بسم الله الرحمن الرحيم

هذا موضوع كتبه الكاتب ياسر النديش
ارجو ان ينال استحسلنكم مثل ما نال استحسان غيركمwink

يتجلى رونق الحياة في المعاني السامية , و تتجلى روعة الطبيعة في ملامح الكائنات التي تعايشها و تستوطن ربوعها .
و جمال الطبيعة شيء نراه و أيما جمال ينافس بهاء الطبيعة ليس إلا جمال واحد ألا و هو(( جمال الروح )) وقناعتها ..من هنا تنبثق وقائع الأقصوصة , و تشرق الروح الرفيعة التي قطفت فستانها القشيب من رونق الطبيعة الخلابة ونسجت أنفاسها من ومضات النجمات البعيدة .
هذا ما يذكرني بقصة الرجل الصريح الذي عشق الطبيعة و أنتقى جواهر حبه ((للكركي )) عن سائر الطيور تاركاً
(( الكناري )) و (( الحمام الزاجل )) لكن ( الكركي ) استحوذ على مشاعره و أستعمر آفاق قلبه الرحب..كان يعتقد و يؤمن بكل جوارحه أن (( الكركي )) رمز السمو و التعالي عن السفاسف و الترهات و الإرتقاء إلى ما هو أحرى أن يهتم به _ من عظائم الأمور - ....
غالباً ما كان يرتمي تحت ظل أشجار ( الزيزفون ) مخاطباً روحه الشاردة (( ايتها الروح عيشي حرة .. وطهري جوانحك من جماح الشرور , ومن أغبرة الحقد و أوحال الغيرة و الحسد .. بل كوني (( كركياً )) يحلق بعيداً وهو يحدق إلى الأسفل بلمحة تهكم و سخرية , لعله غالباً ما يبتسم ..لأنه يعرف أن من تحته ليسوا إلا بشراً طغى عليهم الكبرياء , و دفنهم الحقد بكثبانه بل مزقهم الشر ببراثنه .
لذلك فإن ذ1ك الرجل ظل منزوياً بعيداً عن الناس يرقب (( الكراكي )) وهي تطفو فوق أمواج الرياح متمنياً لو أن للناس أرواحاً تسمو إلى مراتب (( الكراكي )) السامية .بقدر ما كان يحلم لو أن البشر يأخذون الدروس من طبيعتهم الموجودة على الفطرة التي فطرها الله عليها
.