كثير من المصلين يستحوذ الشيطان على قلوبهم وعلى نفوسهم بافكار وخواطر ومواضيع بعيدة عن الصلاة اثناء صلاتهم ، والاغلب من المصلين يشكون من هذه الظاهرة المتفشية والعياذ بالله. فلابد من مخرج من هذه الظاهرة اثناء الصلاة. يأتيك الشيطان لياخذك من صلاتك ويجول بك الى افكار وخواطر دون ان تدري لان الشيطان يعطيك طرف الخيط بعدها انت تسرح بفكرك ورائه وتعيش في موضوع غير الصلاة سواء ان كان في المال او الاولاد او في مشكلة ما او غيرها من المواضيع. امور كثيرة ينشغل بها المصلي من امور الدنيا مع ان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول "اتركوا الدنيا لاهلها فانه من اخذ منها فوق ما يكفيه اخذ من حتفه وهو لا يشعر".
فهذه هي الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة وكثيرا من المصلين الذي يسرح في صلاته تراه يلتفت يمينا وشمالا ويركع ويسجد دون ان يعلم ويعرف بعدد الركعات التي صلاها او يصليها وهذا حاصل عند بعض المصلين ولما حدث الجدل بين الله تعالى وبين الشيطان امتنع عن السجود لآدم عليه السلام. هل قال ابليس لله تعالى لاقعدن لعبادك على الصراط المعوج؟ لا بل قاللاقعدن لهم على صراطك المستقيم). ان صاحب الطريق المعوج لا يحتاج الى الشيطان .الشيطان لا يقعد عند الخمارة او الملهى وغيرها من الاماكن التي تعج بالفواحش ما ظهر منها وما بطن بل يقعد في المسجد وعلى باب المسجد. ان وقت الصلاة هو اقرب ما يكون فيها العبد الى الله لانه واقف بين يديه سبحانه وتعالى وهو وقت الخلوه بينه وبين الخالق فالشيطان يريد ان يفسد هذه الخلوة فياتي له بخاطر وبافكار فتخرجه عن صلاته فينقاد الى الشيطان نعوذ بالله من الشيطان الرجيم. فيجب على هذا المصلي اذا مسه هذا الطائف من الشيطان تذكر عظمة الله في قلبه ووضع نظره مكان السجود حتى يعود الى خلوته مع خالقه فيعود له بصره بقوله تعالىان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون) هذا هو المخرج من ظاهرة السرحان في الصلاة فهو العلاج الامثل لانه لا يقدر على الشيطان الا خالقه سبحانه وتعالى فاذا لم يقاوم بهذه الطريقه التي ارشدنا الله اليها ماذا تكون النتيجة؟ ياتي الشيطان يوم القيامة ليقيم الحجة على من اتبعه ويقول (وقال الشيطان لما قضي الامر ان الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فاخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا انفسكم وما انا بمصرخكم وما انتم بمصرخي اني كفرت بما اشركتمون من قبل ان الظالمين لهم عذاب اليم). فلنضع النظر مكان السجود حتى لا تسرح العين ويسرح الفكر والقلب حتى نستحضر عظمة الله في قلوبنا الذي يوصينا بقوله تعالى(واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله انه هو السميع العليم). حتى يتحقق الفلاح والخشوع (قد افلح المؤمنون الذين في صلاتهم خاشعون). نعوذ بك اللهم من همزات الشياطين ونعوذ بك اللهم ان يحضرون. نسال الله ان يتقبل منا وان يقبلنا وان يجعلنا من المقبولين.
المفضلات