سيفن بيترسون يمكنه بكل تأكيد أن يكون فخورا بالقصة التي حدثت معه :
...... ( كيف تكون الأمور عندما تعمل لواحد من أثرياء العالم ؟ )
هذا هو السؤال الذي مافتئ زملاؤه في العمل يكررونه على مسامعه .
يجيب بيترسون - الذي يعمل نجارا - قائلا : ( إنها قصة معقدة معقدة بالفعل ...) ........( كل أوراقي الثبوتية اضطررت
أن أتخلي عنها على الباب الأول ..... وعندما مررت بالباب الثاني كان لزاما علي أن أوقع على ورقة بأنني لن ألتقط أي
صور على الإطلاق أو أخبر أي كائن بما قد رأيت أو حتى مالذي كنت أفعله على ظهر اليخت . كما أنني كنت محاطا
دائما بحارسين يراقبانني طول الوقت . )
هذا هو مايسمى حقا بالتحكم الكامل , وهكذا تسير الأمور عندما يكون رب العمل هو رومان إبراموفيتش .
يملك الثري الروسي حوالي 15 مليارا وإحدى أهم أولوياته هي الحفاظ على حياته الخاصة وأسرارها وعدم السماح لها
بالتسرب إلى الخارج بأي طريقة .
منذ عدة أسابيع يرسو يخته العملاق على شواطئ هامبورغ لإجراء صيانة روتينية في مصنع السفن , اليخت هو سادس أكبر يخت
في كل العالم بطول يصل إلى 108 متر .
خمسة أطفال , زوجة جميلة - على الرغم من الروائح التي فاحت مؤخرا عن احتمال الطلاق - , ثروة عملاقة من الفحم المنازل , السيارات , هذا
الرجل لديه كل شيء حقا ولكن مالذي يفعله رجل مثله إن أصابته حالة من حالات الملل ؟؟
الجواب واضح : بالتأكيد سيحاول البحث عن هواية جديدة وهو ماقد حصل فعلا .
ابراموفيتش يقتحم عالم المستديرة ... !!!!
لا أحد من مرافقيه يتذكر أنه اهتم يوما ما بكرة القدم بشكل أو بآخر أو كان لديه عشق يسمى كرة القدم !!!!!
ولكن ... لا يهم .... !!!! فالعشق قد بدأ الآن وكلفته تجاوزت حتى الآن نصف مليار يورو !!!!!! .
عام الفين وثلاثة اشترى ابراموفيتش نادي نشيلسي بمبلغ وصل إلى مئتي مليون يورو أتبعها بعد ذلك بحوالي ثلاثمئة
يورو في الأعوام التالية لاستقطاب نجوم عالميين إلى ناديه الجديد .
ابراموفيتش وضح خطوط السير التي يجب أن يتبعها مورينيو بالقول : ( لا أريد القذف بنقودي هباء من النوافذ , ما أريده
هو التسلية وتسليتي هي الإنتصارات والبطولات .) مورينهو يعي ذلك جيدا . هذه المرة غير مسموح الخروج من الأبطال
وهكذا يجب أن يكون عندما تعمل لصالح ابراموفيتش .
ربما يجب أن أقص عليكم هذه القصة الصغيرة حتى تتمكنوا من فهم عقلية وتفكير ابراموفيتش : أثناء مروره بأحد
شوارع لندن يثير انتباهه منزل أنيق ورائع . ابراموفيتش ليس من النوع الذي يفكر كثيرا وبالتالي يقدم عرضا بقيمة 59 مليون يورو لصاحب المنزل . وبعد
أسبوع يصل الرقم إلى 88 مليون لكن صاحب المنزل يبقى مصرا . المرة الثالثة يصل عرض الروسي إلى 147 مليون يورو
ليفقد صاحب المنزل أعصابه ويبدأ بالصراخ في وجه ابراموفيتش قائلا : ألا تفهم مالذي تعنيه كلمة ( لا ) ؟ ويجيب
ابراموفيتش بكل برود : لم يسبق لي التعرف على هذه الكلمة للأسف !!!! .
في النهاية لم يحصل ابراموفيتش على المنزل إلا الان
هذه الواقعة تعطي فكرة واضحة عن آلية تفكير الثري الروسي .
ابراموفيتش هو واحد من الروس الذين استفادو من الإنتعاش الإقتصادي بعد زوال الشيوعية في روسيا وطور أمواله
بشكل خرافي عن طريق النفط والغاز بالإضافة غلى علاقات ودية مع الكريملين الروسي فهو صديق لفلاديمير بوتين
أيضا .
يفضل ابراموفيتش الإقامة بلندن بدلا من روسيا حيث يعتقد أن أي شخص يمكنه اشعور بالراحة بمدينة مثل لندن كما أنه
يحس بالأمان أكثر فيها إذ أن رجلا بحجم وشهرة ابراموفيتش لديه حتما الكثير من الأعداء المتربصين به حتى في المجال
الرياضي .
أحد هؤلاء هو بالتأكيد أولي هونيس مدير نادي بايرن ميونيخ الذي طالما تحدث بسخط عن سيطرة الروس على أندية
كرة القدم ...... : ( أنها لعبة بلا حدود بالنسبة لهؤلاء , وطالما قبلنا بوجود مافيات النفط بأسعارها المجنونة بيننا فسنظل
في دائرة لايعرف أولها من آخرها ) .
العالم ينظر مكتوف اليدين بلا حيلة إلى تحركات ابراموفيتش الجنونية في سوق كرة القدم الدولية , وتكديسه للنجوم
العالميين في فريقه
وآخرهم الأوكراني شيفشينكو واالألماني بالاك . ابراموفيتش لا يود التحدث عن ذلك كثيرا وآخر مقابلة صحفية له كانت مع
صحيفة الصنداي البريطانية عام 2003 .
وحتى في لندن نفسها فإن ابراموفيتش يعتبر غامضا ولا يمكن العثور عليه بسهولة , مع وجود استثناءات قليلة . شقته
في مربع كستر الراقي في لندن . وعلى فكة فهذه البقعة من لندن مزودة بنظام حجب يمنع التنصت على أجهزة الموبايلات فيها .
أما منزله العائلي فيقع سوسكس التي تبعد مسافة ساعة تقريباعن لندن . والمنزل يقع في مساحة حوالي 425 هكتارا
من الأراضي التي يتوسطها القصر نفسه والذي تصل قيمته إلى عشرين مليون يورو . كما أن الجيران لا يرونه أبدا كل
مايمكنهم معرفته هو ما إذا كان موجودا أم لا عن طريق هدير محركات مروحيته الخاصة .
هذا هو ابراموفيتش .........
تسطيع فقط التخمين حول مكان تواجده ..
ليس مسموحا لك الحديث معه
المفضلات