oOo^ سراب والسيطرة على برج الرماد ^oOo (الفصل الراابع)
::&" بسم الله الرحمن الرحيم "&::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعود إليكم من جديد..
هذا الفصل اعتقد بأنه سيكون جميلاً جداً
لأنه عنوانه غريب..
========================
الفصل الأول:- الكهف الأزرق
الفصل الثاني:- أقوى عاصفة شهدتها بلدة كفافة
الفصل الثالث:- القرار الحاسم
الفصل الرابع:- فحشيش
أتجه (سراب) و(سند) إلى برج الرماد مروراً بغابة أبيدون, يجب عليهم تخطي الغابة لكي يصلوا إلى بلدة عشب النار, هذا ما قال لهم السيد (طوط), حتى يعثروا على الرجل ذو العيون اللاهبة الذي سيرشدهم إلى البرج, توغلا في الغابة حتى ظهر البدر في السماء, وأصوات الوطاويط منتشرة في كل أرجاء الغابة.
قال (سراب): [كيف يكون شكل برج الرماد؟]
قال (سند): [سمعتُ القليل عن هذا البرج, يُقال بأنه سمي بهذا الأسم لأنه باللون الأسود الداكن كرماد الفحم]
قال (سراب): [لماذا البرج مكاناً هاماً لـ(كأس الموت)؟ وماذا يفعل أحد الخماسي الحقير المدعو (سليم) في هذا البرج؟!]
قال (سند): [هناك أسألة محيرة جداً, سنعرف أجوبتها عند الرجل ذو العيون اللاهبة]
قال (سراب): [هل عيونه محترقة؟! أم ماذا؟!]
قال (سند): [كلا, كل ما في ذلك أن قُزحية عينه برتقالية كالنار, وشعره أيضاً, برتقالي اللون, ولا تستطيع أن تفرق بين شعره وعينه في اللون, هذا ما يتصف به أهل بلدة عشب النار, وهم طيبون ولطيفون]
وفجأة! سمع كِلا من (سراب) و(سند) صوت حفيف واضح, وبدءا بمراقبة ما حولهما, أدركا أن هذا الصوت دليل خطر قادم إليهما, ثم شاهدا جسماً طويلاً وضخماً جداً, يلتف حولهما مكوناً حلقة ضخمة, ثم خرج من خلف الجسم أمامهما رأس ثعبان ضخم جداً عيناه برتقالية, ثم إشتعل على رأسه قرنان من النار, وضاءت عيناه باللون الناري وكأنها بلورة مشتعلة, ثم بدأ بنفخ النار من فمه حارقاً الأشجار التي من حولهم, وأنار المكان بالنار, وزاد المكان إنارة هو انعكاس الضوء على حراشف الثعبان الضخم مشكلاً ألوان زاهية تذهل ناظرها, فتكلم الثعبان بصوت رقيق كالحفيف: [أهلاً بكم, يسعدني رؤيتكم, فأنا لم أتذوق طعم بشر منذ أن كنتُ صغيراً]
قال (سراب) وهو يبتسم في وجه الثعبان: [تشرفت بمعرفتك, لم تقل لنا ما هو أسمك]
قال الثعبان ذو القرون النارية: [أدعى (فحشيش), وأنا أسكن في هذه الغابة منذ ولادتي, وأنتما عرفا عن نفسيكما قبل موتكما تكريماً لكما فقط]
قال (سراب): [أسمي (سراب) وهذا صديقي (سند) الشجاع, احذرك من لمسنا فنحن لسنا بشراً عاديين]
ضحك (فحشيش) ساخراً من (سراب) ثم قال: [الموت لكما!!], وانقض عليهما ليفترسهما, مسك (سراب) بيد (سند) وقفز بسرعة الريح في السماء, ورمى (سند) في السماء وأستل سيفه, ثم نفخ (فحشيش) النار على (سراب), فشق النار بسيفه مع موجة من الضوء الأزرق الحاد كالسيف البتار مقسمةً رأس (فحشيش) إلى قسمين وهو يصرخ من الألم, وفوق هذا أحدثت شقاً عميقاً في الأرض مدمرة جزءاً كبيراً منه, فسقط (سراب) على الأرض ثم مسك بـ(سند) الذي كان يمرح مع الطيور في السماء, فقال: [هل تخلصنا منه؟!]
