مشاهدة النتائج 1 الى 13 من 13
  1. #1

    مفصل العرب واليهود في التاريخ

    5a7df6280b


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    smile مرحباً اخواني وخواتي من جديدsmile


    اليوم سأكمل ما كتبته في موضوع تاريخ اليهود وجذور الفكر اليهودي لنتعرف اكثر على اعداء الاسلام القدماء و تاريخهم الزائفdeviousrambo


    الموضوع موجز من كتاب مفصل العرب واليهود في التاريخ


    يقول الدكتور الراحل أحمد سوسة في مدخل كتابه:" حملتني على وضع كتابي هذا حوافز عدة من أهمها الإعزاز العميق لتراث العروبة والإسلام وحضارتهما والإحساس بأن الأمة العربية هي بأشد الحاجة في هذه الظروف بالذات لإظهار حقيقة تاريخ اليهود القديم وصلتهم بفلسطين وتعريف القارئ بأصالة عروبة فلسطين منذ خمسة آلاف عام. ومع علمي بما ينطوي عليه هذا الموضوع من تفرعات شائكة وحساسة اختلفت فيها الآراء وتضاربت فيها النزاعات والميول، ومع علمي علم اليقين بأنه ليس من السهل تغيير المفاهيم التاريخية المتواترة منذ أكثر من ألفين وخمسمائة عام والتي تناقلتها الأجيال جيلاً بعد جيل بتأثير التوراة" . ويستطرد الكاتب فيقول: "إننا هنا نقول في عنوان الكتاب اليهود ولا نقول بني إسرائيل، لأن هذا البحث يقوم أساساً على التمييز بين عصر موسى واليهود من جهة وعصر إبراهيم ويعقوب (إسرائيل) من جهة أخرى، لأنهما على ما نفهمه من التاريخ المبني على الاستكشافات الحديثة عصران منفصلان لا يرتبط الواحد منهما بالآخر بأية صلة من حيث أنه يوجد بينهما فاصل يمتد عبر الزمن أكثر من سبعمائة عام.


    كما نقول (العرب واليهود) وليس (اليهود والعرب) كما اعتاد الباحثون أن يفعلوا فيقدمون اسم اليهود على العرب في عناوين بحوثهم بمعنى أن اليهود هم الأقدم وأن العرب فرع متأخر، لكن العكس هو الصحيح لأن العرب هم الساميين الأصليين الذين أسسوا أقدم الحضارات في الشرق الأدنى، أما اليهود فقد ظهروا في وقت متأخر ولم يتركوا أية حضارة قديمة خاصة بهم، إذ أنهم اقتبسوا حضارة الكنعانيين أهل البلاد الأصليين ثم أخذوا يتحدثون بالعبرية المقتبسة من الآرامية (العربية الأصل) والحقيقة أن هذه النقطة حقيقة تاريخية مؤكدة حيث أن معظم المؤلفين الغربيين مثل: Alem, Goiten, Parkes يقدمون اسم اليهود على العرب في بحوثهم، كما أن المؤرخين الغربيين أصبحوا بصورة لا شعورية لا يتذكرون من أرض فلسطين إلا أنها (بلاد اليهود) وعلي سبيل المثال هذا المؤرخ الشهير Wells الذي يقول في كتابه الواسع الانتشار (معالم تاريخ الإنسانية) إن فلسطين هي بلاد الكنعانيين ثم يعود ليسميها (بلاد اليهودية) وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مدى تأثير الكتابات اليهودية على تفكير الباحثين والكتاب منذ اقدم العصور، بحيث أصبح من العسير جداً تغيير المفاهيم التي تواترت عبر أكثر من ألفين وخمسمائة سنة على أسماع الناس وهي ما تزال مقبولة منهم.
    كما يشير المؤلف إلى الدافع الآخر إلى خوض الموضوع، وهو الصراع القائم منذ أقدم العصور ولا يزال قائماً حتى هذا اليوم بين الشرق والغرب، بين الساميين العرب وبين الأمم غير السامية، ذلك الصراع الذي بدأ في فلسطين منذ الحروب الصليبية وانتهى بفلسطين أيضا حيث غرس الاستعمار الإسرائيلي في قلب الوطن العربي. هذا الصراع عريق في القدم فقد استقر السومريون غير الساميين منذ فجر التاريخ في جنوب العراق وأسسوا أول حضارة في تاريخ الإنسانية وعاش إلى جوارهم شمالاً الأكديون الساميون نازحين من شبه الجزيرة العربية إثر الجفاف الذي حل بوطنهم، فاقتبس الساميون الكثير من أسباب الحضارة السومرية وثقافتها وديانتها وهذا شأن الحضارات عبر التاريخ حيث تقتبس الواحدة من الأخرى، مقوماتها الثقافية والدينية والاجتماعية في أكثر الحالات.



    يتبع...

    اخر تعديل كان بواسطة » rozalia في يوم » 04-01-2007 عند الساعة » 08:28


  2. ...

  3. #2
    «إن اليهود كما هو معروف قد كتبوا تاريخهم في بابل حين كانوا في الأسر بعد السبي البابلي الأخير للملك البابلي الشهير نبوخذنصر في القرن السادس قبل الميلاد وكتبوه حسبما أملته عليهم أهواؤهم ونزعاتهم الدينية والسياسية لذلك يجب أن يكتب هذا التاريخ من جديد في ضوء المكتشفات الأثرية والمصادر التاريخية، كما يعود الأستاذ الدكتور احمد سوسة في مستهل كتابه قائلاً :

    «البحث الذي قدمه هو حصيلة تحقيق واجتهاد وعمر كامل قضيت الشطر الأكبر منه في ملاحقة الحقيقة أينما وجدت وكيفما كانت، وغني عن القول فإنني إذ أقدم هذا البحث أترك للقارئ أو الباحث أن يأخذ بما يقتنع به من الآراء الواردة في الكتاب أو يرفض ما لا يريد منها، إنما المهم هو أن نتجرد من العواطف والميول وأن نبحث هذا الموضوع الخطير بالطريقة العلمية، ونركن على المنطق والعقل السليم في الاجتهاد والعمل للتوصل إلى الحقيقة التي ننشدها جميعاً».

