السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا بأصدقائي أعضاء مكسات .
بحثي اليوم سيكون خاصا ومميزا ويقتضي مناقشة حيوية حول موضوع مهم . لهذا أدعوكم أصدقائي الأعضاء إلى التأمل جيدا في بحثي وسجلوا النقاط التي تفيدكم وذلك لابداء آرائكم .
كنت وبعض أصدقائي ندردش فيما بيننا وكلام يلي كلام حتى وصلنا إلى قضية الإعلام ودوره في خدمة الإسلام وبالضبط دور المسلسلات والأفلام في خدمة ديننا ولقد تنوعت الآراء بكثرة بل بغزارة منقطعة النظير لهذا قررتُ أن أقوم بدراسة لهذه القضية وأحببتُ أن يشاركني أعضاء مكسات في بحثي .
أصدقائي الكرام : لقد تطورت وسائل الإعلام الحديثة تطورا مذهلا في عصرنا الحاضر ، وأصبح التلفزيون في كل بيت وشارع ومقهى . ودخل القرى النائية والصحراء المعزولة .
والمتابع لأي أسرة عربية ومسلمة وهي تجلس بجميع أفرادها أمام التلفزيون تتابع احدى المسلسلات أو المسرحيات الناجحة لا بد أن نلاحظ مدى اهتمام افراد الأسرة بما يشاهدونه ، وكيف تشدهم هذه القصص والأحداث المشوقة لدرجة أن يخشى الواحد منهم القيام لشرب الماء خوفا من أن يفوته شيء ، ولقد جربتُ أنا ذلك . وإذا دققتم الملاحظة أصدقائي فستجدون أن المتابعون للمسلسل من مختلف الفئات العمرية .
إذن ومما لا شك فيه فإن لهذه المتابعة تأثيرا واضحا على حياة وسلوك أفراد الأسرة ، وربما يعتقد البعض أن نضجه وعلمه أكبر من أن يتأثر . لكنه نسي أن الذي يتناول جرعة كل يوم من نفس الدواء لا بد أن يتأثر به مهما صغرت الجرعة ، ويبدوا أن جملتي مفهومة .
نستنتج مما سبق أن هناك غزوا فكريا أخلاقيا أجنبيا يدخل بيوتنا ويؤثر على مجتمعنا بغير رقيب ، فيشكل حياتنا على الصورة التي يشاؤها هو لا نحن .
محل الإسلام من الإعراب في هذه الحملة :
أصدقائي الكرام : من واجب دعاة الإسلام وكل مسلم غيور على هذا الدين أن يستفيد من وسائل الإعلام الحديثة بشكل يخدم ديننا .
طبعا هناك الخطبة والموعظة وأهميتهما ونحن لا ننكر ذلك لكن لا نستطيع ايضا أن ننكر بأن الفيلم والمسلسل القوي يكون دائما اقدر على شد الناس إليه .
وليس في الإسلام ما يمنع التمثيل او يحرمه . انما يحرم الإسلام الفساد والإنحراف والرذيلة وفارق كبير بين الفن والفساد ..وقديما قال بعض فقهاء الإسلام عن الغناء " إنه كالكلام فحسنه حسن وقبحه قبيح " . وكذلك التمثيل فليس العيب فيه بل في اساءة استخدامه .
اليوم أصدقائي يشهد مجال التمثيل حركة لا مثيل لها ، فلقد أصبحت هناك معاهد تختص به وأصبح يشتغل به المثقفون من الأطباء والمحامون والأدباء ، ولو استطعنا أن نخرج للعالم الفنان المسلم الملتزم بتعاليم ديننا لتغيرت فكرتنا عن الفن تدريجيا .
الغرب يشن علينا حربا شرسة بشتى أنواع الأسلحة ومن بينها الإعلام فلماذا لا نستغل هذا السلاح في صفنا ، لكن للأسف البعض يرى أن أفضل سلاح هو الخطب المنبرية والموعظة . أجل أجل لا ننكر قوة الخطب والدعاة لكن سيكون هذا كمن يلقي بجنود المسلمين في معركة في القرن العشرين ولا سلاح لهم إلا السيوف وأمامهم عدو مجهز بأحدث الأسلحة الفتاكة وهذا سيعرضنا حتما إلى الضياع .
يتبع
المفضلات