6- الهجوم البريطاني على طبرق ((Tobruk )) :-

طبرق هو مرفأ يقع في ليبيا ، استمر الجيش البريطاني في تقدمه ، ففي 8/1/1941م تم حصار طبرق ، و بالرغم من دفاعاتها المتينة و حاميتها المؤلفة من 40000 ألفاً و المعززة بوحدات المدفعية القوية و المؤن الوفيرة ، إلا أنها لم تصمد سوى أسبوعين فقط ، و بعدها انهار الدفاع كله تحت ضغط الهجوم البريطاني و كان أساسه دبابات المشاة ، و لم يكن لدى القوات الإيطالية وسائل دفاع جدية لمواجهة المدرعات البريطانية الثقيلة .

الحقيقة أنه عندما تم الحصار على طبرق بدأ قصفها بالقنابل و لكن الحامية الإيطالية استمرت بالمقاومة بشدة و لمدة أسبوعين ، حيث اقتحمها الاستراليون و خسروا 200 جندي فقط ، فيما تم أسر 36000 ألف جندي إيطالي و 236 مدفعاً .

لقد كان الفارق كبيراً بين الخسارتين بحيث أن المراسل الحربي للحلفاء آلان مورهد لم يصدق أذنيه . و قد سجل بعض ما شاهده في الفقرات التالية حيث قال : (( أمام بوك – بوك وقعت أنظارنا فجأة على مشهد لا نكاد نصدقه ، ليس فيه شيء من الواقعية فنصدق عيوننا . فرقة كاملة من العدو تتوجه نحو الأسر . و كان غبار كثيف ينعكس عليه نور الشمس الغاربة فيعطيه لوناً وردياً ، يرتفع من تحت الخطوات الثقيلة للأسرى الذين كانوا يسيرون أربعة أربعة في صف طويل جداً . لقد مر المئات في البداية ثم أصبحت المئات ألوفاً حتى امتدت الأفعى البشرية امتداداً ضاعت معه أبعادها في الآفاق ، و لم يكن هناك من يجد الوقت الكافي لعد هؤلاء الرجال : كانوا ستة آلاف ، و ربما كانوا سبعة آلاف . كلهم يلبسون زياً أخضر اللون مغطى بالغبار و يحملون على رؤوسهم قبعات من القماش . أما الذين كانوا يحرسونهم فبضعة من الجنود الإنجليز لا تزيد نسبتهم على واحد من 5 لحماية أسير . و كان هؤلاء الحراس يسيرون على امتداد صفين بينهما تسير سيارة أو سيارتان من ذوات السلاسل المجهزة كل منهما ببندقية رشاش طراز ( برن ) . و كلمني الإيطاليون بحرية تامة حينما كنت أوجه سؤالاً معيناً إليهم ، و لكنهم كانوا في حالة يأس حتى اللامبالاة بالإضافة إلى علامات الإرهاق البادية على أجسامهم . المشهد لم يكن فيه أي مظهر من مظاهر النصر – لقد كان مجرد مأساة من الجوع و الهزيمة . . . )) .

الصورة تبين أسرى إيطاليون .