ويح الديار بعدي مهكمةٌ
على أستارها جلباب القادمِ النصبِ
وقفت فيها بعيني مودعةٌ
آثار جراحي منها دمعاتٌ على الهدبِ
فلمّا ضاقت بها دمائي مكبّلةٌ
غادرتها بروح الخائف الصببِ
وقفت أرمقها بعينٍ ذابلةٍ
من خلف الأستارِ أطلقتها بالعتبِ
أأنت يا من ظننته رمزاً للوفا
أأنت من بلغ بي من الأمثال مضربي؟
لم يكن حبّا
بل نزفُ صبابةٍ
لكنه احترامٌ من قِبَلي فياللعجبِ
أنا إبنة الأصول أيا هذا
أنا من سلالة عبد المطّلبِ
نعم أنا من دار الأشراف تدحرجت أسرتي
و ليس كما قلت أنت بآخر الخُطبِ
لكنها منتنة تلك الجاهليةُ فخرها
فلست أنا من أفخر بالنّسبِ
ربَّ أشعثٍ في الديار
بين أهلهِ خادمٌ
عند الله أفضل مني و من الذّهبِ
أما عن لؤمي و قذارتي
فلست أنا تلك الفتاة اللعوب
لست انا إمرأة اللهبِ
قد أخطئ فأنا بشرٌ مثلك و مثل
كل ابنِ آدم من النسيان مركبِ
ناقصة عقلٍ و دينٍ
أنثى
هذه أنا
لست من خالص الملائكة أُنصبِ
ساذجة بعقلي و غباوتي
عفويةٌ بين البائع و ما كسبِ
لست أبحثُ عن حبٍّ مكبّلٍ
ولا أتعالى فوق هام الهِضبِ
بل سوءُ تصرفٍ من فتاةٍ
تأبى جاهدةً الخضوع للصهبِ
على كلٍّ
كانت تلك أيامٌ مقيتةٌ
بقيودٍ ساقتني إلى غيابة الجبِّ
و يومَ ودَّعتها عدت مجددا
لأطل عليكم من أعالي القببِ
و أقول لكل قلب نازفٍ
مهلاً
فيوم الفتح خلف أسوار النّصبِ
و يوماً ستغادر فيه أحزاننا
لتسكن أحلامُ الوردِ قلبا ك الشهبِ
المفضلات