء؟"
    0

  6. #745
    واااااااااااااااااااااو الرواية مرررررررررررررررررره تجنن...
    يسلموووووووووووووو ماري_أنطوانيت...
    تعبناكي معانا...
    الله يعطيك العافيه...
    متى راح تكمل الروايه؟؟؟
    آسفه على الإزعاج وأتمنى انها تكمل بسرعه<<<<<أتشرط..ههههههههgooood
    0

  7. #746

    Talking

    وينك ماري؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


    خلاص ماباقي شيء لاتستسلمي خلاص وصلت للفصل الأخير

    مشكوره ع التكمله وماعليه تعبناكي بس خلاص من أمس أنتظر مافيني صبررررeek eek eek eek eek eek

    ولاعاد يجيكم التهديد>>>>>>>>>>smoker smoker smoker

    لي باك
    biggrin
    0

  8. #747

    وخفت حدة صوته وتركت يده كتفيها لتمسك برسغها بينما دغدغت اليد الاخرى برفق وجنتيها وقال:
    " انني لم اشعر مطلقا بالشفقة نحوك كنت غارقا لاذني في حبي لك حتى بت اخشى ان افقد قطرة من هذه العاطفة"
    وانتحبت سابرينا في ألم وهي تحاول ان تنفلت من ضمته الرقيقة وقالت:
    " باي. لا تكذب علي. الم تخجل من سلوكي الذي كان يدفعك الى السخرية مني؟"
    قال باي:
    " لا اكذب عليك صدقيني. ان الجحيم الذي كابدته خلال الشهور السابقة لم يدفعني الى السخرية منك"
    قالت تسأله حتى يتوقف عن تعذيبها:
    " انا فتاة عمياء يا باي. كيف يكون في وسعك ان تحبيني"
    " يا ملكتي العمياء...الجميلة والشجاعة هل تسألين كيف استطيع ان احبك؟"
    وكان صوته دافئا صادقا وبددت نبرة الاخلاص فيه الخوف الذي كان يملأ قلب سابرينا فقالت له:
    " لن تحاول خداعي مرة ثانية اليس كذلك يا باي؟ لا تفعل ذلك معي اذا كان التمثال هو كل ما تبغيه سأهبك اياه عن طيب خاطر اذا توقفت عن الكذب علي"
    واطبقت يداه على كتفيها وجذبها الى صدره ووضع يدها على قلبه الذي ترددت نبضاته فوق راحتها. وكان نبض قلبها في سباق جنوني مع نبض قلبه واخيرا القت وجهها بين يديه.
    وهمس في اذنها قائلا:
    " كونك ضريرة لا يقلل من شعوري بأنك امرأة عندما اضمك بين ذراعي"
    فتمتمت قائلة وهي تلقي برأسها فوق قلبه:
    " لم تدعني اشعر بذلك مرة...."
    ضمها الى صدره بيدين قويتين وكأنه يخشى ان تحاول الهروب منه ثانية وقال لها:
    "احببتك حبا عميقا من البداية وربما بدأ ذلك في تلك الليلة التي لجأنا فيها الى زورقي هربا من المطر. لا ادري...ولكني قلت لنفسي يجب ان تأخذ الامر بهوادة فانك تتصفين بالكبرياء والعناد والتحدي. لذلك لم احاول ان اؤكد لك في البداية بأنني احبك لانك ما كنت لتصدقين مشاعري. ليس هناك شئ مستحيل ما دمت قد عقدت العزم على تنفيذه وبعد تلك الانجازات فكرت ان ادفعك الى ان تحبيني. ولا يمكنك ان تتصوري مدى عنف الصدمة التي تلقيتها يوم ان اخبرتني بأنك لم تعودي في حاجة الي.
    وابتسم باي بينما ازدادت سابرينا اقترابا منه وتمتمت بحرارة:
    " انا محتاجة اليك انا اريدك بجنون. كنت ارتعد عندما يراودني الاحساس بأنك تشعر بمزيد من الشفقة نحوي"
    " لم اشعر بالشفقة نحوك بل بالفخر بك"
    واستدارت برأسها نحوه في تساؤل وحيرة وقالت:
    " بالفخر بي؟"
    " كنت دائما فخورا بك لانك كنت دائما تقبلين التحدي الذي اوجهه لك"
    وراحت تذكره بابتسامة:
    " كنت اقبل التحدي مع الاحتجاج"
    قال باي ضاحكا:
    " لا يستطيع احد ان يتهمك بأنك ليتة العريكة. اجل انت عنيدة ومحبة للاستقلال ولست سهلة الانقياد. كان ذلك واضحا منذ اول مرة التقينا فيها وصفعت وجهي"
    وتركت سابرينا اصابعها تداعب وجنتيه وهي تقول:
    " وانت رددت لي الصفعة التي اثارت غضبي واثارت معها حبي لك"
    وطبقت اصابعه بسرعة على يدها وطبع عليها قبلة حارة وقال:
    " هل يمكنك ان تخبريني الان لماذا هربت مني عندما كنا في حفل باميلا؟ اريد ان اعرف الحقيقة هذه المرة."
    ووثب قلبها وثبة مفاجئة لانها في هذه اللحظة لا تريد ان تتحدث ولكنها قالت:
    " سمعتك تتحدث الى فتاة تدعى روني وقالت انك اتيت بي الى الحفل لانك تشعر بالاسف لي وانك استخدمتني وسيلة لتثير الغيرة في قلبها. وانت لم تنكر ذلك يا باي وتعلقت بأمل ان تقول لها انني على الاقل صديقتك ولكنك تركتها تتحدث عني كانسانة مسكينة سيئة الحظ وتستحق الاحسان وظننت انها تقول الحقيقة. وهذا ما دفعني الى الهروب"
    " ان اول شئ سوف اتذكره عندما نتزوج هو حدة سمعك. ولو انك انصت قليلا لكنت سمعت بقية حديثي فقد قلت لها انني لا احب ان اسمع منها اي تعليقات على المرأة التي ازمع الزواج منها"
    وشابت صوتها موجة من الحب الدافئ وهي تقول:
    "باي...هل تنوي الزواج مني؟"
    0

