مشاهدة النتائج 1 الى 2 من 2
  1. #1

    _-_ .. الصابر المحتسب .. _-_

    بــسم الله الـــــــــرحمــن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , فتح بابه للسائلين , وحث على دعئه في كتابه المبينِ , وصلى الله وسلم على أشرفِ الأنبياءِ والمرسلين , نبينا محمدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين .. وبعد :




    في يوم من الأيام , قبل ثلاثة عشر قرناً في عهد الوليد بن عبد الملك , وكان قصرهُ صامتاً حزيناً ؛ لأن ضيف الخليفة مريض ..
    ربما تتساءلون , من هو هذا الضيف ! أي أميرٍ هو ! أو أي ملك ! أي قائد من أعاظم القواد .. !


    هوَ ليسَ بقائدٍ ولا ملكٍ ولا أميرٍ , إنه أعز من كل أمير , وأكبر من كلّ قائدٍ , إنهُ عالمٌ من أجلّ علماء المسلمين ..
    والأعجبُ من ذلك كله , أنه من الأسرة التي طالما عادت أميّة , ونازعتها الملكَ بالسيف , فهل عرفتم من هو .. ؟


    إنه عروةُ بنِ الزبير , العالم الأجل , و أحد الفقهاء السبعةِ في المدينةِ ..

    وقد حشد له الوليد الأطباء من كل مكان ليعالجوا المرض الذي في رجله , لكنهم لم يستطيعوا أن يفعلوا شيئا إلا قطع الرجل ..!

    فاندهش الخليفة , ولم يدع باباً من أبوابِ الترغيبِ والترهيبِ إلا عرضهُ عليهم , لكنهم ما استطاعوا , وما استطاع المالُ أن يداوي رجله ..

    عرضوا عليه الخمر ليسكروه فلا يحس بألم القطع فأبى وقال : لا أستعين بقدرِ اللهِ على معصيةِ الله , فأرادوه أن يشرب المرقد فقال : لا
    فإني لا أحبُّ أن أُسلَبَ عضواً من أعضائي وأنا لا أجد ألم ذلكَ لأحتسبهُ عندَ اللهِ ..


    ولكني سأدخلُ في ذكرِ اللهِ فإذا رأيتموني استغرقتُ في الذكر فشأنكم بها , وذكرَ اللهَ لا كما نذكرهُ نحنُ حين نذكر بألسنتنا وقلوبنا في غفلة ,
    ذكرهُ ذكرَ القلب واللسانِ والجوارحِ , فلما رأوهُ استغرق بدأت العمليةُ حتى أغميَ عليهِ , ولما أفاقَ الشيخُ من غشيتهِ , رأى القدم في أيديهم ,
    قدَمه التي كانت بضعةً منهُ أصبحت قطعةً من لحمٍ وعظم , فأركهُ الضعفُ البشريُ فقال : أما والذي حملني عليكِ إنه ليعلم أني ما مشيتُ بكِ إلى معصيةٍ قط ..


    و في هذه الأثناءِ إذا بصرخةٍ تشقُّ حَجَبَ الصمتِ , أن لقد ماتَ ابنُ الشيخِ , انهُ محمدٌ يدخلُ الإصطبل ليخرج فرَسًا فيرمحهُ فيموت لساعتهِ ..

    وهكذا تجتمعُ المصائب , لكنهُ صبَرَ واحتسب , فقال : اللهم إن كنتَ أخذتَ طرفاً لقد أبقيتَ أطرافاً , وإن كنتَ أخذتَ ولداً لقد أبقيتَ أولاداً
    ولك الحمد على ما أخذتَ وما أعطيتَ ..


    فهذا هوَ عروةُ بن الزبير , الإمامُ العالمُ الصابرُ المحتسبُ ..
    .
    [ المســـــــاحة للتقبيــــــــل ]
    .


  2. ...

  3. #2
    مشكور اخوي ويعطيك الف عتفيه على الموضوع الروعه
    03c8e1a48c7350b13ee4903089d39a19

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter