" إذا كشف الزمان لك القناعا **** و مد إليك صرف الدهر باعا
فلا تخش المنية و اقتحمها **** و دافع ما استطعت لها دفاعا
و لا تختر فراشاً من حريرٍٍ **** و لا تبك المنازل و البقاعا
يقول لك الطبيب دواك عندي **** إذا ما جس كفك و الذراعا
و لو عرف الطبيب دواء داءٍ **** يرد الموت ما قاسى النزاعا
حصاني كان دلال المنايا **** فخاض غمارها و شرى و باعا
و لو أرسلت رمحي مع جبانٍ **** لكان بهيبتي يلقى السباعا
ملأت الأرض خوافاً من حسامي **** و خصمي لم يجد فيها اتساعا
إذا الأبطال فرت خوف بأسي **** ترى الأقطار باعاً أو ذراعا "
__________________________________________________
الشاعر عنترة العبسي ، شاعر جاهلي مشهور من أصحاب المعلقات ، أمه أَمَةٌ سوداء ، فولد أسود اللون و لم يعترف له أبوه بنسبه إلا بعد أن تعرضت القبيلة للغزو ، فقال له أبوه " (( كر و أنت حر )) ، فقاتل حتى أعاد ما سلبة الغزاة ... و أصبح بعد ذلك من أعظم العرب شهرة ... أحب ابنة عمه " عبلة " و قاسى في سبيلها المتاعب ، و قد ذكرها في كثير من أشعاره .
و الأبيات مختارة من قصيدة له في الفخر و الحماسة ، و هي تحمل فكرتين رئيسيتين :
-- تدور الأولى ( و تجمعها الأبيات من 1-5 ) حول الخلاصة تجارب فارس مغوار ، يهديها إلى الفرسان و الأبطال ، فينصحهم بالإقدام و التضحية ، و اقتحام المنايا ، و ينهاهم عن الرفاهية و الحياة المنعمة ، و يطالبهم بالتجلد و الصبر ، و ألا تهتز قلوبهم ، أو تضعف إرداتهم ، لفراق الأحبة و الديار ، و يتوج نصائحه بحكمة خالدة ، فلا راد للموت ، و لا قيمة لدواء الأطباء ، ووصفات العارفين إذا ما حل القضاء .
-- و في المقطع الثاني ( الأبيات من 6--10 ) يفخر عنترة بفروسيته ، و بطولته و شجاعته ، و يدلل على ذلك بأدلة قوية ، فحصانه اعتاد خوض المعارك و الكر و الفر ، و هو دليله إلى المعارك ، و مرشده إلى المواقع ، و سيف عنترة " بتار " يذيق الموت لكل من يقف في طريقه من الأعداء ، و هيبته طبقت الآفاق ، و ملأت الدنيا ، و سبقت سيفه و رمحه .
__________________________________________________
في النهاية أتمنى أن يحوز الموضوع على رضاكم و إعجابكم
تقبلوا أرق تحياتي و أطيب أمنياتي أختكم :
حـــــــوريــــــــة دبـــــــــــي
المفضلات