  9. #748
    " انوي الزواج منك..اذا وافقت على طلبي"
    فهمست وهي تلهث الما:
    "لا تسخر مني...."
    وعانقها برقة اشعرتها بأن حبه بدد كل الظلام الذي يسود حياتها.
    وبعد مضي لحظات دفعها باي بذراعيه لكنها ترنحت نحو صدره لتنعم بلمسات اصابعه واخيرا امسك جسمها بحزم على مقربة منه فقالت له هامسة:
    " حبيبي...كم احبك ارجو ان تمسك بي فترة قصيرة اخرى"
    فقال بصوت ينم عن عمق حبه:
    " ان الفترة القصيرة ستدوم طويلا"
    وانفجرت شفتاها عن ابتسامة تتراقص بالسعادة الفياضة وقالت:
    "باي... الباب له قفل"
    فقال باي يذكرها:
    " هناك عدد كبير من الناس يتساءلون ماذا حدث لنجمة المعرض"
    فأجابت:
    " لا اريد ان اكون نجمة..."
    وسألها باي:
    " وعملك..."
    لكنها قاطعته قائلة تتم كلامه:
    " سيملأ اللحظات التي تكون فيها بعيدا عني. سيرضيني كل الرضا"
    دمدم باي:
    " انت تعرفين ان العمل الفني ليس امرا هينا وانما يتطلب دقة الاحساس"
    وهمست قائلة:
    " اعرف ذلك...."




    تمت
    0

  10. #749

    ان شاء الله تكونو استمتعتم بالرواية....asian asian

    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
    الحين مسزز السريعي راح تنزل رواية ( قرار متهور)

    والي عنوانها في عبير القديمه ( الشلالات البعيدة)

    بانتظارك يا مسزز السريعيasian ..gooood gooood


    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
    حبيت انبه جميع العضوات ان الرواية الي بتنزلها مسزز السريعي بتكون اخر روايه......

    فأي وحده تبغى تنزل روايه من عندها بعد رواية مسزز السريعي ترسلي على الخاص

    وانا بانتظار رسائلكم......

    لان الغالية (لوفلي سكاي) قالت لي ان في كثير من العضوات راغبات بتنزيل روايات

    بس هي كانت مشغوله وما قدرت ترد عليهم

    وانا بانتظاركم..wink wink


    [COLOR="Plum"]المخلصة ماري-أنطوانيت.
    0

  11. #750


    مشكوووووووووووووووووووورة حبيبة قلبي ماري ..
    الف الف شكر حبيبتي على الرواية الاكثر من راااااااااااائعة هذي

    مشكورة جدا جدا

    الله يعطيكي الف عافيه


    وحبيبة قلبي لميس منورة دايما والله
    ما شاء الله عليكي
    وبالنسبة لموضوعك انوا توم ريدل هوه نفسه هاري بوتر
    eek eek eek eek eek eek eek eek eek eek eek eek eek
    هل هذا اللشي صحيح ؟
    وكيف طيب؟؟؟؟؟

    ان راح اقرى موضوعك لانوا العنوان كتير لفت انتباهي
    smoker smoker smoker smoker smoker


    حبيبة قلبي مسزز السريعي اشتقت لك جدا جدا جداااااااااا
    ومنورة المنتدى كله و الله
    asian asian asian asian asian



    حبيبة قلبي لانو اشتقت لك كتييييييييييييييييير
    ومشكورة على سؤالك و رسايلك
    الله لا يحرمني منك يا رب
    و ان شاء الله بكون معك على اتصال


    حبيبتي ماهيما
    والله انا سعيدة جدا بوجودك معانا
    biggrin biggrin biggrin biggrin biggrin biggrin biggrin biggrin biggrin biggrin biggrin biggrin biggrin



    واحب اشكر جدا آن هامبسون اشكرك جدا على متابعتك و تشجيعك الرائع لنا ...
    asian asian asian asian asian asian

    واحب اشكر كل الاعضاء الرااااااااااااااااااااائعين و الزوار على تشجيعهم لنا
    وان شاء الله يستمر المشروع بكم و لكم


    بالنسبة للاعضاء الراغبين في المشاركة بكتابة روايات ...

    اختنا نور سلامة و اختنا سمسم خبروني انهم يريدوا الاشتراك ويكتبوا روايات كاملة ...

    ونحن نرحب بكم جدا و يسعدنا انضمامكم للفريق ...
    و الحين بيكون دوركم اذا تريدوا تكتبوا رواية ة او اكثر من عندكم

    نحن بانتظار الابداع و المشاركات ...

    واذا حدا عنده رواية و يريد مساعده بكتابتها يخبرنا
    وان شاء الله اختنا ماري بتتابع معكم وبتخبركم عن التفاصيل ...

    وهناك العديد من الاعضاء اللي ارسلوا لي يريدوا الاشتراك في المشروع و كتابة فصول من الروايات التي نقوم بكتابتها ...
    و ان شاء الله ببكون معكم على اتصال فور بدء المرحلة الجديدة للمشروع و اعلان التصويت الجديد ...


