الصفحة رقم 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
مشاهدة النتائج 1 الى 20 من 41
  1. #1

    Soundless Call.. نداء بلا صوت

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    عدت مجددا كيف حال الجميع؟!..
    أولا يجب علي الاعتذار لمجموعة هائلة من الناس..
    والله لم اتعمد الغياب لكن ظروف العمل..
    لكنني عدت من أجلكم فقط..
    والأمر الآخر أنني سأتوقف عن همس الأشباح لاشعار آخر..لكن هذه قصة أخرى أرجو أن تنال الإعجاب..
    انتظر الردود..
    أمر أخير..
    هذه القصة أهداء لصديقة وأخت غالية..
    عزيزتي المرعبة.. تمنياتي لك بالنجاح والنجاة من الأمتحانات النهائية..
    قلبي معك.. وهذه القصة إهداء خاص لك فقط..
    إلى اللقاء القادم مع الفصل الجديد..
    سلامي للجميع..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    نداء بلا صوتSoundless Call


    الفصل الأول
    ـ أنا خائف.. خرجت الكلمات الخائفة من الطفل ذو السبعة أعوام وإن اختفت دموع خوفه وسط ظلال الظلمة..
    ـ استمع لي جيدا.. سأحميك دائما.. دائما.. هذا وعد.. أتى الصوت الأنثوي صارما وقاطعا يوازي ملامح صاحبته الحازمة، ارتفعت العينان الجزعتان لتقابل لمعان الثقة المنعكس في البالغة المشرفة عليه، أحتاج ثانية لينتقل له شعورها فأومأ موافقا، خرجت تنهيدة ارتياح من الشابة دون أن يتخلى جسدها عن توتره وهي تبتعد عن الصغير وتتحرك بخفة في أنحاء الغرفة تحت الضوء الشاحب المتسلل من النوافذ. راقبها الفتى تجمع الوراق المبعثرة فوق المكتب وتخرج بعض الأسطوانات الالكترونية المختلفة وتدسها في حقيبة قماشية، تقدم يحاول فهم ما تفعله وتمتم مشوشا: ما الذي يحصل؟!.. لم يسعون خلفنا؟!..
    ـ علينا الخروج من هنا بأسرع ما يمكن.. أجابت دون أن تلتفت له أو تكف عن الحركة.
    ـ هل سنموت؟!.. سأل والخوف يتسلل لقلبه مجددا فتجمدت مرافقته لثانية من المفاجأة وارتجفت يداها لا إراديا، علت خطواتها الواثقة لتقترب من الصغير وتقبض على ذراعه هابطة لمستواه، اخترقت عيناها المطمئنتان حدقتاه المذعورتان ثم قالت مشدده على حروفها:
    ـ لن يؤذيك أحدا.. ليس وأنا على قيد الحياة.. لن يجرؤ على لمسك..
    ترقرقت الدموع في عينيه ولم يتخلى عن ذعره يعاود التمتمة: لكنهم بالخارج.. كل الوحوش طليقة خارجا. عادت تؤكد بنبرة أكثر دفأ وهي تجره لتحضنه هامسة بالقرب من أذنه: لا أعلم ما الذي حصل لكن لن يؤذيك أحد.. ونحن لن نموت.. لكننا لن نهرب أيضا.. سنقاتل ونحيا..
    أجبرته على مواجهتها لينظر مباشرتا في عينيها فقال: هل هذا كابوس مريع؟!..
    هزت رأسها نفيا ترد: لا تقلق.. ستنتهي الأمور على خير.. ألا تقدر على تصديق أختك الكبرى ولو لمرة واحدة في حياتك.. هه أليك؟!..
    حدق بها للحظة مشككا من ثم أومأ برأسه فابتسمت بإشراق من أعماق قلبها، دام اتصالهما ثانية فقط بسبب الصوت العالي من وراء النافذة لا يميز، أكان ذلك الريح أم بعض الطيور!؟.. أو ربما أسوء.. لم تمنحه الشابة فرصة ليتمادى في تخيلاته وهي تبتعد لترفع صورة عن الجدار وتظهر خلفه خزانة، عالجت أرقامها السرية بسرعة تدل على تعود قبل أن تفتحها وتسحب منها بعض الأوراق وصندوقا صغيرا وتقحمهم في الحقيبة، أخرجت حقيبة رياضية قماشية ضخمة وأسرعت لجانب الصغير، وضعت الصندوق فوق الطاولة وألبست الشاب الحقيبة على ظهره قائلة:
    ـ استمع لي جيدا.. لقد حذرنا وجهزنا أبانا لموقف كهذا.. تعلم ما عليك فعله.. لا تفترق قط عن هذه الحقيبة وإن حصل لي أي خطب أخرج من هذه المدينة الملعونة وسلم محتوياتها لأقرب قسم للشرطة.. إذا أصبت ولو بخدش خذ الترياق من الصندوق واحقتنه مباشرتا في عروقك ثم أخرج من هنا.. لا تتردد لثانية ولا تنظر خلفك لأي سبب.. مفهوم؟!..
    هز الصغير رأسه مرعوبا من مقدار الصرامة في كلماتها، جمد مكانه يرها تفتح الحقيبة الكبيرة وتخرج منه أسوء مخاوفه، أسلحة نارية متعددة وقاتلة.. لبست الحامل الجلدي بالجرابين تحت ذراعيها وآخر على وسطها وربطت حقيبة صغير حول ساقها، دست المسدسات في مواضعها ثم شدت سحاب الحقيبة تغلقها مجددا وتحملها بيد واحده، أمسكت بيدها الثانية الراحة الباردة للصغير تقوده معها هاتفه: هيا بنا..
    دقائق ليعبرا الممرات الواسعة لمنزلهم الفخم الخالي وينتهوا في المرأب، توجه الفتى أوتوماتكيا للسيارة السوداء الرياضية من بين كل السيارات، لقد تدربوا على ما المفترض أن يفعلوه في حالة كهذه مئات المرات، ولن يتراجع أي منهما الآن..
    جلس على المقعد المجاور للسائق وحدق عبر النافذة لشقيقته تقرب منه بعد إحضارها للمفاتيح من الخزانة، ألقت بحقيبتها الثقيلة في المقعد الخلفي ثم جلست بجانبه، زأر المحرك القوي بعد دقيقة معلنا استعداده للانطلاق استجابتا لأوامر سيدته، شدت على المقود الجلدي بقسوة قبل أن تتخلى عنه لتسحب غرضا صلبا من خلفها، وضعته بين يدي الفتى الصغير قائلة:
    ـ استعمل هذا إن اضطررت لذلك.. تعلم كيفية تشغيله.. في حال ساءت الأمور للغاية تعرف كيف تناديني وسأهب لنجدتك..
    جمد متسع العينين لا يصدق ما يراه، هل الأمور بهذا السوء لتناوله أخته مسدسا ملغما تدرب على استعماله منذ مدة طويلة!..
    ـ هل أنت مستعد؟!.. أخرجته من تأملاته فازدرد ريقه بلا جدوى لترطيب حلقه الجاف فاكتفى بإيماء فردت متمتمة:
    ـ هذا الواقع المرير.. لننطلق..
    ضغطت على البنزين ليرتفع صرير الإطارات المطاطية قبل أن يخرجوا كالصاروخ عبر الممر الساكن من ثم الشوارع الخالية ما عدا من أوراق الشجر الجافة مباشرة نحو الهدف لمهمة واحدة..
    نزع جذور الشر في مركز العملية..
    قلب الجحيم..
    مهما حاولت جاهدة .. يعلوا الخواء ابتسامتي
    من أجل سعادتك الأبدية.. سأضحي بكل شيء
    لذا عش هانئا سعيدا .. سأراقب نضوجك لرجل
    All the way my love
    ثق بي.. طالما معركتنا لم تنتهي بعد


