السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عدت مجددا كيف حال الجميع؟!..
أولا يجب علي الاعتذار لمجموعة هائلة من الناس..
والله لم اتعمد الغياب لكن ظروف العمل..
لكنني عدت من أجلكم فقط..
والأمر الآخر أنني سأتوقف عن همس الأشباح لاشعار آخر..لكن هذه قصة أخرى أرجو أن تنال الإعجاب..
انتظر الردود..
أمر أخير..
هذه القصة أهداء لصديقة وأخت غالية..
عزيزتي المرعبة.. تمنياتي لك بالنجاح والنجاة من الأمتحانات النهائية..
قلبي معك.. وهذه القصة إهداء خاص لك فقط..
إلى اللقاء القادم مع الفصل الجديد..
سلامي للجميع..
بسم الله الرحمن الرحيم
نداء بلا صوتSoundless Call
الفصل الأول
ـ أنا خائف.. خرجت الكلمات الخائفة من الطفل ذو السبعة أعوام وإن اختفت دموع خوفه وسط ظلال الظلمة..
ـ استمع لي جيدا.. سأحميك دائما.. دائما.. هذا وعد.. أتى الصوت الأنثوي صارما وقاطعا يوازي ملامح صاحبته الحازمة، ارتفعت العينان الجزعتان لتقابل لمعان الثقة المنعكس في البالغة المشرفة عليه، أحتاج ثانية لينتقل له شعورها فأومأ موافقا، خرجت تنهيدة ارتياح من الشابة دون أن يتخلى جسدها عن توتره وهي تبتعد عن الصغير وتتحرك بخفة في أنحاء الغرفة تحت الضوء الشاحب المتسلل من النوافذ. راقبها الفتى تجمع الوراق المبعثرة فوق المكتب وتخرج بعض الأسطوانات الالكترونية المختلفة وتدسها في حقيبة قماشية، تقدم يحاول فهم ما تفعله وتمتم مشوشا: ما الذي يحصل؟!.. لم يسعون خلفنا؟!..
ـ علينا الخروج من هنا بأسرع ما يمكن.. أجابت دون أن تلتفت له أو تكف عن الحركة.
ـ هل سنموت؟!.. سأل والخوف يتسلل لقلبه مجددا فتجمدت مرافقته لثانية من المفاجأة وارتجفت يداها لا إراديا، علت خطواتها الواثقة لتقترب من الصغير وتقبض على ذراعه هابطة لمستواه، اخترقت عيناها المطمئنتان حدقتاه المذعورتان ثم قالت مشدده على حروفها:
ـ لن يؤذيك أحدا.. ليس وأنا على قيد الحياة.. لن يجرؤ على لمسك..
ترقرقت الدموع في عينيه ولم يتخلى عن ذعره يعاود التمتمة: لكنهم بالخارج.. كل الوحوش طليقة خارجا. عادت تؤكد بنبرة أكثر دفأ وهي تجره لتحضنه هامسة بالقرب من أذنه: لا أعلم ما الذي حصل لكن لن يؤذيك أحد.. ونحن لن نموت.. لكننا لن نهرب أيضا.. سنقاتل ونحيا..
أجبرته على مواجهتها لينظر مباشرتا في عينيها فقال: هل هذا كابوس مريع؟!..
هزت رأسها نفيا ترد: لا تقلق.. ستنتهي الأمور على خير.. ألا تقدر على تصديق أختك الكبرى ولو لمرة واحدة في حياتك.. هه أليك؟!..
حدق بها للحظة مشككا من ثم أومأ برأسه فابتسمت بإشراق من أعماق قلبها، دام اتصالهما ثانية فقط بسبب الصوت العالي من وراء النافذة لا يميز، أكان ذلك الريح أم بعض الطيور!؟.. أو ربما أسوء.. لم تمنحه الشابة فرصة ليتمادى في تخيلاته وهي تبتعد لترفع صورة عن الجدار وتظهر خلفه خزانة، عالجت أرقامها السرية بسرعة تدل على تعود قبل أن تفتحها وتسحب منها بعض الأوراق وصندوقا صغيرا وتقحمهم في الحقيبة، أخرجت حقيبة رياضية قماشية ضخمة وأسرعت لجانب الصغير، وضعت الصندوق فوق الطاولة وألبست الشاب الحقيبة على ظهره قائلة:
ـ استمع لي جيدا.. لقد حذرنا وجهزنا أبانا لموقف كهذا.. تعلم ما عليك فعله.. لا تفترق قط عن هذه الحقيبة وإن حصل لي أي خطب أخرج من هذه المدينة الملعونة وسلم محتوياتها لأقرب قسم للشرطة.. إذا أصبت ولو بخدش خذ الترياق من الصندوق واحقتنه مباشرتا في عروقك ثم أخرج من هنا.. لا تتردد لثانية ولا تنظر خلفك لأي سبب.. مفهوم؟!..
هز الصغير رأسه مرعوبا من مقدار الصرامة في كلماتها، جمد مكانه يرها تفتح الحقيبة الكبيرة وتخرج منه أسوء مخاوفه، أسلحة نارية متعددة وقاتلة.. لبست الحامل الجلدي بالجرابين تحت ذراعيها وآخر على وسطها وربطت حقيبة صغير حول ساقها، دست المسدسات في مواضعها ثم شدت سحاب الحقيبة تغلقها مجددا وتحملها بيد واحده، أمسكت بيدها الثانية الراحة الباردة للصغير تقوده معها هاتفه: هيا بنا..
دقائق ليعبرا الممرات الواسعة لمنزلهم الفخم الخالي وينتهوا في المرأب، توجه الفتى أوتوماتكيا للسيارة السوداء الرياضية من بين كل السيارات، لقد تدربوا على ما المفترض أن يفعلوه في حالة كهذه مئات المرات، ولن يتراجع أي منهما الآن..
جلس على المقعد المجاور للسائق وحدق عبر النافذة لشقيقته تقرب منه بعد إحضارها للمفاتيح من الخزانة، ألقت بحقيبتها الثقيلة في المقعد الخلفي ثم جلست بجانبه، زأر المحرك القوي بعد دقيقة معلنا استعداده للانطلاق استجابتا لأوامر سيدته، شدت على المقود الجلدي بقسوة قبل أن تتخلى عنه لتسحب غرضا صلبا من خلفها، وضعته بين يدي الفتى الصغير قائلة:
ـ استعمل هذا إن اضطررت لذلك.. تعلم كيفية تشغيله.. في حال ساءت الأمور للغاية تعرف كيف تناديني وسأهب لنجدتك..
جمد متسع العينين لا يصدق ما يراه، هل الأمور بهذا السوء لتناوله أخته مسدسا ملغما تدرب على استعماله منذ مدة طويلة!..
ـ هل أنت مستعد؟!.. أخرجته من تأملاته فازدرد ريقه بلا جدوى لترطيب حلقه الجاف فاكتفى بإيماء فردت متمتمة:
ـ هذا الواقع المرير.. لننطلق..
ضغطت على البنزين ليرتفع صرير الإطارات المطاطية قبل أن يخرجوا كالصاروخ عبر الممر الساكن من ثم الشوارع الخالية ما عدا من أوراق الشجر الجافة مباشرة نحو الهدف لمهمة واحدة..
نزع جذور الشر في مركز العملية..
قلب الجحيم..
المفضلات