كل يوم نـُفجع .. بوفاة أحد شبابنا او نسائنا...
كل يوم يلقى شاب او امراة في طرف شارع...
أصبح دمه بارد ... كسجادة حمراء تحيط به
كل يوم تنوح أم
وتفجع زوجة
ويتيتم طفل
كل يوم برصاص الغدر او وسيلة اخرى نفقد أحدهم..
إلى متى يا شبابنا
إلى متى يظل الاستهتار
وإلى متى نركض فقط وراء رغباتنا
تلك سطور كتبتها لـ أمي ...
لم أرى حزن .. كحزن عيني بعد موتها ...
أيا امـي..
قد انتهى عمرك
ورحلت إلى ربك
فليغفر لك ويرحمك
وليؤنس وحشة قبرك
أيا امي..
أرشدني بنصحكِ
فما عدت أعلم أأسكت أم أبكيك
أأبكي على فرقاكِ
أم أبكي على ذكراك ِ
أأبكي على أخواني الصغار
أم أبكي على سؤالهم عنكِ
أأبكي على جدتي
أيا امي..
مضيتِ عنا ولم نشبع من رؤياكِ
رحلتِ عنا ولم نمل من جلساكِ
ذهبت دون كلمة وداع لأبنتك
غبتِ قبل أن اقبل جبينكِ
أيا امي..
تواريتِ عن أحبابك
فارحمِ قلوب تبكيك
وارحمِ ألسنة اشتغلت بذكراك
وارحم ِأرواح تطلب عفوك
سامحيني..
فما علمنا بموعد فرقاكِ..
أيا امي..
قد فاجأني موتك
رحلتِ يا امي وقلبي معك
تواريت يا امي فأنا أدعو لك..
أيا أمي..
اعذرني إن سمعت صراخي
فإني طفلة لم اذق فراقكِ قبل الان
أمسكت عن البكاء لأجدني
لا أقدر إلا على الصراخ
قد متِ يا امي وحيدا
في ظلمة ليل أسود
في بركة دم بارد
أصرخ أناديك يا عمري
لعل صوتي يصلكِ فتأتيني
أصرخ استرجي عفوكِ عني
فأنا لم أحس بما تعانين
لم أصل لألقفكِ بيدي
لأنقذكِ من السكراتي
لأمنع عنكِ الموت بدعائي
سامحني يا ربي
ولكني فجعت بأغلى مالدي
امي وليس لي عنها غنى
غادرتني .... وللابد
واليوم أراه حبيسة في قبرها
فارحمنا يا ربي فليس لنا غيرك نرجو رحماه
و ليس غيرك من يحمد على مكروه
المفضلات