    ويعود الكاتب ليؤكد على أصالة أرض فلسطين العربية فيقول «من الثابت أن سكان أرض فلسطين الأصليين القدماء قد كانوا كلهم عرباً من العنصر السامي، هاجروا من جزيرة العرب إثر الجفاف الذي حل بها، فعاشوا في وطنهم الجديد (كنعان) أكثر من ألفي عام قبل ظهور النبي موسى عليه السلام وأتباعه على مسرح الأحداث، وقد أخذ الموسويون (قوم موسى) بعد ظهورهم في أرض كنعان بلغة الكنعانيين وثقافتهم وحضارتهم وتقاليدهم، هذه حقيقة تاريخية ثابتة أيدتها المكتشفات الأثرية الأخيرة، وأخذ بها العلماء بالإجماع تقريباً، إلا أن أكثر العرب الذين كتبوا تاريخ حضارة العرب لم يتناولوا هذا الدور في بحوثهم إلا عرضاً، ولعل مرد ذلك إلى اصطباغ مصادره بصبغة اختصاصية تنحصر بالبحوث الأثرية، لذلك انحصرت بحوثهم في عصور الجاهلية على الأكثر، تاركين بذلك فراغاً في تاريخ الأدب العربي، يمثل طيلة فترة ما قبل النبي موسى، وهي الفترة التي عدها اليهود بداية تاريخهم من غير أي سند علمي أو واقع تاريخي، وقد جاراهم في ذلك حتى الكتاب العرب معتمدين على الكتابات اليهودية والأجنبية التي قبلوها على علاتها من غير تمحيص، وقد صدق الأستاذ أكرم زعيتر حين قال:

    «إن إسرائيل قد استعانت على اغتصاب بلادنا بتزييف الحقائق أكثر مما عنينا نحن بإيضاحها».

    والملاحظة الجديرة بالذكر هنا أن اليهود لم يكتفوا بأن جعلوا تاريخهم يرجع إلى عهود قديمة، لم يكن لهم أي وجود فيها، بل ساروا على هذا النحو في إرجاع لغتهم العبرية إلى عهود قديمة لم يكن لهم أي وجود فيها فقد اعتبروا وجود لغتهم العبرية أي اليهودية قبل دخولهم إلى أرض فلسطين في القرن الثالث عشر قبل الميلاد وأطلقوا عليها اسم (عبرية التوراة Biblical Hebrew)، في حين أن العبرية التي كتبوا بها التوراة مشتقة من الآرامية ولم تظهر إلا بعد مرور أكثر من ستمائة سنة على دخول اليهود أرض فلسطين، فكتبوا العهد القديم بها والغريب أن أكثر الباحثين قد اخذوا بهذا التزييف للواقع التاريخي على الرغم من اعتراف التوراة ذاتها بان اللغة القديمة هي لغة كنعان.

    وفي أسطورة من أساطير (الزوهر) أن الاثنين والعشرين حرفاً من أحرف الأبجدية العبرية (المقتبسة من الآرامية) نزلت من السماء قبل الخليقة بستة وعشرين جيلاً، وأنها نقشت بنار ملتهبة، والسؤال الذي يطرح نفسه هو:على من ولمن أنزلت تلك الحروف قبل أن توجد الخليقة؟
    وتتجلى أهمية الكتاب الكبير في البحث التاريخي الدقيق المقترن بالمكتشفات الأثرية الواضحة من غير لبس، حيث أن بعض الباحثين في تاريخ اليهود قد أرجعوهم إلى زمن الأكديين في العراق، في حين أن الأكديين كانوا قد ظهروا قبل عصر النبي موسى (عليه السلام) بأكثر من ألفين وخمسمائة عام، ذلك لأن الأكديين نزحوا من الجزيرة العربية على شواطئ الفرات حوالي سنة 4000 قبل الميلاد، أما اليهود اتباع النبي موسى عليه السلام فإنما ظهروا في القرن الثالث عشر قبل الميلاد أي بعد الأكديين ب2700 عام. وربط فريق ثالث بداية التاريخ اليهودي بزمن الهجرات السامية العربية إلى الهلال الخصيب وهذه الهجرات إنما حدثت قبل وجودهم بألفي عام. ولقد وقع هؤلاء جميعاً في هذه الخطأ بسبب إهمالهم في ملاحظة التسلسل الزمني الذي تعمد كتبة التوراة إهماله ليسهل عليه ربط تاريخهم بعهود قديمة سبقت وجودهم، فأدخلوا التشويش في ذهن القارئ بحيث أصبح تائهاً بين العصور لا يدري أهو في عصر إبراهيم أم في عصر موسى ويسوع أم في عصر اليهود؟

    وهنا يؤكد الدكتور أحمد سوسة أن من أهم مقاصد هذا البحث هو شرح الفارق الذي يميز بين عصر إبراهيم الخليل العربي وبين عصر موسى واليهود باعتبارهما عصرين مختلفين منفصلين لا صلة للواحد بالآخر، وكذلك التمييز بين عصر موسى من جهة وعصر اليهود من جهة أخرى، وكذلك التمييز بين التوراة التي أنزلت على النبي موسى في القرن الثالث عشر قبل الميلاد وبين التوراة التي كتبها اليهود في السر بعد ثمانمائة عام من عهد موسى، وبعد ألف وخمسمائة عام من عهد إبراهيم الخليل ونسبوها إلى النبي موسى وإلى إبراهيم الخليل زوراً.

    ويستطرد الأستاذ احمد سوسة قائلاً: «لقد كانت التوراة قبل الاكتشافات الأثرية الأخيرة المصدر الأساسي الذي يرجع إليه الباحثون في تدوين تاريخ فلسطين القديم ودور اليهودية باعتبارها اقدم كتابة في التاريخ القديم، فضلاً عن إدعاء قدسيتها، مما وضعها خارج نطاق التحليل التاريخي العلمي. وقد بقيت على هذا النحو قروناً عديدة لانعدام الأدلة والبراهين القاطعة حتى كشفت لنا الكتابات التي خلفها الأقدمون الذين سبقوا عهد التوراة وهم السومريون والاكاديون والكنعانيون (الفينيقيون) والحيثيون والبابليون الآشوريون والمصريون عن كثير من الأمور الغامضة، وتمتاز هذه الكتابات إلى جانب كونها عاصرت الأزمنة التي تعود إليها، بخلاف التوراة التي تنقل أحداثاً ترجع إلى عهود بعيدة وأزمنة سبقتها بعشرات القرون. ويعد العلماء هذه الكتابات التي عثر على جزء قليل منها أعظم إنجازات الإنسان في هذا العصر. وهذه المراجع زودتنا بالبراهين والبينات التي كانت تعوز من سبقنا من الباحثين لتقرير بعض الحقائق عن العصور التاريخية القديمة والخروج بها من دائرة الحدس والظن إلى استنتاجات معقولة ومقبولة في العقل السليم.



    يتبع...

  4. #3
    ويوضح المؤلف أن من أهم ما أوضحت هذه الاكتشافات ما يلي:

    _ تشخيص اكثر مواقع المدن والأماكن التي ورد ذكرها في هذه المدونات القديمة وفي كتابات التوراة مع تحديد أزمانها.

    _ تعيين تواريخ الحوادث بصورة مضبوطة بحسب تسلسلها الزمني وتوضيح علاقة الأقوام بعضها ببعض، وتعيين أدوارها وخاصة هجرة الأقوام بوجه عام وتطور ثقافاتها ولغاتها.

    _ تتبع أزمان الهجرات السامية من جزيرة العرب إلى فلسطين وإلى بلاد الهلال الخصيب قبل ظهور النبي موسى.

    _ تعيين زمن الحوادث التاريخية الوارد ذكرها في التوراة بالقياس إلى الوقائع الحربية والسلالات الحاكمة في كل عصر من العصور بحسب تسلسلها الزمني.