رد (فحشيش) في الحال: [أنت تحلم]
ذُهلا وهما يشاهدونه وهو يرتب تنسيق رأسه الذي سال منه الدماء بكثرة, وفي النهاية رجعت عينه اليسرى إلى مكانها كما لو انه لم يتأذى, فقال: [كانت هجمتك مسلية جداً, لم أشاهد هذه القوة منذ زمن بعيد] فأكمل: [آه, نسيت أن أخبركما أن اليوم هو يوم ميلادي السبعون ألفاً, وهذا يعني أني أكملتُ 70.000 سنةً من عمري,
قال (سند): [سبعون ألفاً؟! لا عجب أن جسدك بهذه الضخمة]
ثم غنى له (سراب): [سنة حلوة يا (فحشيش)... سنة حلوة يا (فحشيش)..... ]
فأحمر وجه (فحشيش) فقال: [شكراً, أخجلت تواضعي]
قال (سند): [لماذا لم تدعونا إلى حفلة يوم ميلادك؟! كنا سنأتي ونحتفل معك]
رد (فحشيش): [آسف, يبدوا أن والدتي لم ترسل لكم الدعوة, أعذروني نيابةً عنها, ولكن لا تقلقوا خبأتُ لكم بعض الكعك]
قال (سراب): [شكراً, سنأكلها في يوم زفافك]
قال (سند): [هل ما زلت تريد أكلنا إيها الصديق؟]
قال (فحشيش): [صديق, لم أشعر بطعم الصداقة إلا معكما, هل تقبلاني كصديق؟]
قال (سراب): [بهذه السرعة؟ يا حبيبي, منذ قليل أردت أكلنا والآن تريد مصادقتنا] قال (فحشيش): [من قال لكما أني كنتُ راغباً في أكلكما! كل ما في ذلك أني أردتُ شيئاً يسليني فقط]
قال (سند): [هل ترانا لعبة أم دمية؟]
رد (فحشيش): [أسمعوا قصتي, منذ ألف قرن تقريباً, قتل (كأس الموت) جميع أسرتي وبني جنسي, لأننا لم نطع أوامره الشريرة] نزلت دموعه وهي عبارة عن حمم بركانية ثم أكمل: [كان أبي أقوى الثعابين في ذلك العصر, وكنتُ فخوراً به, لأنه كان زعيمنا وحاكمنا, فأمره (كأس الموت) بأن يقتل كل الناس الموجودين في هذا العالم مقابل أن يعطيه أرضاً لنعيش فيها بسلام, ولكن أبي لم يهتم بأوامره لأنه يعلم بأن (كأس الموت) لم يعطيه أرضاً أبداً وإنه يطمح بالسيطرة على العالم ونشر الفساد فيها, وتحدث أبي مع رجل شجاع حول هذا الموضوع فقال: [(كأس الموت) يطمح للسيطرة على العالم, فبماذا تشور علي أيها البشري؟], قال له الرجل الشجاع: [أنت تعلم بأنه يخدعك, لا تنفذ أوامره أبداً مهما حدث, دعني أذهب إليه, وسأدعوه لنزال بيننا] ولكن الرجل الشجاع هُزم وتعرض لجروح بالغة وخطيرة جداً, ثم أتجه إلينا (كأس الموت) الذي لم يرحم أحد منا, فخبأني أبي في معدته ثم مات] فسكت (فحشيش) قليلاً والحمم البركانية تنهل على خديه بغزارة, وكذلك (سراب) و(سند) لم يحتملا مرارة الألم التي بلعها (فحشيش), ثم أكمل: [خرجتُ من معدة أبي من فمه المتيبس وشاهدتُ عشيرتي مقتولة وكانت جثثهم مفتتة إلى قطعٍ صغيرة تألمتُ وتأثرتُ كثيراً لِما حدث معهم فتوجهتُ إلى هذه الغابة لأنها كانت قريبة منا آنذاك, فعشت هنا وحيداً بلا أصدقاء وعائلة].
خيم الحزن أرجاء المكان, والجميع في صمت ساكن, تذكر (سراب) مأساته ثم قال لـ(فحشيش): [لا تقلق, أوعدك بالانتقام منهم, أنا و(سند) ذاهبان إلى برج الرماد للسيطرة عليه]
قال (فحشيش) في عجلة: [مستحيل, لا يمكنكما, الذهاب إلى برج الرماد مليء بالمخاطر والعقبات]
قال (سراب): [ ولو يكون, أنا لا أهتم, كم من الملايين عانوا من (كأس الموت), لن أتراجع أبداً عن قراري]
أبتسم كِلا (فحشيش) و(سند) مما سمعاه من (سراب) الذي برقت عيناه من التفاؤل, ثم قال (فحشيش): [آه, بالمناسبة, إلى أين كنتما متجهين؟]
قال (سند): [بلدة عشب النار, ولكننا تأخرنا وضللنا طريقنا بسبب مهاجمتك لنا]
قال (فحشيش): [لا تقلقا, أنا أعرف هذه المنطقة كما أعرف نفسي, وسأدلكما على الطريق ولكن بشرط]
قال (سراب): [وما هو شرطك؟]
رد (فحشيش): [أن أنضم معكما في قتال (كأس الموت)]
قال (سراب): [يسعدنا ذلك]
قال (فحشيش) بسعادة: [أصعدا على ظهري لأوصلكم إلى البلدة بسرعة]
صعدا على ظهره وكل منهم يرسم إبتسامة على وجه, فتحرك (فحشيش) وكأنه قطار بدون سكة ولا صوت, فقال (سند): [بالمناسبة, ألم تقل بأن والدتك نسيت أن تعطينا الدعوة؟ فكيف تقول بأنها ماتت؟], رد (فحشيش): [نحن نوع من الثعابين المعروف بالألفوميرا ونحن لا نحتفل بيوم ميلادنا إلى كل عشرة قرون, وليس كل سنة مثلكم أنتم البشر, آه وصلنا إلى البلدة]
وصلوا إلى البلدة, ثم أشرقت شمس الصباح مطلة على البلدة, فدهش (سراب) عندما شاهدها إذ كان جميع ما فيها يبدو كالنار, مثل: العشب, والأشجار, والبيوت, والمباني, فقال (سند): [أهلاً بك في بلدة عشب النار]
فدخلوها وهم على ظهر (فحشيش).
><><><><><><><><><><><><><
أتمنى هذه المرة ألقى ردود كثيرة... عشان اتشجع وأكمل الرواية..
فلا تبخلوا علي بآرائكم
سلام
اضافة رد مع اقتباس
..
المفضلات