المفقودين

[ألماس]

في ليلة من الليالي الممطرة ، وصوت الرعد يذوي أسماعنا ، بينما كنت أتصفح كتابي المفضل وأنا جالسة في مقعد من مقاعد صالة الانتظار حينما كان الوقت يمر سمعت نداء بأن الوقت حان للأقلاع وعلى كل المسافرين في هذه الرحلة التوجه إلى البوابة رقم 14 فتوجهت إلى البوابة فقالت رئيسة البوابة إن الرحلة رقم 440 قد أؤجلت وقد سألتها فقالت بسبب العاصفة إلى حين أن تهدأ ، وأنا بدوري أتجهت إلى الاستعلامات للأستفسار عن زمن الاقلاع من جديد فردوا علي الساعة الثالثة فجرا . فنظرت إلى ساعتي وإذا بها الساعة الثانية عشرة منتصف الليل . فعدت إلى حيث كنت جالسة وتفقدت أمتعتي وأكملت قرأتي الكتاب ، ومالبثت حتى سمعت النداء الجديد وهو لاستعداد الركاب للرحلة المتوجهة إلى إستراليا وهي وجهتي ، فجهزت نفسي وركبت الطائرة وجلست في المقعد المخصص لي وإلى جواري إمراة متعجرفة أخذت تحدثني عن نفسها وثرائها وكم من المناجم تملك حتى أفرغت حياتها في دماغي وبعد ذلك هدأت من كلامها أخذ السكون يعدو في الطائرة حتى سمعنا صوت الكابتن وهو يقول :" طرأ على الطائرة خلل ويجب تغير مسارنا بسبب العاصفة !! ولكن لا تفزعوا إبقوا هادئين ". ولم يكمل كلامه حتى ظهرت من جديد فأخذ الفزع يظهر على وجوه المسافرين وأصاب الخلل محركات الطائرة فتجهز الركاب للبس سترة النجاة وأخذ كل شخص بالنزول فأخذت دوري في القفز شعرت بالخوف حينها والموت المؤكد فسلمت أمري إلى الله الحي الذي لا يموت وأغمضت عيني وقفزت حتى لا مست رجلاي الأرض فشعرت بتلك اللحظة إني في أمان ففتحت عيني فوجت بعض الناجين في جزيرة غريبة فخلعت سترة النجاة وكنت في حالة خوف سمعنا صوت إنفجار الطائرة في الجو وسقط الحطام بعيد عنا في الجزيرة جلسنا وكل شخص يحاول تهدأت نفسه من البكاء والخوف حتى هدأو فأخذ كل شخص منا بمساعدة الجرحى والمصابين الذين أصابهم الشظايا من تحطم الطائرة والغريب إنهم أجانب فبعض منهم فرنسي واخر عربي والبعض الاخر أمريكي لكن اللهجة الوحيدة المتقنة بين شعوب العالم هي اللهجة الانجلينزي تعارفنا على بعضنا البعض ومعنا شخص كفؤ في مثل هذه الحالات أمرنا بالذهاب إلى حطام الطائرة لأخذ الأغراض وإيجاد بعض الحاجيات المهمة والضرورية مثل الماء ، الطعام ، الاسعافات الاولية وما إلى ذلك .ولنجد بعض الناجين فأخذنا بالمسير حتى هلكت أرجلنا بعد مضي زمن من الوقت أقتربنا فوجدنا بعض من الركاب قد إحترقوا فكانت جثثهم متفحمة فتأثرت كثيرا من هذا المشهد ومن معي فتوجه الرجل الكفؤ وكان اسمه جمال وهو دكتور متخصص في العمليات الجراحية فكان يعرف ما يقوم به من توجيهات ونصائح لنا جمعيا . تأكد جمال من الجميع قد ماتوا حتى وصل للامتعة فكان بعضهم قد تلف والاخر إحترق فبقي من الامتعة القليل ومنهم قد وجدت حقيبتي وكانت سليمة فأخذناهم ورجعنا إلى الشاطئ . ومضى علينا أكثر من يومين كانت عيشتنا كمثل البدائين نقص لدنيا الماء والطعام حتى أصبحنا نأكل الفواكه التي على الجزيرة وأشعلنا النار من الخشب حتى تكون ضوء للإغاثة لان جهاز الإرسال الخاص بالطائرة قد أتلف . مرت أسابيع حتى سمعنا صوت طائرة تحوم حولنا فأخذ الناجين يصرخون ويلوحون لهم بالنار . هبطت الطائرة على مقربة منا وأنقذونا وعاملونا معاملة طيبة ورجعنا لمنازلنا . أما أنا فتغيرت حياتي أصبحت أكثر مغامرة سافرت إلى أستراليا في رحلة أخرى ووصلت إلى هناك بالسلامة صحيح إني عالمة لكن أحببت المغامرة أكثر وأكثر . هذه الحادئة جعلتني أفكر وأتمعن في الحياة و أكتشف خباياها .

[شيللا ميستي]

روووووووووووووووووووووعة
مشكوووووورة