    مشكورين
    gooood gooood gooood gooood gooood gooood gooood gooood gooood

    مع السلامه asian asian asian asian
    0

  12. #751
    نحن بانتظار اختنا الحبيبة مسزز السريعي
    بانتظارك حبيبة قلبي مسزز السريعي
    والله متشوقة لبداية الرواية

    الله يوفقك يا رب

    asian asian asian asian asian asian asian asian asian
    0

  13. #752

    Talking ياسلام

    السلااااام عليكم



    رائع سمانا الحلوه رجعت ياهلا ومرحبا شرفت موضوعك حبيبتي


    lovely sky



    وينــــــــــك؟؟eek eek


    أشتقنالك من جد....eek


    أنا أكثر من سعيده لرؤيتك بعد هذه الغيبه لطويله جداasian asian asian


    biggrin biggrin biggrin biggrin
    biggrin biggrin
    biggrin



    أتمنى إنك تشرفين موضوعي لأني أحب أن أرى أرائكم بخصوص


    الموضوع الذي لفت إنتباهي أيضاcheeky cheeky
    0

  14. #753
    مرااااااااااااااااااااااااحب lovely sky:

    وحشتينااااااااااااااااااااااااااااا موووووووووووووووووووووووووت والله

    ونورت صفحات المنتدى....

    والله اشتقنالك كثير كثير
    0

  15. #754
    كيف مسزز السريعي بتنزل لنا روايه الان أو راح تتوقفون وتنتظروا

    من ينزل روايه تعجبه؟؟؟؟؟
    0

  16. #755
    [SIZE="5"]
    السلام عليكم أحلى أعضاء في أحلى منتدى 00اليوم بنزل رواية جديدة 00ومن كثر ما هي جديدة وغريبة ( غلطانه دار النشر في اسم المؤلف ) ؟؟!! يعني كتبوا اسم مترجم القصة وهو الأستاذ ( أحمد عبدالله ) ونسوا يكتبون اسم المؤلفه !!!!!! لكن معوضين إن شاء الله !!المهم الرواية هدية لكل العضوات بشكل عام وبشكل خاص للغالية سما ولميس وماري انطوانيت

    الملخص
    لقد وافقت كاترين على مضض أن تلعب دور اختها الهاربة فالنتينا التي تسببت في حادث مروع لصديقها غلين فقد على أثره البصر 000ولم يدر بخلد كاترين أن مقابلة جيرد عم غلين والقادم من كندا ذاك الرجل الذي لا يمكن اختراق مشاعره يمكن أن تكلفها حياتها هناك وسط الجبال الوعرة في الضباب والصقيع بسبب الغيرة من المرأة التي تحب جيرد 000وعلى الرغم من كل ذلك فقد قال القدر كلمته 000
    [/SIZE]
    دمتم سالمين

    [
    url=http://www.up4ksa.com]67172fe757[/url]
    0

  17. #756
    بسم الله نبدأ:



