ترددت في أرجاء الجزيرة العربية اصداء الفتح العظيم:الذي حققه المسلمون
بقيادة الرسول القائد عليه الصلاة والسلام فخشيت هوازن المقيمة على مقربة مكة
عاقبة ذلك وأخذتها حمية الجاهلية لسقوط دولة الأوثان ودخول الناس
في دين الله أفواجاً ...ونهض زعيمها مالك بن عوووف يجمع القبائل
ويحرضها على الإسلام والمسلمين فكانت غزوة حنين التي هي ابرز مشاهدها:
الرسول يقرر السبق بالهجوم:
علم الرسول عليه الصلاة والسلام بأخبار هذه الحشود فقرر المسير إليهم في جيش كبير لم
يسبق للعرب عهد به حيث خرج معه اثنا عشر ألفاً منهم ألفان ممن أسلموا بعد
الفتح وكلهم تلمع دروعهم في عدةٍ
ضخمة وفي مقدمة الجيش الفرسان والإبل تحمل الميرة والذخيرة وسار الجيش يتقدم كل قبيلة علمها
وقد امتلأت النفوس إعجاباً وزهواً بهذه الكثرة في العدد والعدة...حتى قال بعضهم
:لن نغلب اليوم من قلة.
حتى بلغوا حنيناً فنزلوا على أبواب واديها ينتظرون طلوع النهار.
كمين المشركين وهزيمة المسلمين :
وفي بكرة الفجر تحرك الجيش منحدراً من حنين إلى وادٍ من أودية تهامة.
وفجأت شدت عليهم القبائل بقيادة مالك بن عوف...الذي اعد هذه الكمين للمسامين
وهم لايزالون في ظلمة الفجر...وآمطروهم وابلاً من النبال كالجراد المنتشر ...
عندئذ اختلط الأمر على المسلمين وتفرقت جموعهم وأخذهم الخوف والفزع
...حتى أطلق بعضهم ساقه للريح ..وظن بعض المترددين وضعفاء الإيمان ممن
أسلم حديثاً أن هذه الهزيمة في نهاية المسلمين .
ثبات الرسول القائد يقلب ميزان المعركة:
وكان الرسول القائد صلى الله عليه وسلم يراقب المشهد الخطير والفرار والفزع
والفوضى تملاً النفوس غماً ويأساً..ولكن ذلك كله لم ينفذ إلى إيمانه
عليه الصلاة والسلام بربه وبالنصر
الذي وعد عباده المؤمنين ...فثبت مكانه وأحاط به جماعة من المهاجرين والأنصار
ومعه أهل بيته
ونادى في الناس وهم يمرون منهزمين:أين أيها الناس؟ أين؟..ليجتمعوا إليه وكان العباس
بن عبد المطلب قوي الصوت فنادى الناس :يا معشر الأنصار الذين آووا ونصروا!يا معشر
المهاجرين الذين بايعوا تحت الشجرة ! وبلغ النداء الأسماع وأيقظ القلوب وتذكر المهاجرون و
الأنصار عهودهم وتضحياتهم ورأو ثبات الرسول القائد ورباطةجأشه كثابته يوم أحد..
ونداء العباس يدوي فتهتز له الأفئدة عندئذ تجاوبوا مع النداء من كل صوب قائلين:لبيك لبيك!!
والرسول يهتف:أنا النبي لاكذب...أنا ابن عبد المطلب
وارتد الفارون الى المعركة مستبسلين مجاهدين في سبيل الله .
المواجهة والنصر الكبير:
اطمأنت نفس الرسول صلى الله عليه وسلم حين رأى جيشه يستجمع قواه من جديد والمئات
ينتظمون حوله لاستقبال العدو ومواجهته واشتدت العزائم وأخذ العدد يزداد وجعل
الأنصار ينادون:يا لأنصار ..وأضاء النهار وانحدرت هوازن من مكامنها بعد الصدمة
الأولى واصبحت وجها
لوجه مع المسلمين.
ونشب القتال بين الجانبين واندفع المسلمون إلى المعركة مستهينين بالموت
في سبيل الله مؤمنين بنصر الله وكان البلاء شديداً والقتال المحتدم يحصد
الأرواح فما لبثت هو ازن وثقيف بعد مارأو هذا الثبات ومارأو من تعرضهم
للفناء منآخرهم ..أن قرروا الفرار منهزمين وقد تركوا ورائهم نساءهم وأبناءهم غنيمة للمسليمن.
يتبع
المفضلات