  2. ...

  3. #2
    يسعدني ان اكون اول من يرد

    قصصك كلها رووووووعة
    و انا متاكدة هذه روعة ايضا
    و لكن استعجلي بالتكملة
    0db8db9bbcb888243e5939f3889060c4

    && حين تذوق الفراشة طعم التحليق بحرية حين تعرف نشوة تحريك اجنحتها في الفضاء
    لا يعود بوسع احد اعادتها الى شرنقتها ولا اقناعها بان حالها كدودة افضل &&




  4. #3
    عزيزتي كوربيكا-كاروتا:
    أهلا..
    والله لكم وحشة..
    شكرا على المرور والدعم..
    هذا يعني الكثير لي..
    الحقيقة أني بدأت بالقصة أمس..
    بعد تفرجي على فيلم ريزدنت إيفل على Mbc2
    يعني التكملة ستنشر على حسب الالهام..
    ووعد أنها ستكون بأقرب ما يمكن..
    سأستمر بالعودة..
    إلى ذلك الحين..
    سلامي للجميع..
    أمجاد..

  5. #4
    السلام عليكم والرحمة..
    التكملة إيفاء لصديقة عزيزة..
    كوربيكا كاروتا..
    شكرا..
    لا أجد مزيد الكلمات..

    الفصل الثاني
    عصفت الريح ثائرة من الوحش الأسود الذي يتحدى سلطانها، رد عليها بزئير متعالي وهو يخترقها كالسهم غير مبالي بصرخاتها، دقائق ليصمت طاعتا لأوامر سيدته ويركن جانبا، ترجل منه فتاة ذات ملامح رقيقة رغم ملابسها العملية ببنطلونها الجينز وسترتها الجلدية، كانت الخشونة تطغى عليها رغم نظرات القلق المطلة منها وهي ترفع رأسها تحدق بالمبنى الشاهق، تبدلت تماما للصوت الخافت من الفتى الصغير يقترب منها بعد ترجله من جانبها قائلا:
    ـ إنهم هنا.. قلب نظره في الأنحاء الصامتة لا يمكن أن تتواجد عدا عن القبور، أجبره الصوت الحنون الحازم على العودة للالتفات نحوه: أعلم.. لنسرع للداخل..
    التقطت الحقبة الكبير من المقعد الخلفي قبل أن تجبر الصغير على التقدم نحول المبنى الزجاجي دون أن تكف عن مراقبة الأنحاء حولهما، جسدها المتحفز خير دليل على سوء الأمور.. أنهم هنا.. وحاليا الأمان يقبع داخل ذلك المبنى المشئوم مهما كرهت ذلك..
    لم يختلف المنظر وراء الباب الزجاجي داخلا عن الأجواء في الخارج، الصمت.. الصمت التام الباعث على الانقباض.. تعالت خطواتهما البطيئة على الأرض الرخامية يتقدمان بحذر وسط قاعة الاستقبال الخالية، تقدما لطاولة الاستقبال ليحدقا في الشاشات المشوشة والفوضى العارمة دون مخلوق يذكر، التفتا حولها مدركين أن لا صوت هنا غير نبضات قلبيهما المتسارعة بذعر، تنهدت الفتاة متضايقة لكنها تحركت لتشرع بتنفيذ الخطة إلا أن أوقفها الصوت الصغير الخافت مناديا: غلوري..استدارت لترى جسده المتصلب وحدقتاه المتسعتان، لم تتردد للحظة ومدت يدها لتمسك بذراعه تجره إليها.. عندها فقط أتوا..
    صدح الأمر عاليا وواضحا في عقله: انبطح أرضا.. فامتثل بلا نقاش، لم يرفع نظره مرة فقد كانت متأكدا أن شقيقته ستهتم بكل شيء، أغمض عينيه وأصغى السمع متحركا بحذر وسرعة أطاعتا لتوجيهاتها.. فاته حينها رؤية أخته تبعد عنه أول خطر حاول لمسه، لكمة ساحقة مباشرتا لفك المقتحم المقنع عبر الزجاج عن يمينها أتبعتها بركله عاتية ألقت به عدة أمتار خلفا ليتمدد بلا حراك، لم تضيع ثانيه لتوجه ضربة بكوعها للمهاجم الثاني عن يسارها تلتها لكمة بقبضتها الحرة قبل أن تمسك بكتفيه لتتالى ضربات ركبتها في أحشائه ثم أنهتها بأقوى ركلة تملكها ليهبط خلف الطاولة، على عكس زميله الهامد نهض على الفور فوثبت عبر الطاولة الفاصلة بينهما وعاودت القتال، أعاق مسار قبضتها الأولى بساعده الأيسر وماثل الوضع عندما حاولت نفس الحركة من الناحية الأخرى لكنه لم يتوقع حركتها التالية، اختفت عن ناظريه عندما هبطت تستند على راحتيها وإحدى قدميها مطوحة بالأخرى لتنال من ساقيه، سقط على ظهره بلا مقاومة أفتقدها رغم محاولته للرد، جراء رد فعلها السريع في تقيدها لحركته بلفها لذرعها حول كتفه ورقبته، حاول التحرر من قبضتها بكل قوته إلا أنها تفوقت عليه بدهاء غير متوقع وهي تنزلق حوله وتوجه ضربة بأقصى قوتها بكوعها لأعلى صدره، بصق قبل شهيقه العاتي من خلف قناعه جاحظ العينين لا يصدق ما يحدث، همد مكانه لا يقدر على الحراك جراء أنفاسه المقطوعة..
    وثبت واقفة لتلمح المقنع الأول يحاول النهوض فلم تتردد ووثبت عبر الطاولة الرخامية الفاصلة بينهما منتزعة في نفس الوقت أقرب هاتف البلاستيكي لها، قبل أن تستقر قدماها ألقت الجهاز نحوه في رمية محكمة لتكون قذيفة مرتجلة قاتلة، انتبه لها المعني فتفادها في آخر لحظة ليتحطم على الجدار خلفه لكنه لم يستطع تفادي الفتاة المنتصبة أمامه مستغله تشتت تركيزه، تجمد العالم حولها وكلاهما يحدق بالآخر، أحدهما بعيني الغضب البارد والثاني متسع الحدقتين غير مصدق.. كيف قطعت كل هذه المسافة ليفصل بينهما متر فقط خلال ثواني؟!.. أتته إجابته قبل أن تهمد صدى رنين أجزاء الهاتف المهشم المتساقطة على الأرض، لكمة عاتية على فكه من الناحيتين من ثم ركلة ساحقة في معدته ليرتطم بالجدار خلفه ويسقط أرضا، حاول النهوض مجددا إلا انه لم يقدر.. رفع نظره لها ليراها ترمقه من تحت جفنيها المنسدلين وكأنها تخطط لأمر ما، لم تتح لها فرصة إظهاره لأنها قفزت جانبا فجأة متجنبة مهاجما ثالثا هبط عليها من السماء، صرت المدافعة على أسنانها غيضا.. مقتحم متخفي في الظلال.. تخلص من حبل الهبوط في ثانية احتاجتها لتنقبض عضلاتها وتهاجم، كان جسد المقتحم الجديد أكثر صلابة يصد لكمتها على ذراعيه المتقاطعتين، قدرت أنه أكثرهم خطورة فرفعت مستوى القتال، طوحت بساقها ليصدها مجددا ثم نجح في تجنب محاولتها التالية، كثفت جهودها ما بين ركلات ولكمات تحاول أصابته لكنه صدها في كل مرة كما نجحت هي في إفشال كل محاولاته، دقيقة لتعي أنهما على نفس المستوى.. وعلى هذا الحال لن تنتهي منه أبدا..
    انزلقت أرضا تهرب من قبضته إلا أنها هذه المرة عندما نهضت لجأت لحل أخيرا وجذريا، سحبت مسدسا من وسطها ووقفت ساحبة زر الأمان، رفعت مسدسها وأصابعها على الزناد مستعدة لكنها تجمدت متفاجئة، كانت الصورة معكوسة أيضا..
    تجمد كلاهما مشهرا مسدسه في وجه الآخر مستعدا للإطلاق، ضاقت عينيهما يراقبان سكنات بعضهما رغم أنفاسها الثقيلة، انقبضت عضلاتهما المتوترة منذرين بمعركة دموية قبل أن يقاطعها الصوت الجهوري الخشن: توقفا..
    اتسعت عينا الفتاة مصدومة، هذا الصوت.. لا يمكن..
    ـ سيد فليكس.. تمتمت ذاهلة تلتفت خلفها، تقدم صاحب الهتاف كاشفا عن شخص أشيب في عقده الخامس بزي حارس أشيب الشعر طيب الملامح خلف نظراته الطبية، قال بسرعة أقرب للهفة:
    ـ لا بأس غلوري.. لقد جاؤوا من فرع الشركة الرئيسي.. أدارت رأسها لتحدق بمهاجمها مجددا بنظرات الشك دون أن يخفض أيهما مسدسه، أجفلت للقبضة الحازمة على مسورة مسدسها يخفضه وصاحبها يعاود القول: لا بأس غلوري.. ثقي بي..
    أطاعته بعد ثانية دون أن تتخلى عن شكها فتنهد الأشيب مرتاحا، أعادت مسدسها لجرابه ثم رفعت حاجبا لمهاجمها ليفهم مبادرتها ويعيد مسدسه أيضا لمكانه، ابتسم العجوز لها بتوتر وهو يراقبها تحدق بمهاجميها الثلاثة ينهضون ليحوطوا بها، صرخت على حين غرة: دعيه..
    كان الهتاف الجاف ردا لقبض أحدهم لأخيها يسحبه من الممر جانبي، استعدت لمعركة جديدة إلا أن المعني دفع بالفتى نحوها لتستقبله بين ذراعيها، نزع المقتحم قناعه ليواجها امرأة شقراء في العقد الثالث، ملامحها الباردة أنبأت أنها لم تعجب بهجمات الفتاة ورميها مرتين عرض الحائط قائلة بجفاء: ماذا كان ذلك بحق السماء؟!..
    ـ من أنت؟!.. الصوت العميق الرخيم أتى من خلفها وصاحبها يقرب نحوها من خلف الطاولة، نزع قناعه ما أن وازى صديقه فظهر شخصان متناقضان..
    ـ أنها غلوري هنتر وشقيقها أليكساندر هنتر.. أجاب العجوز المدعو فيلكس عنهما فتمالكها السخط، تبادل مهاجميها الثلاث نظرات غامضة كبدلاتهم السوداء بدروعها المقاومة للرصاص وأسلحتهم المختلفة، كانت أكيدة أنها هناك أكثر مما تراه عينيها..
    ـ والدكما جيمس هنتر.. أين هو؟!.. سأل أكبرهم سنا مقتربا منها فدفعت بشقيقها تواريه خلفها شامخة مكانها دون أن تحرك شعره مجيبة: لما تبحث عنه؟!..
    قلب نظره بينهما ثم رد: أوامر من الرئيس... ضاقت عينيه في مواجهته تحسب الاحتمالات سريعا، لم تتخلى عن يد شقيقها المرتجفة إلا أنها خفضت عينيها له كأنهما يتبادلا حديثا صامتا، ثانية لتجيب بثقة: أبانا في القسم هـ.. من المفترض أن نقله معنا الآن..
    تحركت متوجهة للقسم المعني دون أن تترك اليد الصغيرة من راحتها، وصلوا خلال دقائق فرفعت راحتها للقفل الالكتروني، هتف الحارس العجوز مذهولا:
    ـ لكن لما تمتلكين تصريحا لأكثر الأقسام سرية؟!..
    لم تكلف نفسها عناء الإجابة الحاسب الآلي يؤكد أهليتها للمرور بعد التأكد من بصماتها، قبل أن تخطوا خطوة واحده دفعتها ثلاث أجساد بغلظة ليقتحموا المكان مشهرين أسلحتهم، كورت غلوري قبضتيها غضبا وهي تتبعهم مستعدة للجدال لكنها تصنمت مصدومة..
    ما وقع عليه بصرها كان آخر ما توقعته..
    لم تكن خطتهم تشملا أمرا كهذا..
    القسم هـ خالي تماما..

    سلامي للجميع..
    أمجاد..

  6. #5
    شكرا أختي على القصة الأكثر من روعة
    أحداث رائعة و وصف جميل
    ننتظر الالهام التالي و نتمنى انه يكون قريب
    شكرا للاخ Arcando على الاهداء الروعةهنا

    شكرا أختي Hill of itachi على أروع اهداء
    attachment

    أخي في الله أخبرني متى تغضبْ؟
    إذا انتهكت محارمنا
    إذا نُسفت معالمنا ولم تغضبْ
    إذا قُتلت شهامتنا إذا ديست كرامتنا
    إذا قامت قيامتنا ولم تغضبْ
    فأخبرني متى تغضبْ؟

  7. #6
    عزيزتي فلسطينية الهوية:
    شكرا..
    وأنا التي بدأت أصاب بقليل من الاكتئاب..
    القليل فقط..
    لكن لا تقلقي..
    أصدقاء مثلكم دائما يمدونني بالمزيد..
    شكرا مجددا..
    وترقبي الالهام المقبل..
    سلامي للجميع..
    أمجاد..

  8. #7
    اختي الغاليه

    Amjad_F

    القصه جدا رائعه بانتظار التكمله يالغاليه ولا تكتئبين فنحن بجانبك اختي نساعد بعضنا البعض

    لكي كل الاحترام

    دمتي بود

  9. #8
    عدنا..
    شكرا جزيلا..
    وخصوصا للأخ King fawaz
    تشيعكم يعني لي الكثير..
    الالهام حضر لذا كان الفصل الثالث..
    أنتظر التعليق..
    سلامي للجميع..
    أمجاد..

    الفصل الثالث
    تجمد الجميع في أماكنهم لا يصدقون ما يرونهم، ولا يدركون المشكلة العميقة التي غرقوا فيها في تلك اللحظة.. أسوء مجموعة جمعتها الصدف في أسوء موقف ممكن..
    لم يعلم أحد منهم انه في تلك اللحظة تماما كان هناك شخص يراقبهم ويراجع جميع المعلومات المتراصة تتابعا أمامه..
    غلوري هنتر: العمر عشرون سنة، طالبة متدربة في الشرطة، لون العينين بني غامق، الشعر أسود ناعم، التصنيف: مدنية.
    أليكساندر هنتر: العمر سبعة سنين، طالبة ابتدائية، لون العينين بنفسجي غامق، الشعر بني ناعم، التصنيف: مدني.
    جاي سميث: العمر ثمانية وأربعون، رئيس الفرقة الأمنية المرسلة لمدينة جراوند سنتر، لون العينين رمادي، أصلع الرأس، التصنيف: مجند برتبة قائد.
    دونا يورك: العمر اثنان وثلاثون، تقنية ومبرمجة حاسب وآليات، لون العينين أزرق، الشعر أشقر ناعم، التصنيف: مجند برتبة جندي.
    مايكل نايت: العمر ثمانية وعشرون، عالم كيمياء حيوية وأخصائي وراثة، لون العينين رمادي، لون الشعر أسود ناعم، التصنيف: مجند برتبة جندي.
    إدوارد فليكس: العمر ثمانية وخمسون سنة، حارس أمن، لون العينين أخضر، الشعر أشيب قصير، التصنيف: مدني.
    خرجت أول كلمة من الحارس العجوز مغمغما: ماذا؟!..
    المكان محطم تماما.. الفوضى وكأن ألف معركة دارت هنا.. عبر ما يبدوا أنه قائد فرقة المغوارين عن تعجبه سائلا بغلظة: ما الذي حصل هنا بحق السماء؟!..
    لم يهتم أحد بالإجابة وهم يخطون للداخل فعاد مجددا للهتاف: مهلا..
    ـ هذا سيء.. هذا لا يمكن أن يحدث.. تمتمت الفتاة داكنة العينين وهي تنحني لتلتقط قصاصة ممزقه من الأرض، انتفضت على القبضة القاسية تمسك بذراعها تجبراها على الوقوف وصاحبها يصرخ: ما الذي تفعلينه؟!.. ما الذي حصل هنا؟!..
    حاول كلا من الصغير والعجوز الهبوب للنجدة إلا أنهما عجزا بسبب المجندان اللذين يعيقانهما، رفعت غلوري عينان باردان لمواجهها دون أن تستجيب لثورته ترد: لا أعلم..
    ـ من أنت بحق السماء؟!.. سأل مجددا دون أن يخفف من قبضته المشدودة فأجابت بهدوء وهي تنتزع ذراعها بحزم لتبتعد عنه: أنت تعلم من نحن، السؤال من أنتم وماذا تفعلون هنا؟..
    انتزعت شقيقها من قبضت الشقراء لتقربه منه في أشارة واضحة أنه تحت حمايتها دائما، عندما لم تلقى جوابا أدارت رأسها لتوجه نظراتها الصارمة ثلاثتهم في تحدي صريح.. تقدم قائدهم خطوة مستجيبا وقائلا: اسمي جاي سميث، وهذان دونا يورك ومايكل نايت.. مهمتنا مصنفة تحد بند السرية المشددة ولا يمكن مناقشتها..
    ضاقت عينا الفتاة استعدادا للنقاش قبل أن تبتلع كلماتها على صوت أخيها الخافت يشد على يدها:
    ـ غلوري.. إنه حي.. اتسعت عيناها تدرك قصده، ذلك الشعور المطمئن يتسلل لداخلها ليستقر بنعومة في أعماق روحها.. إنه حي.. أباهما حي يرزق..
    أشرق وجههما وهما لا يرفعان عينهما عن بعض، ابتسما سرورا قبل أن يتركا سراحا قبضتيهما وتسرع داكنة الشعر لحقيبتها الثقيلة، قطب جاي لرؤيتها تنقب فيها فسأل على غلظته: ما الذي تفعلينه؟..
    ـ أبانا حي.. وسأذهب لإيجاده.. أجابت دون أن تخفف من بحثها المحموم فعبس الجميع يتبادلون النظرات ثم غمغم جاي: كيف تعلمين ذلك؟!..
    رفت يدها لتريهم جهازا صغيرا بشاشة داكنة، النقطة الخضراء الصغير تومض فعرفوا قصدها وهي ترد: الجهاز يستقبل إشارات التتبع من والدي..
    ـ كيف تعلمين انه حي؟!.. سأل مايكل مشككا، التقطت آخر غرض تحتاجه وانتصبت قائلة:
    ـ جهاز الإرسال يعمل بالحرارة، إذا حصل أي أمر سيتعطل جهازه نهائيا..
    ناولت لشقيقها حاسبا محمولا مغمغمة بأسى حزين: أنا آسفة.. علينا فعلها..
    خطت خارجة فستوقفها جاي يسد عليها طريق الخروج قائلا ضاغطا على حروفه:
    ـ أين تظنين أنك ذاهبة؟!.. لم أنت مسلحة؟!..
    ـ أنا ذاهبة لأجد والدي.. أجابت تحاكي نبرته الثقيلة الغاضبة، اتسعت حدقت الكل في مواجهة الثقة والصرامة النابعتين من الشابة الصغيرة، ستذهب مهما كلفها الأمر ولن يقف أحد في طريقها.. اتسعت أعينهم أكثر عندما أكملت: من الأمن لكم إذا أتيتم معي..
    ـ هل تعلمين أن يقع أباك بالضبط؟!.. سأل جاي فرفعت الجهاز بإجابة واضحة، فكر لوهلة ثم حزم أمره فهتف آمرا: مايكل ودونا ستأتيان معي.. أنت (أشار للحارس فليكس) أبقى مع الصغير لحراسته.. هيا بنا..
    ـ غلوري.. توقفت الفتاة على هتاف شقيقها وأدارت رأسها ليقع في مجال بصرها فأكمل: أنهم هنا.
    ـ أعلم.. ابتسمت مطمئنة متجاهلة الملامح المتسائلة حولها تكرر: أعلم..
    ـ كون حذرة.. هتف بصوت مرتجف يراقب شقيقته تلوح له قبل أن يهبط الباب الفولاذي ليفصل بينهما، تشاركا رجفة خفية تجاهلاها وهما يشرعان بتنفيذ المطلوب منهما، الخطة البديلة..
    ـ أبقوا قريبين.. لا تنفصلوا ولا تلعبوا أدوار بطولية.. ولا.. قاطعها جاي بجفائه المعهود هاتفا:
    ـ مهلا.. أنت من عليه البقاء بالقرب منا.. لا تحاولي التذاكي ولا تقللي من شأننا أبدا..
    ـ أنظروا من يتحدث.. أنا لا أصدق حججك لتبحث عن أبي.. ولا أثق بكم.. عن اعترضتم طريقي ثق بي.. سأتخذ كل أجراء يلزمني ويناسبني.. تمتمت غلوري باستخفاف فصر المعني على أسنانه يحاول كبح جموحه، أجفلت الفتاة بين يديه ثم قالت: لنذهب.. الإشارة تأتي من مكتب والدي ثلاثة طوابق فوقنا..
    أستقل ثلاثتهم السلالم ليصلوا لوجهتهم في دقائق، أشارة غلوري للباب معلنة وصولهم للدور المقصود، أومأ جاي لمايكل ليتقدم الأخير منفذا أمر قائده الصامت، توقف العالم عن الدوران لشخص منهم لا يصدق ما الذي يحصل..
    الطعنة العميقة في صدره تمنع أنفاسه من التوالي تعني شيئا واحدا..
    هتفت غلوري بحزم قاطع: لا تفتح.. لكنها تأخرت لجزء من الثانية..
    لقد دفع مايكل الباب ليواجهوا أسوء كوابيسهم..
    المخلوق الواقف على أربع يرمقهم بحدقتيه المحتقنتين من نهاية الممر وفحيحه يخرج من بين أنيابه الحادة ولسانه المشقوق..
    تجمد الجميع يراقب حركته البطيئة الحذرة قبل أن ينطلق كالسهم نحوهم مهاجما ومعلنا بلا شك..
    أنهم في ورطة.. ورطة عصيبة..