    1)حادث مأساوي

    (( كاترين ، أختاه ، يجب أن أراك الليلة 00))
    كان صوت فالنتينا على الهاتف متوتراً ومتقطعاً يعتريه الكثير من الخوف والقلق ، مما جعل كاترين تتوقع أن ثمة مأزقاً آخر وقعت أختها فيه ، مساعدتها كالعادة لتنجو منه 0
    ((لا ، ليس الليلة يا فالنيينا ))
    أجابتها كاترين بحزم ، وهي تثبت سماعة الهاتف بين أذنها وكتفها ، لتنظر إلى فصل أوراق الكاربون من التقرير الذي كانت لتوها قد انتهت من طباعته على الآلة الكاتبة ، وتابعت :
    ((ليس الليلة يا فالنتينا ، علي أن أبقى في المكتب حتى ينتهي الاجتماع مع الإدارة ، واستلم محضر الجلسة لأقوم بطباعته ، ومن ثم سيمر بي سيمون ليصحبني معه الساعة السابعة والنصف تقريباً ))
    صاحت فالنتينا بمرارة :
    ((سيمون ! سيمون ! يمكنك أن تريه في وقت آخر ))
    حاولت كاترين جاهدة التحكم في أعصابها ، حتى لا ترد رد قاسي ، وقالت :
    (( لكني ، اتفقت معه على ذلك ، وليس في نيتي إلغاء هذا الموعد ))
    تعالى صوت فالنتينا ثانية لدرجة الصراخ لما أصابها من خيبة ، قائلة :
    (( كاترين ، هناك شيء رهيب قد حدث ، وأنا في حيرة من أمري ، لا أعرف كيف أتصرف على الإطلاق ))
    ألقت كاترين الأوراق المطبوعة بإتقان من يدها ، وأمسكت سماعة الهاتف جيداً وقالت :
    ((اسمعي يا فالنتينا ، أنت طفلة ، لقد بلغت الثامنة عشرة من العمر ، وهذا يكفي لكي تتمكني من تحمل مسؤولياتك بنفسك 0 هلا لأني أكبر منك سناً 000))
    قالت فالنتينا مقاطعة :
    (( لكن أختاه ، إنك الوحيدة التي اعتمد عليه))
    ضاقت كاترين ذراعاً بمشاكل أختها وتحمل مسؤولياتها ، ولم تعد تحس برغبة في الاستمرار في ذلك ، فهي لم تكن تكبر فالنتينا إلا بسنوات ثلاث فقط 0
    وهذا لا يعني أنه يجب عليها أن تكون مسؤولة عن أختها الصغرى مدى الحياة 0 فيكفى أنها منذ كانت في في مثل سنها ن وهي تحمل أعباء العائلة على كتفيها ؟ لقد تحملت كاترين أعباء العائلة ن وهي في الثامنة عشرة من العمر ، بدلاً من أمها التي قتلت أثناء الثورة في أفريقيا الوسطى ، حيث كان أبوهما يعمل هناك في ذلك الوقت 0
    كانت الأختان في مدرسة داخلية ، عندما بلغهما خبر مقتل والدتهما 0فوقع النبأ عليهما وقوع الصاعقة ، وأحست فالنتينا ، وهي لم تتجاوز الخامسة عشرة بعد ، أنها فقدت الركيزة التي تعتمد عليها 0 لم يبق أمامها سوى أختها كاترين ، تحملها مسؤولياتها ، فما كان من كاترين إلا أن كتمت أحزانها في صدرها ، وغمرت شقيقتها بحنانه ، لتعوضها عن فقد أمها 0
    عاد والدهما السيد مالوري إلى لندن في بداية الأمر ، ليعيش مع ابنتيه 0 ولكن سرعان ما ضاق بمشاكل العائلة وتسرب الضجر إلى نفسه ، وفكر بالرحيل ثانية ، فتلاشت أمال كاترين في الانتساب إلى الجامعة ، والتحقت بوظيفة في أحد المكاتب ، بينما كانت تتدرب على أعمال السكرتارية في معهد ليلي 0
    أما السيد مالوري ، فقد قبل بالفعل عملاً آخر في جنوب إفريقيا 0 وترك ابنته كاترين مسؤولة عن المنزل الذي استأجره في هامر سمث 0
    استمرت فالنتينا في دراستها ، لكنها عندما بلغت السادسة عشرة من العمر ، طلبت من أختها أن تأذن لها بالعودة إلى المنزل 0 ولما لم يبد الوالد اعتراضاً على ذلك ، وافقت كاترين على طلبها مضطرة 0
    أحست كاترين أن تلك الموافقة كانت أكبر غلطة اقترفتها 0 وهذا ما تأكدت منه الآن فإن فالنتينا لم تستطع أن تضبط نفسها في تصرفاتها 0وكانت تتجاهل نصائح أختها وتوجيهاتها 0كما تجاهلت رجاءها عندما طلبت إليها أن تجد وظيفة مناسبة تثبت فيها بدل الاستمرار في التنقل من عمل غير مناسب إلى آخر 0فقد عملت في الملاهي ، وأماكن المراهنة ، ومع فرق الديسكو 0وقضت قسطاً كبيراً من وقتها في مصاحبة جماعة من المراهقين الذين لا هم لهم في الحياة إلا العبث ، ولا يشتهرون إلا بخصلات شعرهم المتهدلة ، ومظهرهم الشائن 0
    نسيت كاترين عدد المرات التي دعيت فيها لتستمع إلى شكاوى مخدومي أختها ، فتسوي الخلاف بينهم 0 حتى اضطرت أخيراً أن تكتب لأبيها بعد أن فاض بها الكيل 0 وطلبت منه أن يستدعي فالنتينا إليه 0
    عندئذ وافقت فالنتينا على أن تجرب مهنة التمريض 0 ولما مضى عليها ستة أشهر كطالبة في مستشفى سانت ماري ، أظهرت خلالها حباً لهذه المهنة ، أحست شقيقتها بشيء من الراحة ، وهي تأمل أنه جاء الوقت لتصبح فيه الأخت الصغرى أكثر تحملاً للمسؤولية 0
    كانت فالنتينا قد بلغت الثامنة عشرة من العمر ، عندما تعرفت إلى شاب يسمي غلين فريزر ، ، و اطلعت أختها على ذلك 0
    سعدت كاترين لأن أختها كما يبدو عزمت على الاستقرار ، إلا أنها كانت قلقة في الوقت نفسه لما يخالجها من الشك في نهاية تلك العلاقة 0لم تلتق كاترين بغلين فريزر مطلقاً 0 وكل ما أخبرتها عنه أنه شاب كندي وطالب في مدرسة لندن لعلم الاقتصاد 0
    ترى ما الذي حدث ، كي تهتف لها في الساعة التاسعة والنصف صباحاً وتطلب رؤيتها بإلحاح ؟ من الجلي أن كارثة جديدة وقعت 0
    قالت كاترين مستوضحة :
    (( لماذا تريدين رؤيتي ؟ إن كان الأمر هام ، أخبريني به الآن لأرى ماذا أفعل ))
    ((لا أستطيع أن أخبرك على الهاتف ، كاترين أرجوك ، يجب أن تحددي لي موعد اليوم ن إن عملي يبدأ في الساعة الثامنة مساءً 0))
    أحست كاترين بشيء من الارتياح إذن فالنتينا لم تفقد عملها على الأقل المشكلة لا تتعلق بالمشفى ، وأية مشكلة أخرى لن يكون لها هذا المستوى من الأهمية ، حتى تلح عليها أختها هذا الإلحاح ، وتصر على أن تراها اليوم ، إذن إلى الغد 0
    قالت كاترين :
    ((فالنتينا 000))
    قاطعتها فالنتينا من غير أن تترك لها أي مجال للكلام :
    (( كاترين أرجوك ))
    استسلمت كاترينا كما تفعل دائماً ، وقالت :
    ((ماذا عن وقت الغداء ؟ يمكنني أن أدبر أموري وأكون عندك قبيل الواحدة ، فهل هذا مناسب لك))
    0