    _ توصل الخبراء إلى أن الكثير مما ورد في التوراة من قصص وأساطير وشرائع يرجع إلى أصل قديم، وجد مثيله أو ما شابهه في المدونات السومرية والآكدية والكنعانية والبابلية والآشورية والمصرية، مما يدل على أنه ليس لليهود أدب مبتكر أو ثقافة خاصة بهم، إنما اقتبس كهنتهم هذه المدونات مما ارتأوه جديراً بان يحويه تاريخ مؤسسي الجنس اليهودي وحذفوا بلا هوادة كل ما لم يلق استحسانهم.

    _ توصل الخبراء إلى أن مواد عديدة في التوراة مأخوذة من شريعة حمورابي والشرائع القديمة الأخرى، وان اكثر التراتيل والتسابيح الدينية التي وردت في التوراة مقتبسة من الكنعانيين وقد عثر عليها في فينيقيا ثم ترجمت في وقت لاحق من اللغة الكنعانية الفينيقية إلى العبرية وأدخلت في التوراة.

    _ توصل الخبراء إلى أن شرائع التوراة هي نفسها الشرائع التي كان يمارسها الكنعانيون والبابليون والمصريون من قبل، وقد اقتبسها اليهود منهم ومارسوها ثم أدخلوها في كتبهم المقدسة.

    _ ثبوت كون اليهود غرباء دخلاء على فلسطين، وأن كل ما يملكون من المقومات الثقافية، ومن ضمنها لغتهم وكتابهم المقدس، مقتبس من الحضارتين الكنعانية والآرامية، وهما من اصل عربي وأن الأسماء الواردة في التوراة سواء أكانت أسماء أشخاص أم أسماء أماكن قديمة في فلسطين، هي من اصل كنعاني أي سامي عربي ترجع إلى ما قبل ظهور اللغة العبرية بزمن بعيد.

    _ ثبوت كون اليهود عاشوا في فلسطين وهم أقلية بين السكان الأصليين طيلة مدة مكوثهم فيها.

    _ ثبوت عجز اليهود في أي دور من أدوار التاريخ عن إنشاء دولة مدنية زمنية تضم كل فلسطين.

    إذن نقول آن الأوان للباحثين أن يتحرروا من التقيد بمدونات التوراة في بحث التاريخ اليهودي، كما آن الأوان لكتابة تاريخ الأمة العربية من جديد في ضوء الاكتشافات الأثرية والتطور الفكري في العالم. إذن علينا أن نبرهن للعالم وبالطريقة العلمية أن اليهود ليسوا أصحاب حضارة وأن الحضارة الفلسطينية التي ينسبونها لأنفسهم بما فيه عقيدة التوحيد هي حضارة سامية كنعانية اقتبسوا منها لغتهم وديانتهم في وقت لاحق، وأن كل ما ورد في توراتهم من وعود بمنحهم فلسطين باعتبارهم الشعب المختار وما شابه من هذه الأساطير إن هي إلا من نسج الخيال ومن ترتيب كتبة التوراة (في الأسر البابلي) بعد عصر النبي موسى بعدة قرون، وأن كل ما ورد في التوراة من الأسماء التي بنوا عليها أساطيرهم هي من أصل كنعاني وحتى إلههم (يهوه) لم يكن سوى كبير الآلهة الفينيقيين (وهم من القبائل العربية التي سكنت مدين)، وكل الوثائق والمكتشفات الأثرية تدعم ذلك، ويعرج المؤلف الدكتور في بحثه هذا على توضيح نقطة مهمة تتعلق بأربع تسميات قد جرت العادة على اعتبارها (أربع تسميات لمسمى واحد) ذات مدلول واحد يمثل جميع الأدوار دون تمييز. في حين أن كلا منها تم تداوله في عصر خاص به وله مدلوله الخاص أيضاً ويختلف عما هو مقصود به في التسميات الأخرى، ونعني به العبرانيين او العبريين ثم الإسرائيليين فالموسويين (قوم موسى) فاليهود.

    أما مصطلح (العبري) أو (العبراني)

    فقد كان يطلق في نحو الألف الثاني ق.م وفي ما قبل ذلك على طائفة من القبائل العربية في شمال جزيرة العرب في بادية الشام وعلى غيرهم من الأقوام العربية في المنطقة حتى صارت كلمة عبري مرادفة لابن الصحراء أو ابن البادية بوجه عام، وبهذا المعنى وردت كلمة «ألا بري» أو «الهبيري» و»الخبيرو» و»العبيرو» في المصادر المسمارية والفرعونية، ولم يكن للإسرائيليين والموسويين واليهود أي وجود بعد، لذلك نعتت إبراهيم الخليل ب(العبراني) كما ورد في التوراة إنما أريد به معنى العبرانيين (العبيرو) وهم القبائل البدوية العربية، ومنها القبائل الآرامية العربية التي ينتمي إليها إبراهيم الخليل نفسه، وبهذا المعنى وردت كلمة (عبري) و(عبيرو) و(خبيرو) في الكتابات القديمة التي اكتشفت مؤخراً، وهي تعود إلى ما قبل وجود الإسرائيليين والموسويين واليهود بعدة قرون، لذلك يجب التمييز بين العبري من جهة والإسرائيلي أو الموسوي أو اليهودي من جهة أخرى في بحث تاريخ فلسطين القديم، ودليلنا على ذلك أن مصلطح (عبري) أو (عبراني) لم يرد في القرآن الكريم مطلقاً وإنما ورد ذكر الإسرائيليين وقوم (موسى) و(يهود) و(الذين هادوا) ويتضح من ذلك أن عصر إبراهيم الخليل هذا هو عصر عربي قائم بذاته ليست له أي صلة بعصر اليهود، وقد نّبه القرآن الكريم إلى هذه الناحية بقوله: بسم الله الرحمن الرحيم (يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده، أفلا تعقلون ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين) صدق الله العظيم، أما كلمة عبري للدلالة على اليهود فقد استعملها الحاخامون بهذا المعنى في وقت متأخر في فلسطين.


    يتبع...

