اهلا بالاعضاء الكرام
كيفكم ان شاء الله بخير
موضوعي عن نوع من الخضار المفيدة جدا لنا الا و هو السبانخ
فالسبانخ مكون اساسي في الاطعمة حول العالم من البلقان الى الشرق الاوسط و الشرق الاقصى و ما بعده فهو طازج و شهي و ربما حان الوقت لنعيد اكتشافه
سمعنا قديما بضرورة غسل السبانخ سبع مرات في ماء صاف و جار ، و لا اعلم إن كان ذلك جزءا من الطقوس التي تعلمناها من قبلنا ام له اساسا بالواقع لانه في حقيقه الامر لا يوجد هناك اسؤا من حصاة صغيرة تصر بين اسنانك مفسده عليك تناول طبق ساخن من السبانخ
و من الممتع طبخ السبانخ و تناوله، لكن من ما يثير هو انه مهما جلبت منه من السوق مالثا منه المطبخ، و رفعت وعاء الطبخ لترى ما فيها، ستجد كانما قد اختفى السبانخ منها بشكل عجيب
و يشكل السبانخ ركنا اساسيا في مطبخ دول البلقان و اليونان و تركيا و شبه القاره الهندية و جنوب شرقي اسيا.
و هذه الشعبيه الواسعة للسبانخ ضمن اغذية متنوعة و ثقافات عديدة. تعزى للروح الريادية للفرس في القرنين الرابع عشر و الخامس عشر. و تعد التلال المدرجة لايران الحالية الموطن الاصلي للسبانخ، ثم انتشر خلال العالم بالتجارة و حب الهجرة لسكان تلك المناطق. و من الفطائر الريانه ذات الطعم الحادق في اليونان، الى الاطباق المنكهة في ساغ ألوو في الهند. و المقالي الخفيفة في تايلاند، فان تنوعها يعطي فكرة خاطئة عن منظرها الوضيع.
أما في اوروبا فقد جاء استعمالها بعد فترة طويلة من طرد المغاربة من الاندلس على ايدي القساوسة الذين زرعوها في حدائق الاديرة. و كذلك خلال الحرب العالمية الثانية. حين كان يقدم النبيذ المدعم بالسبانخ للجنود الفرنسيين للتقليل من اثار النزف.
و بطبيعه الحال، فإن السبانخ في جميع انحاء العالم، اصبح مرتبطا باسم بوباي، الشخصية الكرتونية التي اخترعت في الثلاثينيّات الذي يبتلع علبا باكملها من السبانخ غير الشهية لتمنحه القوة. و للاسف هذه الاسطورة لا تصمد امام الفحص الدقيق. اذ من الواضح أنه عندما حلل العلماء السبانخ قاموا بخطأ رياضي بسيط ( حسابي)، فجاء تقديرهم لكمية الحديد في السبانخ من الحديد اكثر بعشر مرات مما فيه فعلا.
و لا تنس، قبل ان تتذمر من انه جرى خداعك طوال السنين، ان السبانخ مثل جميع الخضراوات الورقية، ما زال مصدرا جيدا للغذاء. فالحديد و الكالسيوم توجد فيه على هيئة حامض الاوكساليك ( و هو المسوؤل عن طعم السبانخ اللاذع )، لذلك لا يتم امتصاصه بالكامل من قبل الجسم. لكن السبانخ غني بالكارتينويدات، الشبيهه بفيتامين أ (A) و التي يعتقد العلماء انها تساعد في منع امراض العين، و بخاصة تلك التي تعتم عدسة العين.
أما في الاطعمة القومية، فان شعبية السبانخ هي في اوجهها الان، و بخاصة في الشرق، فكيف اذا ينبغي لك ان تتعامل مع هذا التنوع ؟؟
عندما تخرج لتسوق السبانخ، ابحث عن الاوراق الغضة الصغيرة ذات اللون الاخضر المفعم بالحياة، و اذا ما صرت الاوراق عند جمعها معا، فهذه علامة جيدة انها طازجة. و بالتاكيد عليك تجنب السبانخ ذي العيدان الطويلة و بشع المنظر. و حالما تصل البيت. تخلص من الاوراق المهترئة او ذات اللون غير الاخضر، ثم انقع ما تبقى في ماء عذب بارد، و هذا لن يعيد للاوراق نضارتها فحسب، بل سيزيل اي اوساخ قد تعلق بهذا البنات القريب للتربة. و كما سمعنا قديما فاننا قد تحتاج لتكرار هذه العملية عدة مرات لتتاكد من ذهاب الاوساخ.
جفف السبانخ متخلصا قدر ما يمكنك من الماء، ثم ضعه في قدر صغيرة مع الزبدة الطازجة، و احكم إغلاق القدر، وضعها فوق نار معتدلة، مع التحريك، الى يذبل السبانخ و يصبح طريا. ولا تستغرق هذه العملية اكثر من خمس دقائق. ولكن احذر من الطهو الزائد عن الحاجة، و الا فإن النتيجة ستكون اوراقا لزجة لن يرغب احد بتناولها!
إن اعداد السبانخ بسيط، و مع قليل من الاضافات، يمكن له أن يكون الاساس في اطعمة تمتد من مدريد ( في اسبانيا) الى مدراس( في الهند) ، كأن تضيف الثوم وجوزة الطيب او المعكرونه ، الفلفل، صوص الصويا، الفطر، و جبن الريكوت، و الخيارات لا تنتهي و تكون شهية طيبة لك مع هذه الخضراوات المتنوعة.
و في الختام نرجو ان يكون هذا الموضوع قد جلب الفائدة لكم
و ردودكم تسعدنا
المفضلات