QUOTE=أنين السكون;5082183][CENTER][COLOR="RoyalBlue"]
روح انتظرت شروق الشمس طويلا.....
حلمت بالأمل...وطال عليها الأمد...طال الليل.....وفي كل لحظة..تغوص في الظلام أكثر وأكثر....وتبكي..
تقول قرب الفرج...قرب الشروق.....
قريبا...ستشرق المشس....
نعم....قريبا....سترتفع روحي مع الشعاعات ......
ستلمس روحي كل أرجاء الدنيا....ستنطلق مع الشعاعات...ستعبر القارات...ستسبح في كل نهر وستطفو مع كل بحيرة..وستراقص حورات الورود....
ستتثاءب مع النسيم الذي كان يرقد فوق غصن غافٍ وأيقظته الشمس....
سأنطلق.....عبر شعاعات الشمس...سأنطلق......
بعد طول إنتظار....بعد طول ألم عاشته هذه الروح في إنتظار هذا الشروق...أشرقت الشمس......
أشرقت.....
وتراقصت البسمة على لوائح الأفق.....
ونما الأمل من جديد.....
سطعت الشعاعات..إلى درجة...ظننت أنه من المستحيل أن تخبو هذه الإضاءات من جديد......
لكنني نسيت أن الليل قادم من جديد...
وأن الطبيعة كلها تتراقص ما بين الليل والنهار...وما بين الظلام والنور......كما الحياة!
إنها دفقات من رذاذ نور ترشه الأقدار في حياتي.........
أحيانا...ينطفئ هذا البريق.......
وتموت هذه الشمس...لتحيا من جديد...بعد مرور الليل!
تحولت الفراشات المتراقصة إلى ظلال مرعبة تتحرك ليلا...كخفافيش رعب سرمدي لا ينتهي......
صارت الأشجار الظليلة وحوشا تعبث بقلبي المرتجف......
وصارت أحضان الأفق التي كانت تتسع لسعادتي....تضيق وتضيق...لتبتلعني داخلها!!
وتغيب الشمس مجددا.....تغيب...........طويلا...
وأعود لأقاوم دوامة العذاب والإنتظار الطويل بلا أمل.......
أطياف سوداء..
سوداء....
سوداء.....
أيادي وأذرع تتخبط بي.....
أغطي وجهي بكفي قلبي واجف....
أطرافي ترتجف......
آلام الإرتطام تهزني وأضم ذراعي إلى صدري أكثر....
وأكثر...
وأكثر....
أفتقد بشدة..إحساس الأمان......
تلك الأطياف السوداء....تتلاطم على جسدي..كأمواج عارمة....
أنا خائفة...خائفة >_<
كأنهم يسعون لقتلي....
أدري أنني لن أموت.....لكنهم يريدون قتل روحي.....
رحل الأمان...رحل الأمان.....
رحل كل الأمان....
وبقيت..كطير يخشى العراء...ويصاب بما يخشى...
العواصف تهدر.....
الأمواج تعلو وتعلو..حتى تعتليني ثم تسقط بقوة على جسدي المكدود......كأنها تهدف لإبتلاعي داخلها....
وحين أحاول النهوض من جديد........تتحرك الأرض من تحت...
وتدور الدوامة...تدور وتدور.....
حتى تسحبني داخلها.....أصرخ..حتى أفقد أنفاسي....
أصرخ وأصرخ.......... لكن...لا أحد يستمع لنداءاتي......وكأن صوتي قُدَّ من سراب...
وكأن أوتاري الصوتيو لم توجد داخلي!!
حين أنادي..يجيبني الليل بظلامه...تجيبني العواصف والأعاصير بهدرها....
تجيبني الأمواج...بارتفاعها..وتلاطمها....
تجيبني الدنيا بطعناتها.......تجيبني نفسي.....لن تنجي...لن تنجي...فقد رحل الصحب والأحباب كلهم....
نسوا نداءاتك.....ونسو تواجدك....رحلو...ولن يعودو ....
ولكم أخشى الرحيل إلى داخل تلك العواصف...
ولكم أخشى أن تتسع جروحي وأن يبللني المطر وعراء الليل....
ولكم أخشى...ألا أستيقظ من هذا الكابوس السرمدي..ألذي يبتلعني داخله.......
لكم أخشى....أن أفقد نفسي وسط هذا الإزدحام....
لكم أخشى...أن تضيع ملامحي...وسط هذه الوجوه.....
سأستيقظ صباح الغد...لأجد الأعاصير قد ولت بعيدا.....وأرى الشمس..قد أشرقت من جديد....
ورحل الكابوس......
ماتت الأعاصير.....ودفنت الصخور تحت ثورة تلكم الامواج....
وهدأت الأمواج...وغفت تموجاتها على شاطئ البحر...كطفل رضيع............لا يدرك من الدنيا سوى الأمل والبسمة
+_+_+_+_+_+_+_+_+_+_+_+_+_+_+_+
المفضلات