أخيراً، لا بد لنا من كلمة نقولها:
لليهود كتاب مقدس اسمه التلمود فما هو التلمود؟
يعد كتاب التلمود عند اليهود جزءاً من أحكام الديانة اليهودية، أو التلمود معناه التعاليم أو الشرح أو التفسير، وهو مجموعة الشرائع اليهودية التي نقلها الأحبار اليهود شرحاً وتفسيراً للتوراة واستنباطاً من أصولها، وأصل كلمة تلمود من العبرية (لاماد) أي (يعلم) ويقسم التلمود إلى قسمين: (المشنة) وهي النص أو المتن و(الجيمارا) وهي التفسير أو الشرح، والتلمود هو الاسم الجامع للمشنة والجيمارا معاً. المشنة عبارة عن مجموعة من تقاليد اليهود المختلفة في شتى نواحي الحياة اليهودية مع بعض الآيات من كتاب التوراة. أما الجيمارا فهي مجموع المناظرات والتعاليم والتفاسير التي وضعت في المدارس العالية بعد الانتهاء من وضع المشنة.
ويزعم اليهود بأن هذه التعاليم والتقاليد شفاهية القاها النبي موسى (عليه السلام) على شعبه أعطيت له حين كان على الجبل ثم تداولها هرون واليعازر ويشوع وسلموها للأنبياء، ثم نقلت عن الأنبياء إلى أعضاء المجمع الديني الأعلى (سنهدرين) وخلفائهم حتى القرن الثاني بعد الميلاد.
ويعتبر أكثر اليهود التلمود كتاباً منزلاً ويضعونه في منزلة التوراة ويرون أن الله أعطى موسى التوراة على طور سيناء مدونة ولكنه أرسل على يده شفاها، ويوجد هناك تلمودان يعرف أولهما بالتلمود الفلسطيني ويسميه اليهود الاورشليمي، ويعرف الثاني بالتلمود البابلي ولكل من هذين التلمودين طابعه الخاص وهو طابع البلد الذي وضع فيه ولغتا التلمودين مختلفتان تمثلان لهجتين آراميتين، التلمود الفلسطيني بالآرامية الغربية، أما التلمود البابلي فلهجته آرامية شرقية أقرب إلى المندائية (العراقية) وقد احتوى على بعض المصطلحات اليونانية واللاتينية، وحجم التلمود البابلي أوسع من التلمود الفلسطيني بأربعة أضعاف ويقع في 5894 صفحة ويطبع عادة باثني عشر جزءاً.
وكان كل يهودي يدّعي الانتماء إلى صفوف رجال الدين كان يضيف ما يشاء على هذا المجلد الضخم، ولا تسأل عن الشتائم والكلمات البذيئة والحقيرة الموجهة إلى كل إنسان غير يهودي، والملاحظ أنه في الطبعات الأخيرة من التلمود أنها حذفت اكثر الكلمات بذاءة واستعيض عنها بدوائر هندسية أو بالفراغ، وهذا التغيير جرى بعد قرار اتخذ في بولونيا سنة 1631 وقد نص القرار على الحذف المذكور كي لا يطلع الناس على نواياهم، ولكن قرّر أن تدرس الكلمات المحذوفة شفوياً لأولاد اليهود في مدارسهم.
والحقيقة أن الذي أريد أن أقولها هنا، هناك حقيقتان علينا ألا ننساهما أبداً:
من الحقيقة الأولى: هي نظرة اليهود إلى كل إنسان غير يهودي فهي نظرة الاحتقار والحقد فكل الناس سواهم حيوانات.
والحقيقة الثانية: هي اعتقادهم بقيام مملكة اليهود، وهذه المملكة التي سوف تسيطر على العالم بالشر والطغيان.
وهاتان الحقيقتان هما المنطلقان للتعاليم الصهيونية.
ولقد كان لأثر التعاليم الشريرة الآثمة ان اباح القوم لأنفسهم الظلم والعدوان والفساد في الأرض وإخراج الآمنين المطمئنين من عرب فلسطين من ديارهم التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم قبل أن يظهر اليهود بقرون وقرون، ومزقوهم شر ممزق، وأذاقوهم من صنوف الأذى والاضطهاد والتشريد ما لم يرتكب عبر كل العصور والتاريخ.. فأين هذا السلوك البربري الأهوج الذي يلقاه أبناء شعبنا العربي في فلسطين المحتلة على أيدي تلك الفئة الباغية من ذلك التسامح الكبير والعظيم الذي لم يشهد له التاريخ مثيلاً في مختلف عصوره وأحقابه المتمثل فينا نحن معاشر العرب والمسلمين- نحن من دانت لنا وانضوت تحت لوائنا مختلف الملل ومنهم اليهود ومدى الرحمة الواسعة التي اسبغها عليهم أجدادنا الميامين، وأنهي مقالي هذا بالكلمات المأثورة للمؤرخ والمستشرق غوستاف لوبون (ما عرف التاريخ أمة أرحم من العرب).
أتمنى ان الموضوع اعجبكم^^
وتقبلوا اعذب تحياتي
سلااااااام
المفضلات