  18. #757
    أ
    جابت فالنتينا بحماس :
    (( آه نعم))
    ((ولكن ألا تريدين أن تأخذي قسطاً من الراحة ، طالما ستعملين في الليل ))
    ((في الليلة الماضية كانت عطلتي ، سأراك في الواحدة))
    قالت ذلك ووضعت السماعة مباشرة ، قبل أن تغير كاترين رأيها 0
    بقيت كاترين مشغولة بالتفكير طيلة الصباح ، لماذا تريد فالنتينا مقابلتها وبهذه السرعة ؟!! وبهذا الالحاح ؟!! وأخذت تتذكر ، كم مرة اتصلت بها لتقترض منها بعض المال ، أو لتسدد عنها قيمة الفواتير المتأخرة ، أو لتخرجها من بعض المآزق التي تزج نفسها فيها ، ولكن من الواضح أن هناك ما هو أكثر أهمية من ذلك كله !!! وكم تمنت أن تكون مخطئة في حدسها ، ولا تكون أكثر المشكلة من طلب تسديد دين بسيط لم تستطع فالنتينا دفعه 0
    كانت السماء ملبدة بالغيوم ، والمطر ينزل غزيراً وقت الظهيرة ، غادرت كاترين المكتب الذي تعمل سكرتيرة فيه 0
    ولما لم تتمكم من الركوب في أية سيارة نقل عامة من شدة الازدحام اضطرت إلى السير مسافة غير قصيرة تحت زخات المطر المتواصلة ، لتبلغ القطار الذي يتجه إلى بالهام قرب محطة مستشفى سانت ماري ، وما إن وصلت إلى القطار ، حتى كانت قد تبللت من رأسها إلى أخمص قدميها 0
    عندما نزلت في بالهام ، كانت لا تزال أمامها مسيرة عشرة دقائق لتصل إلى المشفى 0وكانت ساعتها تدل على الواحدة والربع ، وهذا يعني أنها قد تأخرت المحدد ربع ساعة عن الوقت المحدد ولا شك أنها ستجد أختها تنتظرها عند البوابة الكبيرة ، حيث سبق والتقت بها في المناسبات القليلة التي زارت فيها المشفى 0
    وهناك وفي المكان نفسه رأت أختها تقف بانتظارها كئيبة , واهنة العزيمة ، ترتدي بنطال وسترة من الفرو تتصل بقلنسوة تغطي رأسها ، ورأتها فالنتينا فأسرعت لملاقاتها بوجه شاحب قلق يثير الشفقة والريبة في ذات الوقت 0
    كانت الأختان على الرغم من تباين عمريهما تتشابهان في الطول ، وتتشابهان أيضاً في لون الشعر ، إلا أن فالنتينا كانت أكثر نحولاً وأقصر شعراً 0
    (( شكر لك على مجيئك ))
    بدأت الصغرى الحديث ، وهي تتأبط ذراع أختها ، ووجهها الذي يعلوه الخوف ينطق بحقيقة ، لا يمكن التكهن بها في بضع دقائق 0
    ولما لم تجبها كاترين ، تابعت :
    ((دعينا نذهب إلى المطعم ، حيث نتناول شيئاً من الطعام))
    ترددت كاترين هنية ، ثم سارت إلى جانب أختها دون أية كلمة 0 كانت تفضل لو أنهما تتناولان فنجاناً من الشاي وقطعة من الجبن وبعض الخبز في غرفة فالنتينا ، في بيت الممرضات 0حيث يمكنهما التحدث بجدية ، ولكن طالما هذه هي رغبة أختها ، فلتذهب معها أينما شاءت 0
    استمرت فالنتينا في الحديث بصوت ضعيف :
    ((ماهذا الطقس اليوم ؟ كنت أخشى ألا تأتي ، يا الهي !! أي ورطة أوقعت نفسي فيها ؟ ))
    لم تعلق كاترين على كلامها واستمرت صامتة ، فقد حالت شدة الزحام دون ذلك ، ولما أخذت كلاً منهما شطيرة جبن وكأساً من الشراب ، واختارتا زاوية هادئة ، وقفتا فيها 0 تكلمت كاترين :
    (( تعالي ، ما الذي حدث ؟ إنك تبدين كأنك لم تنامي منذ أسبوع أو أكثر ))
    أخذت فالنتينا نفساً عميقاً ، وتناولت جرعة من الشراب وقالت :
    (( أجل ، أشعر أنني كذلك ، آه ن كاترين ، أنه شيء مريع لا يمكنك أن تتخيلي !! أنه غلين لقد أصيب بجراح!!))
    اضطربت كاترين قليلاً ، ولكن هان الأمر عليها طالما المسألة تتعلق بغلين وليست فالنتينا ، وسألت :
    ((ماذا حدث ؟ وكيف حدث ؟ ))
    تنهدت فالنتيتا تنهيدة عميقة وقالت :
    ((هو لا يزال في حالة غيبوبة ، بلا حراك ))
    تجهم وجه كاترين من المفاجأة ن وقالت :
    ((هل تعنين أنه أصيب بحادث ؟ حبيبتي فالنتينا ، تماسكي قليلاً ، وأعلميني الخبر بالتفصيل ))
    ابتلعت فالنتينا ريقها ، وقالت :
    ((نعم ، يا الهي ، هناك حادث!))
    (( حادث سيارة ؟))
    هزت فالنتينا رأسها ، أما كاترين فقد بللت شفتيها الجافتين بطرف لسانها ، لقد سبق وأخبرتها أختها أن غلين يملك سيارة سباق سريعة ، كما أخبرتها عن قيادته المجنونة دائماً ، ومع ذلك فإن المهم في نظرها أن فالنتينا لم تصب بأذى 0
    أضافت :
    ((أين هو الآن ؟))
    0

  19. #758

    Thumbs up

    الروايه أكثر من رائعة.......
    مشكورررررررررررررره حبيبة قلبي(ماري انطوانيت)
    وأشكرك على مجهودك في كتابتها.......