  10. #9
    مشكورة أختي على الفصل الجديد الرائع
    الأحداث تزيد متعة و تشويق
    الوصف جميل للاحداث يجعلنا نعايش الشخصيات
    و ننتظر الالهام المقبل بفارغ الصبر
    اخر تعديل كان بواسطة » فلسطينية الهوية في يوم » 03-02-2007 عند الساعة » 18:40

  11. #10
    عذرا على اتأخير..
    لكن شكرا جزيلا للأخت فليسطينية الهوية..
    أعتذر إلا انه يبدوا ان الالهام سيطول قليلا هذه المرة..
    لكن وعدي أنني عائدة..
    فانتظروني..
    شكرا مجددا..
    وسلامي للجميع..
    أمجاد..

  12. #11
    القصة تكملتها رووووعة مثل العادة

    وننتظر التكملة على احر من الجمر

  13. #12

  14. #13
    السلام عليكم^^

    <<جاية طيرانbiggrin

    اولا اهلا بعودتكasian

    بجد مرة فرحانة لرجوعك امجــــــــاد asian

    لسه ما قرأت القصة nervous

    لي عودة wink

  15. #14
    السلام عليكم ورحمة الله ربركاته..
    الر جاء يمنع رمي علب البيبسي أو الطماطم علي..nervous
    أعتذر لم اتوقع أن استغرق هذا الوقت في انهاء فصل واحد..
    لكن الظروف..dead
    أشكر لكل من مروا سواء ابدوا تعليقهم أم لا..rolleyes
    شكر خاص لكوربيكا كاورتا: أراك قريبا في تعليق خاص على قصتك..gooood
    شكرا لفلسطينية الهوية، King Fawaz، غموض الليل وأختي العزيزة غريبة الأطوار..
    اشتقت لكم وللجميع لذا أعود بالفصل الجديد..
    انتظر التعليق على احر من جمر..
    حتى الالهام المقبل..
    سلامي للجميع..
    أمجاد..

