مشاهدة النتائج 1 الى 3 من 3
  1. #1

    مأساة أم،،،،،،،،

    قصة يرويها لنا شاب ..
    يرويها بكل ندم وحسرة ..
    فلنبحر معاً في هذه القصة ..


    منذ نعومــة أظفاري.. كنت أرضع الدلال والأنانية..
    فقد كنـت وحيد والدي الحبيبين .. بعد حرمان دام لعشر سنوات..
    فلما كان مولدي.. كان مولد الفرحـة في بيتنا الصغيـر ..
    كانـت أمـــي تستجيب لمطالبي دونما رفض.. رغم علمي بحالتنا المادية المتواضعة..
    وكبرت وكبرت معي هذه الصفة.. وتولدت لدي الأنانية وحب النفس..
    لدرجـة أن أمـي حينما تطلب مني شيئاً كنت أزجرها..
    وأرفض بأن ألبي طلبها.. وأذهب إلى حجرتي وأنا على هذه الحال من العصبية..
    وتأتــي أمي المسكينة لترضيني وتطلب مني السماح.. رغم أنني المخطئ في حقها..

    وكان والـدي شـديد الرفض لهذه المعاملـة التي تعاملني بها أمي كولد وحيـد والدلال الذي أتلقاه منها..
    وقد سمحت لنفسي بالتلصص لحديث والدي عنــي مع أمـي.. وكنت أترجم أحاديثه تلك.. بأنه يغار مني!!!

    كنت عنيداً لأقصى الحدود.. وكنت شديد العقوق لوالـدي!!
    يوم تخرجـي بنسبة لا بأس بها.. أقامت والدتي احتفالاً بسيطاً..
    رغم رغبتها في احتفال كبير تدعو فيه القاصي والداني..
    ولكن حالتنا المادية لم تسمح بذلك..

    دعت جانباً من الجيران والأصدقاء.. وكانت فرحة أمي لا تضاهيها فرحـة..
    فقد ملأت البيت أضواء وأنوار.. لكن كل ذلك لم يكن يهمني ..
    فقد كنت أنتظر مفاتيح السيارة التي طالما وعدتني أمي بها..
    وكانت تقول (عندما يسهل الله .. عندما يأذن الله)..
    وكنت أظن أنه يوم تخرجـي..

    المهم ذهبت لأمي لأسألها عن مفاتيح السيارة.. فصعقت بردها..
    ( أن المبلغ لم يكتمل بعد)
    وقدمت لي بدلاً من ذلك ساعة ثمينة لم أقدر قيمتها آنذاك..
    انفجرت غاضباً وثرت كالبركـان ألقيت الساعة أرضاً والحضور في ذهول..
    وأشدهم ذهولاً أمي الحبيبة..

    وعندما هممت بالخروج والشرر يتطاير من عيني ..
    حاولت أمي أن تمنعني وأمسكت كتفي لتحدثني..
    ولكنــــي وبدون وعي منــي أمسكت ذراعها وطرحتها أرضاً كما تلقى الدمـى..
    ولم آبه لنظراتها والدموع تنساب على وجنتيها وهــي تتوسلني بالبقاء ..
    تركت المنزل وذهبت إلى صديق لأنام عنده حتى الصباح..

    وعند حلول الصباح توارد إلى مسامعي وجود أمي في المستشفى!!
    فأسرعت لاهثاً إلى هناك لأعرف السبب وأنا السبب..
    فرأيت الكثير ممن حضروا الحفل يقفون في الممـــر والكآبــة بادية على وجوههم..
    انطلقت بينهم لأدخــل إلى أمــي وكنت غيـــر مبالٍ لنظرات الاحتقارالتي كانوا يلمزونني بها..
    دخلت إلـــى أمي لأرى أبــــي جالساً إلى جانبها والدموع تسيل من كليهمــا..
    نظرت إلـــى أمـــي وكانـــت في حــالٍ يــرثى له..
    ذراع مكسورة .. وشحــوب عام .. والأدهــى من ذلك أنها لــم تعـــد تستطيع الكلام!!

    عنـــدها فقط استيقظ ضميري بعد غفلة دامت سنــوات..
    لاقت فيها أمـــي كل أصناف الإهانة..
    لم أقـدر تعبها وحبها لــــي.. حينها فقط أحسست بمدى ظلمي لها..
    فانفجــــرت باكياً وأنـــا أقبلها حتـــى أخمص قدميها..
    علها تصفح عنــي بم اقترفته طـوال عمري..

    لم أشعر بها إلا وهـــي ترفع رأسي..
    توقعت حينها أنها ستصب حميم غضبها وحزنها علــي..
    ولكــنها حتى تلــك اللحظــة لم تكن سوى القلب المحب..العطوف..

    فقد رفعت رأســي لتقبلنـي..

    نعم لتقبلنـــي..

    وأبـــي يشهد تلـك اللحظات

    .لم أعــــد أستطيع التعبير عما دار في خلـدي من مشاعر اتجاههــا..
    ولم أكــن أعلــم أن تلك القبلة..
    هي القبلة الأخيــرة من أمــي الحبيبة..

    لم أنتبـــه لذلــك إلا عندمـــا رفعت أمــي إصبعها للتشهد..
    فأخذت أحضنها وأنا أبكــــي.. أبكي حسرة على ما فعلت لها..
    أبكي حزناً لوداعها..ولكنها فارقــت الحياة آنذاك..
    نعــم..ماتت قهراً وحسرة..
    ماتت حزناً علي.

    .لقـد ضاع عمرها كلـه في تربيتي..
    ضاعت أحلامها وتلاشت في لحظة..

    أنا السبب في ذلــك..
    أنا السبب..

    مضت الأيام وتقبل أبــي عزاء المعزيين..أما أنا فقد لزمت حجرتي ..
    أتلوى ألماً وحزناً.. وأقرأ القرآن وأترحم على والدتي..وأطلب المغفرة من الله..

    بعد انتهاء أيام الحداد..
    طرق أبي الباب.. ففتحت له وتأملتــه لحظة..

    ثم انهرت عليه باكيــاً..
    حاول أبـي أن يهدئني.. وكيف لي أن أهدأ وأنا أتذكــر ما اقترفته في حق أمي..
    فأخذ أبي يواسيني ويواسي نفســه..فنمت في حضنــه كما كنـت أنام في حضن أمي(رحمها الله).. عندما كنت صغيراً..
    مر علــي شريط حياتــــي بلمح البصر..وخلدت للنوم..

    ومنذ ذلـك الحين وأنا لا أكف الدعــاء لأمـــي الحبيبة وأطلب المغفرة من الله تعالــــى..
    وأرعــى أبــي علّي أعوض ما أهدرته طوال عمـري في حق أعز النـــاس إلــــيّ

    أبي العزيز وأمي يرحمها الله..

    قصة مؤسفة ..
    نهاية الدلال والترف ..

    نتمنى أخذ اعظة والعبرة منها ..



    منقووووووول


  2. ...

  3. #2
    قصة في غاية الروعه مؤثرة كتير كتييير
    تسلم اخي على القصه
    لكن مكانها غلط المفروض نزلتها في قسم القصص والروايات
    انتبه مره تانيه^^
    لا شيء سوى .. نبضٌ و حُلم و غمامة شارفت على الرحيل

    e94f3095bb97522067afc8e44d30baf6

    481047

  4. #3

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter