X♥X بــسم الله الرحـمن الرحيـــم X♥X
بداية فليسامحني المراقبين والمشرفين في هذا المنتدى
لتكراري كتابة الموضوع ^^
في المرة الماضية كتبته في وقت غير مناسب ولم يأخذ حقه من القراءة
عيد الأضحى.. عيد الحب
لعيد الأضحى معنى خاص في حس المسلم الصادق، وهو معنى التضحية، وكم لهذه الكلمة من مدلول.
والتضحية هي بداية الطريق إلى الله.
ولنا هنا مثال من أعظم الأمثلة في تاريخ البشرية، لتمثيل هذا المعنى في واقع الحياة..
إنها حياة الخليل إبراهيم ـ عليه وعلى نبينا السلام ـ ولن نتوقف فيها إلا عند حادثة الذبح..
فما الذي حدث ؟
وهب الله ـ تعالى ـ نبيه إبراهيم ولده إسماعيل بعد أن جاوز عمره الثمانين عاما، ولنا أن نتخيل مشاعر النفس الإنسانية تجاه هذا الولد في هذا السن، لنا أن نتخيل مدى الحب لهذا الولد، ولنا أن نتخيل مقدار هذا الحب كلما مر عليه الزمن..
ثم...
أرد الله ـ تعالى ـ أن يرفع الخليل إبراهيم، إلى مقام الخُلة هذا، وأن يجزيه هذا الفضل العظيم، فأمره أن يذبح ابنه !!
أيذبحه بعد أن تعلق قلبه به ؟! ولما لم يأمر بهذا الذبح وهو طفل صغير ؟!!
يا ترى ما الحكمة في هذا ؟! وأي بلاء هذا ؟!!
إنها التضحية.. إنها العلاقة بين العبد وربه.. إنه الحب.. إنه ذبح حب الولد من القلب، وليس ذبح الولد.
فماذا كان موقف الخليل إبراهيم وابنه عليهما السلام ؟
لقد أسلما فهذا هو الإسلام. هذا هو الإسلام في حقيقته. ثقة وطاعة وطمأنينة ورضى وتسليم.. وتنفيذ.. وكلاهما لا يجد في نفسه إلا هذه المشاعر التي لا يصنعها غير الإيمان العظيم.
إنها ليست الشجاعة والجراءة. وليس الاندفاع والحماسة. لقد يندفع المجاهد في الميدان، يقتل ويقتل. ولقد يندفع الفدائي وهو يعلم أنه قد لا يعود. ولكن هذا كله شيء والذي يصنعه إبراهيم وإسماعيل هنا شيء آخر.. ليس هنا دم فائر, ولا حماسة دافعة ولا اندفاع في عجلة تخفي وراءها الخوف من الضعف والنكوص !
إنما هو الاستسلام الواعي المتعقل القاصد المريد, العارف بما يفعل, المطمئن لما يكون. لا بل هنا الرضى الهادىء المستبشر المتذوق للطاعة وطعمها الجميل !
وهنا كان إبراهيم وإسماعيل قد أديا. كان قد أسلما. كانا قد حققا الأمر والتكليف. ولم يكن باقياً إلا أن يذبح إسماعيل, ويسيل دمه, وتزهق روحه.. وهذا أمر لا يعني شيئاً في ميزان الله, بعدما وضع إبراهيم وإسماعيل في هذا الميزان من روحهما وعزمهما ومشاعرهما كل ما أراده منهما ربهما..
كان الابتلاء قد تم. والامتحان قد وقع. ونتائجه قد ظهرت. وغاياته قد تحققت. ولم يعد إلا الألم البدني. والإ الدم المسفوح. والجسد الذبيح. والله لا يريد أن يعذب عباده بالابتلاء. ولا يريد دماءهم وأجسادهم في شيء. ومتى خلصوا له واستعدوا للأداء بكلياتهم فقد أدوا, وقد حققوا التكليف, وقد جازوا الامتحان بنجاح!
فالله لا يريد إلا الإسلام والاستسلام بحيث لا يبقى في النفس ما تكنه عن الله أو تعزه عن أمره أو تحتفظ به دونه, ولو كان هو الابن فلذة الكبد. ولو كانت هي النفس والحياة. وأنت ـ يا إبراهيم ـ قد فعلت. جدت بكل شيء. وبأعز شيء. وجدت به في رضى وفي هدوء وفي طمأنينة وفي يقين.
ولما حدث هذا المراد وهو ( ذبح حب الولد من القلب ) وطاهرة القلب والنفس والشعور لله وحده..
ولما حقق الخليل عليه السلام هذا في واقع الحياة، فداه الله بهذا الذبح العظيم، وارتفع الخليل إلى هذا الشرف الكريم..
وجعل الله مشهد الذبح مثال حي للتضحية في أخلاد المسلمين، وجعله عيداً لهم، يذكرهم بطبيعة العلاقة الحقيقة بين العبد وربه بمدلولها في واقع الحياة.
ومضت بذلك سنة النحر في الأضحى, ذكرى لهذا الحادث العظيم الذي يرتفع منارة لحقيقة الإيمان. وجمال الطاعة. وعظمة التسليم. والذي ترجع إليه الأمة المسلمة لتعرف فيه حقيقة أبيها إبراهيم, الذي تتبع ملته, والذي ترث نسبه وعقيدته. ولتدرك طبيعة العقيدة التي تقوم بها أو تقوم عليها ولتعرف أنها الاستسلام لقدر الله في طاعة راضية واثقة ملبية لا تسأل ربها لماذا ? ولا تتلجلج في تحقيق إرادته عند أول إشارة منه وأول توجيه. ولا تستبقي لنفسها في نفسها شيئا, ولا تختار فيما تقدمه لربها هيئة ولا طريقة لتقديمه إلا كما يطلب هو إليها أن تقدم !
ثم لتعرف أن ربها لا يريد أن يعذبها بالابتلاء, ولا أن يؤذيها بالبلاء, إنما يريد أن تأتيه طائعة ملبية وافية مؤدية. مستسلمة لا تقدم بين يديه, ولا تتألى عليه، فإذا عرف منها الصدق في هذا أعفاها من التضحيات والآلام. واحتسبها لها وفاء وأداء. وقبل منها وفدّاها. وأكرمها كما أكرم أباها..
إنه المعنى الصادق للحب، في قلب المسلم السليم.
- كتابة: د.حنان لاشين
وكل عام وانتم بخير
بمناسبة عيد الحج؟......عيد اللحم؟...عيد الخروف؟
لا
عيد الحب!!
::
لون التوت
المفضلات