    الفصل الرابع
    "تحرك.. تحرك.." صرخت العقول مرتاعة للعضلات المتصلبة والرعب يطل من الأعين، ثانية واحدة ليطع المخلوق نصف المسافة الفاصلة بينهم المقدرة بثلاثين مترا، حدقوا بالموت المندفع نحوهم ليصل في ثانية أبدية.. ثم النهاية..
    وسط ذهولهم انطلق الصوت العالي ممزقا قيود الخدر عن وعيهم، ألتفتت ثلاثة منهم بأعين متسعة غير مصدقين، الشخص الوحيد المفترض أنه غير مؤهل لهذه المواقف ينقذهم من النهاية المحتمة، تلك الرصاصة المحكمة تصيب هدفها تماما في مفصل المخلوق الراكض لتعيق مسيرته.. ملامح العزم والقسوة المطلة من الشابة الثابتة الجنان وسطهم أخبرتهم بشيء واحد..
    المعركة بدأت..
    اندفعت تخترقهم لتثبت قدميها أمامهم وترفع مسدسها في وجه الوحش المتعثر وتطلق النار، علت الصرخات الحادة منه والرصاص يخترق لحمه المكشوف ويتدفق دمه لكنها تعلم أنه لن يستغرق طويلا ليتغلب على جروحه السطحية وتبدأ المعركة الدموية الحقيقية، صرخت بصرامة آمرة:
    ـ تحركوا.. كان هذا كل ما يحتاجونهم ليستعيدوا وعيهم ويخرجوا أسلحتهم ليطلقوا سيلا من النيران، صرخت بأعلى صوتها دون أن تلتفت: أغلق الباب مايكل.. أنهم آتون..
    نبهه الهتاف للأصوات المكتومة الآخذة بالتعالي، هناك شيء يصعد إليهم.. انتزعته قبضة من بحيرة الذهول الغارق بها تجذبه للداخل ويرتطم الباب مقفلا بدوي عالي، أنزلق القفل الحديدي العريض ليغلق المدخل بيد الشابة الداكنة العينين في آخر لحظة قبل أن يتراجع كلاهما مرتدين من صدى الارتطام الهائل، أمام أعينهم تجسدت تلك الراحة المخيفة بالمخالب الطويلة.. مهما كان ما ضرب الباب ليحفر أثره خلفه فهو هائل الحجم، وهم ليسوا بأمان منه لأنه سيمزق الباب الثقيل رغم القفل الحديدي جراء ضرباته المتوالية والثقيلة عليه، امتزج الصراخ المريع بعواء يصم الآذان ليدركوا مشكلتهم المريعة.. لقد حوصروا بين وحشين بلا مخرج..
    ـ علينا الوصول لمكتب والدي.. أنهم لا يقدرون على النيل منا هناك.. صرخت أصغرهم معلنة الخطة ووضعتها قيد التنفيذ في نفس اللحظة فتبعها الجميع، لم يوقفوا سيل النيران لثانية وهم يتقدمون نحو المخلوق رغم أنه يقف على قوائمه وجسده أخد بالازدياد حجما، أنه يتخذ دفعاته ضدهم وذلك بمضاعفة أنسجته في ثواني ليعجز الرصاص عن إيقافه، حاولوا التغلب عليه قبل أن تتحسن دفعاته إلا أنه تأخروا.. على حين غرة وتحت أنظارهم أكتمل تحوله وواجه الرصاص المندفع دون أن يتحرك قيد أنملة.. أطلق صوتا مريعا يجمع بين العواء والفحيح ثم انطلق.. مباشرتا يصطاد طعامه..
    لم يتراجع أي منهم ينتصبون بشجاعة انتحارية على الأرض المهتزة، وثب نحوهم شاهرا أنيابه الحادة في وجههم فاتخذوا دفعاتهم، تجنبوه بالوثوب جانبا في مجموعتين باتجاهين متعاكسين، لم يدخر أي منهم في مطاردة الوحش بنيرانهم لكنه لم يتأثر البتة، خرج صوته المريع يجمع بين الزئير والعواء يعلو صوت الرصاص إلا أنهم لم يتراجعوا لوهلة، ضغط الجميع على أسنانهم واليأس ينال منهم أخيرا.. كيف يتغلبوا على وحش كهذا؟!..
    ضاقت عينا غلوري تلاحظ تجاهل المخلوق لها واستدارته للناحية الأخرى، من الواضح أنه اختار الانتهاء من الضعف أولا.. صرخت بأقوى ما تقدر عليه حنجرتها:
    ـ جاي.. دونا.. الباب الأخير في الممر.. ألتقط المعنيان طرف الخيط ووثبا يحاولان الوصول لغايتهما، المكان الوحيد الآمن.. مكتب جيمس هنتر..
    ـ لا تساعدهم مايكل.. هذا هو الحل الوحيد.. تسلل الهمس الخافت لأذني الرجل فحدق بها لا يفهم ما تعنيه، وقفت ثابتة الجنان تنتظر.. لم يحركها الزئير المخلوق وكأنه ينادي بالموت أو محاولات رفيقيه العقيمة للفرار منه.. انقبضت عضلاته مستجيبا لغريزته للمساعدة بسبب صراخ جاي العالي والمخلوق يمزق كتفه بأنيابه، تجمد فجأة مكانه على الأمر الخشن: لا تتحرك..
    لم يصدق مايكل مقدار الصرامة والصلابة فيهما وكأنها ستقتله إن لم يذعن لها، تراجع في الثانية التالية مذعورا يكاد يجن.. ما تفعله لا يخطر على بال.. مستحيل..
    تمام أمام ناظريه هتفت: الآن.. رفعت ذراعها وغرزت فوهة مسدسها عليها ثم ضغطت على الزناد، ببساطة ودون تردد لتندفع الرصاصة المعدنية عبر ماسورة سلاحها وتخترق أنسجتها لتعبر وتخرج من الناحية الأخرى ملطخة بالدماء.. مباشرتا لتصيب هدفها.. مؤخرة جمجمة الوحش المنتصب الغافل عنهما يحاول غرز مخالبه في طريدتيه..
    أتت الصرخة منه وهو يتهاوى على جانبه بينما لم تنبس الشابة بحرف أو يظهر عليها علامات الألم، راقبوا لوهلة ترنحاته العشوائية في أرجاء المكان قبل أن يخسر معركته ويتهاوى مطلقا خوارا أخيرا.. أرتطم الجسد الهائل بالأرض بدوى عنيف واهتزوا جراءه، تقدمت غلوري بلا تردد وثقة حتى شارفت عليه، حدقت بعينيه لوهلة من ثم تمتمت: آسفة.. لن أدعك تعاني مطولا..
    غرزت أصبعين في الجرح الذي خلفته الرصاصة في ذراعيها لتخرجهما مكسوان بالدم، مدت يدها لتقحمها بين أنيابه وفي فمه، شهقوا متسعي الأعين لا يصدقون ما يرونه، سحبت راحتها لتتراجع مطرقة الرأس دون أن تلقي نظرة أخرى عليه.. الوحش الذي أقترب من الفتك بهم يلفظ أنفاسه الأخيرة ثم توقف صدره عن التمدد وجف الجسد وتحلل خلال دقيقة واحدة فقط.. ليحدقوا في كومة من الغبار.. لم يجرؤ احد منهم على تحريك أصبعا.. هذا كابوس.. كابوس لا ينتهي..
    أخرجهم من بحر الضياع الضربة العنيفة على باب سلم الطوارئ الحديدي مرددا صدى عاليا، أسرع أربعتهم باتفاق صامت بالدخول لمكتب جيمس هنتر قبل أن تعالج ابنته قفل الباب من الداخل عبر اللوحة الالكترونية بجانبها لتستجيب لها بعد عدة ثواني، أنزلق لوح فولاذي من الأعلى تماما في الوقت المناسب، أثناء نزول اللوح رأوا تمزق باب السلم في نهاية الممر كأنه من ورق ليندفع عبره ثلاثة مخلوقات.. مباشرتا من الجحيم..
    التقى طرفا الفولاذ برنين معدني سادا الطريق أمامهم ومعلنا نجاة البشر.. مؤقتا..
    وقف الجميع يحدق بالباب وكأنهم يستطيعون النظر عبره، حل سكون ثقيل مفعم برائحة الدم والغموض والأنفاس الثقيلة لا تسهل الأمر، أتت الغمغمة الخافتة من جاي تعكس حالة الإنكار الواقعين بها: ماذا كان ذلك؟!..
    لم تأتي أي إجابة فنبعث السؤال المتوقع من آخر شخص منتظر والكلمات تخرج بصعوبة من بين فكي مايكل المشدودين يواجه مركز التساؤل المدعو غلوري: الأهم.. ماذا تكونين أنت!؟..

  16. #15
    وقف الجميع يحدق بالباب وكأنهم يستطيعون النظر عبره،

    شعرت انا بهذه الحالة الان و كأني احاول النظر عبره هههه
    بصراحة كاملة ابدعت فاحسنت بهذا الابداع

    و ننتظر التكملة على الله لاتتأخري
    لانه الانتظار على هذه الاحداث سيكون صعبا

    تحياتي

    كورابيكا-كاروتا

  17. #16
    عزيزتي كوربيكا كاروتا:
    شكرا.. شكرا..
    حقيقتا أنت البلسم للقلب الجريح..
    شكرا على كل دعمك.. من أجلكم دائما أعود..
    سأحاول الانتهاء باسرع ما يمكنني رغم أني أشك لأن جدولي للشهر القادم مزدحم للغاية..
    لكن الحر عند وعده وأنا لن أخلف وعدا قط.. للآن على الأقل..
    حتى الالهام التالي..
    شكرا..
    سلامي للجميع..
    أمجاد..
    اخر تعديل كان بواسطة » Amjad_F في يوم » 09-03-2007 عند الساعة » 20:44

  18. #17
    السلام عليكم والرحمة..
    كيف الجميع..
    والامتحانات.. أسكت صح..tongue
    بالتوفيق للجميع والفاضين زي يشوفو حل في نفسهم..biggrin
    على اية حال..
    أولا: أعتذر بجدية واخلاص على التأخير لكن الظروف لم تصب في صالحي مؤخرا..
    أي أحد سمع عن ملتقى صار في جدة في المستشفى السعودي الألماني وحضر يعرف اني أنا كنت مشاركة فيه وارتبطاتي به لم تنتهي حتى الآن..ermm
    ثانيا: شكر خاص ومن القلب لأختي كوربيكا كاروتا، شكرا على التواصل حتى وسط الأوقات الصعبة، من أجل أخوة مثلكم أنا أعود لهنا.. من أجلكم فقط أنا سأكون أنا..asian
    ثالثا نداء عاجل: للمرعبة.. أين أختفيتي؟!.. أرجوا أن تنتهي أمورك بسلام ونسمع أنك أصبحت زميلة أكاديمية لنا.. بالتوفيق وربنا يرعاك..gooood
    وأخيرا: عذرا للاطالة لكني أشتقت للكثيرين وما زال أمامي الكثير لأنجزه، هذا الفصل الجديد استمتعوا به وانتظر كل الردود برحابة صدر.. شكرا لكل شيء وإلى لقاء قريب..