  5. #4
    أما مصطلح (إسرائيل):

    فالمقصود به يعقوب حفيد إبراهيم الخليل وأبناؤه هم بنو إسرائيل الذي ورد ذكرهم في الأسفار ودورهم محصور في منطقة (حاران) حران حالياً حيث وطنهم الأصلي الذي ولدوا ونشئوا فيه، أما فلسطين، فهي أرض غربتهم وقد وجدوا في القرن السابع عشر ق.م. وهو نفسه عهد إبراهيم الخليل، وكانت اللغة في هذه المنطقة في ذلك الزمن لغة واحدة (اللغة الأم) التي كان يتكلم بها أبناء الجزيرة العربية قبل هجرتهم إلى الهلال الخصيب، أي قبل أن تتعرف هذه اللغة إلى اللهجات المختلفة كالكنعانية والآرامية والعمورية وغيرها، وهكذا كانت لغة العشائر الآرامية التي كان ينتمي إليها إبراهيم الخيل هي نفس اللغة التي يتكلم بها الكنعانيون والعموريون في فلسطين، وهي قريبة جداً من اللغة الأم، وأما حفيده يعقوب (إسرائيل) فالأرجح أنه كان يتكلم نفس اللغة وهو الآرامي مثل إبراهيم بحكم النسب، كما أنه من الأرجح أن أبناء يعقوب (بني إسرائيل) في زمن يعقوب كانوا يتكلمون نفس اللغة وهذا ما يمكن تسميته بالدور الأول الذي عاش فيه إبراهيم الخليل وإسحاق ويعقوب وأبناؤه، وهؤلاء كلهم كانوا يدينون بدين إبراهيم الخليل وحفيده يعقوب، وقد أظهرت الاكتشافات الأخيرة أن كلمة (إسرائيل) كانت اسماً لموضع في فلسطين وهي تسمية كنعانية، وبهذا المعنى وردت في الكتابات المصرية، التي ترجع إلى ما قبل عصر موسى، كما أن أسماء إبرام (إبراهيم) ويعقوب ويوسف وردت في الكتابات المصرية وهي تعود إلى ما قبل عصر موسى مما يدل على أنها كنعانية أيضاً، ومن المهم ذكره في هذا الصدد أن فلسطين كانت ارض غربة بالنسبة إلى إبراهيم وولده إسحاق وحفيده يعقوب (إسرائيل) وذلك بتأكيد التوراة ذاتها لأنهم كانوا مغتربين بين الكنعانيين سكان فلسطين الأصليين وبخاصة بني إسرائيل الذين ولدوا جميعهم في حاران ونشؤوا فيها كما تقدم، وقد انتهى هذا الدور الذي ظهرت فيه تسمية إسرائيل بعد أن هاجرت أسرة يعقوب إلى مصر وانضمت إلى يوسف على قول التوراة فاندمجت وذابت في البيئة المصرية كلياً.
    ثم جاء الدور الذي يبدأ بتداول تسمية موسوي أو قوم موسى

    والقوم مصطلح عام للدلالة على جماعة من الناس، ويبدأ هذا الدور بعد الذي تداولت فيه تسمية إسرائيل بزهاء ستمائة عام، والموسويون كما تدل الأحداث هم من الجنود الفارين على أرجح الاحتمالات تصحبهم جماعات كبيرة من بقايا الهكسوس، وهؤلاء كانوا يدينون هم والنبي موسى بدين التوحيد الخالص الذي دعا له إخناتون فرعون مصر، وهو الدين الذي يدعو إلى عبادة الإله الواحد إله جميع المخلوقات عن طريق نشر الإخاء العالمي بين الإنسان وأخيه الإنسان، وهو غير دين اليهود الذي يدعو إلى عبادة الإله (يهوه) الخاص بهم بوصفهم الشعب المختار، وقد نسبه كتبة التوراة في وقت لاحق إلى موسى زوراً. ولعل فكرة التوحيد الخالص دخلت إلى مصر عن طريق هجرة يعقوب وأولاده إلى مصر قبل إخناتون عدة قرون، وبذلك تكون الديانة التي دعا إليها موسى هي ديانة إبراهيم الخليل نفسها، وقد اضطر موسى واتباعه تحت ضغط الوثنيين واضطهادهم لهم بعد موت إخناتون إلى الهرب من مصر والتوجه إلى أرض كنعان (فلسطين) لإيجاد مأوى لهم فيها، وكان ذلك في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وهؤلاء هم قوم موسى، كما ورد اسمهم في القرآن الكريم. والقوم كما ذكرنا سابقاً هم جماعة من الناس دون تحديد جنسيتهم، وهم بطبيعة الحال كانوا يتكلمون اللغة المصرية، وبها نقل النبي موسى عليه السلام الشريعة والوصايا العشر وكتبت بالهيروغلوفية التي تعلمها في بلاط فرعون، ويستدل الباحثون من المدونات التاريخية القديمة على أن موسى كان قبل أن يوحى إليه بالنبوة قائداً مصرياً في الجيش المصري، واشترك في الحرب ضد الحبشة واسمه اسم مصري بحت، وقد تربى في البلاط الفرعوني وتزوج من امرأة أثيوبية من الحبشة على قول التوراة والمؤرخ اليهودي يوسيفوس، وشريعة موسى هذه لم يعثر لها على أثر، ثم أخذ هؤلاء الموسويون بلغة كنعان وثقافتها وتقاليدها ومارسوا حتى ديانتها الوثنية في أكثر فترات وجودهم بين الكنعانيين وسكان فلسطين الأصليين وانحرفوا في ديانة موسى وشريعته، هؤلاء هم الذين يعرفون فيما بعد باليهود.


    ...يتبع

  6. #5
    أما تسمية اليهود:

    فهي التسمية التي أطلقت على بقايا جماعة يهوذا (سبط من أسباط إسرائيل الإثنى عشر) الذين سباهم نبوخذ نصر إلى بابل في القرن السادس قبل الميلاد، وقد سموا نسبة كذلك إلى مملكة يهوذا المنقرضة.
    وقد اقتبس هؤلاء قبيل السبي لهجتهم العبرية المقتبسة من الآرامية وبها دونوا التوراة التي بين أيدينا ي السر في بابل أي بعد زمن موسى بثمانمائة عام، ولذلك صارت تعرف هذه اللهجة (بآرامية التوراة) وقد استعملوا الحرف المسمى بالربع وهو مقتبس من الخط الآرامي القديم، وهذه بلا شك غير الشريعة التي أنزلت على موسى، ويمكن أن تطلق عليها اسم (توراة اليهود) لتمييزها عن توراة موسى.

    ولكن هؤلاء اليهود عندما دونوا التوراة قد استهدفوا تحقيق غرضين رئيسيين، أولهما تمجيد تاريخهم وجعل أنفسهم صفوة القوام البشرية والشعب المختار الذي اصطفاه الرب دون بقية الشعوب؛ ولتحقيق ذلك كان لا بد من إرجاع أصلهم إلى أقدس شخصية قديمة أي شخصية إبراهيم الخليل الذي كان صيته قد عم جميع أرجاء عالمهم في ذلك الزمان، وقد حالفهم النجاح في سرد تاريخهم حسب أهوائهم بلباقة ومهارة لم يسبق لهما نظير في الأدب القديم، وأضفوا عليه صبغة دينية ليضمنوا تقبله من اتباعهم. وهكذا فقد ارجعوا تاريخهم إلى إبراهيم الخليل وإلى حفيده يعقوب (إسرائيل) وسموا جماعة موسى ببني إسرائيل على الرغم من كونهم ظهروا بعد إسرائيل بزهاء ستمائة عام، وذلك بغية ربط أصلهم بإبراهيم الخليل، وابتدعوا فكرة الشعب المختار التي كان إبراهيم الخليل ويعقوب وموسى بريئين منها، ثم جعلوا بني إسرائيل الموضوع الرئيسي الذي تدور حوله جميع الحوادث الواردة في التوراة، فعدتهم التوراة موجودين في كل زمان وفي كل مكان حتى في الأدوار التي سبقت ظهور يعقوب إلى عالم الوجود، فقد اعتبرت وجود بني إسرائيل في عصر إبراهيم الخليل في القرن التاسع عشر قبل الميلاد قبل أن يخلق يعقوب (إسرائيل).

