قبل البدء .. فلن أذكر صاحبي باسمه الحقيقي لحاجة في نفسي .. و سأسميه بـ [ عمّـار ] ..
[ عمّـار ] ..
شاب في أواخر العشرين من عمره ..
التقيته في حج هذا العام .. ولم أكن أتوقع أن ألتقي بـ [ رجل ] كهذا ..
رجل ضخم .. قوي .. مهيب .. إلا انه ضحوك الفم .. كثير الدعابة ..
[ عمّـار ] ..
كل من رآه .. يذكر الفاروق [ عمر بن الخطاب ] .. فقد كان عمر .. جباراً في الجاهلية .. جباراً في الإسلام ..
وحين رأيته لأول مرة .. مر على ذاكرتي .. بطل القوقاز [ خطاب ] ..
كان [ عمّـار ] هو أكبر ذكرى في ختام هذا العام ..
ورغم ساعات قليلة جلستها معه .. إلا أنه كانت مليئة بالمواقف .. والتي أشعرتني بـ [ صغري ] و [ حقارة شأني ] ..
-----------------
لذا .. قررت أن أروي لكم شيئاً من قصصه .. لا بل من [ عجائبه ] ..
----------------
يحدث [ عمّـار ] عن نفسه .. فيقول ..
كنت قبل سنوات رجلاً عاصياً .. لم يبق ذنب إلا واقترفته .. إلا [ الزنا ] و [ اللواط ] ..
كان أهل الحي كلهم يعرفونني .. لكنهم يعرفونني بالمصائب ..
لم يبق أحد منهم إلا وآذيته .. بحق أو بغير حق ..
لكن .. وبعد كل هذا .. كان الله قد شاء لي الهداية ..
ترى ..
هل عاش فيكم أحد لحظات السجن .. ؟؟
حين تكون في تلك الغرفة المظلمة .. أنيسها : أصحاب السوابق والمصائب .. وحديثها : النهر والزجر ..
أنا جربت تلك الحياة ..
سجنت مرة ..
وعشت في ذلك السجن عدة أشهر .. كان من أكثر ما يشدني أولائك الدعاة وأهل الخير الذين يزورون السجن وينصحون فيه ..
حين خرجت من السجن لأول مرة .. كنت قد أعفيت لحيتي .. حتى إن من يراني يظنني من كبار الدعاة والمشايخ ..
استبشر بي أهل الحي خيراً ..
لكنني قابلتهم في الغد بوجه جديد .. حيث زال ذلك البهاء بإزالتي للحيتي ..
لم ألبت طويلاً .. حتى سجنت مرة أخرى ..
لا أخفيكم .. فلقد تأثرت كثيراً بسجني للمرة الثانية .. كنت أنوي الرجوع إلى الله .. لكن ذلك اليوم لم يحن بعد ..
وبداخل السجن حدثت لي قصص كثيرة .. أشهرها قصة ذلك [ الدرزي ] .. والتي سأرويها لكم لاحقاً ..
خرجت .. كما خرجت المرة الأولى .. فلحيتي قد أنارت وجهي .. لكن لم أكن أشعر بقيمتها ..
التقى بي أحد الإخوة .. وشد من أزري للاستمرار على طريق الخير - حين رأى لحيتي - .. لكنه لم يكن متحمساً لعلمه بما حدث بعد خروجي المرة الأولى بيوم ..
وفعلا .. حدث ما توقع ..
لكن ..
شاء الله هدايتي في ذلك اليوم ..
خرجت من المنزل ..
وحين خرجت .. لم أكن أتوقع أن أرجع بوجه آخر ..
لكن ذلك ما حدث ..
---------------
عذراً ..
فلـ [ عمّـار ] .. مع الهداية قصة لا تنسى ..
وبعد الهداية قصص وعجائب لا تمحى ..
وحتى أشد من أزري لكتابتها .. أود أن أرى شيئاً من التفاعل .. وحينها .. سأسردها كاملة في الرد القادم ..
[ لن أطيل عليكم إذا لم تطيلوا علي ] ..
المفضلات