    تقبلي تحياتيsmile
    كيوته وكتكوته
    0

  20. #759

    أغمضت فالنتينا بصرها وقالت :
    ((أين هو ؟ في المتشفى طبعاً ، في أي مكان آخر تتوقعين ؟))
    ((في المتشفى ؟ بالتأكيد ليس مشفى سانت ماري ))0
    (( لا ، هو في مشفى جود ن أخذوه إلى هناك بعد الحادث ))
    بدأ الخوف في عينيها وتابعت :
    ((يا الهي كم كان منظره يبدو مخيفاً ، ظننت في بادئ الأمر أنه مات ))
    وضعت كاترين يدها على ذراع أختها بحنان ، وقالت :
    ((مسكينة فالنتينا ، ليس الغريب أن تكوني على هذه الحالة ، ولكن كيف هو الآن ؟ أعني هل يتوقع الأطباء شفاءه ؟ ))
    صاحت فالنتينا بعنف :
    ((يجب أن يشفى ، نعم يجب أن يشفى ، وإلا فإني لا أدري ماذا سأفعل 000))
    لم يسبق أن رأت كاترين أختها على مثل هذه الحالة من الهيجان والقلق ، فقالت تحاول تهدئتها :
    (( لا تضطربي ن سيشفى بكل تأكيد ن فالأطباء يستطيعون فعل المعجزات في هذه الأيام ))
    ((نعم هذا صحيح))
    ((اخبريني ، متى حدث ذلك ؟ أقصد الحادث ، لماذا لم تتصلي بي حينما سمعت الخبر ؟))
    نظرت فالنتينا إلى أختها شاحبة مشدوهة وتمتمت :
    ((سمعت!!))
    قالت كاترين بلطف :
    ((سمعت عن الحادث ؟ متى عرفت ؟ يبدو أنه الليلة الماضية ، هل علم أهل غبين بذلك ؟ أني أتوقع أنهم 0000))
    قاطعتها فالنتينا وعيناها تتطلعان بقلق ، والكلمات تخرج من بين شفتيها كلمة تلو الأخرى ، وكأنها تجاهد في إخراجها :
    (( آه ، إنك لم تفهمي شيئاً أختي ، أنا لم أسمع بالحادث ، أنا كنت هناك ، كنت معه ، لقد كانت غلطتي !! ( وتابعت باكية ) ألم تفهمي بعد ؟ الحادث حصل الليلة الماضية ن ليلة عطلتي ، وأنا التي كنت أقود السيارة ))
    تكلمت كاترين لاهثة :
    (( أنت ؟ لكنك لا تحملين إجازة قيادة!!))
    أشاحت فالنتينا بنظرها وهي تقول :
    (( ليس هذا هو المهم الآن ، ليس هذا ما أحاول أن أخبرك إياه ، آه كاترين ، ماذا يمكنني أن أفعل ؟ من الممكن أن يموت غلين وإذا حصل ، فأنا التي سيقع عليها اللوم 0))
    أحست كاترين بالغثيان ، لم تعد قادرة على الوقوف ، القت الجزء الباقي من السندويش من يدها على صينية بجانبها ن ودون أن تفوه بأي كلمة 0
    امتلأت عينا فالنتينا بالدموع وهي تتابع ك
    ((ألا تستطيعين أن تقولي شيئاً ؟ ألا تستطيعين أن تقولي على الأقل أنك فهمت ؟ يا الهي !! كاترين ، إذا لم تساعديني فمن غيرك يفعل ؟ أختاه 00أني خائفة , خائفة جداً ))
    وضعت كاترين الكأس على الصينية ن وفركت يديها ببعضهما ، ثم تمتمت بضعف :
    (( يجب أن تمهليني بعض الوقت ، يا فالنتينا ، فلا أعرف ماذا أقول ))9 تمتمت فالنتينا وهي ترتجف :
    (( أمهلك ؟ كاترين أنني لم أنم ليلة أمس ، حتى ولم أتمدد على فراشي ن لقد بقيت أهيم على وجهي بالطرقات عدة ساعات ن منهوكة القوى ، ومع ذلك لم أستطع العودة إلى مشفى سانت ماري ))
    قاطعتها كاترين :
    (( انتظري لحظة ؟ ماذا تعنين مشيت عدة ساعات في الطرقات ؟ !! لقد قلت أن غلين أخذوه إلى المتشفى بعد الحادث ))
    ((نعم هو كذلك فأنا التي اتصلت من أجل سيارة الإسعاف ))
    ((ولم يطلبوا منك مرافقتهم ؟ أعني الشرطة ن لا بد أن الشرطة كانت هناك ، ألم يطلبوا منك تقديم إفادتك ؟!))
    أحنت فالنتينا رأسها والألم يعصر قلبها ، وقالت :
    ((الأمر ليس كما تظنين ، عندما وقع الحادث لم يكن هناك أحد في المكان ، آه أنا لا أعرف كيف حدث هذا ، كنت أقود السيارة وأنا في غاية الفرح والسرور ، وإذ بقطة تقفز أمامنا ، صاح غلين توقفي ،و لكن على غير وعي مني ، وفي حركة عكسية ضربت قدمي دواسة البنزين ، فارتطمت السيارة بعامود الكهرباء ))
    ((آه ، فالنتينا !!))
    ((لقد كان حادثاً مريعاً ، لا بد وأن رأس غلين أرتطم بالنافذة رأيته مغطى تماماً بالدم ، فتملكني رعب شديد ، ولم أكن أفكر في شيء ، إلا أن ابتعد عن مكان الحادث بأي طرقة خوفاً من أن يراني أحد ، أو يشهد علي أحد ))
    ((انتظري لحظة ، قلت أنك اتصلت هاتفياً بنفسك ، من أجل سيارة الإسعاف 000))
    (( نعم 00نعم ، من هاتف عمومي قريب اتصلت وفررت هاربة 00))
    ذعرت كاترين مما سمعت ، وصاحت :
    ((فالنتينا!!))
    فالنتينا أخذت تعبث بخصلات شعرها بحركة عصبية لا إرادية ، ثم قالت :
    (( ماذا ؟ ما الذي كان يمكنني عمله ؟ لقد أخبرتك ، كان منظره مريعاً ، لم استطيع البقاء ، هل كنت تتوقعين مني أن أنتظر حتى تأتي الشرطة ، وتلقي القبض علي ؟))
    تناولت كاترين بقية شرابها ، وهي تجمع شتات أفكارها وحاولت أن تتكلم بهدوء :
    (( فالنتينا ، الشرطة ستعرف أجلاً أو عاجلاً أن هناك شخص آخر كان مع غلين ، وأن هذا الشخص هو الذي كان يقود السيارة ، فدعينا نواجه الحقيقة ، أنت أول المشبوهين ، فأنت صديقته ، ولا بد أنه أطلع أصدقاءه على ذلك))
    قاطعتها فالنتينا :
    (( لا ، لا كان الوقت متأخر ، ولم يرني أحد من أصدقائه معه ، كنا في طريق العودة إلى المتشفى ، واتخذنا الطريق الجانبية ، حتى أتمكن من القيادة ، ولولا ذلك ، لكان بإمكانه أن يوصلني خلال هذا الوقت ، وأن يكون في طريقه عائداً إلى شقته ))
    قالت كاترين بحزم :
    ((ولكنه لم يفعل ، فالنتينا واجهي الحقائق ولو لمرة واحدة ، لم لا تكوني واقعية ؟فإن غلين لم يكن أمام المقود))
    ((لن يعرف أحد ذلك))
    (( ماذا تعنين ؟؟))
    هزت فالنتينا رأسها وقالت :
    ((أخبرتك أن رأس غلين ارتطم بزجاج النافذة الذي تحطم ، فسحبت رجليه أمام مقعد القيادة ))

