البحــــــــــــــــــــــــــــث عن الاوفياء
حينما يكون المرء في يسر من أمره
يلتفت يميناً و شمالاً فيجد الجموع
حوله و الكل معسولٌ كلامهُ شهمٌ
فعلهُ , يتلهف للساعة التي يحتاج فيها
إليهِ , بيدَ أن ساعة تأتي تلك الساعة
تجد أن الذي منذ برهة كنت تلمسه
واقعاً ما هو إلا سرابٌ خدع
ناظريك , و تصبح تلك الجموع
هباءاً منبثا , كل واحد منهم يبحث
عن جحر يختبئ فيه منك لأجل أن
لايضطر أن يمد يد العون إليك لا
بل حتى اصبعه , لكن طينة الله
اودعها روحا لاتخلو من الطيبين
و إن بلغت اعدادُ اللئام زخاء رمل
البحر عداد , فترى البعض يحسُ
بالذي يصبك كأنهُ من نفسك حشا
يتألم لمصابك , يسر مع في دربك
لا حبا بعرض المطلع , ولا تملقاً
بوجه مصطنع , إنما لطباع في نفسهِ
هي كما الشمسُ لاتقوم لحياته قائمة
دونها , فذلك هو الذي مهما ابتغيتَ
الصدق في غيره فقدته , ومهما
أنشدت قصائد الوفاء في غير بلاطه
لم تحصد الا صدى صوتك , فعليك
بهِ , فالأوفياءُ قلة و اعلم أنهم لا
يبغون الشكر , إنما الوفاء لهم هو
الشكر , فالجزاء لايكون إلا من
جنس العمل , فلا تُجلل نفسك أن
تكون عارفاً بجميل المحسن , و إياكَ
و الخسة فإنها تدنو بالنفوس
مهما بلغت من العلو
الشــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاسع
المفضلات