لا تكن لطيفا أكثر من اللازم
كيف تتجنب خمسة أخطاء ضارة بك؟
أنت شخص لطيف تحاول دائما أن تفعل ما يتوقعه الآخرون، وبينما أنت كذلك، تفعل أي شيء لإرضائهم
لاتطلب منهم شيئا لنفسك إطلاقا، وتحرص على ألا تؤذي مشاعر الآخرين، تفقد أعصابك، وعندما يهاجمك
الآخرون بغير تعقل، تظل متعقلا وهادئا، ودائما ما تكون مستعدا لإسداء النصح للناس، وعندما تحس بالحرج
من طريقة أحد الأصدقاء في الشرب، فإنك لاتفكر أبدا في إحراجه، ولا تتكلم أبدا بما يثير الحزن لدى الآخرين،
فأنت إنسان لطيف حقا.
وكوني شخصية لطيفة على ذاتي أدركت أكثر سلوكياتي الإنهزامية:
عادة أقول للناس نعم حينما كان ينبغي أن أقول لهم لا؛
وكنت باستمرار أعزل نفسي عن الآخرين بعدم إطلاعهم على ما أريد،
وبالتظاهر بالهدوء بينما أكون غاضبة،
وبالكذب عندما أخشى إيذاء مشاعرهم.
صفة اللطافة
لقد ربانا آباؤنا بنوايا حسنة على أن ننسجم مع إخواننا وأخواتنا، وأن نتخذ الكثير من الأصدقاء،
وأن ننمي شخصياتنا لنكون حضاريين، ومقبولين اجتاعيا، وفي الأغلب،
هم لم يهيؤونا لكي نكون شخصيات عديمة الطعم، أو لطيفة بشكل مبالغ فيه،ولكن لنكون
شخصيات مراعية لمشاعر الآخرين، ولكي نكون دائما في عون المحتاجين.
وبعبارة أخرى هيؤونا لنكون لطفاء.
وبالتبيعة فإنهم علمونا، بمساعدة مدرسينا، وربما الهيئات الدينية، أن نفعل ما يطلب منا بشكل جيد، ولأن نكون معطائين أعظم من أن نأخذ، وبانتقالنا عبر مرحلة الطفولة، غرست في أذهاننا رسائل ثابتة عن طريق تعاليمهم الأخلاقية ونماذج اللطافة التي قدموها، ولكنها صارت ذكريات راسخة تقوم بدور الضمير الناقد لأفعالنا أو حواس اللطافة لدينا.
بل وما زالت إلى هذه اللحظة من حياتنا، عند اتصالنا بالآخرين نسمع أصواتا تأتي من داخل أنفسنا تقول :
[COLOR="MediumTurquoise"]ما يجدر فعله ينبغي إتقانه.
قل نعم دوما لصديقك.
لا تكن أنانيا.
لا تفقد هدوئك أبدا.
كن متعقلا.
لا تقل شيئا يجرح مشاعر الآخرين.
ساعد أصدقاءك في حل مشاكلهم.
فكر في هؤلاء الذين يعانون.[/COLOR]كن دوما لطيفا.
الأخطاء الناتجة عن لطفنا تدمرنا
يجب علينا أولا أن نعترف بأن ليس كل شيء سيء في كوننا لطفاء، فمن جانب، فهذا يعني أننا حساسون لاحتياجات الأسرة و الأصدقاء، وعلماء النفس يؤكدون أن الذين يراعون مشاعر الآخرين يكونون في صحة جيدة وسعادة أكبر من الأنانيين.
ومن جانب آخر، تحمينا اللطافة من النقد ، والإحراج، والرفض.
وكلما كنا لطفاء كلما فكر الآخرون أننا رائعون.
وعلاوة على ذلك، فإن مراعاة مشاعر الآخرين ومجاملتهم تمهد الطريق لابتكار مجتمع أكبر إنسانية، وتساعد في جعل هذا العالم أكثر تحضرا، وحيوية، وفي حالات نادرة ولكنها هامة، تحفز صفة اللطف عند الناس ليكونوا شجعان إلى درجة بطولية، وهكذا تكون السلوكيات اللطيفة خير معين بطرق عديدة، وهذا الجانب الإيجابي لتلك السلوكيات يجعلنا نعجب بها ونحب أن نفكر في أدائها.
ومشكلة اللطف أن له نتائج سلبية وتكلفنا أكثر مما ننتظر، والخطآن الأولان مرتبطان ببعضهما:
1.محاولة أن نكون كاملين.
2.نتحمل ما لا نطيق.يؤديان بنا إلى الإنهاك.
أنا أبدأ بهذا الخطأين لثلاثة أسباب:
1.أنهما من أصعب الأخطاء التسعة التي يجب تجنبها.
2.الحاجة الداخلية التي تدفعنا إلى فعل هذين الخطأين تؤدي بنا إلى حد ما إلى ارتكاب الأخطاء الثلاثة الباقية.
3.إذا استطعنا التوقف عن فعل هذين الخطأين فسيكون لدينا طاقة أكبر للتعامل مع الأخطاء الأخرى.والأخطاء الثلاثة التالية:
1.ألا نقول ما نريد.
2.كبت الغضب.
3.أن نتعقل أمام عدم تعقل غيرنا.عندما تتعارض مشاعرنا مع صفة اللطف لدينا مثلا(عندما نرغب في شيء أو نغضب من شخص أو نخشى فقدان السيطرة على أنفسنا)
فنحن نقوم بكبت هذه المشاعر، ونحن بهذا نُعلم أنفسنا فعليا بألا نشعر، وأحيانا ندفع مشاعرنا إلى أعماق أنفسنا حيث لا نعلم مكانها، أو قد لانستطيع وضعها في الموضع الصحيح، وإذا تفجرت المشاعر، وتتبعناها فغالبا ما نجد أننا لا نستطيع التعامل مع حدتها أو حجمها.
الخطأ رقم 1محاولة أن تكون كاملا
لماذا تعد محاولة أن تكون كاملا خطأ؟لأنها:
-محاولة حمقاء، وعقيمة لفعل المستحيل.
-ينتج عنها قلق مفرط، وتحول توترنا إلى محنة.
-تجعلنا نشعر كأننا سنموت عند ارتكابنا خطأ ما.
-تجعلنا نضيع الوقت والجهد الثمينين مثلا:
بينما تكتب لصديق حول الأمور المعتادة، قد تقع في خطأ إملائي في كلمة فقط في الصفحة الثانية من الخطاب، فتبدأ الكتابة من جديد، وفي منتصف المحاولة الثانية تلاحظ شطبا في الصفحة الأولى، فتبدأ الكتابة من جديد مرة أخرى، وبينما تستعد لوضع توقيعك على محاولتك الثالثة تدرك أنك أخطأت نحويا، وأنهيت الجملة بحرف جر، ولذلك تعيد كتابة الصفحتين.
لقد أضاع هذا الخطاب غير الهام لصديق وقتا ثمينا، ولذلك أنت غاضب من نفسك.
-تعوق تقدم علاقات الصداقة الحميمة.
-تجعلنا نستاء من أولئك الذين نحاول جاهدين إرضائهم.
-قد تؤدي إلى عدد من الأمراض التي تهدد حياتنا.
-تجعلنا نشعر بالغباء، ونصبح لوامين لأنفسنا بطريقة مستبدة.
-تسمح للآخرين بإدارة شؤوننا وهذا فيه ظلم لهم ولنا.
ولكن ليس من الخطأ أن تستخدم معاييرك الشخصية أو معايير المجتمع لتحقيق الإمتياز والسعي نحوه .
ومحاولة الوصول إلى الكمال تكون خطأ في الحالات التالية:
-عندما لاتكون مستعدا أو مؤهلا للقيام بما يتوقعه الآخرين.
-عندما تتكلف في أداء الأعمال من الطاقة و الوقت و المال و القلق بقدر أكبر مما تستحقه هذه الأعمال.
-عندما تتخلى عن إرضاء من لا يهتم بك.
-عندما ينزغ منك الفشل، وعدم القبول الإحساس الذي تستحقه بالرضا مقابل المجهود الذي بذلته.
-عندما تضيع وقتك الثمين في محاولة الوصول للكمال وأنت تعلم بأنه ليس هناك إنسان كامل إنما الكمال لله سبحانه وتعالى، بدلا من قضائه في إنجاز الأولويات الحقيقية مثل:
قراءة القرآن وفعل السنن والعبادات الأخرى.
-عندما يكون سعيك الدؤوب نحو الكمال سببا في تدمير صحتك العاطفية والبدنية.
-عندما ينتهي بك الحال أن تبغض نفسك.
التعامل مع نقائصك
إفرض أنك صرت تتقبل قبول الآخرين لك، ولكنك ما زلت تجد أن الحياة في هذا العالم بعيوبك وفشلك أمر صعب، وبعبارة أخرى أنت كمعظم الناس لم تتقبل نفسك تماما لذلك يجب أن تعترف بعيوبك صراحة، فليس من الضروري ولا من النافع أن تخجل وأن تقضي أيامك في المحاولة اليائسة لتغطية عيوبك.
وسأقدم لك هنا بعض الطرق لتعزيز تقبلك لنقصك:
•فكر قبل أن تأخذ على نفسك عهدا.
•تحدث مع نفسك حول جهودك غير المثمرة لتحقيق التميز.
•ترأف مع نفسك في الجدية والنقد.أي كلنا نميل إلى المبالغة في تقدير اهتمام الآخرين بالحكم على أدائنا.
هل لاحظت أنك عندما تقلق وتعمل جاهدا لتترك انطباعا لديهم؟
فإنهم في العادة لا يلحظون ذلك، وفي الواقع هم مشغولون جدا بالتفكير في أنفسهم، ومهتمون بالإنطباع الذي يتركونه عليك، وكيف تفكر فيهم، ولتفكر في هذا:
عندما يخطئ الآخرون فهذا ليس معضلة؛ فأنت تتعاطف معهم ولا تصفهم بالفشل، وفي الواقع أنت لينا معهم أكثر من نفسك، والفكرة أن تتقبل حقيقة أنك صانع الأخطاء، فأنت ستقع فيها من آن لآخر مثل أي شخص آخر، وعندما لا تفعل ما يتوقعه الآخرون منك،
فلن يكون هذا نهاية العالم، وإذا ارتكبت خطأ، مالم تعتدي على أحد بشدة أو ارتكبت جريمة، فإن هذا الخطأ سيتلاشى على الأرجح مع شروق شمس يوم جديد.
•إتفق مع الناس الذين ينتقدونك بوجه الحق.إن النقد يؤلمنا لأنه يطعن، ويحطم الصورة الكاملة التي نعمل جاهدين أن نرسمها لأنفسنا و للآخرين، وعندما تتعرف على حاجتك العميقة لتكون محبوبا، يمكنك حينئذ أن تتخلى عن هذه الصورة، وتتعايش متقبلا تماما جوانب قصورك ، ولذلك إذا انتقدك جارك على قيادتك السيارة بسرعة فوق المسموح بها، يمكنك أن تقول له:
(أنت محق، كنت أقود بسرعة أكثر من اللازم). وإذا كان لديك سببا لهذه السرعة لا تخجل منه فلتقل له: (لقد كنت أسرع بصديقي إلى المستشفى).
ولكن عندما ينتقدك أحد بما تستحق، فمن الأفضل أن تعلن موافقتك حقيقة وألا تدافع عن نفسك.
•تجنب الأشخاص الذين يريدون منك دائما إرضائهم.
فد تصادف هؤلاء الأشخاص في أي وقت في حياتك والذين بنتقدونك باستمرار .
إذا أنت تعلم أنك لن تستطيع إرضاء الآخرين على الدوام.
وإذا تقبلت أيضا قبول الآخرين لك فإنك إذا تتعامل حينئذ بطريقة واقعية مع نقائصك
ومن الآن فصاعدا ستفعل الآتي:
ستفكر مليا في الإلتزامات قبل أن تتخذها.
تتحدث بصراحة إلى نفسك إذا حاولت أن تكون مثاليا.
سترفض الصراحة مع نفسك أو أن تأخذها بجدية زيادة عن اللازم.
ستتفق مع أولئك الذين ينتقدونك بوجه حق.
ستتجنب أولئك الذين على أن تكون مثاليا.
المفضلات