    ((يا الهي !!! أحسبك قلت أنك مذعورة؟! ))
    كان صدر فالنتينا يعلو ويهبط بسرعة كبيرة وهي تقول :
    (( نعم كنت مذعورة ، كنت أرتجف رعباً ، ولا يمكنك أن تتخيلي ما كنت أحس به هناك ، في الظلام الرهيب ، وأنا أعلم أن غلين قد يموت بين لحظة وأخرى ))
    زفرت كاترين بقلق قائلة :
    (( هل تدركين ، أنك ستتهمين بجريمة قتل عن غير قصد ؟ ( وتابعت صارخة ) كيف فعلت ذلك ؟ كيف فعلت؟!))
    وضعت فالنتينا يديها في جيبها ، وتلفتت حولها بقلق وهمهمت :
    (( يمكنك أن تتكلمي كيف شئت ، فأنت لم تقعي في مثل هذه المتاعب من قبل ، لا شك أنك لم تحبي أحداً ، حتى ولا سيمون ، أنا متأكدة من ذلك أيتها المتكبرة المتزمتة ))
    وضعت كاترين يدها على ذراع أختها تهدئها ، وقالت :
    (( لا يمكنك أن تكسبي عواطفي بالتعرض إلى سيمون ترافس ، فسيمون صديق حميم ، وأنت تعلمين أنني معجبة به ، ولكني لا أعرف ما سيكون شعوره عندما يعرف القضية ))
    لم تفارق علامات الخوف والرعب وجه فالنتينا ، وهي تعلق على كلام أختها :
    ((معجبة ، ما أروعها من كلمة تستعملينها عن الرجل الوحيد في حياتك ))
    تجاهلت كاترين كلام أختها الأخير ، فالمسألة الآن أخطر من أية مشكلة سبق وأوقعت فالنتينا نفسها فيها ، ولكنها هي الأخرى لا تعلم بماذا تنصحها ، فهل من الخير أن تقنعها بالاعتراف ؟ وهل اعترافها سيساعد غلين على الشفاء ؟
    بالتأكيد لا ، أو تسمح لأختها بالهرب من وجه العدالة ؟ في أية حال ، هناك حقيقة واقعية لا يمكن لشيء أن يغيرها ، فالنتينا هي التي كانت تقود السيارة ، وكلاهما كانا لا مباليين ، فإذا توفي غلين فإن أختها هي المسؤولة ، وعليها أن تتحمل وزر عملها ، ولكن إذا شفي غلين ، فما فائدة تقديمها للعدالة ؟ وتكفيها هذه التجربة التي تمر بها عقاباً لها وعبرة ، فلعلها لا تعود في المستقبل إلى مثل هذه الأعمال الطائشة 0
    فالنتينا كانت تراقب أختها بفارغ الصبر تنتظر منها حلا ينتشلها من هذا المأزق الذي وقعت فيه ، ثم قالت :
    ((هل تريدين كأساً آخر من الشراب ؟))
    ((لا ، شكراً يجب أن أذهب حلاً ))
    أمسكت فالنتينا بأختها تحتجزها وقالت :
    (( إلى أين ؟ لم أسمع رأيك حتى الآن !!))
    ((رأيي ؟ فالنتينا كيف عرفت أن غلين لا يزال في غيبوبة ؟ هل اتصلت هاتفياً بالمشفى تسألين عنه ؟ ))
    ((لا ، هم اتصلوا بي ))
    رفعت كاترين حاجبيها باستغراب ودهشة وقالت :
    ((اتصلوا بك ؟))
    هزت فالنتينا كتفيها :
    ((نعم هم اتصلوا بي ، إنها حقيبتي ، لقد نسيت حقيبة يدي في السيارة هل تتصورين ذلك ؟ ))
    ((فالنتينا!))
    0

  21. #760

    (( من أجل هذا أردت أن أراك ، أريد منك فقط أن تقولي لهم أني أمضيت الليلة في شقتك ))
    دب الهلع في قلب كاترين وبدا الشحوب على وجهها ، وقالت وشفتاها ترتجفان :
    ((لكن 00لكن لماذا ؟ ماذا يفيدك ذلك ؟))
    (( أسمعيني كاترين ، إن شقة غلين ليست بعيدة عن المتشفى كما أعلمتك ، وأريد أو أوهمهم أنه أوصلني إلى شقتك أولاً ، ثم تابع طريقه قاصداً منزله))
    ((لماذا أوصلك إلى شقتي ، وليس إلى المتشفى ؟ ))
    قالت فالنتينا بفارغ صبر :
    (( أوه كاترين ، ما بك ؟ يجب أن أثبت لهم أني كنت في مكان آخر وقت وقوع الحادث ، أخبرتك بما جرى ، فقد سرت في الطرق بضع ساعات أهيم على وجهي ، ولم أعد إلى المتشفى إلا في الصباح ، حيث اكتشفت أنهم يبحثون عني ، فماذا تردين مني أن أقول لهم ؟ وما عساي أن أقول ؟))
    أخيرا فهمت كاترين كل شيء ان أختها لم تكن لتفضي بسرها لولا أنها أخطأت بترك حقيبتها في السيارة ، ، وكالمعتاد فهي تريد منها أن تجد لها حلاً 0 ثم سألتها ببرود :
    (( ماذا قلت لهم ؟ ))
    أجابت فالنتينا صارخة :
    (( أخبرتهم إني كنت معك في شقتك ماذا يمكنني أن أقول غير ذلك ؟))
    ردت كاترين بغضب :
    (( إذا أنت لا تطلبين مساعدتي ن بل تخبرينني بما يجب أن أفعله؟))
    (( لا ليس الأمر كذلك كاترين ))
    ((ما هو إذن ؟))
    خفضت فالنتينا من صوتها وقالت بشيء من الاستعطاف :
    ((كاترين لا يمكنك أن تتخيلي ما أحس به ، كان يجب أن أجد سبباً منعني من النوم في بيت الممرضات تلك الليلة ، هل كان بإمكاني إخبارهم الحقيقة ؟ 000ساعديني إنه شيء بسيط !!))
    ((شيء بسيط !! وإذا مات غلين ، ماذا سيحدث ؟ تجعلين مني شريكاً في الجريمة ، لأني تسترت عليك ؟))
    (( لا لن يموت 000))
    (( آمل ذلك ، لأنه إذا مات ، لن أقف جانباً وأتركك تفلتين من العقاب))