    كما أنها عدت وجودهم بعد عهد أبيهم يعقوب بحوالي ستمائة عام، أي في عهد موسى عندما دخلت جماعته أرض كنعان (فلسطين) خارجة من مصر في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، ثم اعتبرت وجودهم في جميع الأدوار والأحداث التالية ومن ضمنها عهد الملوك وعهد الانقسام وما تلا ذلك، وحتى يهود الخزر الذين اعتنقوا اليهودية في وقت لاحق وهم من أصل تركي وكذلك يهود أوروبا وأمريكا ويهود العالم جميعاً هم على رأي التوراة نفس أبناء يعقوب الذي عاش قبل 3700 سنة، فما أغرب هذا المنطق! والأغرب من هذا كله هو أننا نجد الكثير من العلماء والباحثين ممن يتقبل هذا الخلط.

    أما الهدف الثاني فهو جعل فلسطين وطنهم الأصلي على الرغم من تأكيد التوراة ذاتها أن فلسطين هي أرض غربة بالنسبة لإبراهيم وإسحاق ويعقوب الذين ولدوا في حران ونشؤوا فيها، هذا إذا فرضنا أن قوم موسى هم بنو إسرائيل حقاً كما سمتهم التوراة، وهكذا فقد ابتدع مدونو التوراة فكرة منح الرب أرض كنعان إلى إبراهيم وذريته وأن الرب (ألههم يهوه الخاص بهم) قد أمرهم بإبادة الكنعانيين هم وأطفالهم وشيوخهم ونساؤهم ليحلوا محلهم. هذا هو الدين الذي جاء به كتبة التوراة ونسبوه إلى إبراهيم وإلى يعقوب وإلى موسى زوراً وهؤلاء هم اليهود الذين سماهم القرآن الكريم كفاراً لكذبهم على موسى وتحريفهم لتوراته فيقول فيهم (بسم الله الرحمن الرحيم: ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا، وباءوا بغضب من الله، ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق، ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون» صدق الله العظيم. (الآية 11 آل عمران).

    وهكذا فقد فرق القرآن الكريم بين بني إسرائيل وذرية إبراهيم الخليل من جهة وبين اليهود المتأخرين من جهة أخرى وذلك باستعمال اسمين لهما، فأطلق اسم بني إسرائيل في مواضع الرضا وسموا باليهود في حالات السخط عليهم.

    لقد قام المؤلف بتقسيم الأحداث التاريخية إلى ثلاثة أدوار منفصلة الواحد عن الآخر بالقياس إلى علم المقارنة بين اللغات، وهو المعيار الذي يعتمد عليه العلماء في هذا العصر لتعيين أصول الأقوام وصلاتها ببعضها البعض وهذه الأدوار هي:

    - عصر إبراهيم الخليل وإسحاق ويعقوب، ويرجع تاريخه إلى القرن التاسع عشر قبل الميلاد ويقول المؤلف عنه: هو عصر عربي بحت قائم بحد ذاته بلغته وقوميته وديانته، وهو مرتبط بالجزيرة العربية ولغتها الأم وبقبائلها التي سميت فيما بعد بالعرب البائدة لانقراضها، ولا صلة له بعصر موسى الذي يأتي في وقت لاحق بعد عصر إبراهيم الخليل بحوالي ألف وخمسمئة عام، وقد كانت القبائل العربية المعروفة بالقبائل البائدة آنئذ في قيد الحياة في جزيرتهم في هذا العهد وقد لعبت دوراً مهماً في تنمية الحضارة العربية السامية.
    ومن أهم هذه القبائل المعنية في جنوب الجزيرة التي توسعت مستعمراتها التجارية بعيداً نحو الشمال ويذهب مؤرخو العرب إلى أن القبائل العربية البائدة أو العرب العاربة والقبائل الآرامية التي كان ينتمي إليها إبراهيم الخليل تعود إلى أصل واحد، فكانوا ينسبون شعوب العرب البائدة جميعاً إلى ارم ويسمونهم بالأرمان كما جاء في تاريخ سني الملوك) لحمزة الأصفهاني وقد نبه القرآن الكريم إلى ذلك بربط صلة إبراهيم الخليل بالجزيرة العربية وبيت الله العتيق وليس فلسطين التي كان مغتربا فيها بتأكيد التوراة ذاتها، لذلك فلا صلة لعصر إبراهيم الخليل ويعقوب (إسرائيل) بعهد موسى الذي كما قلنا سابقاً يرجع إلى زمن لاحق يفصل بينهما فاصل يمتد عبر الزمن حوالي سبعمائة عام، والدليل على أن عهد إبراهيم الخليل ويعقوب عهد مستقل لا صلة بعهد موسى، إن الأثريين ميزوه عن الأدوار التالية وأطلقوا عليه تسمية (عصر الجوالين The wandering of patriarchs) ومن المهم ذكره في هذا الصدد أن القرآن الكريم كان أول من كشف لنا عن هذه الحقائق كما قلنا سابقاً، وقد جاءت المكتشفات الأثرية حول الهجرات السامية ودراسة علم المقارنة بين اللغات مؤيدة لهذه الحقيقة نفسها التي تربط صلة إبراهيم الخليل بجزيرة العرب والحجاز.
    إن أرض كنعان (فلسطين) باعتراف التوراة ذاتها كانت ارض غربة بالنسبة لآل إبراهيم الخليل وآل يعقوب، إذ كانوا مغتربين في ارض فلسطين بين الكنعانيين سكانها الأصليين، والتوراة تتحدث عنهم بصفتهم غرباء وافدين طارئين على فلسطين، أما وطنهم الأصلي فهو (آرام النهرين) أي منطقة حاران (حران الحالية) حيث كانت العشائر الآرامية التي ينتمي إليها قد استقرت في منابع نهر البليخ بعد هجرتها من الجزيرة العربية، ثم نزحت فروع من هذه القبائل إلى جنوبي العراق (منطقة بابل) فكان إبراهيم الخليل من ذريتها.
    إن الإله الذي كان يدعو إبراهيم الخليل إلى عبادته هو الإله (إيل El) خالق السماوات والأرض وهو غير إله اليهود لأن دعوة إبراهيم الخليل إلى عبادة الإله الواحد هي دعوة موجهة إلى جميع الوثنيين في عصره. من غير تمييز بين الناس ولم يكن اليهود قد وجدوا بعد.
    ومما يذكر في هذا الصدد أن معنى كلمة (إسرائيل) عبد الإله (ايل) مما يدل على أن يعقوب (إسرائيل) كان يدين بدين إبراهيم، كما أن مصطلح (الخليل) مشتق من (خل)و(ايل) أي صديق الإله (ايل) كما ورد في القرآن الكريم: بسم الله الرحمن الرحيم (واتخذ الله إبراهيم خليلاً) صدق الله العظيم.

