السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يعيش الانسان في هم كبير حينما يظن أن الدنيا او حياته هو على وجه الخصوص عبارة عن سلسلة متصلة من المسرات والملذات والنجاحات،
وهو مخطئ حينما لا يعلم انها في حقيقتها ماهي الا مزيج من السعادة والشقاء، وخليط من السراء والضراء،
ولو كانت الدنيا كلها سعادة وهناء لكان أولى أن ينعم بها الرسل والانبياء،
وهم أكرم خلق الله على الله، وصفوته من عباده، وأمناؤه على وحيه، وسفراؤه إلى خلقه،
ولكن انظر كيف كانوا أشد الناس بلاء، وأعظمهم مجاهدة، وأكثرهم صبرا على تحمل المصائب والشدائد،
وماكانوا كذلك إلا لكي يكونوا لنا قدوة لكي نتعلم منهم جميعا عليهم الصلاة والسلام الصبر على قضاء الله في السراء والضراء،
والله عز وجل يختبر عباده ويمتحنهم بالابتلاء في الجسد او المال او الولد،
فإذا كان العبد قوي الايمان ومن الصابرين الحامدين الشاكرين، فإن الله يجازيه على صبره بأن يعوضه خيرا سواء في الدنيا أو الاخرة.
رغم أنه في عصرنا الحالي أصبح الانسان عجولا ومتسرعا، لايرضى بقضاء الله إذا لم يكن حسب رغبته وهواه،
فما اجمل ان نتحلى بالصبر في مواجهة الشدائد والمحن.
فقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " ماأصابتني مصيبة إلا وجدت فيها ثلاث نعم،
الاولى : أنها لم تكن في ديني،
الثانية : أنها لم تكن أعظم مما كانت،
والثالثة : أن الله يجازي عليها الجزاء الكبير."
ياصاحب الهم إن الهم منقطع أبشر بخير فإن الفارج الله
اليأس يقطع أحيانا بصاحبه لاتيأسن فإن الصانع الله
قد يحدث الله بعد العسر ميسرة لاتجزعن فإن الكافي الله
المفضلات