    ****************

    عادت كاترين إلى مكتبها بعد الظهر ، وكان من الصعب عليها أن تركز تفكيرها في نقطة معينة ، فقد كان رأسها يضج بالأمور التي أخبرتها بها فالنتينا ، كان من الصعب عليها أن تصدق أن أختها ألقت بنفسها في مثل هذه الورطة الكبيرة ، وعجبت كيف يمكن أن تكون ÷ي وفالنتينا أختين ومختلفتين إلى هذا الحد / أنه منذ تركت أختها المدرسة ، وهوة سحيقة تفصل بين طباعهما وتصرفاتهما لآ يمكن اجتيازها 0
    السيد جورج يات مديرها الحالي ، رجل متوسط السن ، سريع الغضب ولكنه رجل أعمال ناجح ن ومعجب بعملها إلى حد كبير فهي سكرتيرة جيدة ن لا تعتمد على أحد ، ويمكنها أن تقوم بالعمل وحدها إذا اقتضى الأمر 0
    كان السيد جورج مصاباً بقرحة في معدته ويعاني منها الكثير ، وحتى الدواء لم تكن تفغل كاترين عن إعطائه إياه عندما يحس بالألم ن ولكن بعد ظهر ذاك اليوم ن كانت قلقة شاردة الذهن ، مما أثار المدير وجعله يصيح بها :
    ((ما بك كاترين ؟ هل تحاولين إغضابي ؟ لقد طلبت منك مرتين أن تناوليني ملف السيد ماكودونالد ن ولكنك وبكل بساطة تجاهلت طلبي!))
    (( إني آسفة ، سيد جورج ن إني أشعر بصداع ، وهذا كل ما في الأمر ))
    أجابها وعدم الرضا باد في عينيه :
    (( إن الألم الذي أعانيه من معدتي ، يكاد يمزقني فهل هذا يعني أن أتخلف عن إتمام أعمالي ، وأقول إني أحس بشيء من الألم ، وهذا كل ما في الأمر ؟ ))
    حاولت كاترين أن تقول شيئاً ولكنها لم تستطع ، واكتفت بإيماءة من رأسها ، محاولة أن تركز انتباهها على ما يمليه عليها ، لم يكن ذاك بالأمر السهل ، وكم كانت تتمنى ألا يتذكر السيد جورج كل كلمة أملاها عليها عندما يراجع اختزالها 0
    كانت مدة اجتماع المجلس قصيرة هذه المرة ، وتنفست كاترين الصعداء عندما وجدت نفسها خارج المبنى ن وسيارة سيمون بانتظارها في مرآب الموظفين 0
    كان قد انقطع المطر ، وتلاشت الغيوم ، وانقلب الجو فجأة كأنما الربيع حل معتدلاً لطيفاً ، أمسية من أمسيات نيسان الجميلة ، وأنوار المدينة تتلألأ في كل مكان ، تدحر الظلام وتضيء جميع الشوارع المعتمة 0
    حياها سيمون بلمسة لطيفة ، عندما جلست إلى جانبه داخل السيارة وردت عليه التحية بأحر منها 0
    هز سيمون رأسه وهو يتفحصها ، ثم قال :
    ((تبدين شاحبة اللون ، ما بك ؟ هل كان السيد جورج عصبياً مرة أخرى ؟))
    أدارت كاترين وجهها بحركة من كتفها تدل على عدم رغبتها الخوض في أي موضوع ، وقالت :
    ((دعنا من هذا الآن , ولنذهب أني أكاد أموت من الجوع ))
    وراحت في شرودها ، فالطعام آخر ما كانت تفكر به ، أما سيمون فقد حرك مقود السيارة ن وهو يحاول أن يلفت انتباهها بحديثه ، فقال :
    ((بالمناسبة ، لقد قطعت تذكرتين لحضور الحفلة الموسيقية ، التي ستقيمها فرقة بارتوك ،يوم الأحد أنا أعلم أنكل لست كثيرة الحماس لهذا الموضوع ، ولكنك في أي حال سوف تستمتعين ولو لبعض الشيء))
    كانت فكرة حضور حفلة موسيقية بالنسبة إليها في هذا الوقت ، كفكرة تناول الطعام تماماً ، لاحظ سيمون تغير في هيئتها ، وكذلك في تصرفاتها ، فتابع قائلاً :
    (( ما الأمر ؟ ما بك كاترين ؟ يبدو أن أعصابك متوترة ونظراتك شاردة ، هل هناك ما يقلقك ؟))
    تظاهرت كاترين بالابتسام ، وقالت :
    ((لا ، ليس هناك أي شيء سيمون ، ولكني متعبة فقط))
    ((لا أظنك غاضبة مني بسبب يوم الأربعاء الفائت ، فقد كان لدي الكثير من العمل ))
    0

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter