السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكم اعضاء مكسات؟؟ ارجو ان يعجبكم موضوعي
والذي اتمنى ان لايكون مكررا** حيث قرأت هذا الموضوع في كتاب واحببت ان انقله لكم بطريقتي للافادة
فحديثنا بعنوان:- المراهقون الوجه الآخر، وهو ليس حديثا حول علم النفس، فالحديث حول هذه الموضوعات إنما يتحدث به المختصون، ويوجه إلى أصحاب الاهتمام لكن ثمة قضايا تعنينا باعتبارنا مسلمين، ولها أبعاد شرعية ومن ثم فلا يسوغ أن تكون حكرا على أهل الاختصاص وحدهم، أو أن يكون ما يقولونه فيها مسلَّماً.
وقد لاحظتم هذه الايام ان الاحاديث عن المرهقين كثرت هذه الايام!!
واصبحوا قضية تشغل بال المفكرين وعلماء النفس** سواء اكان هؤلاء المراهقين شبابا يعيشون هذه المرحلة فيتحدثون عن همومها وآلامها ومشكلاتها، أم كانوا ولاة أمور يتحدثون عن ما يعانونه من أبنائهم وبناتهم، أو كانوا أهل تربية وتعليم يبثون شكواهم حول ما يلقونه من الجيل، الذين عامتهم هم من أهل هذه المرحلة.
وحين يطلق لفظ المراهق فهو يعني عند الكثير الطيش والانحراف والشطط، وأدى الغلو في هذا المفهوم إلى نتائج خاطئة؛ فصار الأب يعتذر عن انحراف ابنه وعن صبوته بأنه مراهق، وحينما نتحدث مع أحد أولياء الأمور، أو مع أحد المعلمين، أو مع أحد ممن يتحمل مسؤولية في بلاد المسلمين – حول شاب من الشباب، أو حول جمع من الشباب مبديا شكواك لما تراه عليه يجيبك بأنه مراهق، وهذا يعنى أن مرحلة المراهقة هي عذر لارتكاب الجريمة، وهي عذر للانحراف، وعذر للصبوة والشطط والغفلة، أو بعبارة أخرى إن هذه المرحلة تعني التلازم مع هذه الحالة، وحين يطلب منه أن يرتقي بابنه أو بمن يتولى تربيته إلى مستوى أعلى مما هو عليه يعتذر لك بأنه لايزال شابا مراهقا فما مدى صحة هذه النظرة؟ وهل ثمة وجه آخر للمراهقين غير هذا الذي نراه؟
اولا معنى كلمة مراهق
وهو مصطلح ورد في لغة العرب يقولون: [GLOW]رهق: أي غشي أو لحق أو دنا منه سواء أخذه أو لم يأخذه، والرهق محركا: السفه والخفة وركوب الظلم والشر وغشيان المحارم، وراهق الغلام: قارب الحلم. ودخل مكة مراهقا: أي آخر الوقت حتى كاد يفوته التعريف (يعني الوقوف بعرفة). [/GLOW]
وقد ورد هذا اللفظ في كتاب الله عز وجل في قول سبحانه وتعالى: (ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة) أي: لا يغشى وجوههم قتر ولا ذلة. وأيضا في قوله عن الجنوأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا).
والمراهقة تعني: هذه المرحلة التي هي قرب البلوغ، أما في علم النفس المعاصر فهي: المرحلة التي تلي البلوغ وهي غالباً من الثانية عشرة إلى التاسعة عشرة أو الحادية والعشرين
[GLOW](وناس ربنا يهديها تستمر مراهقتها للـ 30 من العمر ) [/GLOW]
______________________________
مالفرق بين المراهقة والبلوغ؟
هناك من يعتبر أنهما مترادفان؛ فالبلوغ يعني المراهقة، و هناك من يعتبر أن البلوغ هو العلامة المتميزة كبداية مرحلة المراهقة، ومنهم من يعتبر أن المراهقة أعم فالبلوغ يختص بالنمو الجنسي أو النمو العضوي والجنسي، والمراهقة تشمل ما سوى ذلك.
ولا يهمنا كثيرا الوقوف حول المعاني اللغوية، لكن هذه إشارة سريعة للتعريف بالمقصود حول هذا المصطلح.
ونتيجة عوامل عدة تولدت نظرة شائعة عن المراهقة وأنها تعني الصبوة والانحراف والطيش، وثمة عوامل عدة تدعونا إلى إعادة النظر في قبول هذه النظرة للمراهق:
الأول: نشأة علم النفس
الثاني: العلوم الإنسانية تتأثر بشخصية الباحث
ومن أوائل علماء النفس الغربيين الذين عنوا بالمراهقة عالم غربي اسمه ستانلي هول. ألف كتابه عام 1917م يقول فيه عن مرحلة المراهقة:" المراهقة فترة عواصف وتوتر وشدة تكتنفها الأزمات النفسية، وتسودها المعاناة والإحباط والصراع والقلق والمشكلات وصعوبات التوافق".
ويرى آخر وهو: جراندر الذي كتب كتابه عام 1969 م أن المراهقة مجموعة من التناقضات، ويشبه البعض حياة المراهق بحلم طويل في ليل مظلم تتخلله أضواء ساطعة تخطف البصر أكثر مما تضيء الطريق فيشعر المراهق بالضياع ثم يجد نفسه عند النضج، ويصفها البعض بأنها مرحلة جنون.
الثالث: الدراسات الإنسانية تمثل المجتمعات التي أجريت فيها
[GLOW]سؤال:[/GLOW]
هل يسوغ أن نقيس المراهق الذي عاش في بلد مسلم يتسم بقدر كبير من المحافظة على المراهق الذي عاش في مجتمع غربي منحل؟
وهاهو أحد الزعماء الأمريكان ألا وهو جون كنيدي يطلق تصريحه المشهور (عام 1962م) الذي يقول فيه:"إن مستقبل أمريكا في خطر لأن شبابها منحل غارق في الشهوات، لا يقدِّر المسؤولية الملقاة على عاتقه، وإنه من بين كل سبعة شبان يتقدمون للتجنيد يوجد ستة غير صالحين لأن الشهوات التي أغرقوا فيها أفسدت لياقتهم الطبية والنفسية "فمن بين كل سبعة من الشباب لا يوجد إلا واحد فقط صالح للجندية ثم هذا الواحد الصالح لا يعني أنه عفيف طاهر نزيه، بل إن مستوى ما يعبه من الشهوات ومستوى إقباله عليها لا يصل إلى ذلك الحد الذي يمنعه من الدخول إلى الجندية، ولعلكم تعرفون أن الشواذ جنسيا لا يزالون يطالبون بإعطائهم الحق في الالتحاق في القوات المسلحة الأمريكية.
[GLOW]وفي نفس العام أصدر الرئيس السوفيتي خروتشوف تصريحا شبيها بهذا فيقول:"إن مستقبل روسيا في خطر وإن شباب روسيا لا يؤمن على مستقبله لأنه منحل غارق في الشهوات، وأهم أسباب ذلك: الفوضى الجنسية، والخيانة الزوجية". [/GLOW]
الرابع: المراهقة ومرحلة البلوغ الشرعي:
[GLOW]من أهم العوامل التي تدعونا إلى إعادة النظر في ما يطرح الآن في علم النفس المعاصر حول المراهقة: أن هذه المرحلة ترتبط بسن التكليف الشرعي.[/GLOW]
فالشاب حين يصل سن البلوغ يصبح مكلفاً تكليفا شرعيا، وتجب عليه الواجبات الشرعية التي تجب على سائر المسلمين، ولو مات وهو في هذه السن فإنه سيحاسب في قبره ويسأل، وسيحاسب في موقف الحشر والجزاء عند الله سبحانه وتعالى.
وحينها نتساءل من خلق الإنسان؟ أليس هو الله سبحانه وتعالى؟ أليس سبحانه وتعالى هو العليم بهذا الإنسان وبدواخله وبنوازعه (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) ، فهو سبحانه وتعالى الذي خلق الإنسان، وهو سبحانه وتعالى أعلم بهذا الإنسان بكل مافيه، بخصائصه ونوازعه ودوافعه وشهواته ورغباته وقد كلف سبحانه وتعالى الإنسان في هذه السن بالتكليف الشرعي؛ فصار مؤتمنا على الصلاة والصيام والصدقة والحج والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وسائر التكاليف الشرعية.
وحينما كلف الله تبارك وتعالى الإنسان في هذه المرحلة فهذا دليل على قدرته على القيام بواجب هذا التكليف، بل إن اختيار هذا السن فيه حكمة بالغة؛ فهو في هذه المرحلة وهذه السن أقرب ما يكون للعبادة، وأقرب ما يكون للتوبة إلى الله سبحانه وتعالى، ولأن يتحمل أمانة التكليف.
إن الله سبحانه وتعالى أعلم بخلقه من هؤلاء البشر، فهو الذي خلق الإنسان سبحانه وتعالى وهو أعلم به، فمهما أظهرت الدراسات البشرية المعاصرة مايتعارض مع شرع الله، ومع حكمته تبارك وتعالى في التكليف فهي مرفوضة، ولامكان لها لدى المسلم الموقن بشرع الله عز وجل وحكمته في خلقه.
[GLOW]ولا تنسوا قول الله في الحديث القدسي : (احب الشيخ التقي**لكن حبي للشاب التقي اشد)[/GLOW]
الخامس: المراهقة والاتجاه نحو التدين:
لقد توصلت دراسات معاصرة عديدة إلى أن المراهق في هذه المرحلة يعيش توجها نحو التدين، وهذا مما يكشف لنا عن شيء من حكمة ارتباط التكليف الشرعي بهذه المرحلة.
يبدأ المراهق في التساؤل عن نفسه من أين أنا؟ وكيف جئت؟ يبدأ يتساءل عن سر خلق الوجود والكون، ويبحث عن الإجابة التي تقنعه حول هذه التساؤلات، وقد يهتدي إلى المنهج السليم، وقد يضل ويزيغ.
ومن الظواهر الملفتة في ذلك ما نراه من بعض الشباب في هذه المرحلة، من إقبال على التدين والعبادة لله عز وجل، حتى من بعض الذين لم ينشأوا في بيئة محافظة. لكن الواقع السيئ للمجتمع كثيراً ما يفسد هذه الفطرة ويجر الشاب بعيداً عن الطريق الشرعي.
[GLOW]خلاصة الموقف من مشكلات المراهقة:[/GLOW]
إنه لا اعتراض على أن هذه المرحلة مرحلة صعبة، بل هي من أصعب مراحل العمر، ولا على أن كثيراً من مشكلات الشباب وأزماتهم تقع في هذه المرحلة، إنما اعتراضنا ينصب في أمور:
الأول: إهمال الوجه الآخر؛ وهو أن المراهقة مرحلة التكليف الشرعي ودخول الشاب إلى عالم الرجال.
الثاني: إهمال البعد الديني وإقبال المراهق على التدين والعبادة.
الثالث: افتراض أن مشكلات المراهقة ملازمة لهذه المرحلة، وليست نتاج الواقع المعاصر والأخطاء التربوية التي تمارسها التربية المعاصرة.
الرابع: اعتقاد أن الشاب معذور فيما يأتيه من الصبوة والانحراف بحجة كونه مراهقاً.
إننا بحاجة إلى أن يعيد الآباء والمربون والمعلمون نظرتهم للمراهقين، وحينها سيعيدون تعاملهم معهم على أساس هذه النظرة، وبحاجة إلى أن يعيد أهل التوجيه في مجتمعات المسلمين من رجال التربية والتعليم النظر فيما يقدم للشباب والفتيات في مجتمعات المسلمين.
وسيواجهون صعوبات في تربيتهم والتعامل معهم، لكن هذا لا يعني أن الأمر مستحيل، ولا أن ما يقع فيه المراهق أمر طبعي لا ينبغي أن يؤاخذ عليه، وفرق بين سلوك أسلوب الحكمة في العلاج والتصحيح، وبين الإهمال والتماس العذر للخطأ.
وانتهى الموضوع** ارجو ان يعجبكم** برغم طوله
لكن كان يجب علي ان احضره كله (بطريقة مختصرة) حتى تستفيدون جميعا
واتمنى انكم تقرأوه او جزء منه
المفضلات