من أوراق مراهق
إن ازدحام الدموع في عيناي يحجب عنهما الرؤية، وحشرجة الحروف في حلقي تخنق أنفاسي، وبكائي لم يعد غير أنين محتضر في نفس لا تسمعه سوي أذناي وحدي، وقلبي يئن ولا يشكو، وأذبلت الأحداث زهرة قلبي وحلمي وطموحي، وأصبحت أري كل شيء أمامي مرتديا السواد إعلاناً للحداد، حتى الشمس أراها مظلمة، ولا أدري من الذي مات، أهو شعوري بحب الحياة وحب الغد، أم هو إحساس بالسعادة؟ كل شيء جميل تحول إلي أشواك مؤلمة وزهور قلبي ذبلت وباتت رائحتها كريهة، كما كل شيء أمامي الآن أصبح كريها وطعم الأشياء تبدل.
كل الأشياء تترك أثراً المرارة في حلقي، اغسل أثرها بالماء ولكن الماء يتحول إلي جمرات حارقة. أرفع قلمي وأرسم وجوهاً كثيرة، وشموساً كبيرة، وأعد الصفحات التي أمامي فأراها كثيرة، لا أستطيع عدها وأطوي دفتري بعد أن أضع قلمي علامة علي الصفحة التي وصلت لها.
وبعد أيام أعود لكلماتي التي انتهيت إليها فلا أجدها وأري خطوطاً كثيرة غير مقروءة، وأتذكر أنني كنت أكتب دون النظر إلي الدفتر فأغلق كتابي من جديد، وأضعه علي رف من رفوف كثيرة امتلأت عبارات وأذرفت سطورها بالكلمات.
المفضلات