    الفصل الخامس


    خيم صمت متوتر جعل الهواء بوزن ألف طن، الأنفاس الثقيلة لم تراجع لوهلة وأصحابها يحدقون بالمعنية بلا استجابة، ثواني كالدهر ثم رفعت لهم عينان أرسلت بقشعريرة باردة عبر ظهورهم، عيناها لم تكونا بشريتين على الإطلاق.. كنتا تعكسان روحا ميتة..
    راقبت الرعب المطل منهم مليا قبل أن يخرج صوتها الجاف حادا قاطعا:
    ـ أنتم أيتها المخلوقات الأدنى لا تحاولوا اعتراض طريقي..
    ـ ماذا بحق السماء!؟.. تمتم جاي مستنكرا لكنها لم تحرك شعره وأكملت كأنها لم تسمعه:
    ـ أنا مخرجكم الوحيد من هنا لذا لا...
    لم تتح لها الفرصة لتكمل بسبب الشاب الواثب نحوها مهاجما بتأثير دمه الثائر كالبركان متجاهلا هتاف رفيقيه الناهية، وقفت مكانها دون حراك ثابتة الجنان حتى فصل بين قبضته ووجهها سنتيمترات قليلة فأطلقت قدراتها، استقبلت لكمته في راحتها قبل أن يستوعب متى رفعتها، القوة الهائلة والسيطرة التامة أذهلته وتركت عقله المنطقي العبقري يعجز عن التحليل إلا أنه لم يضيع ثانية زائدة في الذهول رافعا قبضته الأخرى في محاولة جديدة للنيل منها من الجانب الآخر، من الواضح أنه بسبب حركته تلك قررت إنهاء المواجهة السخيفة بينهما، صدت هجمته بنفس الطريقة السابقة وضربت في نفس الوقت كلا من لوح كتفه وركبته بكوعها وركبتها دون رحمة ليقعا أرضا وتلجمه جاثمة عليه، شدت أصابعها الملفوفة حول رقبته بقسوة لترغمه على السكون متمتمة من بين أسنانها: توقف عن مهاجمتي.. أنا لست العدو هنا...
    رفض الخضوع ببساطة محاولا التخلص منها فزادت من الضغط على حنجرته مكملة بخشونة:
    ـ أنا أتفوق عليك مايكل.. يكفي..
    لوهلة بدا أنه سيخضع لها لكن اختفاء التقطيب عن وجهه ولمعة عيناه مع الصوت الواثق الجذل الخارج من شفتيه المبتسمتان بغرور دقت أجراس الخطر داخلها وهو يقول: لا أظن ذلك..
    انتفضت لملمس المعدن البارد الملتصق بجذعها وصوت التكة المميزة يتسلل لأذنها محذرا بأن مسدسه ملغم وجاهزا للنيل منها، صرت على أسنانها مدركة استخدمه لمحاولاته العقيمة ليقترب منها كفاية ليصبح تهديدا فعليا، أطرقت للحظة معترفة بتهورها دون أن يتخلى أي منهما عن موقفه تجاه الآخر ثم أظهرت له عينيها من خلف خصلات شعرها المتهادلة فألجم لسانه ذاهلا، السيطرة والثقة المطلقة المشعتان منهما أجبرته على العبوس متوجسا يستمع لكلماتها اللاسعة:
    ـ فكر مجددا مايكل.. كيف يمكنك أن تتفوق علي؟!..
    اتسعت حدقتا المعني يدرك قصدها، إذا تجاهل حقيقة قوتها الطاغية لم ينتبه حتى هذه اللحظة لما يحدث أمام عينيه، ذراعها التي تسمره بها أرضا سليمة للغاية.. الذراع التي اخترقتها برصاصتها دقائق مضوا لا تقطر دما أو يعلوها خدش.. كانت سليمة بلا أي إصابات مما يتعدى قدرته على التخيل.. بينما انعكست الحقيقة المنافية للعقل على ملامحه المصدومة انعكست لمعة توحش في مقلتيها الداكنتين، لم يستطع منع إرتجافة رعب لمرآها.. كان لحظتها أكثر رعبا من مواجهته للوحوش.. كان يواجه أسوء كوابيسه.. كان يحدق مباشرة بغول..
    لم تدم مواجهتهما الصامتة سوى لثواني لتقطع على رنين المعدن المميز المبشر بمشكلة، رفع كليهما عينيه ليروا فوهات المسدسات الملغمة المصوبة على رأس الشابة باردة الملامح متوحشة النظرات معلنين استعدادهم لبدأ حرب وجاي يغمغم من بين أسنانه:
    ـ يكفي.. توقفي حالا وإلا فجرنا رأسك...
    رسم ثلاثتهم أعتى علامات القسوة على ملامحهم العابسة وهم يحاولون التماسك أمام عينا الموت المحدقة بهم، للحظة ارتجفوا عندما لمحوا علامات تمرد تمر في أعماقهما منذرة بمصيبة دموية إلا أنها خالفت كل التوقعات ورفعت يديها ببساطة، ارتفع الجسد الممشوق واقفا على قدميه قبل أن يبتعد عنهم نحو المكتب العملاق وشعرها المبعثر يغطي وجهها، راقبوا معقودين اللسان تحركات جسدها الآلية وهي تتلمس أدوات المكتب المبعثرة بأطراف أناملها قبل أن يشعروا به، المخلوقة الواقفة أمامهم مختلفة عن تلك المتوحشة التي هددت حياتهم منذ قليل، قلبها الكسير ونداء روحها المعذبة الصامت لامس شغاف قلوبهم مرسلا الخدر في أطرافهم المتصلبة، حبسوا أنفاسهم ذهولا لرؤيتهم لما كتب في عينيها الدامعتين، لم يواجهوا المحاربة بل طفلة يائسة تسألهم مساعدتها لإيجاد والدها.. في حين خفق قلب عدوها الشاب وجلا لمنظرها لم يؤثر ذلك على قائده ليقول بخشونة: ما الذي يحدث هنا بحق السماء؟!..
    ـ ستسوء الأمور.. فقد فتح الوغد بابا للجحيم.. وهذه البداية فقط.. تمتمت من بين أسنانها بذنب ثقيل ثم صرخت بعدائية وحشية وهي تضرب لوحة المفاتيح أمامها بعنف:
    ـ هل تسمعني أيها المريض الحقير؟!..
    لوهلة بدا أنها جنت لصراخها على شاشة مطفأة إلا أنهم تراجعوا مصدومين عندما أنارت كل الشاشات في الغرفة على صورة يحفظونها جيدا، شعار شركتهم العريقة في كل المجالات الاقتصادية.. الدائرتان المدمجتان بلونين الأبيض والأسود لشركة سوسايتي العالمية..
    الصوت المعدني أجبرهم على الانتفاض فزعا عندما رن عاليا مرددا: أخيرا التقينا غلوري..
    قطب الجميع لسمعهم لرنة الشماتة الواضحة، كان الجو المكهرب بين غلوري المتحفزة والمتجهمة والشاشات البراقة الباردة ينذر بكارثة لكن ما أخاف ثلاثتهم خلال الثواني الصامتة الثقيلة ليس الإجابات المترقبة المستحيلة.. بل أحسوا بطريقة ما أنه سيسمعون الحوار المنتظر أخيرا لكنه يروق لهم البتة.. أحسوا أنهم يسمعون لكلمات الموت الخفية في الأسلاك الكهربائية..

    حتى الالهام المقبل..
    سلامي للجميع..
    أمجاد..
    اخر تعديل كان بواسطة » Amjad_F في يوم » 16-06-2007 عند الساعة » 12:57

  19. #18
    اختي العزيزة

    من واجبنا ان نشجعك فأنت كاتبه مبدعة و صديقة مخلصة


    لا تتأخري علينا بالتكملة
    لانه معرفة سر غلوريا eek eek eek eek eek eek


    سلام و نحن بالانتظار


    كورابيكا-كاروتا

  20. #19
    حبيبتي كوربيكا كاروتا:
    شكرا لا أجد المزيد من الكلمات..
    حتى اللقاء القادم..
    سلامي للجميع..
    أمجاد..

  21. #20
    أخيرا وصلت التكملة بعد طول انتظار
    عذرا على تأخري في الرد
    المهم التكملة روووووعة في الفصلين
    التشويق ازداد لدي لمعرفة البقية
    و ما لي سوى بشوق انتظار الالهام المقبل
    فلا تتأخري و لا تحرمينا من تواجدك معنا

الصفحة رقم 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter