الصفحة رقم 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
مشاهدة النتائج 1 الى 20 من 22

المواضيع: >>> أسير حبِك <<<

  1. #1

    >>> أسير حبِك <<<

    اهلا وسهلا بكم اعضاء المنتدى


    >> أسير حبِك <<

    قصة من تأليفي





    وهذه ليست أول مرة اقوم فيها بتاليف قصة




    ولكنها اول مرة انشرها




    اتمنى ان تنال اعجابكم



    خاصة ان هذه اول مشاركة لي في منتداكم الرائع






    نبدا بالفصل الأول



    اتمنى ان اجد منكم ما يسرني ويشجعني على اكمال سرد فصولها





    شكرا لكم سلفا
    0


  2. ...

  3. #2
    <<< الفصل الأول >>>





    ][ العودة ][
    وأخيراً عدت للديار، آه يا وطني كم افتقدتك !
    أنا الآن في سيارة الأجرة قاصداً منزلي حيث سأرى والدي وأخوتي أخيراً
    كم كانت سنوات الدراسة مملة وطويلة ولكنها أخيراً انقضت وها أنا أحمل شهادتي وطائراُ من الفرح لأرى أهلي
    لم أخبرهم بأنني عائد أردت أن اجعل عودتي مفاجئة لهم
    ماذا ستكون ردود أفعالهم يا ترى ؟؟؟ سأعرف بعد قليل
    فهاهي السيارة تنعطف إلى اليسار بعد إشارة المرور وبعد ثواني سأكون أمام منزلي
    كل شيء كما هو لم يتغير كما تركته منذ 5 سنوات لم تسمح لي ظروف دراستي بالعودة إلى أهلي في العطلات لذا فأنا لم أرهم مذ رحلت ولم يكن يصلني بهم سوى الهاتف وشبكة الإنترنت
    أتسائل هل تغير أخوتي ؟ مؤكد أنهم كبروا . ولكن هل سأعرفهم ؟
    يكفي هذا التساؤل الآن ولأدخل للمنزل
    إنها الساعة السادسة فجراً
    ربما الجميع مازالوا نياماُ فنحن في الصيف ولا مدراس في هذا الوقت
    حسناً . أين المفتاح اللعين ؟
    أخيراً وجدته . بسم الله الرحمن الرحيم
    أطلت برأسي من البوابة .
    الجو هادئ وساكن يبدو بوضوح أنهم نائمون
    دخلت الحديقة وأنا أتفحصها بنظري
    إنها كما هي مزهرة ورائعة يبدو أن أمي وجمان تهتمان بها جيداً
    وحوض السباحة يشهيني لأغطس بداخله الآن
    حسناً هاهو باب البيت سأدخل
    سبحان الله لم يتغير شيء
    هاهي المزهرية التي اشتراها والدي من اليونان في مكانها المعهود
    واللوحة الزيتية التي رسمتها أمي وقدمتها لوالدي في عيد ميلاده العشرون مازالت معلقة على الحائط كما كانت قبل 5 سنوات
    صعدت الدرج قاصداً غرفتي
    دخلت إليها إنها كما هي لم يحدث فيها أي تغيير
    هاهو سريري مرتب كما كان وجهاز الستريو خاصتي في مكانه وشهادات تفوقي وتخرجي من الابتدائية والإعدادية والثانوية معلقة على الحائط كما تركتها
    ولكن الغريب أن الغرفة نظيفة وكأنني لم أغب عنها كل هذه المدة
    لابد أن أمي أوصت مدبرة المنزل بتنظيفها
    كم أقدر لك ذلك يا أمي الغالية
    خرجت من غرفتي لأذهب إلى غرفة والديّ آه كم اشتقت اليهما
    طرقت الباب طرقاً خفيفاً في البداية وعندما لم يرد احد
    طرقته طرقاً أشد
    كدت أسقط على ظهري من الضحك عندما سمعت صوت والدي يسقط من السرير وهو يلقي اللوم على أمي
    وزاد ضحكي عندما فتح الباب ورأيت وجهه متورماً من قلة النوم
    نظر إلى غير مصدق قبل أن يحتضنني بقوة ومن خلف ظهره شاهدت أمي وهي تهرع ناحيتي ودموع السعادة متجمعة في مقلتيها
    رحت أقبلهما وأنا في قمة سعادتي وشوقي
    ومالبثت طويلاً حتى استيقظ كل من في البيت وامتلأت ثيابي بالدموع وغاص البيت بصرخات السعادة ودموع الفرح
    اتصلت أمي على أختي رنان لتعلمها بأمر عودتي
    وكانت رنان تسكن غير بعيد من منزلنا لذا وصلت بعد 5 دقائق فقط من الاتصال
    رحبت بي وقبلتني وهي تبكي سعيدة
    كانت أمي تعرف أنني متعب من جراء السفر لذا أبكرت في وضع مائدة الإفطار
    جلسنا على طاولة الفطور طبعاً والدي على رأس المائدة ووالدتي على يمينه
    بينما أنا على يساره لأني الابن ( العود ) وأكبر أخوتي
    على يساري رنان وأمامها زوجها بسام
    يليها التوائم الثلاثة .
    كم كبروا ! عندما رحلت كانوا لا يزالون في العاشرة
    أما الآن فهم مراهقون وكذلك ماجد ابن زوج أختي
    كنت سعيداً جداً فأنا لم اجلس على مثل هذه الطاولة العائلية منذ فترة تعرفون كم تبلغ

    على الرغم من أنني كنت جائعاً جداً
    إلا أنني لم أنس أصول وآداب المائدة التي تلقتها من والديّ منذ الطفولة
    فرحت آكل بهدوء ولكن بكميات أكبر ولوقت أطول
    راحت الخادمتان جيسي وتورا تحملان الأطباق الفارغة
    ونبهتهما أمي على أن يتركا كل الأصناف التي آكل منها على الطاولة وتجميعها أمامي
    لاحظت أن أختي رنان كانت حاملاً ويظهر ذلك بوضوح على بطنها
    فقد كانت منتفخة جداً
    اذكر أنها تزوجت منذ سنتين وفي المرة الوحيدة التي استطعت فيها أن أتغيب عن الجامعة لحضور حفل زفافها ولم أمنح سوى يوم واحد فقط
    ولكنها لم تنجب طوالها
    كانت تظن أنها عاقر ولكن والحمد لله أرى أن المشكلة قد حلت
    وأخيراً والحمد لله شبعت
    آه كم اشتقت إلى طعام أمي اللذيذ الذي نادراً ما تحضره لنا
    ولكن بما أنني اليوم موجود فيجب أن تحضر الطعام بنفسها ولا تدع مهمة تحضيره إلى نانسي وكارلا رئيستا الطهاة ( كما أذكر ) في منزلنا

    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

    استيقظت من النوم تقريباً الساعة الرابعة عصرا ً
    شعرت بآلام في جسدي ربما نتيجة للنوم الكثير asian asian
    بعد أن غسلت وجهي ونظفت أسناني
    رجت أتأمل المنزل غرفة غرفة
    وتنساب ذكريات المراهقة إلى ذهني
    وصلت إلى غرفة المعيشة حيث كانت العائلة تجتمع لمشاهدة التلفاز
    أو لعب الورق في أوقات الفراغ
    جلست أمام التلفاز ذو الشاشة العملاقة ( حجم عائلي )
    وأمسكت جهاز التحكم عن بعد وشغلته ورحت أقلب القنوات الفضائية بحثاً عن شيء يصلح للمشاهدة
    بينما أقترب مني جهاد بهدوء من خلفي
    كنت قد عرفت أنه قدم لذلك لم أفاجئ عندما حاول إخافتي
    فقد كان صوت كرسيه المتحرك الكهربائي مسموعاً بوضوح
    ولكن حتى لا أجرح مشاعره تظاهرت بالتفاجئ
    وألتفت إليه وأنا أقول : " كدت توقف قلبي ! سامحك الله ! "
    ضحك جهاد وكم كانت ضحكته تلك عذبة ورائعة
    كان نادراً ما يضحك لذلك فرحت كثيراً بها
    دار بكرسيه حول الأريكة التي أجلس عليها
    حتى وصل أمامي ولاحظت ترقرق الدموع في عينيه الرماديتين
    قلت : " كفى يا عزيزي . ألهذه الدرجة افتقدتني ؟ "
    قال وهو يكتم دموعه : " بل وأكثر يا أخي الغالي "

    كان جهاد ذو الخمسة عشر ربيعا وأصغر التوائم الثلاث معاقاً بدرجة كبيرة
    فبينما ولد جمال وجمان سليمين من أي أذى
    كان جهاد قد دفع ثمن ذلك غالياً
    فقد أصيب بالتشوه أثناء نموه في فترة الحمل
    حيث كان جدار رحم أمي يضغط عليه من جهة والتوأمان من جهة أخرى
    وحين أجرت أمي الأشعة والفحوصات لم تتوقع وجود توأم ثالث فقد كان صغير الحجم مختفياً خلف الاثنين الآخرين
    وهكذا ولد بحجم صغير أصغر من الحجم الطبيعي وبنصف يد يمنى وقدمان صغيرتان
    صغيرتان جداً بحيث لا يستطيع المشي عليهما البتة
    ولم يسلم من التشوه سوى يده اليسرى ووجه
    فقد كان شديد الشبه بأخويه الآخرين وخاصة جمال ( ربما لأنهما ذكران )
    ولولا إعاقته الجسدية لكان نسخة طبق الأصل عنه
    كما سلم عقله الفذ من أي إصابة فقد كان ذكيا جداً ونابغة كوالدي
    فهو الوحيد الذي ورث عقل والدي
    بينما نحن علينا العوض asian
    هنا دخلت رنان الغرفة ببطنها ذات السبعة أشهر
    حيتنا وقالت لي : " عزيزي أنا راحلة إلى منزلي وسوف آتي غداً بإذن الله تأمر على شيء ؟"
    قلت : " ما يأمر عليك عدو أريد فقط سلامتك "
    ابتسمت وقالت : " تسلم لي "
    واحتضنتها بخفة حتى لا أوذي بطنها
    وخرجت لأسلم على زوجها بسام وابنه ماجد . ثم رحلوا .........

    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

    توجهت إلى والدي في مكتبه طرقت الباب ودخلت بعدما أذن لي بذلك
    قلت : " مرحبا يا أبت "
    رد علي : " أهلاً بك راكان "
    ثم نهض وأشار لي بيده أن أجلس
    قال : " خيرا يا بني ؟ "
    قلت :" والدي . بما أنني قد أنهيت دراستي وتخرجت بتفوق والحمد لله فإنني أريد أن افتح معك موضوع العمل "
    أسفرت ابتسامة والدي عن أسنانه البيضاء اللامعة وقال :" بارك الله فيك يا ولدي . سلني أي عمل تريد ؟"
    قلت :" ما تراه يتناسب ومؤهلاتي يا أبي "
    قال :" درست إدارة الأعمال طوال 5 سنوات وأنا أثق بك وتستحق أن تكون مديراً "
    قلت :" لا يا أبت . فأنا لا خبرة لي في مجال الأعمال بعد . وأنا أفضل أن أبدأ كمتدرب . سلمني مكتباً صغيرا وعملا فرعيا في الشركة وثم نفكر في الإدارة "
    قال :" لك ذلك يا ولدي . وسأطلب من المدير حازم أن يعمل على تدريبك "
    هنا طرت من الفرح
    وخاصة عندما علمت أن والدي يثق بي
    ما أجمل أن يشعر المرء أنه موضع ثقة من هم أكبر منه سناً لاسيما والديه .



    <<< يتبع
    0

  4. #3
    0

  5. #4

    الفصل الثاني

    << أشكرك عزيزي الفتى الذري على تعبير موضوعي بعد ماكنت قد يأست من متابعة سرد القصة
    من الإستقبال الرائع جدا الذي استقبلتموني فيه

    انتم حقا اعضاء انانيون ولا تعيرون الأعضاء الجدد الذين يعتبرون انفسهم ضيوفا لديكم أي اهتمام

    حتى شاي وقهوة ما قدمتم لي

    بلاش شاي وقهوة اقول كثيرة عليكم

    بكلف عليكم بعدين

    على الأقل مجرد رد

    تشجيع

    كلمة واحدة

    ثابري
    تابعي

    بس ما ابغى اكثر من كدة


    لكن لا حياة لمن تنادي >>>>




    وهذا الفصل الثاني ..

    شكلي بحطه على الفاضي

    ][ مشكلة أختي ][
    مر على وجودي في وطني ووسط أهلي
    حوالي السنة
    ازدهرت خلالها أعمالي
    وصار والدي فخوراً بي
    وهكذا ترقيت إلى الإدارة
    تصوروا أصبحت الآن مدير قسم المبيعات الدولية في الشركة
    وكان هذا إنجاز افخر به
    ولا أنسى أبداً جهود الأستاذ حازم معي
    لقد كنت مبتدئاً في أمور المكتب ونحوه
    وبفضل الله ثم هو لما كنت في هذا المركز الذي أنا فيه اليوم

    عدت للمنزل بعد والدي هذا النهار
    كانت اختي رنان في غرفة المعيشة ترضع صغيرها أمجد ذو الأربعة أشهر
    لاحظت انها تمضي وقتاً طويلا في المنزل
    وخاصة اثناء فترة دوام زوجها
    كما لاحظت ان الحزن مخيم على وجهها
    حزنا لم اعرف له سببا
    " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته "
    يبدو انني قد افزعتها
    نظرت الي بعينين زائغتين وكأنها لم تسمع شيئا
    قلت " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته "
    رفرفت عينيها ثم ابتسمت ابتسامة واهية وهي تقول
    " وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته "
    نظرت اليها بتعجب
    قلت " ألم يعد جمال واخته بعد ؟ "
    قالت " اليوم هو الأربعاء وعادة يتأخران إلى ما بعد الثانية "
    آه نعم اليوم هو الأربعاء
    جلست بقربها وأدرت جهاز التلفاز
    كان يعرض حلقة من مسلسل كوميدي
    قلت معلقا وأنا أضحك عندما تزحلق الأب بلعبة ابنه في المسلسل
    " ياللسخافة الأجدر أن يركب نظارات في قدميه "
    ولكنها لم تعرني أي انتباه
    حاولت مجدداً
    " عليه أن يعاقب ابنه لإهماله لا أن يداعبه بعدما كان السبب في سقوطه "
    وايضا لا حياة لمن تنادي
    اغلقت التلفاز
    واستدرت ناحيتها
    كان أمجد قد انهى رضعته ونام
    نظرت اليها مليا
    الحزن يتجلى في ملامحها
    مددت يدي ولمست خدها
    ارتجفت كمن اصابه تيار كهربائي
    مما جعلني اسحب يدي بسرعة
    ولكنها ما لبثت ان ابتسمت " انا اسفة "
    قلت " لا بل انا الآسف ما كان علي أن أفاجئك "
    ابتسمت على ما يبدو رغما عنها
    عدلت من وضعي بحيث استطيع رؤية عينيها
    ولكنها اشاحت بوجهها عني
    حملت الصغير من حجرها ووضعته على لحافه
    امسكت بكتفيها مجبرا اياها على النظر الي
    مازالت تشيح وجهها عني
    امسكت شعرها المتهدل على وجهها كالستار بعصبية
    وازحته عن وجهها


    ويا ليتني لم افعل
    رايت وجه اختي الغالية كما لم اره من قبل
    كان جفنها الأيمن مزرقاً ومتورما
    الآن حزرت لماذا استخدمت تسريحة الشعر الغريبة تلك
    كانت تخشى ان نرى هذا التورم في عينها
    حاولت دفعي بعيدا عنها
    ولكن هذا زاد من قبضتي على كتفيها
    قلت بنفاذ صبر " ماهذا ؟؟؟ "
    ردت من بين دموعها " لاشأن لك "
    ذهلت

    " لا شأن لي ؟؟؟ كيف لا شأن لي ؟؟؟؟ ألست أخاك الأكبر ؟؟؟ "
    قالت " بلى . ولكن لا يحق لك ان تستجوبني بهذه الطريقة "
    زدت من شد قبضتي وقلت من بين اسناني
    " من فعل هذا بك ؟ "
    " أأأ ....... أأأ ........ لقد ارتطمت بالحائط .... ثم لا دخل لك بما يحصل لي "
    هنا فقدت صوابي
    وكدت اصفعها
    الحمد لله اني لم افعل
    قلت عوضا عن الصفعة
    " اذا لم يكن لي انا شأن بما يحصل لك فمن له ذلك الشأن ؟؟؟ "
    رفعت رأسها نحوي والقت علي نظرة تختلط فيها عبارات الغضب والكراهية
    وهي تقول " أنا امرأة متزوجة وزوجي هو المسؤول عني "
    هنا قفز الى ذهني تفكير غريب
    مما جعلني اقول من غير شعور
    " انه هو اليس كذلك "
    حملقت بي بشك وريب
    " انه زوجك .... هو من فعل بك هذا "
    لابد ان الشرر كان يتطاير من عيني
    ولابد انني كنت صادقا
    رأيت كل ذلك في شفافية عينيها الرماديتين
    رأيت الخوف
    الرعب
    رايت نظرة متهم ثبتت تهمته
    وبعدها رأيت دموعاً
    هنا وهنا فقط تذكرت نفسي
    وذهلت من هول ما اكتشفت
    بينما انهارت اختي بين ذراعي وهي تبكي بحرقة
    آلمت قلبي معها
    شعرت بذنب يحرقني
    انا من جعلها تبكي بهذه الصورة الممزقة للقلوب
    لففت ذراعي حولها وضممتها باقصى ما استطعت من رقة
    بينما ارخت وجهها على صدري تاركة العنان لدموعها بانهمار

    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

    تناولت محرمة من جيبي ومسحت بها دموع غاليتي رنان
    كنت اعلم انه من الخطأ تزويجها وهي في هذه السن الصغيرة
    خاصة وان بسام كان يكبرها بتسع سنوات
    واعتقد مما يزيد الأمر سوءا انه كان متزوجا وطلق زوجته
    بعدما انجبت له ابناً
    اعتقد عرفتم انه ماجد
    نعم ماجد ليس ابن شقيقتي بل ابن زوجها من زوجته الأولى
    آه يا بسام كم اكرهك
    وزاد كرهي له عندما نظرت الى جفني رنان وقد اصبحا متورمين من البكاء
    ربت على ظهرها مطمئناً اياها عندما سمعت
    " السلام عليكم "
    كان هذا جمال
    لقد عاد من المدرسة واراد ان يسلم علي وعلى رنان
    ولكنه عندما رأى الموقف الذي كنا فيه وقف واجما
    ابتسمت له حين قلت " وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته "
    بينما اشاحت رنان وجهها للناحية الأخرى حتى لا يرى وجهها المتورم

    اعتقد ان جمال احس بجو متوتر
    فانسحب بكل هدوء من المجلس
    عندما حاولت ان اتكلم مع رنان دخلت جيسي لتخطرنا بأن العذاء جاهز
    نهضت بتكاسل
    ومشيت بخوات متثاقلة وانا افكر

    ماذا سأفعل باكتشافي الخطير ؟



    هل أخبر ابي وامي ؟


    هل اواجه بسام ؟


    ربما من الأفضل ان اتبين الحقيقة كاملة من رنان
    فالحقيقة التي توصلت اليها حتى الآن لاتزال مهشمة وضعيفة
    ولاشيء يؤكد لي ماتوصلت اليه


    هل حقا يعامل بسام اختي معاملة سيئة ؟؟
    هل يضربها ؟؟
    وان كان كذلك فلماذا ؟؟؟


    الا يحبها ؟؟


    لماذا تزوجها اذن ؟؟


    لماذا قبلت به زوجا ؟؟؟


    كيف وافق والدي على زواجهما ؟؟؟



    كل هذه الأمور تصارعت في ذهني
    فلم استطع ان آكل او اشرب او حتى انام



    اختي رنان غالية على قلبي اكثر من نفسي


    سأقتلك يا بسام لو كنت فعلا تسبب الأذى والألم لها


    حقا سأقتلك

    << يتبع
    0

  6. #5
    ما شاء الله عليكي رجون

    القصة باين عليها تجننننننننchirol_good1

    ياريت تكمليها بسرررررررعةchirol_good1

    تحياتي...
    0

  7. #6
    شكرا يالغالي The Leader



    ومرسي على متابعة قصتي




    انتظر الجزء الثالث gooood gooood gooood
    0

  8. #7
    حتى وصل أمامي ولاحظت ترقرق الدموع في عينيه الرماديتين






    امسكت شعرها المتهدل على وجهها كالستار بعصبية

    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


    جميل جداً ...حقاً قصة رائعة


    أسلوب رائع وسلس....وأنا لاأستطيع أن أوفيك حقك


    لان ماشاء الله تبارك الله القصة فنتاستكsmile

    يلا كملي القصة حبيبتي وأنا متابعتها معاك كمليها خلينا نشوووف النهااايةcool


    أنتظرها على أحر من الجمر لاتتأخري بليييييييييييييز

    لانها من جد رهييييييييييبةrambo


    مشكوووووووووورة على القصة المذهلة يارنان قصدي يانانسي يووووووووه قصدي يا رجون اخيرا

    لقيت اسمك شكلي اندمجت مع القصة مرة tongue
    اخر تعديل كان بواسطة » ليدي أوسكار في يوم » 15-05-2003 عند الساعة » 01:56
    0

  9. #8
    أشكرك جدا جدا جدا ليدي اوسكار على الرد الرائع





    محد معبرني في المنتدى هذا غيرك انت والفتى الذري و ذا ليدر




    شكرا لكم جميعا



    وهذا الفصل الثالث



    <<< اسفل zlick
    0

  10. #9
    [ALIGN=CENTER]][ رحلة غير متوقعة ][[/ALIGN]


    فتحت عيني لأجد وجه أمي ..
    جلست فزعاً وأنا أقول " ماذا دهاك أماه ؟ "
    قال " أنا آسفة ولكن .. قلقت عليك . إذ ليس من عادتك أن تنام إلى هذا الوقت "
    ألقيت نظرة على الساعة التي بجوار سريري
    فغرت فاهي حين وجدت أنها الثالثة ظهراً
    لم أستطع النوم ليلة البارحة إلا بعد صلاة الفجر
    قلت لوالدتي " ياأمي أنا فقط لم استطع النوم ليلة البارحة "
    نظرت الى باهتمام وهي تقول " لماذا ؟ "
    تجنبت عينيها ناظراً الى يدي
    حيث لم ارغب أن ابوح لها بالسبب الذي منعني من النوم
    الحمد لله انها تفهمت موقفي
    نهضت من السرير وقبلت جبيني وقالت " متى أردت أن تبوح بما في صدرك تعال إلي وأخبرني ... فأنا موجودة من أجلك متى شئت الحديث معي "
    ابتسمت وأنا أقول " أمي أنا لست طفلا "
    ضحكت وقالت " ربما ولكنك مازلت طفلاً في نظري "
    تبعتها بناظري حتى خرجت وأغلقت الباب خلفها



    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


    بعد أن أديت صلاة الظهر خرجت من غرفتي قاصداً غرفة الطعام
    إنها الثالثة والنصف الآن وقد تأخرت عن موعد الغذاء منذ نصف ساعة
    دخلت قاعة الطعام قائلا " السلام عليكم "
    وبينما يردون عليّ السلام ألقيت نظرة إلى المقعد الذي تجلس فيه رنان عادة
    إنها ليست موجودة
    ربما لأن اليوم هو الخميس والجميع في اجازة
    بما فيهم بسام الكريه
    جلست في مكاني المعتاد بجوار أبي
    ذهني مشغول برنان
    ماذا تفعل الآن ؟ وكيف تقضي وقتها ؟
    قطع حبل أفكاري صوت والدي وهو يناديني
    التفت نحوه وأنا افتح فمي لأتناول قطعة اللحم
    بدأت أمضغها ببطء بينما أسمع اليه يقول " لقد وردني اليوم من لبنان طلب لبناء مركز تجاري جديد في بيروت "
    تنبهت أكثر لكلامه واستمر قائلاً " الممول مصر جداً على رأيه وقد عرض سلفاً مبلغاً ضخماً سيدر ارباحاً طائلة لشركتنا " وشدد على كلمة (ضخماً)
    تابع وكأنه ينتقي كلماته " وأريد منك أن تشرف على هذا المشروع "
    غص حلقي بالطعام فأسرعت وجرعت كمية من الماء
    عدت ونظرت الى ابي مذهولاً " أحقاً ما تقول ؟ ... تريدني أن أشرف على بناء مركز تجاري ضخم . وأين ؟ في لبنان ؟ "
    ابتسم ولم يقل شيئاً
    حدقت به قائلاً " أتعلم أنه يتوجب علي السفر الى هناك لأشرف على كل الأعمال ؟ "
    قلتها وكأن ابي لا يعلم
    ابتسم مجدداً وهذه المرة قال " نعم .. فهذه تجربة جديدة لك في مجال الأعمال وسيكون من الجيد لك أن تسافر للعمل خارج البلاد لتكتسب خبرة في هذا المجال "
    نظرت اليه مجدداً غير مصدق وقلت " أسافر إلى لبنان ؟ "
    هز رأسه مؤكداً
    كررت بغباء " أسافر الى لبنان ؟ "
    قال ضاحكاً " نعم . سافر الى لبنان "
    تدخلت امي وهي تضحك " سيكون ذلك رائعاً كين . اذهب "
    نظرتُ إلى والدي مجدداً بشك وقلت " أأنت متأكد ؟ "
    قال مما جفف حلقي " لست متأكداً "
    وقبل أن أتفوه بكلمة
    قال " بل واثق "



    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


    لبنان بلد جميل جداً والمناظر الطبيعية فيه لاتوصف
    جعلني كل ذلك أوقف التفكير مؤقتاً بمشكلة أختي
    لقد كان مشروع المركز التجاري ضخماً جداً
    فقد طلب منا صاحب المشروع أن يكون تصميم المبنى من أحدث طراز
    كما يريده أن يكون مميزاً وجميلاً في نفس الوقت
    كانت مساحة الأرض شاسعة جداً
    تقدر بآلاف الكيلومترات المربعة
    كانت شركة ابي المتخصصة بكل ما يتعلق بالمباني سواء كان معدات، أدوات، تصاميم، بناء، وحتى التنفيذ في ازدهار مستمر
    لا عجب فوالدي كان يكرس لها جل وقته
    ولكن الآن وأنا موجود وكوني مدير قسم المبيعات الدولية
    أزحت جانباً من العبء والأعمال عن ابي
    ولهذا لم تكن مهمة تصميم وبناء المركز التجاري صعبة بالنسبة للشركة العظيمة الشأن في هذا المجال
    أما بالنسبة لي فقد كانت هذه أول مهمة لي من هذا النوع
    كما انها اول مرة أسافر فيها خارج الوطن من أجل العمل هذا عدا الدراسة
    لم أرد أن اخيب ثقة والدي - التي أرى انها مبالغ فيها - بي
    لذا عملت كل مافي وسعي من اجل انجاح هذا المشروع

    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

    بدأ المهندسان عمر وياسر في رسم التصاميم وعرضها علي واحداً تلو الآخر
    وأنا بدوري أعرضها على صاحب المشروع الذي كان صعب الإرضاء
    وذو ذوق فريد جداً من نوعه
    هذا من حقه فقد انفق اموالاً طائلة من أجل بناء هذا المركز التجاري
    وبطبيعة الحال يوده ان يكون رائعا بكل المقاييس والمواصفات
    أقمنا في فندق كان والدي هو من أشرف على بناءه وتصميمه
    وكان مالكه ايضاً صديقاً لأبي ذو النفوذ العالمي
    لا أرى في ذلك أي شيء غريب
    الحمد لله أن ابي استغل عقله في الأمور الجيدة
    أنا فخور جداً لأن هذا الرجل الرائع هو وابي

    مكثنا في الفندق حوالي ثلاثة اسابيع
    ريثما يرسو صاحب المشروع على التصميم والمواد التي سيستعملها للبناء
    كنت أدون كل شيء في مفكرتي التي أهدانيها الأستاذ حازم كما وصاني حتى لا أنسى شيئاً

    في يوم أحسست بالملل
    ولم يكن قد بقي من العمل الأولي الكثير
    فقد اختار المالك ( وأخيراً ) التصميم وكان صعب التنفيذ بشكل لا يصدق (ياله من لئيم)
    واختار من أدوات ومعدات البناء الأفضل والأغلى ثمناً
    ولم يهتم بالمبلغ الهائل الذي سيدفعه
    خرجت لأتمشى واستنشق الهواء اللبناني العليل
    مشيت ومشيت ومن منتزه الى منتزه
    أراقب الناس وهم يلهون ويلعبون
    واشتاق أكثر الى اهلي

    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

    في أحد المنتزهات وبينما أنا اشرب عصير التفاح على أحد المقاعد
    لمحت ملاكاً نعم ملاك
    كانت ذات شعر أسود فاحم وعينين خضراوين بيضاء البشرة وناعمة كالحرير
    ودون شعور مني شردت وأنا أراقبها مأخوذاً بجمالها
    وفجأة .
    التفتت الي
    تلاقت أعيننا لوهلة
    ثم مالبثت ان شعرت بالخجل فرعتها بسرعة
    توهمت انها ابتسمت لي
    فوجئت عندما ارتطمت بي كرة الطفل الذي اسرع واعتذر الي ببراءة ثم عاد الى اللعب بعد ان اخذ كرته

    دخلت احد متاجر المجوهرات بغية شراء هدية لأمي واختيّ
    ولمّا لم أكن اعرف الكثير في هذه الأمور
    فقد استشرت البائع الذي اخذ يعرض بضاعته بلهجته اللبنانية
    وأنا أومئ برأسي كالغبي
    لم يعجني شيء مما عرض
    وفجأة لفتت نظري تعليقة رائعة جداً
    كانت على شكل ثلاث فراشات متدلية وتلمع اجنحتها المرصعة بالألماس
    فطلبت من البائع ان يخرجها لي
    سر البائع وأثنى على جمال ذوقي
    كانت فعلاً رائعة وجميلة جداً
    تخيلتها حول عنق أمي
    ستبدو جميلة جداً بها
    أعني سيزيد جمال أمي على جمال القلادة
    كان سعرها فاحشاً جداً
    ولكن لاشيء يغلى على امي الحبيبة
    اشتريتها ببطاقة الفيزا وخرجت من المحل

    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~

    أمامي



    أمامي


    كانت الملاك
    تقف ووجهها نحوي
    هل يعقل أنها تبعتني ؟
    كنت أنظر نحو الأرض واحمل كيس المحل في يدي
    عندما رأيت حذاءاً نسائياً ذو كعب عالي جداً ومصنوع من الجلد الأسود
    كذلك حزام فضي عريض
    بلوزة مخططة بالأسود والفضي الباهت ذات أكمام طويلة وفتحة عنق مثلثة
    عقد جميل
    وجه ملائكي وشفاه وردية تعلوها ابتسامة رقيقة تكشف عن اسنان بيضاء وغمازة عميقة على الخد الأيسر
    أنف مستقيم رقيق
    نظارة شمسية سوداء تحجب عينيها
    وشعرها أسود كالليل يصل الى كتفيها ويغطي جزءاً كبيرة مما تكشفه فتحة عنق البلوزة
    تحمل حقيبة جلدية صغيرة على كتفها
    كانت قصيرة جداً بالنسبة لي (رغم الكعب العالي الذي كانت ترتديه)
    بهت عندما وقه نظري عليها
    وببطء رفعت نظارتها وأزاحت بها ماكان متدلياً على وجهها من ذلك المخمل الأسود الذي يعلو رأسها
    نظرت الي بعينيها الخضراوين
    وانفرجت شفتاها وقالت " مرحباً "
    هنا استفقت من شرودي ورددت " أأأأأ ...... مرحباً "
    ومررت يدي على شعري بعصبية
    ضحكت .......
    كم كانت ضحكتها عذبة
    ابتسمت وهي تمد يدها لتصافحني وقالت " اسمي منال عابد "
    قلت دون أن أمد يدي لمصافحتها " أنا راكان مراد "
    ضحكت وقلت " الجميع ينادونني كين "
    عادت يدها الى جانبها بخيبة
    ولكن الإبتسامة لا زالت تعلو فمها
    قالت " تشرفت بمعرفتك "
    " لي الشرف "




    <<<< يتبع
    0

  11. #10
    رااااااااااااائعة رجون

    أسلوبك في الكتابة رائع جدا جدا جدا جدا جدا جدا جدا

    جداtongue tongue

    حلوة فكرة إنك خليتي يروح على لبنان

    بس نفسي أسأل سؤالrolleyes rolleyes

    ليه أخترتي لبنان بالذات؟؟؟؟؟؟؟؟

    وأتمنى إنك تكمليها وما تحرمينا من إبداعك

    gooood gooood gooood gooood

    تحياتي.........
    0

  12. #11

    الفصل الرابع

    ][ دعوة إلى منزل منال ][

    " كين "
    أفزعني صوت عمر وأيقظني من شرودي حين هتف باسمي
    نظرت إليه بإستنكار
    ضحك وقال :
    " بم تفكر ؟ تبدو شارد الذهن جداً هذه الأيام "
    ابتسمت له وقلت :
    " لا شيء أنا فقط متعب "
    قلت هذه الجملة فقط لأنني لم أعلم حقاً ماذا بي
    رحت أراجع مع عمر التصاميم وأدوات البناء مجددا وللمرة الأخيرة
    غداً سأعود إلى الوطن لأتمم كل شيء من العمل الأولي
    لا ادري لماذا اشعر بالحزن للرحيل
    هل من المعقول أنني تعلقت بلبنان لهذا الحد ؟
    ولكن يبدو انه ستكون لي عودة إلى هنا
    لقد تكلمت مع والدي ظهر هذا اليوم
    لقد اتصل ليطمئن على سير العمل عندي
    استغللت الفرصة وأخذت رأيه بكل ما فعلته من نظرة أولية وتصاميم وأعمال
    مما جعل والدي يُسر
    سألته إذا كان يريدني أن امضي قدماً في هذا العمل
    قال مما جعلني افخر بنفسي
    " لم أكن لأسلمك هذا العمل مالك أكن أريدك أن تمضي فيه إلى النهاية "


    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

    كنت أجهز حقيبتي استعدادً للسفر الذي سيكون غداً
    حين رن هاتفي المحمول الدولي
    " الو راكان يتكلم "
    " مرحبا انا منال "
    لست ادري ماذا يحصل لي حين اسمع صوتها
    اشعر أن كل الدماء تكون متركزة في إذني
    " أهلا منال .. كيف حالك ؟ "
    " بخير والحمد لله ... اخبرني عنك ؟ "
    " أنا يأتم صحة والفضل لله خيراً ماتبغين ؟ "
    قالت بخجل
    " أود دعوتك إلى منزلي للعشاء الليلة ... إذا لم يكن لديك أي عمل آخر "
    لا ادري ماجعلني افرح
    " سأكون عندك في الثامنة "
    كانت نبرة صوتها تدل على أنها مسرورة وهي تصف لي الطريق إلى منزلها
    تذكرت أول لقاء لنا
    وقتها عرضت علي أن تريني بيروت شبرا شبرا
    حالما عرفت أنها أول مرة لي ازور فيها لبنان
    أخذتني إلى محل يبيع البوظة واشترت لي بعضاً منها
    ورددت على تصرفها هذا بان اشتريت لها باقة من الأزهار الحمراء
    لست ادري لم اخترت هذا اللون بالذات
    ولكنني كلما فكرت في إهدائها زهرة لا يخطر ببالي سوى اللون الأحمر
    وأتذكر تماما احمرار وجنتيها عندما قدمتها لها
    حدثتني كثيرا عن نفسها
    اذكر أنها قالت لي بأنها تعيش مع والدتها وذلك لأن أبويها مطلقين منذ خمس سنوات
    تذكرت قولها
    " أمي وأبي لو يكونا على وفاق في يوم من الأيام "
    مما جعلني احمد لله أن رزقني بوالدين يحبان بعضهما البعض
    وكان مما أذهلني في كلامها حين أخبرتني أن والدها
    من وطني
    بينما والدتها لبنانية
    كانت أمها الزوجة الثانية وأيضا سرا
    كانا يعيشان منفصلين
    أمها في لبنان ووالدها في موطنه
    وبعد إن ولدت منال
    أبدت أمها رغبة في العيش مع والدها لأنها لم تحتمل أن يكون بعيدا عنها
    ولكنه رفض رفضا قاطعا
    فأقامت عليه دعوة طلاق ربحتها في المحاكم
    تاركة ابنتها منال وحيدة بلا أب
    دمعت عيناها حين حكت لي ذلك
    أخبرتني أنها لم تر والدها في يوم من الأيام ولا حتى بالصور
    فقد مزقت أمها كل صور والدها التي كانت تحتفظ بها
    أعطيتها منديلي هذا لتجفف به دموعها
    لست ادري مالذي دفعني لأستنشق عطر منديلي الآن
    ربما لأنه يحمل شيئا منها ؟
    لا ادري ماهذا الشعور الذي ينتابني
    أخذت أجهز الثياب التي سارتديها الليلة
    اخترت قميصا ابيض وبذلة سوداء
    يجب أن أكون أنيقا الليلة إنها أول مرة اذهب إلي بيتها
    ولم تكن الأخيرة

    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

    دهشت جدا وأنا أرى سيارة الأجرة تدخل إلى حي يبدو في نظري قذرا جدا
    حين أخبرته بعنوان منزل منال
    كانت البيوت في هذا الحي مصنوعة من الحجارة
    رأيت مجموعة من الأطفال يلعبون بالكرة
    أوقف السائق السيارة وقال
    " هذا أقصى مكان يمكن أن أوصلك إليه . ". تابع باقي الطريق على قدميك "
    شكرته وقدمت له أجرته مع زيادة عليها
    حملت الأزهار التي اشتريتها لمنال في طريقي ( الحمراء طبعا )
    وخرجت من السيارة
    سالت فتاة صغيرة ذات عيون واسعة وجميلة كانت تلعب
    " أتعرفين بيت منال ؟ "
    ظهر على وجهها علامات التفكير ثم مالبثت أن ابتسمت لي وقالت
    " منال معلمتي ؟ "
    قلت
    " لا لا ... منال عابد .. أتعرفينها "
    هزت رأسها بسرور وقالت
    " نعم إنها هي معلمتي "
    نهضت بخفة وقالت " سآخذك إليه "
    ذهبت بي إلى مكان أفخم بكثير من الحارة السابقة
    وصعدت بي درجا طويلا من الحجارة
    ثم طرقت الباب الخشبي
    رأيت وجه امرأة تشبه منال بدرجة كبيرة ولكنها اكبر سنا
    تحدثت مع الفتاة ثم نظرت إلي وهي تبتسم
    فتحت الباب على مصراعيه وأشارت لي بيدها أن ادخل
    قالت " مرحبا بك ... لابد انك راكان ؟ "
    قلت " نعم .. هل منال موجودة ؟ "
    قالت " طبعا ستأتي بعد قليل "
    ثم قادتني إلى غرفة الجلوس
    لاحظت أن البيت بسيط في أثاثه ولكن ليس لدرجة الفقر الشديد
    أشارت إلى الأريكة وقالت " تفضل بالجلوس "
    ابتسمت لها وانأ اجلس
    تركتني لوحدي في الغرفة فرحت اتأملها
    هناك صور في كل مكان
    صور لفتاة صغيرة
    أكيد أنها منال
    رأيت صورا لها مذ كانت طفلة إلى أن أصبحت على ماهي عليه الآن
    امرأة جميلة في التاسعة عشرة من عمرها
    كنت انظر الى صورتها وهي طفلة
    عندما سمعتها قادمة
    أخذت الزهور من على الأريكة استعداداً لأقدمها لها

    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

    راقبت الباب منتظراً أن تظهر
    وبعد ثواني
    فتح الباب

    وظهرت أمامي امرأة رائعة ترتدي فستانا اسود اللون ذو أكمام قصيرة
    وطويل جدا يغطي قدميها
    ينافس سواده سواد شعرها المرفوع ماعدا خصلتان تداعبان وجهها الناعم ذو الماكياج الزهري
    بدت لي أطول قامة من المرة السابقة
    أتسائل ما طول الكعب الذي تريديه ؟؟؟
    ابتسمت وأنا أقدم لها الأزهار وقلت
    " تبدين رائعة "
    حمدت الله أنني ارتديت هذه البذلة السوداء
    قالت بخجل وهي تأخذ مني الزهور
    " شكرا.. وأنت أيضا تبدوا وسيما "
    وأخذت تستنشق عبيرها
    راقبتها وهي تضع الزهور في آنية ثم جلست على الكرسي المجاور للأريكة التي اجلس أنا عليها وقالت
    " يسرني انك حضرت "
    قلت
    " لم أكن لأفوت هذه الزيارة علي "
    أتت أمها حالمة صينية عليها كأسان مملوءان بعصير احمر اللون
    قدمت لي كأسا وكان الآخر لمنال
    استأذنت وخرجت من الغرفة
    قلت لمنال بفضول
    " ماذا تعمل أمك ؟ "
    قالت
    " إنها خياطة تخيط الثياب للجيران "
    قلت " وهل يكفي دخل هذا العمل لسد حاجاتكم ؟ "
    قالت " لو كنا نعيش على نفقة أمي لما رايتنا على هذه الحال "
    ارتبكت قليلا
    وعندما لاحظت ذلك علي ضحكت ثم قالت
    " أنا اعمل أيضا "
    نظرت إليها بعنين متسعتين ثم تذكرت كلام الصغيرة ( منال معلمتي )
    " هل تعملين كمعلمة ؟"
    قالت باستغراب " كيف عرفت ؟"
    قلت
    " عندما سالت صغيرة في الحارة عنك قالت لي بأنك معلمتها "
    ضحكت وقالت
    " نعم إنني اعلم الصغار في الحضانة القراءة والكتابة .... وراتبي يكفينا وزيادة "
    ابتسمت ثم ارتشفت جرعة من عصيرها
    فعلت مثلها
    كان العصير الذي (اكتشفت انه عصير رمان) باردا ولذيذا
    حياة منال بدأت تتعقد بالنسبة لي شيئا فشيئا

    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

    تناولت عشاءا لبنانيا لذيذا
    شكرت والدة منال على دعوتي واعتذرت لها عن إتعابها في تحضير العشاء لي
    ولكنها قالت " بالعكس يا راكان لقد اسعدني جدا حضورك فنحن لم تستضف ضيوفا منذ مدة طويلة وكان قدومك سعادة لنا "
    بقيت مع منال ووالدتها لعض الوقت نتحدث ونتسامر
    في حوالي الساعة العاشرة استأذنت بالرحيل
    أصرت منال على مرافقتي إلى حيث أوصلتني سيارة الأجرة
    بينما والدتها اتصلت بشركة سيارات الأجرة ليرسلوا لي واحدة إلى هناك
    حاولت إقناعها بعدم ضرورة قدومها معي
    ولكنها أصرت فلم استطع شيئا
    بينما نحن ننزل تلك الرجات الحجرية الطويلة
    قالت لي بسرور بالغ
    " سآخذك غدا لترى نهر بيروت وبعد غد سنذهب إلى المتحف وبعد بعد غد ... "
    قاطعتها بقولي
    " ولكن يا منال ... "
    نظرت إلي بعينين تشعان بالسعادة والفرح
    قلت رغما عني " لكني سأعود الى وطني غدا "
    ويا ليتني لم اقل لها ذلك
    فلقد تحولت السعادة في عينيها إلى كآبة
    والفرح إلى تعاسة وحزن
    قالت " سترحل ؟؟؟ "
    قلت لها " نعم سأرحل .. يجب أن أعود إلى وطني لأكمل بعض الأعمال التي بدأتها هنا "
    وقبل أن تهتف بحرف قلت
    " ولكن لي عودة بإذن الله "
    أشرق وجهها بابتسامة كئيبة وقالت “ إذن لم تكن هنا من اجل السياحة كما ظننت "
    قلت
    " أنا آسف إذ لم أخبرك بالكثير عن نفسي كما فعلت أنت... ولكن لم أجد وقتا مناسبا لذلك "
    قالت " لا بأس أنا التي لم أسالك أن تخبرني عن نفسك "
    قلت محاولا تهدئتها
    " عندما نتقابل مجددا أعدك أن أخبرك بكل شيء تريدين معرفته عني "
    ابتسمت وهذه المرة ابتسامة صافية
    ابتسمت لها بدوري
    قالت بخجل
    " عندما تعود ....... ستجدني بانتظارك "



    <<< يتبع
    0

  13. #12
    عندما تعود......... ستجدني بانتظارك

    وانت كمان رجون .... عودي بسرررعة ونزلي الفصل الخامس

    biggrin biggrin

    تحياتي.....
    0

  14. #13
    ][ ضوء غرفة العمليات ][


    أتممت الناقص من مفكرتي وأكملت حزم حقيبتي
    عمر وياسر المهندسان كانا ينتظرانني بالأسفل
    أخرجت حقيبتي من الغرفة وناديت الحمال ليأخذها للأسفل
    ارتديت بذلة الأعمال السوداء التي ارتديتها ليلة أمس
    حيث لم يكن لدي وقت لأجهز بذلة أخرى غيرها فكل الثياب الأخرى كانت متسخة
    مشطت شعري وتأكدت من كل شيء ثم خرجت
    نزلت بالمصعد إلى قاعة الاستقبال الخاصة بالفندق
    سلمت مفتاح الغرفة إلى موظف الاستقبال
    والتفت لأفاجئ بمنال تقف أمامي بثياب الرياضة
    ابتسمت لها وأنا أتوجه نحوها
    لاحظت أن عمر وياسر كانا يتغامزان ويضحكان ( سأريكما )
    " مرحبا منال كيف حالك ؟ أشكرك على العشاء الرائع ليلة أمس "
    أجابت
    " بخير والحمد لله .. العفو الحمد لله انه نال رضاك "
    ألقت نظرة على حقيبتي الدبلوماسية التي احملها في يدي ثم قالت
    " هل أنت راحل ؟ "
    قلت " نعم "
    ران علينا السكون لحظات
    حتى لمحت شيئا غريبا في عينيها
    هل أتخيل ؟ أم أن عينيها كانتا تدمعان
    لم الحظ ذلك جيدا فقد أسرعت ووضعت نظارتها السوداء لتمنعني من رؤية عينيها
    قالت بنفس اللهجة التي خاطبتني بها ليلة البارحة وقت رحيلي
    " سأرافقك إلى المطار "

    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

    استقبلني أبي وجمال في المطار
    وكذلك بسام (الكريه) وابنه ماجد
    في السيارة كنت اجلس بجانب بسام
    نظرت إليه بطرف عيني
    انه وسيم ومن عائلة محترمة ولكنني اكرهه
    التفت إلي فجأة
    دهشت من نفسي حين حدقت فيه بغضب
    اتسعت عيناه باستغراب
    ثم ابتسم لي
    فابتسمت على ما يبدو ابتسامة شريرة
    وصلنا إلى المنزل
    حمل جمال حقيبتي بإصرار
    حاولت منعه فلم أكن متعبا بذلك القدر
    ولكنه أصر
    حين دخلت المنزل _ وكنت احمل الكيس الذي بداخله هدية أمي _
    أقبلت هي تحضنني وتقبلني وتقول
    " آه يا صغيري لقد اشتقت إليك كثيرا "
    آه من الأمهات وكأنني غبت دهرا وليس بضعة أشهر
    قلت
    " وأنا أيضا اشتقت إليك أماه "
    ثم مددت يدي لأقدم لها هديتها
    رأيت نظرات الدهشة في عينيها
    أخرجت العلبة من الكيس بينما اسلم أنا على جمان ورنان
    كانت الأخيرة تستخدم تلك التسريحة الغريبة مجددا
    وتبدو على وجهها ملامح الألم
    جهاد الذي عاد من المدرسة الخاصة قبيل وصولي بدقائق
    رحب بي وكأنني عدت ناجيا من حرب أو ماشابه
    اعتقد أن جهاد يحب أن يرى الأسرة مجتمعة ليعوض عن حرمانه
    مما اعتصر قلبي وكادت عيناي تنزف دما
    استغفلتني صرخة أمي
    التي أطلقتها عندما وقعت عيناها على التعليقة
    قالت
    " ماهذا يا راكان ؟ إنها ثمينة جدا "
    احتضنتها وأنا أقول
    " لا شيء يغلى عليك يا أمي الغالية "
    خجلت عندما وجدت الجميع ينظرون
    فسحبت الحقيبة من يد جمال ووضعتها على الأرض وأبي يقول
    " دعك من هذا الآن واذهب لتستريح "
    ولكنني لم استطع الانتظار أكثر لأقدم لهم هداياهم
    اشتريت لجمان ورنان تعليقة كتعليقة أمي وإنما بفراشة واحدة ( وليست ثلاث )
    ولأبي قدمت له سبحة أحجارها من العقيق
    أما جمال وجهاد قدمت لهما طقم أقلام فضي
    وكذلك بسام وماجد
    فلم استطع استثنائهما حتى لا يشعر والديّ بأي أمر غريب

    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

    كنت في مكتبي بالشركة
    لقد مر على عودتي من لبنان حوالي الأسبوع
    " أستاذ كين اتصال لك "
    كان هذا صوت سكرتيري سمير يصلني عبر جهاز الاتصال السريع
    ضغطت على زر الإجابة وقلت
    " حاضر سمير حوله إلي "
    رفعت سماعة الهاتف لأجيب عن الاتصال
    وقلت بطريقتي المعتادة
    " السلام عليكم شركة مراد وحازم المحدودة لأعمال البناء معك راكان مدير قسم المبيعات الدولية هل من خدمة ؟ "
    لا مس صوتها قلبي قبل أن تسمعه أذناي
    " وعليكم السلام الحمد لله على سلامتك "
    قلت " منال ؟ " وأنا في قمة السعادة
    قالت وهي تضحك
    " نعم ... ماشاء الله كيف أمكنك أن تحفظ كل هذا الكلام وتقوله لكل متصل ألا تتعب ؟ "
    أضحكتني جملتها قلت
    " يجب أن أحافظ على الطريقة الرسمية بيني وبين زبائني .. اخبريني كيف حالك ؟ "
    قالت
    " بخير والحمد لله .. وأنت أتمنى أن تكون بخير "
    " نعم وشكرا على سؤالك .. لماذا لم تكلميني قبل الآن ؟ "
    " أنا آسفة لم استطع كنت مشغولة "
    ضحكت وقلت
    " لابأس اعلم بظروفك ... على فكرة من أين لك رقم هاتفي في الشركة ؟ "
    " اتصلت على الرقم الذي أعطيتني إياه وأعطوني هذا الرقم "
    " الرقم الذي أعطيتك إياه هو رقم منزلي .. منال لا تكلفي نفسك عناء الاتصال بي المكالمات الدولية تكاليفها باهظة "
    قال بخجل
    " لا شيء يغلى عليك "
    الجم لساني ولم اعلم ماذا أقول
    أزعجني صوت سمير المنبعث من الجهاز وهو يقول
    " أستاذ مكالمة على الخط الثاني من والدتك "
    " أوه منال أنا آسف هناك اتصال من أمي على الخط الثاني .. سعدت بسماع صوتك وشكرا على الاتصال "
    " وأنا أيضا ... عاود الاتصال بي "
    " حسنا تريدين شيئا آخر "
    " أريد سلامتك فقط "
    وأقفلت الخط معها
    تسلمت الخط الثاني
    " السلام عليكم أمي "
    " وعليكم السلام " كان صوت أمي قلقا
    قلت وقد اتنابني قلق مفاجئ
    " خيرا يا أماه ؟ "
    " كين " من نبرة صوتها دب الرعب في أوصالي
    " مالخطب أمي ؟ "
    قال
    " يجب أن تأتي إلى المستشفى حالا "

    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

    سلمت زمام العمل إلى نائبي المهندس عمر
    وخرجت مسرعا
    رفضت أمي إعلامي بما حصل وهذا جعلني أقود السيارة بسرعة جنونية
    قاصدا المشفى حيث تعمل أمي طبيبة متخصصة في أمراض القلب
    دخلت المستشفى لأجد جمال بانتظاري ووجهه مغطى بالدموع
    قلت بفزع
    " ماذا جرى ؟ "
    جمال قال باختناق بين دموعه
    " تعال "
    امسك بيدي وقادني إلى حيث لا اعلم
    قلبي ينبئوني بخطر شديد
    كنت متوترا جدا
    ماذا حدث ؟
    ماذا حدث ؟
    أخذت اذرع المصعد الخالي إلا مني ومن جمال ذهابا وإيابا
    وجمال يبكي بحرقة
    لم اسأله مجددا حتى لا أزيد ألمه
    سأعرف عاجلا أم آجلا
    قال جمال عندما توقف المصعد
    " وصلنا "
    نظرت إلى رقم الطابق
    يا الهي انه الدور الخاص بغرف العمليات وغرف العناية الفائقة
    تحول خوفي وتوتري إلى ذعر وخوف شديدين
    حيث تأكد لي خطورة الأمر
    وأنا أحث الخطى خلف جمال كنت أدعو الله ألا يكون الأمر بهذه الخطورة
    قادني جمال عبر الممرات والأروقة وأنا أكاد اقطع يدي من شدة التوتر
    يالهول ما رأيت

    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

    سيظل هذا المنظر في مخيلتي ولن أنساه ما حييت
    رأيت رنان في كرسي منفرد بجوار زوجها
    وجمان بجانب جهاد
    وماجد يضع رأسه بين كفيه
    كان منظرهم يقطع أقوى القلوب وأقساها
    ينتظرون أمام غرفة العمليات ويشهقون بالبكاء
    وقف جمال واسند رأسه إلى الجدار وعيناه تذرفان فيضا غزيرا
    هنا نفذ صبري
    ورحت اصرخ
    " ماذا جرى ؟ ماذا هنالك ؟ من بالداخل ؟ "
    جاءني بسام امسك بكتفي وقال
    " والدك "
    وقع قلبي في الأرض وقلت
    " ماذا به والدي ؟ "
    بسام حاول أن يقولها بألطف طريقة ممكنة وقدرت هذا له
    ولكنني على الرغم من ذلك صدمت حين قال
    " والدك في غرفة العمليات الآن يخضع لعملية جراحية تشرف عليها حماتي "
    قلت " لماذا ؟ "
    قال وهو يهز رأسه بأسى
    " لقد أصيب بجلطة قلبية نتيجة لارتفاع شديد في ضغط الدم "

    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

    اتسعت عيناي وكادت تخرج من مقلتيهما حين سمعته يقول ذلك
    صحيح أن أبي كان مريضا بالقلب منذ فترة ليست بالقصيرة
    وكانت أمي تبذل كل مافي وسعها لتجنب أي مضاعفات قد تطرأ عليه
    واستطاعت فعل ذلك طوال السنوات الماضية
    وفجأة يحصل له هذا ؟ ..... جلطة قلبية ؟
    لم اعلم ماذا افعل
    لم استطع أن ابكي
    لم استطع أن اصرخ
    كنت فقط جالسا انتظر على الكرسي بجمود
    وكأنني قطعة منه
    لا يتحرك في سوى عيناي
    أراقب أخوتي يبكون حينا
    ونور غرفة العمليات حينا أخرى
    لا اعلم كم لبثت هكذا
    جاء ماجد وقدم لي كوبا من القهوة لأهدي أعصابي
    رفضتها في البداية ولكنه أقنعني حتى أخذتها
    كانت ساخنة ولكني جرعتها مرة واحدة
    أحسست بحرق في لساني وحلقي
    ولكن الحروف في قلبي تفوقها قسوة وألما
    ربما القهوة أعادت إلي بعض الحيوية
    نهضت من مكان وجلست بجانب جمان
    التي وضعت رأسها على ذراعي وأخذت تبكي بصمت (ربما تعبت من البكاء)
    سؤال كان يجول في بالي
    ماذا حدث حتى حصل لوالدي ذلك ؟
    اليوم هو الجمعة وكان لدي عمل طارئ في الشركة فذهبت لأتمه
    عندما ذهبنا لصلاة الجمعة جاء أبي معنا وكان لا يعكر صفوه شيء
    وعندما خرجت كان طبيعيا وبأتم صحة
    وبعد ثلاث ساعات من ذهابي للمكتب اتصلت أمي لتعلمني بان آتي إلى هنا
    عندما أحسست (وأخيرا) بحرارة الدموع على خديّ قلت
    " ماذا حدث ؟ "
    هنا
    هنا
    انفجرت جمان وهي تصرخ وتشير بإصبعها إلى رنان التي تجلس بجانب زوجها ووجهها نحو الأرض وقد ابتلت الأرض تحتها بالدموع وهي تقول
    " هي السبب .... هي السبب "

    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

    اتسعت عيناي من الدهشة
    قلت
    " كيف تكون رنان هي السبب ؟ "
    قالت جمان وسط دموعها
    " لا ادري .. كنت أنا وجمال نذاكر في المكتبة استعدادا لامتحان الغد عندما سمعنا صراخا "
    سكتت لبرهة لتلتقط أنفاسها
    " وحين خرجنا لتستطلع الأمر كان أبي وهي يتشاجران صرخت في وجه أبي فصفعها ثم حصل له ما حصل "
    احتضنت جمان التي كانت ترتجف من شدة البكاء
    وألقيت نظرة حقد على رنان التي وضعت وجهها بين يديها وأجهشت بالبكاء
    نظرت إلي بسام بغضب شديد وهو يحاول مواساتها
    ناديت جهاد بنفاذ صبر محاولا الحصول على معلومات أكثر حول ما حدث
    " جهاد هل رأيت شيئا مما حصل ؟"هز رأسه مجيبا
    قلت بصوت مبحوح " إذن اخبرني "
    قال بصوته الضعيف الممزوج بحرقة البكاء
    " أتت رنان اليوم إلى المنزل مبكرا مع امجد .. رغم انه الجمعة .. تركت امجد مع أمي ورفضت الحديث مع أي مخلوق .. صعدت إلى غرفتها وأقفلت الباب عليها .. ذهبت أمي للاستطلاع .. ولكنها لم تفتح لها الباب .. جاء أبي وطلب منها أن تفتح .. ايضا لم تفعل .. وكما تعلم غضِب أبي وطرق الباب بعنف حتى كاد يكسره .. مما اضطرها إلى فتح الباب "
    كان جهاد يتكلم بصعوبة وكلامه كان متقطعا
    توقف ليتنفس أو ربما ليسترجع ماحدث
    ولكنه ما لبث أن أكمل قائلا
    " كانت تحد أبي وشعرها على وجهها .. فامسك أبي بشعرها ورفعه .. صدم كما صدمت أنا حين رأيت وجهها مليئا بالكدمات الزرقاء والحمراء "
    ألقيت نظرة على رنان ولكنها كانت توجه وجهها نحو الأرض فلم استطع رؤيته
    جهاد تابع
    " سألها والدي عن ذلك .. عادت إلى عنادها ورفضت أن تجيب .. بدأ يفقد أعصابه .. وأمي تحاول التدخل لتهدئته .. ولكنه أبعدها بعنف .. سال أبي رنان إن كان بسام من فعل ذلك .. لم تجب سألها مجددا وهذه المرة صرخ في وجهها .. فصرخت هي كذلك وقالت ( نعم .. انه بسام .. انه بسام .. هل ارتحت الآن ؟ ) اعتقد أن والدي غضب وفقد تمالك نفسه فصفعها ثم امسك بقلبه وصرخ صرخة مدوية قبل أن يسقط أرضا "
    ناولت جهاد محرمتي (ذات المحرمة التي استعملتها منال قبل الآن )
    فشركني وجفف بها دموعه الغزيرة
    قلت له " وكيف شهدت كل هذا ؟"
    قال " كنت أراقب من باب غرفتي "
    هنا اعتراني شعور سيء
    شعور بالذنب والندم لأنني لم اخبر والدي عن هذا الأمر قبل الآن
    لو كنت أخبرته لما حصل ما حصل
    أعوذ بالله إن لو تفتح عمل الشيطان
    شاء الله وما قدر فعل
    وقبل أن ألاحظ ردة فعل بسام مما حدث
    نهض جمال وهو يقول
    " انتهت العملية "
    نظرت إلى ضوء غرفة العمليات فوجدته قد انطفأ
    دق قلبي بسرعة












    <<<< يتبع
    0

  15. #14

    رد: >>> أسير حبِك <<<

    مشكورة على القصه الروووووووووعه
    انتظر التكمله-------
    0

  16. #15

    رد: >>> أسير حبِك <<<

    مشكووووووووووووووووووووووووور كثير عالقصة

    وايد حلوة
    0

  17. #16
    0

  18. #17

    رد: >>> أسير حبِك <<<

    مشكوره اختى على القصه الرائعه اتمنى لكى التوفيق
    0

  19. #18

    رد : >>> أسير حبِك <<<

    كمليييييييييييييييييييييييييييييها بليز


    وايد حلوة
    image
    يشرفني زيارتكم لمدونتي ^_____^
    0

  20. #19

    رد : >>> أسير حبِك <<<

    و ينك رجون الحلوة
    لا تحرقي أعصبنا
    يلا بليزززز كمليها
    0

  21. #20

    Unhappy رد : >>> أسير حبِك <<<

    gooood gooood gooood gooood gooood gooood gooood gooood gooood gooood gooood gooood gooood gooood gooood ::بصراحة حللللللللللللللللللللللللوة رجون الله يخليش كملي الجزء الخامس بللل bored
    0

الصفحة رقم 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter