كوالالمبور - صهيب جاسم - إسلام أون لاين
أفلام الكارتون الأمريكية واليابانية تهدد الأطفال
حذر خبير فنون كوري من خطورة الرسوم المتحركة المستوردة على عقول الأطفال، وخاصة أفلام والت ديزني الأمريكية التي تمجد قيم الحضارة الأمريكية، وتقدس سيطرة وسيادة الرجل الأبيض والرسومات المتحركة اليابانية المعقدة، والتي تضع نظرة تشاؤمية للمستقبل. ودعا إلى ضرورة الاعتماد على شخصيات وقصص كارتونية وطنية تعبر عن الذات الدينية والحضارية والثقافية.
فقد أكد البروفيسور هان أستاذ قسم الرسوم المتحركة في جامعة "سيجونغ" بكوريا الجنوبية على أن البعد الأيدلوجي في أفلام الرسوم المتحركة لا يختلف عن البعد الأيدلوجي الذي أثبتته البحوث والدراسات الإعلامية عن أفلام هوليوود أو ما يعرف بـ" عقيدة أفلام هوليود"، ونفى وجود فرق بين أهداف هوليوود وديزني، ومشددًا على أن خطورة أفلام الكرتون قد تتضاعف آثارها؛ بسبب تعرض غير البالغين من الأطفال لرسائلها غير الظاهرة لهم.
ويقول هان: "في غالبية الأفلام الكرتونية يظهر الرجل أو المرأة من البيض بشكل معين، والبيض هم أهل الخير في الكرتون، كما تظهر رسالة مكررة عن انتصار الخير وانهزام الشر بصيغة موحدة، ومن ذلك أن الرجل الأبيض الطيب لا يقتل المجرم مثلاً، ولكن المجرم أو الشرير هو الذي يموت بخطئه أو بعقاب ما يسمى بالطبيعة أو بحادث مفاجئ آخر، مضيفًا: "عند رسم هذه الصورة في ذهن الطفل فإن الرسامين الأمريكان يزرعون في ذهنه شكلاً محددًا لصورة الخير والشر ويقربون إلى قلبه الرجل الأبيض".
لا فرق بين ديزني والبوكيمون
ويحذر البروفيسور"هان" من تقبل كل ما أنتجته ديزني بحجة أنه "مجرد كارتون لا غير"؛ لتغير المحتوى بشكل كبير عن الرسوم التي ظهرت مبكرا بقوله: لأن إنتاج ديزني هو من الرسوم المتحركة الموجهة للأطفال والعائلات فإن الناس يميلون إلى تقبل ما يأتي فيها والثقة بأن كل فليم كرتون يحتوي على قصص جيدة وجميلة وبريئة بدون أية تحفظات أو فحص مسبق، وأكد أن النظرة العامة تعتبر الشخصيات الكرتونية فاقدة للهوية، وهذا ما يسهل انتشارها ونشرها لأيدلوجية راسميها.
ويضيف أنه يلاحظ اتباع الرسامين اليابانيين لأساليب فنية أخرى، فكثير من رسومهم – وليست البوكيمون إلا إحدى إنتاجاتهم !- تخاطب المراهقين وبعضها تخاطب من هم في بداية العشرينيات من عمرهم وبصور وأيدلوجية أكثر تعقيدا، وأوضح الخبير الكوري: "الرسوم اليابانية أكثرها تتبع النظرة التشاؤمية للمستقبل ورسم صور غامضة ضبابية، فكبار الرسامين اليابانيين وهم في الأربعينيات من عمرهم الآن متأثرون بقصص البليد رانر"، ومن هذه الرسوم "أكيرا" و"الشبح في الصدفة" التي تظهر مجتمعا مضغوطا في حياته في المستقبل بتقنيات الحياة المتقدمة جدا، وتظهر الأفلام اليابانية ثقة اليابان بمستقبل علمي عظيم وتفوق تقني على غيرها من دول العالم"، مضيفا: "وفيما تظهر رسوم ديزني فكرة الأمريكانية أو الأمركة فإن الرسوم المتحركة اليابانية تظهر الفكر التكنو-شرقي الذي يحاول إثبات أن وجود بلد متسلح بالتكنولوجيا كاليابان سيكون بديلا شرقيا عن الولايات المتحدة في المستقبل .. والمتحمسون من الأطفال والشباب الصغار لما يسمى بـ"اليبننة" قد تحجرت أفكارهم بهذه النظرة".
وبالرغم من أن دعوة الخبير الكوري قد تكون نابعة من الروح القومية والخلاف القديم مع اليابان وحتى الولايات المتحدة أكبر مصدر لأفلام الكارتون في العالم فإنها تأتي لتؤيد ما ذهب إليه علماء و مفكرون مسلمون من خطورة الرسوم المتحركة الأجنبية وآخرها ما دار من جدل حول حل أو حرمة مسلسلات وألعاب البوكيمون بشخصياتها الكثيرة المنتجة من اليابان، ومؤكدا على أن القضية ليست في حل أو حرمة هذه الرسوم وألعابها فقط، ولكنها ذات أبعاد حضارية عميقة مرتبطة بالهيمنة الأيدلوجية لكبرى استوديوهات فنون الرسم في العالم وسيادة الدولتين المصدرتين لها على غيرها، كما تظهر الرسوم اليابانية والأمريكية صراع الهيمنة المستقبلية بينهما من خلال أذهان أطفال العالم.
و"هان" هو الأستاذ الوحيد الذي يدرس مادة أسماها بـ"نظريات الرسوم المتحركة" في جامعة سونجانغ أيضا من بين جميع أساتذة أقسام وكليات الرسوم والفنون في كوريا الجنوبية البالغة 80 قسما ومعهدا وكلية؛ حيث إن غالبية المناهج الدراسية في كوريا كغيرها من دول العالم تركز على الجوانب الفنية والتقنية للرسم دون النظر إلى "الفكر الكارتوني".
وقد جذب "هان" الأنظار الإعلامية عندما نشر له كتاب مؤخرا بعنوان: "إستراتيجيات اليبننة والديزنة" إشارة إلى إشاعة الرسوم اليابانية والرسوم المنتجة من أستوديوهات ديزني الأمريكية الشهيرة، ويقول في كتابه المهم بالنسبة للعاملين في حقل فن الرسوم المتحركة التي تهم الصغار والكبار: "إن الرسامين اليابانيين والأمريكان في ديزني هم قطبا الإنتاج الفني؛ حيث يسيطرون معا على سوق الرسوم المتحركة في العالم؛ ولذلك فعلينا أن ندرس إستراتيجياتهم والقضايا الثقافية والإنتاجية المتعلقة بهما في هذا القطاع.. والنظرة التي نؤسس عليها تصورنا لهذه الرسوم ستكون قاعدة للحديث عن رسوم متحركة لذاتنا في المستقبل".
انتهاا
المصدر
المفضلات