    يتبع...

  7. #6
    ومن الجدير بالملاحظة هنا انه كان إقران أسماء الأشخاص باسم الإله (ايل) هي عادة قديمة جداً وأنها ما تزال شائعة حتى يومنا هذا من غير أن ننتبه إلى أصلها ومن امثلتها القديمة اسم (إسماعيل) ومعناه (اسمع أي الإله إيل) و(إسرائيل) معناه (عبد الاله ايل) و(صموئيل) ومعناه (المنذور إلى الإله إيل) ومن أمثلتها الحديثة (ميخائيل وجبرائيل) ومعناهما (ليحم الإله ايل المدعوين ميخا وجبرا) الخ والدليل على أن كلمة (ايل) أي الاله أو الله كلمة عربية الأصل هو أن ملوك الجزيرة العربية قبل الإسلام كانوا يقرنون أسماءهم باسم الإله (ايل) تيمنناً وتبركاً به، وبعد أن انحرف اليهود عن ديانة موسى بعد عهد موسى عبدوا الأوثان ثم ابتدعوا الإله (يهوه) عندما دوّن الكتبة التوراة إلهاً خاصاً لهم، إلهاً لا يهمه من العالم والخلق غير اليهود (شعبه المختار) على غرار مبدأ التفريد Henotheism الذي اعتنقته الأقوام القديمة حيث كانت القبيلة أو المدينة تعبد إلهاً واحداً من بين مجموعة من الآلهة من غير أن تنبذ عبادة بقية الآلهة الأخرى، والأرجح أن اليهود أخذوا بهذا المبدأ من البابليين عندما دونوا توراتهم في الأسر في بابل، إذ كانت كل مدينة من المدائن البابلية تختص بإله واحد من بين مجموعة الآلهة، لذلك تعد دعوة إبراهيم الخليل إلى وحدانية الله الخالصة أول دعوة عامة للتوحيد في تاريخ البشرية بالمعنى الدقيق لمصطلح التوحيد Monotheism. وهي عربية لغة ووطناً ثم جاءت رسالة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، خاتم الأنبياء وقد نزلت عليه باللغة العربية، وكانت في تلك الأزمان لغة واحدة تتكلم بها جميع القبائل العربية النازحة من الجزيرة العربية إلى الهلال الخصيب، وذلك قبل أن تتفرق اللغة الأصلية إلى لهجات مختلفة ضمن كتلة اللغات السامية، وبذا كان إبراهيم الخليل رسولاً وزعيماً عربياً يحمل رسالة الإنسانية التي لا يقيدها حدود ولا تقف في سبيلها عصبية الأقوام والأمم. يذكر اليهود في كتبهم التي يعلمونها للنشء الجديد أو التي ينشرونها بين الناس من تاريخهم :
    (إن الشعب اليهودي نزح إلى فلسطين من بلاد الرافدين في حدود الألف الرابعة قبل الميلاد بقيادة إبراهيم الخليل ولم يكن عددهم آنذاك يتجاوز أربعة آلاف شخص)
    وهذه المفاهيم هي نفسها تدرس اليوم في الجامعات والكليات الأوروبية والأمريكية، لأن الأساتذة الذين يضعون كتب التاريخ القديم هم من اليهود أو من المسيحيين المتعصبين للتوراة، وقد قبل العرب بهذا الهراء على علاته فصاروا يرددون ذلك دون تمحيص أو دون أن يقفوا لحظة واحدة ليفكروا ويسألوا أنفسهم: أين كان اليهود في عصر إبراهيم الخيل وكيف تم التوصل إلى إحصاء عددهم في حين اليهود لم يظهروا إلى عالم الوجود إلا بعد الألف الرابعة قبل الميلاد ب 2700 عام؟

    ويدعي اليهود أن تاريخهم في فلسطين يرجع إلى خمسة آلاف عام وان العرب لم يدخلوها إلا بعد الفتح الإسلامي، وهذا يشكل أكبر تزييف للواقع التاريخي،

    وفي هذا الموضوع يقول العقاد (ومن أقوال اليهود أن العرب فتحوا فلسطين بعد قيام الدعوة الإسلامية وأنه لم يكن لهم وجود فيها قبل النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وقد نجح دعاة الصهيونية في الترويج لهذه الخرافة حتى صدقها الكثير من العرب أيضاً فسمعنا من يقول في أمريكا
    (أن شأن اليهود في فلسطين كشأن الهنود الحمر في القارة الأمريكية)
    لذلك يتوجب على المسؤولين في البلاد العربية أن يعملوا على حشد الجهود في سبيل تربية الجيل الجديد تربية قومية صحيحة عن طريق إعادة النظر في تاريخنا القومي الذي يظهر تاريخ فلسطين القديم على حقيقته، وحقيقة علاقة اليهودية بفلسطين، وهذا لن يتم إلا بإدخال هذا الموضوع في جملة المواد الواجب تدريسها ضمن مناهج التعليم في جميع البلاد العربية وإعداد كتب خاصة لتدريس هذه المادة في المدارس، بحيث يظهر تاريخ فلسطين القديم على حقيقته وإصدارها بمختلف اللغات كرد على هذه الادعاءات الزائفة.

    عصر موسى

    ويبدأ في القرن الثالث عشر قبل الميلاد وهو عصر متصل بمصر قائم بذاته أيضاً بلغته وثقافته وديانته. ويشمل هذا العصر الفترة التي عاشها النبي موسى عليه السلام على أرض كنعان مع اتباعه، ثم الفترة التي استغرقتها عملية تحول الموسوبين من المصرية إلى الكنعانية بعد زمن موسى وانحرافهم عن دين موسى، وهي الفترة التي يمكن أن نطلق عليها تسمية الفترة المصرية-الكنعانية وقد دامت هذه الفترة حوالي ثمانمائة عام بدأت في القرن الثالث عشر قبل الميلاد وانتهت بالسبي البابلي لليهود في القرن السادس قبل الميلاد،
    وهنا لا بد من التوضيح أن عصري الملوك والانقسام (مملكة يهوذا في الجنوب وإسرائيل في الشمال) كانا خاضعين لسيادة الثقافة الكنعانية بدليل أن الديانة الوثنية الكنعانية بقيت سائدة في البلاد، وليس لدينا أي دليل على أنه كانت في البلاد في هذين العصرين غير ثقافة الكنعانيين القديمة في فلسطين، لأن العبرية تكونت في وقت لاحق عندما بدأ الكهنة يدونون التوراة باللهجة المعروفة بآرامية التوراة وهي مقتبسة من الآرامية، وذلك بين القرنين السادس والرابع قبل الميلاد. علماً بأن الموسويين صاروا يتكلمون بالكنعانية التي اقتبسوها من الكنعانيين بعد نزوحهم إلى كنعان، ثم أخذوا يتكلمون بالآرامية أسوة ببقية الأقوام في فلسطين بعد انتشار اللغة الآرامية في جميع الشرق الأدنى، ومعنى ذلك أنه لا توجد أية لغة خاصة باليهود وإن ما يسمى بالعبرية بمعنى اليهودية هو لهجة متأخرة مقتبسة من الآرامية والعربية الأصل شأنها في ذلك شأن جميع اللهجات الأخرى التي تكونت في وقت لاحق من اللغة الأم الأصلية.

    عصر اليهود:

    ويبدأ في القرن السادس قبل الميلاد في أعقاب السبي البابلي وهو عصر يهودي بحت قائم بذاته أيضاً بلغته وثقافته وديانته، ومثل بداية اليهودية إذ تبدأ الديانة اليهودية الحالية بكتابة التوراة على يد الكهنة في الأسر في بابل وما بعد الأسر في اللغة التي صارت تعرف بالعبرية (آرامية التوراة) وهذه هي التوراة التي بين أيدينا اليوم وهي غير التوراة التي أنزلت على موسى باللغة المصرية قبل ثمانمائة عام من عصر اليهود.


    يتبع...

  8. #7
    أخيراً، لا بد لنا من كلمة نقولها:


    لليهود كتاب مقدس اسمه التلمود فما هو التلمود؟

    يعد كتاب التلمود عند اليهود جزءاً من أحكام الديانة اليهودية، أو التلمود معناه التعاليم أو الشرح أو التفسير، وهو مجموعة الشرائع اليهودية التي نقلها الأحبار اليهود شرحاً وتفسيراً للتوراة واستنباطاً من أصولها، وأصل كلمة تلمود من العبرية (لاماد) أي (يعلم) ويقسم التلمود إلى قسمين: (المشنة) وهي النص أو المتن و(الجيمارا) وهي التفسير أو الشرح، والتلمود هو الاسم الجامع للمشنة والجيمارا معاً. المشنة عبارة عن مجموعة من تقاليد اليهود المختلفة في شتى نواحي الحياة اليهودية مع بعض الآيات من كتاب التوراة. أما الجيمارا فهي مجموع المناظرات والتعاليم والتفاسير التي وضعت في المدارس العالية بعد الانتهاء من وضع المشنة.

    ويزعم اليهود بأن هذه التعاليم والتقاليد شفاهية القاها النبي موسى (عليه السلام) على شعبه أعطيت له حين كان على الجبل ثم تداولها هرون واليعازر ويشوع وسلموها للأنبياء، ثم نقلت عن الأنبياء إلى أعضاء المجمع الديني الأعلى (سنهدرين) وخلفائهم حتى القرن الثاني بعد الميلاد.

    ويعتبر أكثر اليهود التلمود كتاباً منزلاً ويضعونه في منزلة التوراة ويرون أن الله أعطى موسى التوراة على طور سيناء مدونة ولكنه أرسل على يده شفاها، ويوجد هناك تلمودان يعرف أولهما بالتلمود الفلسطيني ويسميه اليهود الاورشليمي، ويعرف الثاني بالتلمود البابلي ولكل من هذين التلمودين طابعه الخاص وهو طابع البلد الذي وضع فيه ولغتا التلمودين مختلفتان تمثلان لهجتين آراميتين، التلمود الفلسطيني بالآرامية الغربية، أما التلمود البابلي فلهجته آرامية شرقية أقرب إلى المندائية (العراقية) وقد احتوى على بعض المصطلحات اليونانية واللاتينية، وحجم التلمود البابلي أوسع من التلمود الفلسطيني بأربعة أضعاف ويقع في 5894 صفحة ويطبع عادة باثني عشر جزءاً.

    وكان كل يهودي يدّعي الانتماء إلى صفوف رجال الدين كان يضيف ما يشاء على هذا المجلد الضخم، ولا تسأل عن الشتائم والكلمات البذيئة والحقيرة الموجهة إلى كل إنسان غير يهودي، والملاحظ أنه في الطبعات الأخيرة من التلمود أنها حذفت اكثر الكلمات بذاءة واستعيض عنها بدوائر هندسية أو بالفراغ، وهذا التغيير جرى بعد قرار اتخذ في بولونيا سنة 1631 وقد نص القرار على الحذف المذكور كي لا يطلع الناس على نواياهم، ولكن قرّر أن تدرس الكلمات المحذوفة شفوياً لأولاد اليهود في مدارسهم.

    والحقيقة أن الذي أريد أن أقولها هنا، هناك حقيقتان علينا ألا ننساهما أبداً:

    من الحقيقة الأولى: هي نظرة اليهود إلى كل إنسان غير يهودي فهي نظرة الاحتقار والحقد فكل الناس سواهم حيوانات.

    والحقيقة الثانية: هي اعتقادهم بقيام مملكة اليهود، وهذه المملكة التي سوف تسيطر على العالم بالشر والطغيان.

    وهاتان الحقيقتان هما المنطلقان للتعاليم الصهيونية.
    ولقد كان لأثر التعاليم الشريرة الآثمة ان اباح القوم لأنفسهم الظلم والعدوان والفساد في الأرض وإخراج الآمنين المطمئنين من عرب فلسطين من ديارهم التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم قبل أن يظهر اليهود بقرون وقرون، ومزقوهم شر ممزق، وأذاقوهم من صنوف الأذى والاضطهاد والتشريد ما لم يرتكب عبر كل العصور والتاريخ.. فأين هذا السلوك البربري الأهوج الذي يلقاه أبناء شعبنا العربي في فلسطين المحتلة على أيدي تلك الفئة الباغية من ذلك التسامح الكبير والعظيم الذي لم يشهد له التاريخ مثيلاً في مختلف عصوره وأحقابه المتمثل فينا نحن معاشر العرب والمسلمين- نحن من دانت لنا وانضوت تحت لوائنا مختلف الملل ومنهم اليهود ومدى الرحمة الواسعة التي اسبغها عليهم أجدادنا الميامين، وأنهي مقالي هذا بالكلمات المأثورة للمؤرخ والمستشرق غوستاف لوبون (ما عرف التاريخ أمة أرحم من العرب).


    أتمنى ان الموضوع اعجبكم^^

    وتقبلوا اعذب تحياتي



    سلااااااامgooood

  9. #8
    موضوع متعوب عليه فعلا..يعطيج العافية..
    ما قريته كله..قاعدة اقراه.
    تسلمين ويعطيج العافيةgooood

  10. #9
    هلاااااا بغديرasian

    الله يسلمك عزيزتي
    خذي راحتك في القراءة
    وكل شي عشانكم يهون

    سلاااااامgooood

  11. #10
    من الحقيقة الأولى: هي نظرة اليهود إلى كل إنسان غير يهودي فهي نظرة الاحتقار والحقد فكل الناس سواهم حيوانات.
    شعور متبادل

    والحقيقة الثانية: هي اعتقادهم بقيام مملكة اليهود، وهذه المملكة التي سوف تسيطر على العالم بالشر والطغيان.

    اظنها قامت





    وشكرا عالموضوووع asian

    attachment


    attachment

  12. #11

    السلام عليكم





    rozalia



    ظننت موضوعك السابق مجرد موضوع .. لكن ها أنت الآن تكملين كتاباتك عن تاريخ اليهود gooood ...


    بالواقع .. كنت أنوي أن أضع دراسة تفصيلية عن تاريخ اليهود بعد 8 أيام ...


    لكن ماذا أفعل .. أنا دائما متأخر disappointed



    لا بأس .. تكلمي أنت عن اليهود .. وانا سأتكلم عن اسرائيل كـ دولة sleeping



    ولنرى من يسبق الآخر لحل مشكلة فلسطين cool




    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ


    مقدمة مزعجة ermm


    لا بأس .. نعود لموضوعك القيم gooood





    ^
    ^
    ^
    ^
    ^





    كما أن المؤرخين الغربيين أصبحوا بصورة لا شعورية لا يتذكرون من أرض فلسطين إلا أنها (بلاد اليهود) وعلي سبيل المثال هذا المؤرخ الشهير Wells الذي يقول في كتابه الواسع الانتشار (معالم تاريخ الإنسانية) إن فلسطين هي بلاد الكنعانيين ثم يعود ليسميها (بلاد اليهودية) وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مدى تأثير الكتابات اليهودية على تفكير الباحثين والكتاب





    هذا يحدث دائما .. فالإنسان أصلا يفضل أن يتبع الآخرين ..





    انظري إلى الشعب الأمريكي وهو يتظاهر ضد الحرب على العراق ..


    وانظري إليه بعدها بعامين ... وهو يرشح بوش لولاية ثانية cool


    الناس تسير في المظاهرة .. إذا هم رائعون يحبون السلام ..

    نحن أيضا نحبة ..

    لا للحرب ..
    لا للحرب ..



    وبعد ساعتين يذههب كل منهم إلى بيته .. وقد شعر بالفخر من نفسه ..

    وبعضهم يستيقظ في الصباح .. ويذهب لوضع خطط الحرب sleeping






    «البحث الذي قدمه هو حصيلة تحقيق واجتهاد وعمر كامل قضيت الشطر الأكبر منه في ملاحقة الحقيقة أينما وجدت وكيفما كانت، وغني عن القول فإنني إذ أقدم هذا البحث أترك للقارئ أو الباحث أن يأخذ بما يقتنع به من الآراء الواردة في الكتاب أو يرفض ما لا يريد منها، إنما المهم هو أن نتجرد من العواطف والميول وأن نبحث هذا الموضوع الخطير بالطريقة العلمية، ونركن على المنطق والعقل السليم في الاجتهاد والعمل للتوصل إلى الحقيقة التي ننشدها جميعاً».




    أقول رأيي ببساطة ..




    القوي هو الذي يكتب التاريخ ..


    ومهما قدمنا نحن من أدلة وإثباتات .. وإن اقتنع بها بعض الغرب ..

    فيكفي أن يقال لأحدهم anti - Semitism


    حتى تختفي قناعاته تماما cool




    إذن نقول آن الأوان للباحثين أن يتحرروا من التقيد بمدونات التوراة في بحث التاريخ اليهودي




    نتمنى أن يسمعوا rolleyes




    إذن علينا أن نبرهن للعالم وبالطريقة العلمية أن اليهود ليسوا أصحاب حضارة وأن الحضارة الفلسطينية التي ينسبونها لأنفسهم بما فيه عقيدة التوحيد هي حضارة سامية كنعانية اقتبسوا منها لغتهم وديانتهم في وقت لاحق




    سنبرهن بالطريقة العلمية ... لكن قبلها لابد من الطريقة الجهادية cool





    أما مصطلح (إسرائيل)




    أنت الآن تعبثين مع اسرائيل .. ألم نتفق أنها لي devious



    لهذا لن أعلق على كل ما ذكرتيه تحتها cool




    وكان كل يهودي يدّعي الانتماء إلى صفوف رجال الدين كان يضيف ما يشاء على هذا المجلد الضخم، ولا تسأل عن الشتائم والكلمات البذيئة والحقيرة الموجهة إلى كل إنسان غير يهودي


    " يمكن تقسيم سكان العالم إلى قسمين ، اسرائيل من جهة .. والأمم الأخرى مجتمعة من جهة أخرى ، فإسرائيل هي الشعب المختار " .



    الحاخام كوهين / في تلموده الخاص 1986 cheeky




    كنت أعرف أن التلمود هو شرح للتوراة كما ذكرت .. ولكن بطريقة خبيثة ، حيث يتعلمون منه كيف يخالفون ما تنهاهم عنه التوراة بطريقة .. لا توقعهم في المعاصي ermm






    =======================




    rozalia




    شكرا على الموضوع المميز .. استمتعنا به_^














    .
    اخر تعديل كان بواسطة » باري في يوم » 04-01-2007 عند الساعة » 18:13

  13. #12
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة نونو الوصل مشاهدة المشاركة
    شعور متبادل




    اظنها قامت





    وشكرا عالموضوووع asian
    العفووووو
    وشكككراً على مرورك الرائع ^^

  14. #13
    أهلاً اخ باري devious


    بالواقع .. كنت أنوي أن أضع دراسة تفصيلية عن تاريخ اليهود بعد 8 أيام ...


    لكن ماذا أفعل .. أنا دائما متأخر disappointed




    لا بأس .. تكلمي أنت عن اليهود .. وانا سأتكلم عن اسرائيل كـ دولة sleeping

    لماذا لاتضع مو ضوعك اخي
    فلكل شخص طريقته الخاصة في الكتابة
    كما أن هناك الكثير من الاشياء التي يمنك كتابتها عن اليهود واسرائيل والصهاينةrambo


    ولنرى من يسبق الآخر لحل مشكلة فلسطين cool


    لنرىconfused


    مقدمة مزعجة ermm


    لا بأس .. نعود لموضوعك القيم gooood
    تفضل^^


    فيكفي أن يقال لأحدهم anti - Semitism
    توضيح للأعضاء الكرامsmile anti-Semitism يقصد بها اللا سامية الدولة التي ذكرت بالموضوع أعلاه و التي يقصد بها اليهود


    سنبرهن بالطريقة العلمية ... لكن قبلها لابد من الطريقة الجهادية cool


    gooood gooood gooood


    أنت الآن تعبثين مع اسرائيل .. ألم نتفق أنها لي devious



    لهذا لن أعلق على كل ما ذكرتيه تحتها cool
    انا لم اجبر احداً على التعليقsmoker


    شكرا على الموضوع المميز .. استمتعنا به_^
    العفووو اخي الكريم
    وشكراً على مرورك الرائعgooood
    أنا في انتظار دراستك عن اليهودrambo


    سلاااامgooood

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter